خاص لليالينا: حوار مع مصمم الأزياء العالمي طوني ورد

  • تاريخ النشر: الخميس، 26 يونيو 2025
خاص لليالينا: حوار مع مصمم الأزياء العالمي طوني ورد

في حوار خاص وحصري مع مجلة "ليالينا"، يفتح لنا المصمم اللبناني العالمي طوني ورد أبواب عالمه الإبداعي، ليحدثنا عن رحلته التي بدأت بين جدران مشغل والده وامتدت لتصل إلى العالمية وأهم أحداث السجادة الحمراء حول العالم: بأسلوبه الذي يمزج بين المعمار والأناقة، وبين الابتكار والوفاء للتقاليد، يصوغ ورد فلسفة تصميم عصرية تُحاكي المرأة المتفردة، القوية، والرومانسية في آن.

حوار: هدير سامي

ما القصة الشخصية وراء اختيارك لمجال تصميم الأزياء؟

تأثرت طفولتي بمشاهدة والدي وهو يعمل. كانت الأزياء الراقية لغة عائلتنا، كما أنني أعشق الهندسة المعمارية، التي لا تزال تؤثر على خطوطي وتصاميمي. لكنني عدت في النهاية إلى جوهرها: "التصميم للناس ورواية القصص من خلال الأقمشة".

طوني ورد

المرأة نفسها هي مُلهمتي...أبدأ بشعور، بضوء، بصوت، وينتهي الأمر بها: كيف ترتديه، كيف تملكه

ما هو مصدر الإلهام الأساسي عند ابتكار مجموعة جديدة؟

المرأة نفسها هي مُلهمتي، من تناقضاتها إلى تطورها. أحيانًا يبدأ الأمر بشعور بين رحلاتي، بضوء، بصوت، أو حتى شخصية، لكنه دائمًا ينتهي بها: كيف ترتديه، كيف تملكه.

كيف تصف تأثير تصاميمك على النساء؟ ومن هي المرأة التي تُصمم لها؟

إنها واثقة دون أن تكون صاخبة، ترتدي ملابسها من أجل نفسها، تصاميمي تهدف إلى تمكينها، لكن بطريقة ناعمة تمنحها المساحة لتقود، قد تكون عروساً، شخصية عامة، أو امرأة تدخل لحظة محورية في حياتها.

كيف تتعامل مع التحديات في سوق الموضة العالمية؟

مصمم الأزياء طوني ورد

بأن أكون صادقًا، وأستمع إلى عميلاتي واحتياجات المرأة. السوق يتغير، والصيحات تتبدل، لكن الأصالة تظل دائمًا ذات صلة. بنينا حضورًا عالميًا قويًا، واتساقنا نابع من الجودة، والدقة، والوفاء لهويتنا. ناهيك عن أن فساتيننا تُصنع في لبنان، وهذا في حد ذاته تحدٍ نتغلب عليه دائمًا. 

في رأيك، ما العنصر المميز الذي يجعل تصاميمك فريدة؟

القصّات النحتية، والانسيابية المعمارية، والإحساس بالرومانسية الحديثة. كل قطعة تتحرك، وكل قطعة تنطق بلغة خاصة، فيها هيكل، لكن فيها أيضًا إحساس، واهتمام بالتفاصيل. وهذا هو توقيعنا.

هل يمكنك مشاركة موقف أثّر بشكل كبير على مسيرتك؟

لا أملك لحظة واحدة محددة، بل كانت عدة محطات تراكمت وشكلت دار الأزياء الخاصة بي، من مرحلة مشغل والدي إيلي ورد، إلى عملي في ديور Dior ولانڤان Lanvin في باريس، إلى التحديات التي واجهناها في لبنان، وكل ما بين ذلك. كل ذلك دفعني للأمام، وكما أقول دائمًا لفريقي: "العرض يجب أن يستمر".

مصمم الأزياء طوني ورد

كيف ترى مستقبل الموضة المستدامة وتأثيرها على تصاميمك؟

الاستدامة لم تعد خيارًا، بل ضرورة لأي مصمم مسؤول. نحن نُعيد استخدام المواد، ونعيد تدوير الأقمشة، ونُبدع قطعًا خالدة تهدف للبقاء. كل مجموعة كوتور تتضمن فساتين مُعاد تدويرها من أرشيفنا، نعيد تقديمها ضمن سرد شعري يحمل هدفًا. الأمر يتعلق بصنع الجمال، لكن بعناية.

كل قطعة تتحرك، كل قطعة تنطق بلغة خاصة، فيها هيكل، وفيها إحساس.

كيف تختار موديل الفستان المصمم خصيصًا لفنانة مشهورة؟ وما الذي تأخذه بعين الاعتبار ليُناسب شخصيتها؟

دائمًا ما يكون الأمر بمثابة حوار، بين الفستان، والمرأة، والمناسبة، والقصة التي نريد روايتها. أدرس حضورها، كيف تتحرك، ما الذي يميزها. يجب أن يعكس القصّ، واللون، والطاقة المزاج العام لها. الكوتور لا يجب أن يطغى، بل أن يُبرز جمالها. 

مجموعة كوتور خريف وشتاء 2015-2016

كيف توازن بين الأصالة والابتكار في تصاميمك؟

من خلال معرفتنا بأصولنا، كان والدي مصمم كوتور، لذا نشأت بين آلات الخياطة والباترونات، وقبل كل شيء بين أيدي فريقه السحرية. هذا الإرث يرسخني. الابتكار يأتي بشكل طبيعي عندما تكون متجذرًا في حِرفتك. أُجرب، لكن لا أفقد روح ما نقوم به.

أنا لا أُصمّم فقط فساتين، بل أنسج عوالم

ما القطعة التي تعتبرها أيقونية في مجموعتك ولماذا؟

القطعة رقم 06 من مجموعة كوتور خريف وشتاء 2015-2016. كانت مستوحاة من المعادن، "كنوز الطبيعة الثمينة"، وتم تنفيذ الفستان بخيوط حريرية دقيقة على قماش مموه يدويًا. استوحينا الأشكال الكريستالية التي تتكون عبر آلاف السنين، إنها قطعة أحبها شخصيًا، وارتدتها نجمات مثل بيونسيه، أليساندرا أمبروسيو، والفنانة المصرية يسرا.

الممثلة المصرية يسرا

كيف تؤثر التكنولوجيا الحديثة على تصميمك وطريقتك في العمل؟

التكنولوجيا أداة رائعة، لكنها بالنسبة لي لا ولن تحل محل الحرفة اليدوية، لكنها توسّع من إمكانياتنا. من الرسم الرقمي إلى تقنيات الأقمشة المتقدمة، وتطريز ثلاثي الأبعاد، نستخدمها لدفع حدود التفاصيل والدقة، مع البقاء أوفياء لهويتنا.

فستان من مجموعة طوني ورد كوتور خريف وشتاء 2015-2016

التكنولوجيا لا ولن تحل محل الحرفة اليدوية، لكنها توسّع من إمكانياتنا

ما هي رؤيتك الشخصية للموضة في العقد القادم؟

الموضة عالم سريع الوتيرة، وسيظل يتنقل بين النقيضين: التكنولوجيا المتطورة والحرفية اليدوية، والبساطة والحداثة، والتقاليد والابتكار. رؤيتي هي مواصلة الإبداع بعزم أن أبتكر مجموعات ذات صلة وتعبر عن الزمن والإنسان

أفي النهاية ثبت طوني ورد في هذا الحوار أنه لا يُصمم فقط فساتين، بل ينسج عوالم. رؤيته، المتجذرة في الإرث والممتدة نحو المستقبل، تجعله من بين القلائل الذين يضعون لمستهم الخاصة على مشهد الموضة العالمية. لكل امرأة تبحث عن هوية، عن حكاية، وعن لحظة لا تُنسى، يجد طوني ورد الطريقة ليمنحها إياها بخيط من خيال، ولمسة من واقع.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار