مجموعة Adam Lippes ما قبل خريف 2026: ديناميكية وفخامة

مقالات ذات صلة

مجموعة Adam Lippes ما قبل خريف 2025

مجموعة Adam Lippes لخريف 2022

مجموعة Adam Lippes لخريف 2021

يقدّم آدم ليبس Adam Lippes في مجموعته لما قبل خريف 2026 واحدة من أكثر لحظاته الإبداعية جرأة منذ تأسيس علامته، إذ يبتعد، ولو مؤقتًا عن مفرداته الجمالية الأكثر شهرة، ليغوص في عالمٍ طالما شكّل شغفًا شخصيًا غير معلن: عالم السيارات، الحركة، والسرعة المصقولة.

هذه المجموعة ليست مجرد تغيير في المزاج البصري، بل إعادة توجيه واعية للغة التصميم، حيث تتحوّل الأناقة الهادئة إلى ديناميكية محسوبة، وتصبح الملابس انعكاسًا لحالة جسدية ونفسية في آنٍ واحد.

خطوط السباق بدل الأزهار: بيان بصري جديد

أبرز ما يلفت النظر في هذه المجموعة هو الغياب شبه التام لطبعات الأزهار التي طالما ارتبطت باسم آدم ليبس:

1. بدلًا من ذلك، تتصدّر الخطوط المستوحاة من سباقات الجائزة الكبرى المشهد، لتشكّل العمود الفقري للسرد البصري. تظهر هذه الخطوط على سترة أنوراك من حرير التافتا بياقة عالية، وعلى تنورة ميدي من حرير الكريب، في تلاعب دقيق بين الخفة والانضباط.
2. رغم وجود بعض التنانير المتوسطة الطول، تميل الغالبية العظمى من التنانير إلى أن تكون قصيرة جدًا، خيار جريء من مصمم لطالما ارتبط بالاحتشام الأنيق. إلا أن ليبس يقدّم هذه التنانير من خلال خامات فاخرة تُضفي عليها طابعًا معماريًا: جلد خروف أسود لامع يعكس الضوء كما تفعل هياكل السيارات الرياضية، وحرير دوقة مزدوج الوجه مزين بفيونكة ضخمة تُكسر حدّة التصميم، وصوف غبردين مُهيكل يستحضر خطوط السيارات الفاخرة مع تفاصيل معدنية تشبه أبازيم مقاعد القيادة.

الأحمر، اللمعان، والهندسة المتحرّكة

1. يظهر اللون الأحمر، المستوحى مباشرة من سيارات السباق، كلون محوري في المجموعة، لا يُستخدم هنا كرمز للإغواء التقليدي، بل كإشارة إلى القوة والطاقة.
2. يتجلّى ذلك في فستان محبوك بغرزة منسدلة يحمل نقشًا ماسيًا مستوحى من الشعار المُحدّث للعلامة، وفي بودي سوت قصير يُنسّق مع بنطلون تشينو واسع، ليخلق توازنًا ذكيًا بين الانسيابية والصرامة.
3. هذا التوازن هو جوهر المجموعة، كل قطعة تبدو وكأنها في حالة حركة حتى وهي ثابتة. الخطوط المائلة، القصّات غير المتوقعة، والأقمشة التي تتفاعل مع الضوء، كلها عناصر تُحاكي فكرة السرعة دون اللجوء إلى رموز مباشرة أو مبتذلة.

الحِرفية كعنصر محوري في الملابس الرياضية الفاخرة

1. رغم الطابع الرياضي الواضح، لا يتخلى ليبس عن هوسه بالحِرفية، بل على العكس، ترتقي الملابس الرياضية الأمريكية هنا إلى مستوى جديد من الفخامة الهادئة.
2. تظهر سترات من قماش التول القطني مزدوج الوجه مع بطانة داخلية من الساتان، وملابس خارجية من القطن الإيطالي اللامع، إلى جانب جلد خروف شديد اللمعان، مستوحى من تشطيبات سيارات أستون مارتن، صُمم على شكل سترة بومبر بأكمام راجلان.
3. يلعب قماش البليسيه الحريري دورًا أساسيًا في التأكيد على الحركة، سواء في الفساتين أو بناطيل السهرة، حيث يتفاعل مع الجسد بخفة وانسيابية، أما القطع المحبوكة، فتضم تفاصيل مربعات دقيقة تعكس دقة ميكانيكية شبه صناعية، بينما تنسدل البلوزات ذات التصميم المريح خلف الجسم، وكأنها تترك أثرًا للحركة بعد مرورها.

ملابس السهرة: أناقة جديدة بلا تكلف

تُعد ملابس السهرة عنصرًا ثابتًا في عالم آدم ليبس، لكن موسم ما قبل خريف 2026 يقدّم لها قراءة مختلفة:

1. بدل الفساتين الطويلة التقليدية، نرى إطلالات مكوّنة من بلوزة وبنطال، تعكس ذائقة معاصرة أكثر تحررًا.
2. أحد هذه الإطلالات يأتي بتصميم بدون حمالات، بطول منتصف الساق، مصنوع من قماش شفاف مطوي، بينما يجمع الآخر بين ظهر رياضي وبنطال واسع، ليقدّم مفهومًا جديدًا للأناقة المسائية: مريحة، واثقة، وغير متكلّفة.

هذه الخيارات تتناغم تمامًا مع التحول الأوسع في عالم الموضة نحو “الرياضة الفاخرة”، حيث لم تعد الراحة نقيضًا للأناقة، بل أحد شروطها الأساسية.

عودة خجولة للرومانسية

1. رغم التحوّل الجذري، لا يستطيع ليبس وربما لا يريد، أن يتخلّى تمامًا عن نزعاته الرومانسية. تظهر مجموعة صغيرة من الزهور المرسومة يدويًا، مستوحاة من ورق جدران سويدي من القرن الثامن عشر، لتعيد لمسة من رقته المعهودة، تُستخدم هذه الزخارف على فساتين وقمصان قطنية جديدة، بعضها مُدعّم بتنانير داخلية خفيفة، ومنسّق فوق سراويل واسعة الأرجل.
2. تلعب هذه القطع دور الموازن داخل المجموعة، حيث تُخفف من حدّة الخطوط الرياضية، وتؤكد قدرة المصمم على الجمع بين عوالم متناقضة دون الإخلال بالوحدة البصرية.

توسيع الأفق دون فقدان الهوية

من منظور نقدي، تُعد مجموعة Adam Lippes لما قبل خريف 2026 خطوة ذكية ومدروسة:

1. فهي لا تسعى إلى إعادة ابتكار العلامة بشكل جذري، بل إلى توسيع أفقها التعبيري. الإشارات إلى عالم السيارات حاضرة بذكاء، دون الوقوع في فخ التكرار أو الرمزية السطحية، بينما تحافظ الخياطة الدقيقة واختيار المواد على المستوى الرفيع الذي يُتوقع من ليبس.
2. قد يبدو الجمع بين التنانير القصيرة جدًا والخياطة المتقنة متناقضًا للبعض، إلا أن هذا التوتر ذاته هو ما يمنح المجموعة طاقتها الخاصة، إنها خزانة ملابس لامرأة واثقة، تتحرك بسرعة، وتعرف كيف تُوازن بين الجرأة والرقي.

في النهاية، يكشف كتالوج ما قبل خريف 2026 عن جانب جديد من عالم آدم ليبس: عالم أنيق، ديناميكي، ومتصالح مع الحركة، دون أن يفقد جوهره الفاخر. إنها مجموعة لا تُشبه أعماله السابقة، لكنها تُثبت أن الهوية القوية لا تعني الجمود، بل القدرة على التحوّل بثقة.