حوار خاص مع المدير الإبداعي لدار كارل لاغرفيلد Hun Kim يكشف لنا أسرار الأناقة بلغة المشاعر

  • تاريخ النشر: منذ 4 ساعات زمن القراءة: 7 دقائق قراءة
حوار خاص مع المدير الإبداعي لدار كارل لاغرفيلد Hun Kim يكشف لنا أسرار الأناقة بلغة المشاعر

في عالم الأناقة، حيث تتقاطع الكلاسيكية مع الحداثة، يسطع اسم هون كيم كأحد أبرز الأسماء التي نجحت في الحفاظ على إرث كارل لاغرفيلد KARL LAGERFELD مع ضخ روح جديدة من الابتكار والعصرية في كل مجموعة.

في لقاء خاص وحصري مع ليالينا، فتح Hun Kim، المدير الإبداعي لدارKARL LAGERFELD، قلبه ليتحدث عن فلسفة الأناقة التي تربطه بعالم الأزياء، وعن إرث كارل الذي ما زال نابضًا في كل تصميم، بحس فني رفيع وكلمات تنبض بالشغف، وصف Hun Kim الموضة بأنها "مثل التنفس"... لغة تعبر عن الذات، وجسر يصل بين الروح والعالم.

بين البساطة والابتكار، يكشف لنا كيف تتحول الأزياء في نظره إلى مرآة للمشاعر والهوية، ويشاركنا نصيحته الذهبية لكل من يسعى ليجد صوته الخاص في هذا العالم المتغير.

حوار: هدير سامي

  • متى أدركت أن الموضة هي شغفك الحقيقي؟

عندما أستيقظ في الصباح، أشعر أن الموضة هي ما أريد أن أعيشه كل يوم, أعتقد أن هذا الإحساس هو ما جعلني أُدرك أنها شغفي الحقيقي.

  • هل بدأ هذا الشغف منذ الطفولة؟

في الحقيقة، والدتي كانت مصممة أزياء قبل ولادتي واستمرت في عملها لسنوات طويلة، كنت في الخامسة أو السادسة من عمري حين بدأت ألعب بالأقمشة والأزرار المنتشرة في المنزل، وكنت أحب تصميم قطع صغيرة منها. من هنا بدأ شغفي وتطور مع الوقت.

  • كيف بدأت رحلتك في عالم الموضة؟

نبدأ كل موسم من خلال العودة إلى الأرشيف الغني الذي تركه كارل لاغرفيلد خلفه، لدينا مجموعة كبيرة من رسوماته الأصلية وأفكاره التي نستمد منها الإلهام.

كما أنني أستمد الإلهام أحياناً من العالم من حولي: من مبنى جميل أراه، أو فيلم أشاهده. على سبيل المثال، في موسم 2026 استلهمنا من تصاميم الباليه التي قدمها كارل عام 2016، فقد كانت غنية بالتفاصيل والألوان المميزة مثل تدرجات الكريمي إلى الرمادي والأسود. هذه التفاصيل أصبحت أساس لوحة الألوان في المجموعة الجديدة.

"الموضة بالنسبة لي مثل التنفس… ليست مجرد ملابس، إنها لغة للمشاعر والهوية."

  • كارل كان يتمتع برؤية وأسلوب خاص، كيف تحافظ على روحه مع إضافة بصمتك الخاصة؟

هون كيم

أعتبر نفسي محظوظاً لأني ورثت العديد من أفكاره، لكنني لا أقلده. أستلهم منه ثم أبحث عن طرق لتطوير الفكرة بما يتناسب مع الجيل الجديد. أحياناً أستخدم أقمشة تقنية حديثة لإضفاء طابع عصري على قصات تقليدية.

على سبيل المثال، صممنا جاكيت “bomber” مضيئاً بألياف بصرية. نحاول دوماً الجمع بين تقنيات المستقبل وجوهر أسلوب كارل الكلاسيكي المميز بالتفصيل الدقيق والقمصان البيضاء الأنيقة.

"لا تتبع الآخرين… اتبع قلبك. الموضة حرية أن تكون من أنت، وهناك يبدأ الجمال الحقيقي."

  • عملت سابقاً مع Ralph Lauren وTommy Hilfiger، كيف أثّر ذلك على مسيرتك الحالية؟

في Ralph Lauren تعلمت أهمية بناء هوية واضحة للعلامة التجارية والحفاظ عليها في كل التفاصيل. أما في Tommy Hilfiger فتعلمت كيف يمكن ترجمة هذه الهوية إلى حضور عالمي مرتبط بالثقافة الحديثة.

التجربتان علمتاني كيف أطور دار Karl Lagerfeld لتكون علامة عصرية عالمية دون أن تفقد هويتها الأصلية. تصفحوا عدد مجلة ليالينا

  • كيف تحافظ على توازن أسلوب كارل الكلاسيكي مع اللمسة الحديثة في كل مجموعة؟

كارل كان دائم البحث عن الجديد، لا يحب التكرار أو النظر إلى الماضي. كثير من تصاميمه كانت سابقة لعصرها، لذا أعيد تفسيرها لتتناسب مع الحاضر دون أن تفقد جوهرها. هذه الطريقة تجعل العلامة محافظة على هويتها ودائمة التطور.

"الإلهام يأتي من الحياة… من باب قديم في مدينة، من فيلم، أو من الناس في الشارع بأسلوبهم الفريد."

  • ما مصدر إلهامك عند بدء مجموعة جديدة؟ الفن؟ الثقافة؟ الحياة اليومية؟

الإلهام يأتي من كل مكان. أحياناً من الجدران المليئة بالغرافيتي، أو من الأبواب القديمة التي أراها في رحلاتي. مثلاً في البرتغال صوّرت أكثر من مئة باب بألوان وتفاصيل مدهشة.

كما أنني أستلهم كثيراً من الأفلام، مثل مسلسل The Gilded Age الذي أدهشتني فيه الأزياء والعمارة. وفي باريس استلهمت من مشهد المقاهي المفتوحة على الشارع، وكأن المارة هم عارضو أزياء. أؤمن أن الإبداع يولد من مراقبة الحياة.

  • هل هناك قطعة من أرشيف كارل تحب دائماً إعادة إحيائها؟

بالتأكيد. السترة الكلاسيكية التي كان يرتديها كارل دائماً. أحب إعادة تفسيرها كل موسم لأنها قطعة رمزية تعبّر عن أناقته الخالدة. أحياناً نطيلها لتُرتدى كفستان، وأحياناً نجعلها قصيرة لتناسب البنطلونات عالية الخصر، لكنها تبقى دائماً منطلقاً لتصميم أي مجموعة.

  • الموضة تتغير بسرعة كبيرة، والتكنولوجيا تفرض نفسها. كيف تواكب كل هذا التغير؟

فعلاً، الموضة تتغير بسرعة الضوء. لكن كارل كان دائماً يؤمن بالمستقبل. أرى في التكنولوجيا، وخاصة الذكاء الاصطناعي، أداة مذهلة تُسرّع عملية التصميم وتفتح آفاقاً جديدة.

اليوم أستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لتحويل الرسومات إلى صور واقعية خلال دقائق، مما يساعدني على تعديل التصميم قبل تنفيذه، ويوفر الوقت والتكلفة ويحافظ على البيئة.

  • هل ترى أن جيل الـ Gen Z من عملائكم الأساسيين؟

نحن لا نصمم لجيل محدد، بل نصمم لكل من يحب الموضة ويعبّر عن نفسه، أرى الأمهات وبناتهن يرتدين تصاميمنا بنفس الأناقة، وهذا يعكس شمولية أسلوب كارل الذي لا يعرف عمراً معيناً.

"نحن لا نصمم لجيل واحد… بل لكل من يحب التعبير عن نفسه من خلال الموضة."

  • ما القطعة المفضلة لديك من مجموعاتك؟

القميص الأبيض دون شك. لدي مئات منه في خزانتي. القميص الأبيض مثل لوحة بيضاء يمكنك ارتداؤها مع جينز لإطلالة عفوية أو مع سروال كلاسيكي لإطلالة أنيقة. كارل نفسه قال إن القميص الأبيض يمكن إعادة ابتكاره بلا حدود.

  • أصبحت التعاونات مع المشاهير جزءاً مهماً في عالم الموضة. حدثنا عن تعاونك الأخير مع Paris Hilton؟

كان تعاوناً رائعاً بالفعل. أحبّت باريس الدار من قلبها ولم تتعامل معنا كحملة إعلانية فحسب. عندما التقينا في هوليوود وجرّبت القطع بنفسها، كانت سعيدة بكل تصميم، وعبّرت عن حبها الكبير لكارل. كانت تنشر الصور بنفسها على مواقعها الشخصية، وكان بيننا تناغم جميل جداً، لذلك أتطلع لمزيد من التعاونات معها مستقبلاً.

"أؤمن أن الإبداع يولد من مراقبة التفاصيل الصغيرة التي لا ينتبه إليها الآخرون."

  • أيّ المشاهير تود العمل معهم مستقبلاً؟

بصراحة، مشاهيري الحقيقيون هم الأشخاص الذين أراهم في الشارع بأسلوبهم الخاص. أحب من يعبّر عن ذاته بصدق. لكن بالتأكيد، باريس هيلتون تبقى واحدة من المفضلات لدي، فهي رائعة وراقية، ونضجت كثيراً وأصبحت أكثر عمقاً، تماماً مثل نبيذ جيد يزداد قيمة مع الزمن.

  • كيف تصف فلسفتك في الموضة؟

الموضة بالنسبة لي هي حوار بين الذاكرة والإمكانيات. إنها تقدير لما مضى، مع جرأة تخيّل ما هو قادم. أؤمن أنها توازن بين الأصالة والابتكار.

"أؤمن أن الإبداع يولد من مراقبة التفاصيل الصغيرة التي لا ينتبه إليها الآخرون."

  • النسبة لك شخصيًا، ماذا تعني الموضة؟

أعتقد أن الموضة مثل الهواء، ليست مجرد ملابس فاخرة، بل شيء غريزي وأساسي وموجود دائمًا. إنها الطريقة التي أرى بها العالم، وأحكي من خلالها القصص، وأتواصل بها مع الناس.

بدون هواء لا يمكننا أن نعيش، وكل شيء يتوقف عن الحركة، ولذلك أرى أن الموضة ليست فقط ما نرتديه، بل هي لغة للمشاعر والهوية. بالنسبة لي، هي عنصر أساسي لا يمكن الاستغناء عنه في حياتي.

فبالنسبة لي، الموضة أشبه بالتنفس، إنها اللغة التي تعبّر عما نحن عليه، وليست مجرد أقمشة أو ألوان، بل هي هويتنا التي نجعلها مرئية للعالم. الموضة هي طريقتي في التنفس، وفي الرؤية، وفي التواصل مع الآخرين، ولهذا فهي جزء مهم جدًا من حياتي.

  • ما النصيحة التي تودّ أن تشاركها معنا في عالم الموضة؟

لا تتبع الآخرين، بل اتبع قلبك. هذا أمر في غاية الأهمية، لأننا أحيانًا نفكر كثيرًا في الموضة ونجعل الأمور أكثر تعقيدًا مما يجب، الموضة في جوهرها حرية، حرية في التعبير وحرية في أن تكون ما تريد. لا تخف من ذلك، لأنك أنت العنصر الأهم، استمع لما يخبرك به قلبك، فهناك تكمن الحقيقة والجمال في أسلوبك.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار