شبهة جنائية تحيط بوفاة الفنانة نيفين مندور بعد حريق شقتها بالإسكندرية

خيّم الحزن على الوسط الفني ومحبي السينما المصرية، بعد الإعلان عن وفاة الفنانة نيفين مندور، المعروفة فنياً بشخصية "فيحاء" في فيلم اللي بالي بالك، إثر حريق نشب داخل شقتها بمنطقة العصافرة شرق الإسكندرية، صباح اليوم الأربعاء، ما أسفر عن وفاتها نتيجة الاختناق بالدخان.

شبهة جنائية في وفاة نيفين مندور 

وباشرت نيابة المنتزه ثان بالإسكندرية التحقيق في الواقعة، حيث أمرت بندب خبراء الأدلة الجنائية لرفع آثار الحريق وتحديد أسبابه، إلى جانب سرعة إجراء تحريات المباحث وسؤال شهود العيان، مع التحفظ على جثمان الفنانة بالمشرحة، وندب مفتش الصحة لتوقيع الكشف الطبي عليه.
وانتقل عضو من النيابة العامة إلى موقع الحريق لمعاينة الشقة، التي تقع بالطابق الرابع داخل برج سكني مكوّن من 13 طابقاً، حيث أجرى مناظرة لجثمان الفنانة قبل نقله إلى المشرحة تحت تصرف جهات التحقيق.
وكانت الأجهزة الأمنية قد تلقت إخطاراً بوقوع حريق داخل شقة سكنية بالعقار، وعلى الفور انتقلت قوات الحماية المدنية وسيارات الإسعاف إلى الموقع، وتمت السيطرة على الحريق ومنع امتداده إلى باقي الشقق.

الوفاة نتيجة الاختناق

وأسفرت التحريات الأولية عن وفاة سيدة واحدة، تبيّن لاحقاً أنها الفنانة نيفين محمد صلاح، الشهيرة بنيفين مندور، عن عمر ناهز 53 عاماً، حيث أكدت مناظرة الجثمان عدم وجود إصابات ظاهرية، وأن الوفاة جاءت نتيجة الاختناق بالدخان الكثيف.
وأوضحت التحريات أن الفنانة كانت متواجدة داخل الشقة برفقة زوجها لحظة اندلاع الحريق، وتمكن الزوج من الخروج عبر نافذة الشقة والاستغاثة بالجيران، بينما لم تستطع نيفين النجاة من كثافة الدخان.

روايات الجيران

وروى مصطفى عطالله، أحد جيران الفنانة، تفاصيل مؤثرة عن الحادث، حيث كتب عبر حسابه الشخصي: "توفت إلى رحمة الله جارتي بالبرج بالدور الرابع، الفنانة نيفين مندور بسبب حريق شب في شقتها بالعصافرة، في حدود السابعة صباحاً. تأثرت بالدخان ولم تنجُ من الخنق. ربنا يرحمها ويصبر زوجها".

نعي الوسط الفني

ونعى عدد من الفنانين الراحلة، من بينهم الفنان شريف إدريس، وأثار خبر الوفاة حالة من الحزن والصدمة بين جمهورها، خاصة مع تذكّر مسيرتها الفنية القصيرة التي تركت أثراً واضحاً رغم ندرة أعمالها.
ولدت نيفين محمد صلاح، واشتهرت فنياً باسم نيفين مندور، في القاهرة، وسط تضارب في المعلومات حول تاريخ ميلادها، بين عامي 1972 و1980. منذ صغرها، أظهرت شغفاً بالفن من خلال مشاركاتها في المسرح المدرسي والجامعي، ما مهّد لدخولها عالم التمثيل.
عاشت نيفين بين القاهرة والإسكندرية، واختارت الأخيرة مقراً لإقامتها خلال السنوات الأخيرة من حياتها، قبل أن تلقى مصرعها داخل شقتها.

انطلاقة فنية سريعة

دخلت نيفين مندور عالم السينما عام 2003 من خلال فيلم اللي بالي بالك أمام النجم محمد سعد، حيث جسدت شخصية "فيحاء"، التي حققت لها شهرة واسعة، بفضل أدائها العفوي وحضورها اللافت، لتصبح واحدة من الوجوه التي علقت في ذاكرة الجمهور سريعاً.
رغم أن مسيرتها الفنية لم تضم عدداً كبيراً من الأعمال، إلا أن نجاحها في أول ظهور سينمائي كان كافياً لترسيخ اسمها، وجعلها من الفنانات اللاتي حققن شهرة سريعة ومؤثرة في مطلع الألفية.

أعمال قليلة وغياب طويل

بعد نجاحها السينمائي، شاركت نيفين في عدد محدود من الأعمال، من أبرزها مسلسل مطعم تشي توتو عام 2006، والذي كان آخر ظهور فني لها. بعدها اختفت عن الساحة الفنية لسنوات طويلة، ما أثار تساؤلات الجمهور حول أسباب ابتعادها.
وفي آخر ظهور إعلامي لها عام 2022، كشفت نيفين مندور أن مرض والدتها المزمن كان السبب الرئيسي في ابتعادها عن الفن، حيث استمر لسنوات طويلة واستنزف طاقتها النفسية. كما أشارت إلى أنها شعرت بالخوف والارتباك بعد النجاح السريع، إضافة إلى نصيحة والدها بعدم العودة للتمثيل.
وأكدت أن دخولها عالم الفن كان بمحض الصدفة، دون تخطيط أو وساطة، وأنها لم تكن تتوقع النجاح الذي حققته من أول عمل لها.
حياة بعيدة عن الأضواء
اختارت نيفين مندور خلال سنوات ابتعادها عن الفن الحفاظ على خصوصيتها، والعيش بعيداً عن الإعلام، مكتفية بحياتها الشخصية، دون الإعلان عن أي مشاريع فنية جديدة، حتى وافتها المنية في حادث مأساوي أعاد اسمها إلى الواجهة.