الأم غرس ثمين

  • تاريخ النشر: الأحد، 05 يوليو 2015 آخر تحديث: الأحد، 06 فبراير 2022
الأم غرس ثمين
كتب الكثير عن دور الام الفاعل والكبير في بناء المجتمع الرصين ذي الاسس والمبادىء القيمة لانها المعلم الاول لاولادها الذين يتغذون على حبها من الرضعة الاولى وينهلون من حبها وعطفها حتى وان لم يرضعوا منها طبيعيا فيكفي الرقة والحنان في ارضاعهم وما يرافقه من سهر الليالي والتعب والرعاية الفائقة بهم بنكران ذات لايوجد مثيله ولهذا فان الحرص الشديد على تربيتها واحترامها وزرع المبادىء الصحيحة والقيمة داخلها له الاثر الكبير عليها مستقبلا في تربيتها لاولادها لانها اللبنة الاولى في بناء المجتمع الذي يتكون من اسر وعوائل تشارك جميعها في انشائه بشكل حضاري وراق ولا ننسى الشاعر الكبير حافظ ابراهيم الذي اكد على اهمية الاعتناء بها وتهيئتها بشكل سليم وصالح وورع وقال عنها الام مدرسة اذا اعددتها..اعددت شعبا طيب الاعراق..
 
نعم هذا كلام صحيح جدا لانها النواة الاولى في بناء المجتمع الحضاري والراقي مهما اختلفت طبقات المجتمع لان الام هي الام والكل يعتمد عليها كونها تسعى وكما يقال الى اكمال رسالتها بشكل تفخر به ويكون مؤثرا في دك الاسس السليمة المبنية على الوعي والادراك الذي يؤكد على ضرورة تربية المرأة واحترامها وزرع المفاهيم القيمة داخلها لتزرعها بدورها في عائلتها وهكذا دواليك لتستمر دورة الحياة جميلة سلسة وراقية ولكن عندما تحجم وينتقص منها كانسانة فاننا سنحجم نصف المجتمع وربما اكثر وهنا تكون الطامة الكبرى التي تدمر الاسس والمبادىء داخلها لانها ستكون اما لاحول لها ولا قوة وعندها ستهتز العلاقة الانسانية بتربيتها لاولادها وخاصة على بناتها اللواتي سيكن ضعيفات الشخصية مهزوزات ينهرهن الاب ويعنفهن الاخ وسينعكس ذلك سلبا على تربيتهن لبناتهن مستقبلا والامر فعلا خطير اذا لم تحاول الاسرة حماية البنت وتعليمها والحرص عليها والتعامل معها على انها انسانة قبل كل شيء وان لها دور كبير في ارساء القواعد الصحيحة لبناء ام يعتمد عليها لتهيئة اجيال سليمة وقادرة على المضي قدما في اكمال رسالتها بثقة ما بعدها ثقة ولهذا على الجميع اكرامها والعناية بها والخوف عليها حتى من الهمسة اذا كانت تؤذيها او تؤثر عليها ونبينا محمد صل الله عليه وعلى آله واصحابه وسلم اوصى كثيرا بها اذ قال..امك ثم امك ثم امك وهذا دليل واضح على مكانتها العالية والعظيمة لما لها من دور واضح وكبير في حياتنا ومهما فعلنا فلن نعطيها حقها لانها وبكل بساطة الدنيا..نعم انها الدنيا والروعة الموجودة فيها ومن خلالها يترسخ فينا الامل والقوة والحب والصدق والعدالة والامن والامان والغفران والتسامح وكل شيء جميل هذا اذا اعددناها اعدادا طيبا ورعا نظيفا.
 
وساحكي لكم حكاية حكاها لي احد الاصدقاء..قال..كنت صغيرا لااتجاوز التاسعة من عمري عندما ارسلتني امي لشراء اللحم من القصاب وذهبت واشتريته وعدت الى امي واعطيتها اللحم والباقي من النقود وهرعت للعب مع اقراني وما هي الا لحظات واسمع امي تطلب مني الرجوع الى البيت فعدت مسرعا وقلت لها امي لقد جلبت لك ما طلبت فاتركيني العب ارجوك فقالت لي بوجه صارم عليك المجيء معي الى القصاب لوجود مبلغ زائد في الباقي من النقود التي اعطاها لك وفعلا اخذتني وذهبنا اليه لتعيد امي الزائد من النقود وقالت له عليك ان تكون دقيقا في حساباتك لان ابني صغير ولايعرف ولو لم انتبه لكنت حملتنا مالا حراما لا طاقة لنا على تحمل وزره ولم يعرف القصاب كيف يشكرها ويثني عليها وكنت اراقب الموقف وانا ارى عظمة امي وقوتها وصدقها مع العلم اننا كنا فقراء الحال لكنها كانت غنية وغنية جدا جدا باخلاقها ومبادئها وبقي هذا الامر راسخا في ذهني الى الان وكنت اقبل قدميها عرفانا بكل شيء تعلمته منها وعلمته بدوري الى اولادي وما زلت احكي عن هذا الموضوع وساستمر لانه الاساس الذي زرعته امي بداخلي وانعكس على شخصيتي وفلسفتي في الحياة بشكل ايجابي..ودعونا لانفوت سعادتنا عندما نسمع رحمة لامنا الا وهي رحمة الله على الي ربتك او ربتج..الله الله على هذة الكلمات الرائعة التي نفرح بها لامنا التي جاءتها رحمة عن طريقنا لانها عرفت كيف تربينا وتغرس فينا الورع والتقوى ويكفينا ان الجنة تحت اقدامها .
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار