زاهي وهبي: أعيش كشاعر أكثر منه كإعلامي

  • تاريخ النشر: الإثنين، 26 نوفمبر 2012 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
زاهي زهبي, قناة المستقبل,خليك بالبيت ,ست الحبايب, بيت القصيد

إعلامي مثقّف ذو إطلالة مميَّزة وكاتب وشاعر له العديد من المؤلفات وآخرها إصداره الجديد "تعريف القبلة". بارع في الإعلام كما هو بارع وملمّ في الشعر وصياغته. مميَّز في أفكاره ونظرته إلى الحياة والوجود. والد محبّ وزوج يقدّر زوجته ويحترمها. من المؤمنين بأنوثة الوجود، ويعتبر الأنوثة مرحلة متقدمة على الذكورة. مع الإعلامي والشاعر زاهي وهبي تطرقنا لعدّة جوانب من حياته العائلية، المهنية كانتقاله من قناة المستقبل إلى قناة الميادين ومواضيع أخرى ككيفية احتفاله بعيدَي الميلاد ورأس السنة مع عائلته...

من قناة المستقبل إلى قناة الميادين الإخبارية. ما الذي قدمته لك الميادين ولم تقدمه لك قناة المستقبل خلال عدة سنوات من العمل فيها؟
الميادين قناة إخبارية مختلفة عن قناة المنوَّعات كالمستقبل. فالقناة الإخبارية وبشكل عام تتحمّل برامج جديّة أكثر مما تحمله القناة الترفيهية. رغبتي في السنوات الأخيرة كانت التوجّه نحو البرامج الثقافية والجديّة أكثر. ذلك لا يعني أن برنامج "خليك بالبيت" لم يكن برنامجاً ثقافياً إلى حدّ كبير، لكن بقناة منوَّعة وترفيهية كان هناك دائماً ضرورة للمزج بين الجدّي والترفيهي، وهذا أحد أبرز الأسباب الذي دفعني للإنتقال إلى قناة الميادين. ومن الأسباب الأخرى التي دفعتني لمغادرة القناة هو، وللأسف الشديد، أن الفضائيات اللبنانية ومن ضمنها قناة المستقبل تراجعت إلى حدّ كبير في السنوات الأخيرة.

تصديقاً على كلامك فالعديد من الإعلاميين في الفترة الأخيرة انتقلوا من محطات محلية إلى أخرى عربية.
نعم بالفعل، عدد كبير منهم لجأ إلى قنوات عربية. صحيح أن الميادين تبث من بيروت لكنها قناة عربية وغير متوجِّهة حصراً للمشاهد اللبناني. فالخبر اللبناني يحضر كما يحضر الخبر المصري والتونسي وغيره من الأخبار العربية.  في عملي الجديد في قناة الميادين هناك مروحة كبيرة في إمكانية استقطاب الجماهير من أقصى المغرب إلى أقصى الخليج العربي.

إسم زاهي وهبي ارتبط بتلفزيون المستقبل ألم تخشى بانتقالك إلى الميادين أن تخسر شعبيتك المحلية؟
تلفزيون المستقبل قدّم الكثير لزاهي وهبي وتجربتي التلفزيونية بمعظمها تشكّلت بها، لكن الإنسان لا يمكنه أن يحصل على كل شيء في الوقت نفسه. تجربتي على المستوى المحلي أعتقد أنها أصبحت كافية ووافية وقناة الميادين يمكن مشاهدتها أيضاً محلياً ومع مرور الأشهر يكثر عدد متابعيها.

مَن تتابع من الإعلاميين اللبنانيين ومَن هي الأسماء اللامعة بحسب رأيك؟
في لبنان الكثير من الأسماء اللامعة والتي أثبتت وجودها وتميّزها محلياً وعربياً منهم جورج قرداحي، نيشان وطوني خليفة، إضافة إلى مارسيل غانم وهو من أفضل المحاورين السياسيين. كما تلفتني كلّ من الإعلامية هيام أبو شديد والإعلامية شذى عمر.

ماذا عن زوجتك رابعة؟
شهادتي برابعة مجروحة فهي من الإعلاميات التي تمنح الكثير من وقتها لمهنتها وطوّرت نفسها كثيراً.

 من الإعلام ننتقل إلى الكتابة والشعر أخبرنا قليلاً عن ديوانك الجديد تعريف القبلة؟
الديوان يقسم إلى قسمين، القسم الأول هو الشاعر الذي يتحدّث عن نفسه ومع نفسه ويطرح أسئلة على نفسه وعلى الحياة والوجود. يطرح أسئلة وجودية يتخللها نَفَسٌ صوفي كونني قريباً جداً من الفكر الصوفي والتصوّف بمعناه الإسلامي والمسيحي وحتى الهندي الذي يؤمن بجوهره أن الله في داخلنا رغم أنه موجود في كل عناصر الطبيعة والكون والوجود. أما القسم الثاني فيتضمّن قصائد عن الحب. اليوم بالذات وفي ظل الإنقسامات والأحقاد والفتن التي نعيشها في لبنان والعالم العربي وعلى المستوى العالمي أيضاً، وفي ظلّ تراجع المستوى الإجتماعي وعلاقات الصداقة والحب والمودّة وجدت أنه من الضروري الكتابة عن الحب والتبشير به.

أخبرنا عن بعض القصائد التي يتضمّنها الكتاب؟
"تعريف القبلة" وهو عنوان لقصيدة يتضمنها القسم الثاني من الكتاب ومن هنا جاء عنوانه. القبلة البريئة هي الحلم البريء لكل عاشق خصوصاً عند بداية العلاقة وتعيدنا بالذكريات إلى مقاعد الدراسة. كما يتضمّن الكتاب قصيدة لصديقة مصابة بسرطان الثدي وصديقة أخرى كفيفة. وكتبت لمجموعة من الأصدقاء، إضافة طبعاً إلى قصائد أخرى مصدرها تجارب مختلفة في الحياة.

هل الحياة وتجاربها هي فقط من يلهمك أم هناك أمور محدَّدة تستمدّ منها الوحي؟
تُلهمني الحياة بكل تجاربها بما فيها من أفراح وأتراح، من قصص حب وفراق، من ضحكة ودمعة، من الصداقة. كل شؤون الحياة وشجونها يمكن أن تتحوّل إلى موضوع شعري، كما كل قضية أتفاعل معها تعنيني شخصياً أو تعني محيطي يمكن أن تُلهمني أيضاً. لكن تبقى المرأة بالنسبة لي هي المحرّك الأول لكتابة القصيدة لأنني من المؤمنين بأنوثة الوجود، وأعتبر الأنوثة مرحلة متقدمة على الذكورة.

كتابك يتضمّن قصائد عن الحبّ. إلى أي مدى يعيش زاهي وهبي الحب في حياته اليومية مع زوجته وأولاده ومع الأصدقاء والزملاء وغيرهم؟
لا أستطيع أن أكتب أو أن أتحدّث سوى عن ومع من أحبّ. لا يمكنني أن أنسج علاقة صداقة أو زمالة أو علاقة إنسانية بشكل عام من دون أن توجد كيميا معيَّنة تربطني بالشخص الآخر، رجلاً كان أو امرأة.  الحب هو علاقة إنسانية شاملة. أكتب قصيدة حب لامرأة سواء كانت زوجة، شقيقة، صديقة، أم وحبيبة، كما أكتب لرجل ولصديق له فضل عليّ أو لشجرة أو شارع أمرّ به كلّ صباح. أعيش الحب ولا أكتبه فقط. بين الكتابة عن القبلة والقبلة بحد ذاتها طبعاً أفضّل القبلة. وبين الكتابة عن المرأة والمرأة طبعاً أنحاز إلى المرأة. فالشعر والكتابة هما أسلوب عيش ونمط حياة، أعيش كشاعر أكثر منه كإعلامي.

إذاً يمكننا القول إنّك تفضّل الشعر والكتابة على العمل في مجال الإعلام والتلفزيون بالتحديد؟
لا يمكنني القول إن العمل التلفزيوني لا يفرحني، وإلا لما كنت استمريت لسنوات طويلة أمارسه. لكن الأولوية عندي هي للشاعر، فشاشتي الخاصة هي الورقة البيضاء لأُرضي من خلالها ذاتي، أما شاشتي التي أتوجَّه من خلالها لكلّ الناس وأرضي كافة الشرائح هي التلفزيون.

السنوات الأخيرة تميّزت بغزارة إنتاجك الشعري إلى ماذا أو الى مَن يعود السبب؟
بالفعل هذا صحيح، فأنا من المؤمنين بأن الزواج عكس ما يظنّ البعض ساهم بنوع من الإستقرار العاطفي والنفسي وساهم بزيادة إنتاجي الإبداعي. فآخر ديوان لي صدر منذ ستة أشهر واليوم صدر ديواني الجديد. أصدرت منذ سنة الـ 1994 حتى الـ 2004 أربعة دواوين شعر ومنذ الـ 2007 حتى اليوم أصبح مجموع كتبي بين الشعر والنثر حوالى الـ 18 كتاباً.

هذا يعني أن الزواج مصدر إلهام والسيدة رابعة بالتحديد هي مصدر إلهامك الرئيسي؟
رابعة هي حبيبتي وزوجتي وأم أولادي وقبل كلّ ذلك هي صديقتي وهي شريكة حياتي وهي ملهمتي الدائمة واليومية، من ناحية العشرة والصداقة التي تجمعنا والتي مضى عليها حوالى الـ11 عاماً والأمومة التي تمثّلها.

مضى سبع سنوات على زواجكما ما سرّ نجاحه واستمراره؟
الزواج إذا كان مبنياً على أسس حبّ واحترام وحوار وهامش حرية يحافظ على استمراريته ونجاحه. رابعة تعرف أنها ملهمتي وتدرك جيداً أن الشاعر لا تلهمه امرأة واحدة فقط، وليس بالضرورة أن تكون النساء الأخريات أكثر من صديقات وتجمعني بهنّ علاقة إنسانية. فرابعة تُدرك ذلك جيداً، وهي أول من يقرأ قصائدي، وأول من ينتقد كتاباتي. لولا تفهّم زوجتي لزاهي الشاعر لما كان زواجنا ناجحاً وأتمنى أن يبقى كذلك إلى الأبد.

 دالي وكنز اسمان مميَّزان لولدين مميَّزين هلا أخبرتنا عنهما قليلاً؟
دالي هو اسم ابني البالغ من العمر 5 سنوات تيمناً بالفنان السريالي العظيم سلفادور دالي الذي أعشق أعماله، وفي لسان العرب كلمة دالي تعني المهذّب، وكنز إسم صغيرتي وعمرها أربع سنوات ومعناه غني عن التعريف. فدالي وكنز بالنسبة لي ولرابعة هما كنزانا الثمينان والأغلى في حياتنا.

هل يتاح لك الوقت في ظل إنشغالاتك العديدة للإهتمام بهما؟
في المنزل أهتم بهما كثيراً، خصوصاً عندما تكون رابعة ملتزمة بعملها وأحب أن أتواجد دائماً بقربهما عندما تكون زوجتي خارج المنزل في عملها. رابعة هي من تصطحبهم ليلهوا ويتبضعوا لأنني شخصياً من الأشخاص الذين لا يحبون التواجد في الأماكن المكتظة. فرابعة إجتماعية أكثر مني وربما هذه هي نقطة التباين الوحيدة بيني وبينها. أنا ورابعة كلّ منا يعمل في ثلاثة أماكن مختلفة، لكننا غير ملزمَين بدوام عمل محدَّد لحسن الحظّ. لذلك نستطيع تخصيص الوقت المناسب للعائلة مثلنا مثل كلّ عائلة لبنانية تعمل لتكسب رزقها.

عيدا الميلاد ورأس السنة ماذا يعنيان لزاهي وهبي وكيف يمضيهما مع عائلته؟
عندما كنت طفلاً كان والداي يضعان شجرة العيد ويزيناها ولم أكن أعرف حينها لماذا. ما كنت أعرفه أنه عيد للطائفة المسيحية الكريمة وهكذا يحتفلون به. ونمت هذه العادة معي حتى أصبحت أدرك معنى عيد الميلاد وما الذي يمثّله، وها أنا اليوم أنقلها إلى أولادي ليفهموا أن الرب واحد وهو رب الجميع لأنني شخصياً وبشكل قاطع ضد الطائفية. من هنا أحتفل وعائلتي كل سنة بعيد الميلاد عيد المحبة والتجدّد.

السيرة الذاتية
زاهي وهبي شاعرٌ وإعلامي لبناني.
صدر له 18 كتاباً شعرياً ونثرياً آخرها ديوان "تعريف القُبلة" عن دار الساقي في بيروت.
تُرجمت بعض قصائده الى الفرنسية والإنكليزية والإسبانية، وغنّى شعره فنانون كبار مثل مرسيل خليفة ، أحمد قعبور، هبة قوّاس، أميمة الخليل، جاهدة وهبي وسواهم.
يعمل في الصحافة والإعلام منذ أكثر من 27 عاماً، قدّم برامج عدة أشهرها: "خليك بالبيت"(استمر لمدة 15 سنة متواصلة)،"ست الحبايب"، "بيت القصيد"، وحاور مئات الشخصيات من عمالقة الإبداع العربي في مختلف المجالات.
يكتب أسبوعياً في جريدة "الحياة" اللندنية ومجلة "زهرة الخليج" الإماراتية.
أحيا أمسيات شعرية في معظم المسارح والمهرجانات العربية مثل قرطاج، جرش، تدمر، دار الأوبرا المصرية...الخ. نال عشرات الجوائز وتم تكريمه في مختلف العواصم العربية ومنحه صالون الخريف الباريسي العريق درعاً تقديرية، كما نال جائزة سعيد عقل، واختارته مجلتا "نيوزويك" و"آرابيان بزنس" واحداً من أكثر الشخصيات العربية تأثيراً.
أول عربي يتم منحه الجنسية الفلسطينية (في العام 2005) تقديراً لمواقفه الداعمة لنضال الشعب الفلسطيني في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي.

 

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار