أخطاء علاقة الحب مع رجل متزوج

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الإثنين، 31 أكتوبر 2022

كثيراً ما نسمع أن رجلاً متزوجاً يقيم علاقة عاطفية مع فتاة عزباء، وتختلف نهاية هذه العلاقة حسب تطوراتها، ربما تنتهي بعودة الرجل إلى زوجته وأسرته، وربما تنتهي بهجره لزوجته للزواج من عشيقته، كما أن هناك حالات تظل معلقة لفترات طويلة، فلا هي تنتهي بزواج أو بطلاق، لكن هل يفكر الرجل بنتائج هذه العلاقة غير المشروعة؟ وما هي دوافعه للدخول فيها؟ وما مخاطر علاقة الفتاة برجل متزوج؟ وما أثر ذلك على الأسرة والمجتمع؟ تابع القراءة لتعرف الإجابة عن هذه الأسئلة.

مخاطر العلاقة مع شخص متزوج

إذا أحببتِ رجلاً متزوجاً، فأنتِ أمام سلسلةٍ من المخاطر المتلاحقة التي لا تقل عن خطورة وجودك وحيدةً في كهفٍ محاطٍ بالضباع! لذلك، يجب أن تفكري جيداً في نتائج هذه العلاقة، وإلى أين قد تنتهي، فالجميع يعلم أن التجربة الشخصية هي أكثر ما يعلِّم الإنسان في الحياة، إليكِ فيما يأتي بعض النتائج السلبية والمخاطر التي ستنعكس على حياتكِ بشكلٍ مباشر عند الشروع في علاقة مع رجل متزوج:

  • ما يفعله الرجل عند الدخول في علاقةٍ عاطفيةٍ خلال الزواج القائم، يسمى خيانةً، والفرق بين من يقدم على هذه العلاقة، وبين من يكتم مشاعره احتراماً لزواجه، هو فرقٌ أخلاقي بالدرجة الأولى، فمن لا يتمتع بالأخلاق الكافية ليحترم زواجه، لن يجد في المستقبل ما يردعه عن خوض علاقات جديدة استجابة لنداء المشاعر، أو الغرائز، عندها ستكونين أنتِ الضحية الجديدة!
  • تذكري الأسباب التي تدفع الرجل ليحب امرأة غير زوجته، وفكري لمَ يحبكِ ويترك زوجته، وهل تعتقدين أن أياً من هذه الأسباب يكفي لتدخلي في هذه العلاقة الغريبة.
  • هناك على الضفة الأخرى، أسرة مهدَّدة بالتفكك بسبب هذه العلاقة، فمعظم المشكلات الأسرية لها حلول، قد تكون معقدة، لكن هذه العلاقة ستقضي على مستقبل الأسرة، وقد تسبب أزمات نفسية للأطفال والزوجة.
  • إذا لم يكن الرجل متفقاً مع زوجته، مهما كانت الأسباب، لا تكوني سبباً منها، يمكن له أن ينفصل عنها أولاً، ثم يبحث عن شريكة جديدة، لكن محاولته أن يجمع بين زوجته وبديل عنها معاً، لا يمكن أن تكون نابعةً من رجل خلوق!
  • وفقاً لما ذكرناه؛ فإنَّ احتمالات فشل هذه العلاقة كبيرة جداً، فلمَ المخاطرة؟ من جهة أخرى، لن تستطيعي أن تصرحي بهذه العلاقة أمام عائلتكِ أو أصدقائكِ، لأن المجتمع سيعارضها، كما سيكون الرجل سعيداً باستمرار سرية هذه العلاقة.
  • عادةً ما يستطيع الرجل المتزوج إدراك الصفات السلبية والإيجابية التي تحبها الفتيات والنساء، لذلك سيكون مخادعاً محترفاً.
  • في غالبية الأحيان، تكون أولوية الرجل منزله وأسرته وأطفاله، فهو يعتبر علاقاته خارج الزواج القائم نزوة أو تسلية، كما أنه في حال كان جدياً، وتخلى عن زواجه من أجلكِ، لن يكون الرجل الذي عرفتِه قبل أن يترك زوجته، وسيذكركِ دائماً بأنه تخلى عن زواجه من أجلكِ، حتى عندما يحب واحدةً أخرى خلال زواجكما، سيقول لها إنه دمر حياته من أجلكِ، فاتخذي قراراً الآن بالانسحاب من هذه العلاقة. [1]

دوافع الرجل المتزوج للعلاقات العاطفية

هناك سلسلة طويلة من الدوافع، التي تجعل الرجل يشعر بمشاعر الحب تجاه أنثى غير زوجته، منها ما يتعلق بزواجه، ومنها ما يتعلق ببناء شخصيته، وأحياناً قد يتعلق الأمر بالترغيب من قبل فتاة أو امرأة أخرى، لكن لا بد من لفت الانتباه، أن ما سنذكره، لا يمكن اعتباره مبررات للدخول في علاقة حب في ظل زواج قائم بأي شكل من الأشكال.

في الحالة الطبيعية، وبعيداً عن الرجال الذين يعانون من أزمات نفسية تؤدي إلى تعدد علاقاتهم، فإن علاقة الرجل بزوجته، تعتبر في طليعة الدوافع التي قد تجعله يبحث عن حب خارج المنزل، فإذا كانت هذه العلاقة ودية ومستقرة، ستكون احتمالات دخول الرجل في علاقات أخرى أقل، وليست منعدمة، بسبب العوامل الشخصية.

لكن في العموم، غالباً ما يتخذ الرجال من المشاكل الزوجية مبرراً أساسياً لخوض علاقة حب خارج إطار الزواج، كما أن الزواج التقليدي، أو الزواج غير المتكافئ يؤثر أحياناً على مشاعر الرجل على الأمد البعيد، إذ يرى الرجل بعد عدة سنواتٍ من الزواج أنه يحتاج إلى تجربة علاقة الحب التي لم يعشها مع زوجته، أو التي فشلت في زواجه، حتى وإن كانت الزوجة مخلصةً ومتفهمةً.

كما أن كثيراً من الرجال يلقون المسؤولية على الضغوطات اليومية، مثل: مشكلات العمل، والأزمات المادية، وقد لا تكون كل هذه المبررات واضحة قبل خوض علاقة الخيانة، لكن الرجل سيفكر فيها بعد أن يتورط في حب امرأة أخرى، ليتمكن من التصالح مع نفسه، وتغليب حقِّه على واجباته.

من هنا، يجب أن نفهم أمراً أساسياً، وهو أن علاقة الحب هذه لا تكون بقرار إرادي مع سبق الإصرار، وإنما تكون نتيجة لبعض العوامل، أما القرار الذي يُحاسَب عليه الرجل، فهو خوضه في هذه العلاقة والسماح لها بالتطور، فلا يمكن أن نحاسب الزوج على المشاعر الطارئة.

لكن بعد أن يفصح الرجل عن هذه المشاعر علانية، ويخوض في الجانب العملي، أي يصبح هناك طرفان لعلاقة قائمة، يصبح الأمر إرادياً، فيكون الرجل قد اتخذ قراراً بخوض هذه العلاقة، وبالتالي يكون قد وقع في المحظور. [1]

تمكنت دراسة حديثة من تحديد مجموعة من الأسباب التي تدفع الرجل إلى خوض علاقة عاطفية مع امرأة أخرى غير زوجته، نذكر لك أبرزها فيما يأتي:

  • الاحتياج النفسي والعاطفي: احتياج الرجل إلى الدعم النفسي والعاطفي قد يكون من الأسباب التي تدفعه لخوض علاقة خارج إطار الزواج، فمن الممكن أن يبحث عن امرأة تشبه أمه، أو فتاة تساعده على اتخاذ القرارات وتعزِّز ثقته بنفسه، إن لم يجد هذه الصفات في زوجته، كما أن عدم الرضا العاطفي عند الرجل يؤثر على قراراته، بسبب انشغال الزوجة بأمورها الخاصة والروتين العاطفي أيضاً.
  • دافع التسلية: يعد الزواج السعيد ليس آمناً أيضاً، فقد يبحث الرجل عن التسلية، أو التغيير فقط، وغالباً ما يبرر الرجل ذلك، بأن زواجه لا يمنعه من الشعور بالمحبة تجاه امرأة أخرى.
  • أسباب مادية: المغريات المادية التي تتمتع بها المرأة الأخرى قد يكون لها قدرة على اجتذاب الرجل إليها، بغض النظر عن سعادته الزوجية، فقد يتناسب ذلك مع أهداف الرجل المادية، مثل: تحقيق الترقي الوظيفي، وتحسين الظروف الاقتصادية عن طريق هذه العلاقة.
  • دافع الغريزة: لا يغفل الباحث الدوافع الجنسية، التي تحرك غرائز الرجل، وتجعله يتخذ خيارات خاطئة، إذ يتعامل بعض الرجال مع العلاقة خارج إطار الزواج بمثابة مكافأة لهم على انشغالهم بالمسؤوليات والأعمال، فيحظون بعلاقة خالية نسبياً من الالتزامات المادية والمعنوية، كما أنها تغذي الشعور المتضخم بالأنا هذه العلاقة. [1]

هل خيانة الزوج دليل على عدم حبه لزوجته

تعتبر أي علاقة يقوم بها الرجل المتزوج خارج إطار الزواج القائم خيانة زوجية، حتى وإن لم تتطور هذه العلاقة إلى علاقة جسدية، ومن المؤكد أن خيانة الزوج دليل على عدم حبه لزوجته وإخلاصه لها، فالوجه الآخر للحب هو الإخلاص والوفاء وعدم الخيانة.

وعادةً ما يبرر الرجل لنفسه الخيانة من خلال تعديد صفات زوجته السلبية، فإذا فكر الرجل للحظة، أنه يخون زوجته عندما يقول لأنثى غيرها (أحبكِ)، سيجد مباشرة مبررات لا تنتهي، ليجعل العلاقة التي تجمعه بامرأة أخرى علاقة تشرِّعها المشاعر والحب.

وستجده يقول لأحد أصدقائه إنه لا يستطيع السيطرة على مشاعره تجاه عشيقته، وأن الأمر خارج عن إرادته....إلخ، نحن هنا أمام قضية جوهرية، تكمن في أن هذه العلاقة لا تقبل التشريع مهما كان الأمر، فهي خيانة بكل تأكيد، بلا أعذار أو أحكام مخففة، ولا يمكن تسميتها (حب)، للتخلص من صوت الضمير.

أما إذا كانت مشاعر الرجل المتزوج صادقة تجاه عشيقته، فيمكن تسميتها (خيانة بدافع الحب)، وهذا لا يقلل من وطأة فعل الخيانة، لكنه يحدد دوافعها، أي أنه توصيف للحقيقة المتمثلة بكسر قواعد الزواج. [2]

لماذا تحب الفتايات الرجل المتزوج

غالباً ما تكون الفتاة التي تخوض علاقة حب مع رجل متزوج، أصغر منه سناً، وتفتقر إلى التجارب العملية التي تعزز التفكير العقلاني لدى الإنسان، كما أن هناك عدداً من الصفات التي يتمتع بها الرجل المتزوج وتلفت انتباه الفتيات، أولها المسؤولية والنضج.

إذ إن الرجل الذي لديه أسرة، يكون أكثر اتزاناً من الشاب الصغير أو الرجل الذي لم يتحمل المسؤولية بعد، لكن الفتيات في هذه الحالة، يغفلن أن الرجل يتخلى عن مسؤولياته واتزانه، بمجرد أن يدخل في هذه العلاقة. [2]

إضافة إلى ذلك، يمكن أن تخلق هذه الفتاة صراعاً بينها وبين زوجة الرجل، يجعلها تدخل في تحدٍ معها، لإثبات أنها قادرةً على إثارة إعجابه أكثر وأنها أفضل، وهذا يعد اضطراباً نفسياً في حد ذاته.

كما أن التأثير الدرامي لعلاقات الحب، الذي يتلقاه الفتيات والشباب عن طريق الأفلام والمسلسلات، يُفقد علاقة الحب كل جوانبها العملية والعقلانية، ويجعل الأمر مرتبطاً بخفقان القلب والتغيرات الهرمونية، بعيداً عن أي معطيات واقعية قد تجهض هذه العلاقة.

ولو فكرت الفتاة في نتائج هذه العلاقة بطريقة عقلانية، لتوصلت إلى قرارٍ فوري بالعزوف عنها، وهذا ما نجده لدى العديد من الفتيات اللاتي يتخذن قراراً مسبقاً، بأن أي علاقة برجل متزوج محظورة، ليس من الجانب الأخلاقي والديني فحسب، بل إنها في حساب المصالح الشخصية تعد صفقة خاسرة في أغلب الأحيان، إن لم نقل دائماً. [2]

آثار الخيانة الزوجية على الأسرة والمجتمع

تعد هذه العلاقة العاطفية مدمرة بكل المقاييس، فهي تفسد حياة الحبيبة الطارئة، وتمنعها من حقها في التمتع بحياة عاطفية مستقرة، كما تضع الرجل ضمن دائرة الخيانة الزوجية، التي ينتج عنها اضطرابات نفسية مختلفة.

هذا بالإضافة إلى ما ستتعرض له الزوجة عندما تعرف بهذه العلاقة، وتكون نتيجتها الانفصال، إذ تشعر الزوجة بمرارة الخيانة، وتفقد ثقتها بنفسها، لأن غالبية من يحيطون بها سيعتبرونها مذنبة بسبب عدم تمكنها من الحفاظ على زواجها، لكنها في الحقيقة ليست مذنبة.

كما أن الخيانة الزوجية تؤدي إلى ضياع الأطفال بين أبيهم الذي اختار الابتعاد عن عائلته وأمهم الجريحة، فضلاً عن أن انتشار مثل هذه العلاقات غير المشروعة، يهدِّد الترابط الاجتماعي ويؤثر سلباً على الاستقرار العائلي في المجتمع كلِّه. [1]

وفي النهاية، بعد أن تعرفت معنا على مخاطر العلاقة مع شخص متزوج، اعلم أنه غالباً ما يعرف الرجال أسباب ونتائج العلاقة، لكنهم يستغلون الاندفاع العاطفي لدى الفتيات اللاتي يقعن في حبهم، ليقوموا بإيجاد المبررات الملائمة لتصرفاتهم، كذلك تعرف الفتيات خطورة الدخول في مثل هذه العلاقة، إلّا أنهن أيضاً يبحثن عن المبررات.