الزواج التقليدي وأهم مراحله وطقوسه

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الأحد، 04 ديسمبر 2022
الزواج التقليدي وأهم مراحله وطقوسه

يعد الزواج من أكثر العادات شيوعاً بين البشر، وهو مستمر منذ القدم حتى يومنا هذا، ويعتبر القاسم المشترك بين كل شعوب الأرض، ولا سيما الزواج التقليدي، فما مفهوم الزواج التقليدي وما أهم مراحله وطقوسه، ذلك ما سنتعرف عليه معاً من خلال هذا المقال.

مفهوم الزواج التقليدي

الزواج التقليدي هو اتحاد بين الرجل والمرأة، يعيشان معاً تحت سقف واحد، بعد أن يكون نشأ كل منهما في مكان مختلف عن الآخر، وفي ظروف مختلفة، لتأتي ظروف معينة تجعل الرجل والمرأة أو عائلتهما يقرران الارتباط، ليكون الهدف الأساسي هو إنجاب الأطفال والحفاظ على النسل. [1]

وذلك بغض النظر عن الأسباب الأخرى التي لها علاقة بالحب، أو المصلحة الاقتصادية أو السياسية كما يحصل بالنسبة للأنظمة الملكية، فعلى سبيل المثال اتحدت المملكتان الإسبانيتان في ظلِّ عرش واحد، بعد زواج إيزابيلا ملكة قشتالة من ملك أراغون فرناندو الخامس عام 1479، أو القرابة بين عائلتي الطرفين، فتبدأ الزيارات ابتداء بالتعارف وانتهاء بالزواج. [1]

مراحل وطقوس الزواج التقليدي

بداية لا بد من التنويه إلى قضية مهمة، وهي أن الشاب والفتاة في هذا النوع من الزواج غالباً لا يريان بعضهما أبداً قبل التعارف الذي يسبق هذه الخطوة، أما بالنسبة للفتيات فتبقى حفلات الأعراس ولقاءات الجارات وسيلتهن لجذب أم العريس الراغبة في عروس لابنها، عن طريق ما يُعرف بزواج الصالونات، وبعد ذلك تبدأ مراحل الزواج، وهي كالآتي: [1]

المرحلة الأولى: لقاء عائلتي العريس والعروس

تقوم هذه المرحلة على لقاء يجمع عائلتي العريس والعروس في منزل أهل العروس، حيث يطلب والد العريس يد العروس لابنه بشكل رسمي، ثم يختار كل من العريس والعروس من يمثلهما لبدء الحديث.

ويقوم ممثل العريس أو وكيله بالإجابة عن الأسئلة التي يطرحها وكيل العروس والمتعلقة بوضع العريس الاقتصادي والاجتماعي، وإمكاناته المادية، كذلك خططه المستقبلية، وبعدها يقرر وكيل العروس إما قبول الزواج أو رفضه، وأحياناً يطلب مهلة للرد على طلب أهل العريس.

المرحلة الثانية: تحديد موعد الخطوبة والمهر والهدايا

تبدأ هذه المرحلة بعد إعلان وكيل العروس الموافقة على عرض الزواج، وبعدها يتفق مع وكيل العريس على المهر، وهو عبارة عن منحة مالية أو عينية يقدمها العريس لأهل العروس لقاء ما قدموه للعروس من جهود ونفقات في التربية والتعليم لغاية ما وصلت إليه.

وحالياً، يعد المهر من حقوق العروس، ولها أن تفعل به ما تشاء، ففي الدين الإسلامي يقسم المهر إلى قسمين، المهر المعجّل، وهو المهر الذي يدفع قبل الزواج للعروس، والمهر المؤجّل، ويؤخذ بعد الطلاق، إذا كان الزوج هو سبب الطلاق (ويكون الزوج سبب الطلاق في ثلاث حالات، ثبوت الخيانة الزوجية، عدم قدرة الزوج على الإنجاب، كذلك غياب الزوج وانقطاع أخباره فترة طويلة).

أما إذا كانت الزوجة هي السبب، فلا يحق لها أخذ المهر المؤجّل، إذاً فالمرحلة الثانية من الزواج التقليدي عادةً ما تنتهي بتحديد موعد الخطوبة، وكلفة المجوهرات التي ستقدم للعروس (والمعروفة باسم الشبكة).

المرحلة الثالثة: تحديد موعد الزفاف

وتبدأ هذه المرحلة بعد الخطوبة بفترة قصيرة، فبعد أن يقتنع العروسان أنهما مناسبان لبعضهما، يطلبان من الوكلاء تحديد موعد الحفل، حيث يتفقان على موعد الزفاف، وعدد المدعوين، والتفاصيل المتعلقة بتجهيز العروس من ثياب وفرش المنزل وغيره.

وبعد ذلك، يُعقد القران في منزل والد العروس أو المسجد بموجب عقد وبوجود شيخ وعدد من الحضور عند المسلمين، أو في الكنيسة عند المسيحيين، على أن يتم توثيق عقد الزواج في المحكمة الشرعية.

وحديثاً في غالبية الدول العربية، يمكن إجراء عقد الزواج في المحكمة الشرعية مباشرة من خلال كاتب العدل دون الحاجة لإثباته، وهذا الأمر ينطبق على المسلمين وغير المسلمين، وبعد الزفاف يعترف بالزواج تطبيقاً لشرط الإشهار، فالفترة بين توقيع عقد الزواج وحفل الزفاف لا تعد بنظر المجتمع زواجاً رسمياً، رغم أنها في نظر القانون كذلك.

إذ إن الفتاة لا تدخل منزل زوجها إلا بعد اجتماع العائلتين في حفل الزفاف الرسمي، ومن ثم يودع العروسان عائلتهما قبل أن يتوجها لبدء حياتهما معاً تحت سقفٍ واحد.

ولا بد أن ننوه إلى أن الزواج التقليدي ليس حكراً فقط على المجتمعات العربية أو الدول الإسلامية، إذ إن زواج الصالونات يعتبر منتشراً في العديد من الدول الأوروبية وبين عائلات ملكية حاكمة، حيث تزوجت الأميرة ديانا من ولي العهد البريطاني ويلز بزواج تقليدي عام 1948.

استخدام المهر في الزواج

تستخدم بعض الأسر مهر الفتاة لسداد ديونها في بعض الحالات، وهذا يدفع بعض الرجال للتعامل مع الفتاة على أنها سلعة دفع ثمنها، وهذا يخلق توتراً بين الزوجين لا يفضي إلى الثقة والحب، فهناك حالة موثقة في جنوب إفريقيا من امرأة غير سعيدة لا تستطيع الحصول على الطلاق من زوجها، لأن أسرتها لا تستطيع دفع المهر، لأنه بموجب العادات يعيد أهل العروس المهر للعريس في حال الطلاق. [2]

وبغض النظر عن هذه الحالات الخاصة، يشدد العرف على موضوع المهر باعتباره يشجع على الانسجام بين الزوجين وعائلاتهما، ويخلق إحساساً بالكرامة والاعتماد على الذات التي يمكن أن تكون مفيدة للأزواج، ولا سيما أن الفتاة باتت تستخدم مهرها في تجهيز بيت الزوجية في غالبية الأحيان. [2]

إحصائيات الزواج التقليدي

الزواج هو علاقة بين عائلتين وليس بين زوجين فقط، لذلك كان الزواج التقليدي وما زال هو الأساس، لا سيما فيما يخص موافقة عائلتي الشاب والفتاة على الزواج، ومباركتهما له، وهو ما يسعى له الشاب والفتاة دائماً، خاصةً في الدول العربية. [2]

فقد أثبتت دراسة إحصائية حديثة أجريت في عام 2016، قامت بها مجلة (Espace Populations Societies) التي أسستها جامعة ليل الفرنسية عام 1983، بهدف القيام بدراسات تتعلق بالسكان على مستوى العالم، من خلال إجراء مسح إحصائي لعدد المتزوجين. [2]

وبينت الدراسة أن نسبة الزواج التقليدي بقيت مرتفعة في الدول العربية، وزاد متوسط عمر الزواج من سن البلوغ (بين 9-15 سنة للفتيات) في عام 1970 إلى سن 28 عاماً في عام 2016. [2]

أما بالنسبة للدول الغربية، فالموضوع مختلف، حيث أشارت بيانات عام 2016 التي قام بها الاتحاد الأوروبي حول عدد الزيجات إلى أن عدد الزيجات في الدول المنضمة إليه لكل 1000 شخص قد انخفض في العقود الأخيرة بنسبة 50%، في حين ارتفع عدد حالات الطلاق من 0.8% إلى 2.1%، وقد لوحظت زيادة في نسبة الأطفال الذين يولدون لغير المتزوجين أيضاً. [2]

وفي الختام، يظل الزواج سنة الكون وأساس استمرارية البشرية، كما أن الزواج التقليدي على وجه الخصوص يعتبر من أكثر أنواع الزواج شيوعاً بين البشر سواء في الدول العربية أو الغربية، كما ذكرنا مسبقاً.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار