هيفاء وهبي: "ناوية ع الشر"!!

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 30 ديسمبر 2015 آخر تحديث: الأحد، 06 فبراير 2022
هيفاء وهبي: "ناوية ع الشر"!!
عذراً مسبقاً على كتابة هذه المقدِّمة بأسلوب شخصي لم ألجأ إلى استخدامه سابقاً، فمن يعرفني يدرك جيداً أنني لست ممَّن اعتادوا ذلك، خصوصاً على الصفحات التي تحمل توقيعي. 
 
أمسكت بقلمي لأكتب عنها، فوجدت نفسي وسط بحر من الصفات والتعابير والكلمات التي تتجلى معانيها الواضحة كعين الشمس لمجرد ذكرك اسمها، لكنها للأسف باتت جميعها مستهلكة.
 
أن تبتكر الجديد عنها، على قدر بساطته على قدر ما هو صعب، إذ استنفزت ظاهرتها حروف الأبجدية على تنوُّعها. 
 
ببساطة، هي هيفاء وهبي التي ستتعرفون عليها كما لم تفعلوا من قبل، في هذا اللقاء الحصري والخاص والمختلف الذي خصّتنا به، إلى جانب جلسة التصوير الفوتوغرافي التي خضعت لها في اليوم نفسه الذي عادت فيه من السفر.
 
هذا الحوار جاء بعيداً عن استعراض العضلات الصحافية في الحصول على سبق جديد، أو سرقة تصريح يثير الضجة الإعلامية كما يتوخى أي صحافي في حواره.
 
مهلاً... هذا لا يعني بأنني تخليت عن غريزتي الصحافية، لكنني حاولت ومن باب التنوُّع الدخول إلى بعد جديد في حياة هذه النجمة، التي كانت وما زالت محور الإهتمام، وفي قلب المعادلة في كل ما تقدمه، شاء من شاء وأبى من أبى. 
 
تلك النجمة التي عرفت كيف تحمي نفسها بنفسها من لهيب الأضواء، فلم تحرقها على الرغم من وجودها في عين عاصفتها. تلك النجمة التي تجذَّرت في محيطها الذي تتمسك به حتى الموت، وحرصت على التفريق بين "الفنانة والإنسانة"، باتت حافزاً ومصدر سعادة لكثر يستمدون من إصرارها ونجاحها الأمل وفق ما قالت: " Haifa Made it, I can do it". 
 
هيفاء وهبي: "ناوية ع الشر"!!
 
حوار: ميشلين مخول 
تصوير: شربل بو منصور
ماكياج: بسام فتوح
تصفيف شعر Andre G
تنسيق ملابس: كريستال نعمة الله 
تم التصوير في فندق فينيسيا/ بيروت 
 
منذ أيام ودَّعنا الـ 2015 واستقبلنا الـ 2016، ما هو تقييمك للعام المنصرم وتطلعاتك للعام الجديد؟ 
أؤمن بأنَّ الإنسان يحصد نتاج الاختيارات والقرارات التي اتخذها طوال العام، لكن في الوقت نفسه وبما أننا لسنا وحدنا في هذا العالم، فمن الطبيعي أن نتأثر بالكثير من الأمور التي تحدث حولنا. أتمنّى أن يحمل العام الجديد الإستقرار لوطني والأمان للعالم الذي يعاني مآسي عدة... أسفٌ لرؤية عائلات محرومة من أدنى حقوقها الإنسانية، تعاني البرد والجوع وتعيش في المخيمات هرباً من الحرب والدمار. 
 
ماذا عن أمنياتك على الصعيدَين الشخصي والعملي؟ 
عملياً أتحضَّر لخوض مشاريع عدة يتطلب تنفيذها مني الكثير من الجُهد... أشعر بالقلق وأتمنى أن تأتي هذه الأعمال على قدر التطلعات. أما على الصعيد الشخصي فأريد أن أكون حرة مستقلة، وألا يتحكم أحد بحياتي. 
 
ألستِ حرَّة مستقلة اليوم؟ 
سألتني عن أمنيتي وأخبرتك عنها!! أتمنّى أن يتم احترام خصوصيتي كما أنا أحترم خصوصية الآخر... لا أريد لأحدهم أن يقحم نفسه في حياتي بطريقة خاطئة. 
 
غالباً ما ترتبط بدايات العام بتوقعات الفلك والأبراج، هل تعني لك هذه المواضيع؟ 
أسمع بعض الأخبار عمّا قاله هذا أو تلك، لكنَّ التوقعات التي أشعر بالفضول لمعرفتها هي الخاصة بالإعلامية ماغي فرح التي تتمتع بخبرة كبيرة في هذا المجال. 
 
 
تنتمين إلى مواليد برج الحوت، هل أطّلعت عمّا سيحمله لك هذا العام؟ 
لم يتسنّ لي ذلك بعد، لكن ما علمته من صديقي بسام فتّوح فهذا العام سيكون أجمل من السابق. 
 
ما هي مواصفات مواليد الحوت التي تعكس شخصيتك؟  
هذه المواصفات قد لا تنطبق على كل المواليد، لكنها بداخلي. هو محب للكمال رغم علمه المسبق بأن لا شيء كامل في هذه الدنيا، لكنه يبحث دائماً عن الدقة في كل الأمور المتعلقة به وحريص على أن تكون في مكانها الصحيح... طيّب القلب إلى أقصى الحدود، سريع الإنفعال، لكنه يهدأ بسرعة. هو كريم وبعيد كل البعد عن الأنانية، يفكر بالآخرين ويحمل همَّهم، كما أنه شديد التفكير بالغد. 
 
ماذا تقصدين؟ 
نحن اليوم في جلسة التصوير ننفّذ عملاً قيد النجاح، عندما ننتهي منه يتحوّل تفكيري تلقائياً إلى مشروعي الجديد. أحب عملي كثيراً ولا أقبل الخطأ فيه!! لا أحد معصوم بالطبع، لكنّني ضمناً أحاول تفاديه بشتى الطرق. وبما أنَّ الفن يأتي ثمرة عمل جماعي، فهو يجعلك بشكل أو بآخر مرتبطة بقرار صحيح أو خاطئ تأخذه هذه الجهة أو تلك، لذا تكونين في حال من الترقب الدائم لآراء الآخرين، الأمر الذي يؤثر عليك نفسياً ويضعك في مزاج متقلب up & down
 
أتولين اهتماماً لآراء الآخرين بك؟ 
طبعاً أهتم بآرائهم بعملي وليس بي كشخص... فكل عمل أقدّمه أطمح لنيل الإعجاب عليه ولأكون على قدر الثقة التي وضعها الناس بي.
 
 
هيفاء وهبي: "ناوية ع الشر"!!
 
قدَّمت أخيراً حفل رأس السنة، هذا العيد الذي لا يتسنى لك وبحكم عملك الإحتفال به... لو كنت تملكين هذه الإمكانية من تختارين شريكاً وأين تمضينه؟ 
"ولا مرة كان العيد وقت العيد" بالنسبة لي!! أنا جزءٌ من العيد للناس. لو أتيحت لي هذه الإمكانية، أختار لبنان للخروج والسهر مع أصدقائي بعيداً عن الضوضاء والضجيج كي لا أجذب الأنظار، وكي أمضي وقتاً ممتعاً، وإن كان هذا المكان أحد المنازل. 
 
ماذا لو كان هذا الإحتفال رومانسياً؟ 
الرومانسية لا يمكن إلا أن تكون مع حبيب!! حالياً لا وجود للرومانسية والحب في حياتي. 
 
هل تغيّرت نظرة هيفاء للرجل؟ 
لا أعرف إن تغيَّرت أم لا، لكنني بت أؤمن أكثر من قبل بأنَّ اختيار العقل هو الأنسب، وإن كان القلب هو الأساس في الاختيار. 
 
القلب يتسبَّب بالكثير من المتاعب؟ 
أجل بالتأكيد. 
 
 
مَن الرجل الذي يُخرج هيفاء من عزلة الحب اليوم؟ 
لست في عزلة... عندما أصادف إنساناً صادقاً واضحاً يحبني لنفسي ويتمنى لي السعادة فأهلاً وسهلاً. (ضاحكة) والأهم من هذا كله "ما يكون لزقة" (أي أن يكون خفيف الظل).
 
هل صادفت هذا النوع الأخير بكثرة في حياتك؟ 
المسألة ليست في العدد لأنني لست من النوع الذي يهوى التجربة، لكن في هذا الموضوع تحديداً، غالباً ما تكون اختياراتي فيه غير صائبة "ما بعرف اختار صح". 
 
إلامَ يعود سبب ذلك؟ 
 لا تفسير واضح لدي، هذا الأمر ممكن أن يصادفك أنت أيضاً... مع مرور الوقت تكتشفين أنه لولا تدخل المشاعر لكانت نظرتك أكثر وضوحاً. 
 
لمَ هذا الإحِجام عن الحب؟
أريد التفرُّغ لعملي ولا أريد لشيء أو لأحد أن يؤخرني عن نجاحي، ويكون مضيعة للوقت. 
 
كثيرة هي لحظات السعادة في حياة هيفاء وهبي أم يطغى عليها الحزن؟ 
كثيرة، لأنني كلما أنظر إلى مرآتي أشعر بالرضى. فالقناعة هي التي تجلب لك السعادة. لو كنت أملك العالم كله ولم يكن لدّي القناعة فلن أشعر بالسعادة، والعكس صحيح. 
 
هيفاء وهبي: "ناوية ع الشر"!!
 
ما الذي تقولينه لهيفاء أمام المرآة؟ 
برافو.. 
 
ما هو سرها؟ 
(ضاحكة) لا يمكنني اختصارها بكلمات... هي مجموعة أمور معنوية تختصر إنسانة تمتلك ثقة بالنفس، تعبت لتصل، ووصلت، وهذا هو الأهم... هي مُحّفز للآخرين يستمدّون الأمل Haifa Made it, I can do it... جميل جداً أن تكوني وجه خير. 
 
ما كان ثمن وصولك للأهداف التي حققتها؟ 
لم أدفع شيئاً سوى مجهود شخصي وحب للعمل وإصرار على الوصول... الله أعطاني أكثر مما أستحق، فأثمر اجتهادي في عملي والتزامي به وإيماني بموهبتي، نجاحاً وحباً كبيراً من الناس. 
 
هذا الإلتزام والاحتراف لاحظناه خلال جلسة التصوير التي استمرت لساعات ونُفذت في اليوم نفسه الذي عدت فيه من السفر... سألتك هل تشعرين بالتعب فأجبتني "ولا مرة شغلي تعّبني". 
عملي في الحقيقة شاق ومتعب، لكنني اخترته بكامل إرادتي!! عندما ألتزم بشيء أنفّذه حتى آخر نَفَس مهما كانت الظروف "ما بَعرف ما كون إلا قد كلمتي". أحب عملي وأحب هيفاء وهبي. 
 
ما الذي تعنيه لك؟ 
هناك نسختان من هيفاء. واحدة للناس، يتفرَّجون عليها، يتحدثون عنها، يحبونها، يغارون منها، يدعمونها ويحاربونها... وأخرى خاصة بي وحدي، هي تلك الإنسانة العادية البسيطة التي أحاول أن أحميها من كل أذى، والتي لا يدخل منزلها أي شيء يتعلق بالفن، وهذه نقطة مهمة جداً. ففي مجالي العديد من العوامل تتدخل وتجعل من هيفاء الفنانة تطغى على تلك الإنسانة لمجرد كونها تحت الضوء... كفنانة أتحوَّل إلى شخصية عامة عند أول خطوة أخطوها خارج عتبة منزلي، لذلك أستغل أي فرصة لأمارس حريتي الشخصية وراحتي وطبيعتي كإنسانة عادية، وأحرص دوماً على أن أفرِّق بينهما كي لا أخسر أياً منهما... لست على استعداد أبداً لأن أنسى هيفاء الإنسانة. 
 
 
هيفاء وهبي: "ناوية ع الشر"!!
 
ممّا تخافين؟ 
من فقدان شخص عزيز على قلبي!! لا أجد تعبيراً أو تسمية فعلية لهذا الإحساس الذي يلازمني دائماً... أشعر بالقلق على أي شخص أعرفه يعاني من مشكلة ما، وإن اضطررت للسفر لفترة طويلة أشتاق كثيراً، لهذا أنا شديدة التعلق بلبنان.  
 
دمعتك سريعة وحارقة أم اعتدت على حبسها وتجفيفها؟ 
حارقة عندما أحزن على نفسي!! كاذب من يخبرك بأنه لا يبكي ولا يحزن ولا يتأثر إلا إن كان عديم الإحساس، وأنا كتلة من المشاعر "إحساس طالع منو بني آدم". 
 
في هذه الحالة هل تقوّي هيفاء وهبي نفسها بنفسها أم تلجأ لشخص ما يقوم بهذه المهمة؟ 
(تصمت مطوَّلاً مثنية على السؤال) وجود المقرَّبين في حياتي أمر غاية في الأهمية بالنسبة لي ويكون لهم الفضل أحياناً كثيرة في مساعدتي على تخطي حزني وإخراجي من مزاج معيّن. علماً أنني أحياناً أخرى أحاول التغلب على مشكلاتي وحدي، من دون أن أسمح لها بأن يُخيّم عليّ طيفها لفترة طويلة. 
 
ما هو أغلى أحلامك؟ 
 
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار