رابعة الزيات: أخاف أن يأتي يوم وأفقد ما بنيته

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 03 يوليو 2013 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
رابعة الزيات: أخاف أن يأتي يوم وأفقد ما بنيته

سيدة مثقفة وإعلامية من الطراز الأوّل، إطلالتها مميّزة، لها أسلوبها الخاص وبصمتها الخاصة في التقديم، لكنها أمّ وزوجة بالدرجة الأولى قبل أن تكون إعلامية. هذا ما أكدته لنا رابعة الزيات عندما التقيناها في مقر عملها الثاني في مركز Nu Yu Medical Center الطبي التجميلي حيث تتولى منصباً إدارياً. معها تناولنا عدة مواضيع تتعلق بحياتها المهنية والزوجية، عن تقييمها لحقوق المرأة في مجتمعنا، عن مخاوفها وأحلامها إضافة إلى تفاصيل أخرى يتضمنها هذا الحوار.

رابعة الزيات: أخاف أن يأتي يوم وأفقد ما بنيته

بعيداً عن الإعلام اليوم نلتقي رابعة الزيات في مقرّ عملها الثاني . ماذا تعني لك الشراكة وإدارة مركز طبي تجميلي؟

كإعلاميين ندرك أن في عالم الإعلام، وخصوصاً الإعلام المرئي، ما من ضمانات وما من استمرارية مؤكدة. دائماً نخاف، حتى لو كانت الأضواء مسلّطة علينا، أنه قد يأتي يوم ونفقد ما بنيناه على مدار الأعوام. من هنا  ضرورة تأمين عمل ثانٍ بمدخول ثابت. لذلك ومنذ فترة طويلة أصبحت شريكة في مركز Nu Yu Medical Center الطبي التجميلي  الذي يُعنى بكل شيء مختصّ بالطب الجلدي والتجميل بشكل عام.

رابعة الزيات: أخاف أن يأتي يوم وأفقد ما بنيته

كما فهمت منك شعور الخوف يرافق دائماً الإعلامي فكيف إذاَ يضمن استمراريته وخصوصاً في عالمنا العربي؟

في العالم الغربي كلَّ ما كبر الإعلامي في العمر وكلَّ ما زادت خبرته كلّ ما أصبح مهماً وشروطه أكبر ودخله المادي أيضاً. لكنَّ ذلك لا ينطبق على الإعلاميين في عالمنا العربي، بل ما ينطبق عليهم هو العكس تماماً، فكلما تقدمنا بالسن تقلّ حظوظنا بالإستمرار وربما السبب هو سيطرة عالم الإعلان على مجال الإعلام وتحكّمه به. من هنا  على الإعلامي اللبناني أن يستغل الفرص بشكل دائم ويعرف ما هي حاجات العصر وما الذي يريده المتلقي والمشاهد كوننا نعيش في عصر السرعة والتطوّر التكنولوجي، إضافة إلى الإستفادة من موقع النجاح والقوة  واستثماره نحو الأفضل.

رابعة الزيات: أخاف أن يأتي يوم وأفقد ما بنيته

برنامجك السابق على قناة الـ "أن.بي.أن" كان يختصّ بالجمال والتجميل إلى أي مدى مفهوم الجمال مهمّ بحياتك؟

تختلف طرق وأساليب الإهتمام، لكن ما من امرأة إلا وتهتم بجمالها. شخصياً هذا الأمر يعنيني كثيراً منذ صباي. أما مهنياً  فقد جسّدته من خلال برنامج "بيوتي إن" الذي قدمته سابقاً على قناة الـ "أن.بي.أن" فعكس البرنامج دائماً شغفي وحبي لهذا المجال واهتمامي بكل ما هو جديد في عالم التجميل الطبي.

هل تتمكنين من التنسيق بين عملك في هذا المجال وبين مهنتك كإعلامية؟

الأمر ليس سهلاً، لكنَّ التنسيق ضروري والتنظيم أيضاً. بالدرجة الأولى أنا أم إضافة إلى كوني امرأة عاملة، وعليّ الإهتمام بأولادي وتدريسهم والمشاركة في نشاطاتهم ومنحهم الوقت والبقاء إلى جانبهم، وهذا يأخذ حيّزاً كبيراً من وقتي. طبعاً الأمر صعب،  لكن أحاول وبشكل عام أن أدير الأزمات، مهنية كانت أو عائلية، بحكمة وتروّ وتنظيم لأن ما من شيء في الحياة أهم من التنظيم.

هل ندمت يوماً ما على العمل في مجال آخر غير الإعلام؟

بالطبع لا، أحب عملي في مجال الطب التجميلي وأحب تولّي الأمور بعزم وحزم لكن طبعاً ليس بفوقية، بل بلطف وليونة وبشكل محترف وحازم كي أضمن النجاح والإستمرارية لأن هذا من مسؤوليتي، كشريكة في العمل وكمديرة.

"بعدنا مع رابعة" برنامج ناجح وراق. ما هي أبرز العناصر بحسب رأيك التي أدت إلى نجاحه؟

بالدرجة الأولى البرنامج قائم على مجهود فريق عمل متكامل ومحترف وليس على مجهود فردي. واجهنا العديد من التحديات والعديد من العقبات، إضافة إلى النجاحات. لكن أهم شيء قمنا به وما زلنا هو النقد الذاتي والهدف منه الإرتقاء بالبرنامج نحو الأفضل. كل أسبوع لدينا تحد جديد إن من ناحية إستقدام الضيوف والتنوّع ضمن كل حلقة، إضافة إلى التحضير والإعداد وغيرها من الأمور التي يتطلبها البرنامج. ما يميّز برنامج "بعدنا مع رابعة" أنه يطال كل الشرائح الإجتماعية وفي كل حلقة يصيب هدفاً معيّناً وشريحة معيّنة كونه برنامجاً ملوّناً ومنوّعاً.

رابعة الزيات: أخاف أن يأتي يوم وأفقد ما بنيته

طبعاً وجودك في البرنامج أضاف إليه رونقاً خاصاً ومميّزاً

بطبيعة الحال مقدّم البرامج هو واجهة البرنامج ويعكس صورته ووجوده أساسي ومهمّ، وحتى الخطاً يحمّل للمقدّم بغضّ النظر عن طبيعته، فالتقديم سيف ذو حدَّين. فالنجاح ينسب لك والفشل حتى لو لم تكن مسؤولاً عنه ينسب لك أيضاً. لكن بنهاية الأمر وفي كل المجالات وليس البرامج التلفزيونية فقط، النجاح أساسه عمل جماعي وفريق عمل متكاتف ومحترف.

من ينافس رابعة الزيات اليوم أو هل تضع نفسها خارج إطار المنافسة؟

كل من يطلّ على الشاشة ويقدّم برنامجاً ما ينافسني. أستفيد من الناجح وأتجنب سلبية الفاشل وأطلع على كافة البرامج السياسية والرياضية والإجتماعية وغيرها لأنها وبنهاية الأمر تتقاطع مع بعضها الآخر ومتداخلة بطريقة أو بأخرى.

بعيداً عن الإعلام والعمل عرّفيني قليلاً عن نفسك وما هي أبرز اهتماماتك؟

مواطنة عربية لبنانية جنوبية من مدينة صور، أعشق البحر لأنني نشأت على مقربة منه، أكثر ما يمتعني في الحياة هو أن أكون برفقة أولادي وآخذهم في جولات بهدف تسليتهم وتثقيفهم واللعب معهم. أحب ممارسة التمارين الرياضية وخصوصاً رياضة المشي. هذا وأحب القراءة جداً. يستهويني الطعام كثيراً. أحب إعداده وتقديمه، كما أحب أن أقصد المطاعم بين الحين والآخر. أتتبع الموضة وأنتقي ما يليق بي، فذوقي ميّال إلى الكلاسيكي. أعشق الموسيقى وأستمع دائماً إلى السيدة فيروز، فأغانيها رفيقة دربي منذ الصغر.

على الصعيد الشخصي والمهني من هو مثالك الأعلى؟

من دون مجاملة مثالي الأعلى على الصعيدين الشخصي والمهني هو زوجي زاهي وهبي الذي أعتبر أنه نجح في مهنته كإعلامي وأسّس مدرسة الحوار الراقي والمحترم. وقد حافظ على شهرته والأكثر من ذلك لقد حافظ على احترامه ومحبة الناس له رغم شهرته.

إلى أي مدى اكتسبت من خبرة زاهي وهبي؟

تعلّمت الكثير منه وما زلت، كونه شخصاً مثقّفاً وملمّاً بالكثير من الأمور وله وجهة نظره الخاصة حول الكثير من المواضيع الأساسية في الحياة. بحكم كونه زوجي وأمضي معظم وقتي معه لقد اكتسبت الكثير منه، واكتشفت الكثير من الأمور من خلاله.

تعملان في نفس المجال ما هي إيجابيات هذا الأمر وما هي سلبياته؟

هذا الموضوع بشكل عام نسبي، لكن على المستوى الشخصي هذا الموضوع إيجابي جداً بالنسبية لي ولزاهي، وخصوصاً أن كلاً منا توجهاته مختلفة عن الآخر. فزاهي يهتم أكثر بالأمور الثقافية والحوارات الجدية ويغوص في عمقها. أما أنا فبرنامجي هو حواري ترفيهي. نتنافس طبعاً، نشجّع أحدنا الآخر بكل تأكيد ونتعلّم ونتفهّم أحدنا الآخر كوننا نعمل في نفس المجال.

مهنياً تتساعدان هل تتطبقان الأمر عينه في ما خصّ العائلة والأولاد؟

وجود زاهي في البيت أساسي جداً فهو أب حنون، عطوف ومساعد. ربما لا يهتم كثيراً بالتفاصيل اليومية ويصطحب الأولاد لممارسة نشاطاتهم المختلفة فيترك هذه المهمة لي لأقوم بها. فبالنهاية لكلّ شخص طبيعته وأهدافه. لكن بمجرّد أنه متفهّم لطبيعة عملي ومؤمن بحريتي ويمنحني الوقت لأتطوّر ويشجعني، فبذلك يساعدني لأنظّم الوقت بين عملي وبين أولادنا من دون أي ضغط. أما في ما خصّ  تربية الأولاد ومتابعة نشاطاتهم اليومية ودراستهم وغيرها من الشؤون فأقوم بها شخصياً وبقناعة تامة لأنهم أحب شيء إلى قلبي.

كامرأة عاملة ناجحة في مجالها وكزوجة وأمّ إلى أي مدى تشعرين أن المرأة اليوم تقدَّر في مجتمعنا؟

المرأة حتى يومنا هذا لم تحصل على حقوقها كما هو مفروض، لأنها ليست سيّدة نفسها في القرارات، ولأن العديد من القوانين المجحفة بحقّها ما زالت موجودة وتطبّق، ولأن تمثيلها ووجودها في الحياة السياسية وفي التمثيل الإداري ليس كما يجب أن يكون. الحقوق ليست فقط الخروج من المنزل والسهر وارتداء الملابس التي تماشي الموضة، فالعديد من النساء يفعلن ويقمن بذلك، لكن من جهة أخرى تراهنّ مقموعات في حياتهن. المرأة تشكّل نصف المجتمع ويجب أن تكون فعلاً مسؤولة في هذا المجتمع وتكون مواطنة مثلها مثل الرجل من ناحية الحقوق.

هل أنت من الأشخاص الذين يخططون للمستقبل أو يعيشون كل لحظة بلحظتها؟

أحلم كثيراً، فحلم اليقظة يرافقني دائماً ويساعدني على تخطي الصعوبات في حياتي اليومية. لكن اليوم وبعد تجاربي في الحياة وخبرتي أصبحت واقعية أكثر ولا أخطط كثيراً للمستقبل بل أعيش اللحظة. بعد شهرين أواجه استحقاقاً صعباً وبحاجة لقرار حازم، لكن في الوقت الحالي لا أفكر به كثيراً لأنني أؤمن أن الأمور تأتي في حينها وبتيسير من رب العالمين، طبعاً إلى جانب سعيي الدائم وعملي الدؤوب.

ما هي أبرز تمنياتك على الصعيدين الشخصي والوطني؟

على الصعيد الوطني أتمنى السلام والأمان وأتمنى أن نلتقي على حب لبنان. لنفسي ولعائلتي أتمنى أيضاً السلام والطمأنينة والصحة طبعاً، كما أتمنى لكم دوام النجاح والتقدّم.

علي الديك ودومينيك حوراني في ضيافة رابعة الزيات

حفل توقيع ديوان زاهي وهبي "تعريف القبلة"

اشترك في نشرة ليالينا الإلكترونية لتصلك آخر أخبار الفنانين والمشاهير على بريدك الإلكتروني.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار