علاقة الاستقلاب والأيض بزيادة الوزن

  • تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الثلاثاء، 14 مارس 2023
علاقة الاستقلاب والأيض بزيادة الوزن

تُعرف عمليات الاستقلاب (الأيض) (بالإنجليزية: Metabolism) أو الميتابوليزم، بأنها عمليات الهدم والبناء في الجسم؛ أي جميع العمليات الكيميائية التي تحدث باستمرار داخل الجسم للمحافظة على العمليات الحيوية المختلفة مثل: التنفس، والهضم، والإطراح، حيث تتطلب هذه العمليات الكيميائية كمية معينة من الطاقة للقيام بكل منها، وغالباً ما يتم الحصول على هذه الطاقة من الغذاء، فهناك نحو 40-70% من طاقة الجسم تصرف لإتمام هذه العمليات بنسبة تختلف باختلاف العمر والجنس ونمط الحياة.

العوامل المؤثرة على عمليات الاستقلاب (الأيض)

إن حجم ووزن الجسم والعمر والجنس وغيرها عوامل محددة تؤثر في عمليات الاستقلاب وتختلف من شخص إلى آخر، سنستعرض أثر كل منها لتوضيح العلاقة بينها وبين الاستقلاب: [1]

تأثير عضلات الجسم على سرعة معدلات الأيض

تتصف الأجسام العضلية؛ أي التي تكون فيها نسبة العضلات أعلى من نسبة الدهون بأن عمليات الاستقلاب فيها أسرع، لأن الخلايا العضلية تحتاج إلى المزيد من الطاقة للحفاظ عليها، ففي دراسة نشرت في 10 آب/أغسطس من عام 2015 حول أن "زيادة نسبة العضلات تؤدي إلى رفع سرعة الاستقلاب في خلايا الجسم".

توصلت الدراسة إلى أن الخلايا العضلية تحتاج للمزيد من الطاقة للحفاظ عليها، وبالتالي تزداد عمليات الهدم والبناء في كل خلايا الجسم، من أجل إنتاج الطاقة اللازمة لعملها.

تأثير عمر الإنسان على عمليات الاستقلاب

كلما تقدم الإنسان في العمر ارتفعت نسبة الدهون وقلت نسبة العضلات، وهذا ما يفسر انخفاض الحد الأدنى من الطاقة للقيام بالعمليات الاستقلابية مع التقدم بالعمر.

وقد بينت دراسة قام بها مجموعة من الباحثين حول "العلاقة بين معدلات الاستقلاب في الجسم وتقدم الإنسان بالعمر"؛ أن الإنسان بعد عمر 45 سنة يخسر نحو 10% من كتلة العضلات في جسمه، وبالتالي تزداد نسبة الدهون فتصبح العمليات الاستقلابية عنده بطيئة، وهؤلاء الأشخاص نلاحظ عندهم زيادة الوزن.

تأثير الجنس على عمليات الاستقلاب

بشكل عام تعتبر عمليات الاستقلاب عند الرجال أسرع من النساء، كونهم يمتلكون كتلة عضلية أكبر ونسبة دهون أقل من النساء، بالتالي فإن حاجتهم اليومية من الطاقة أعلى للقيام بالعمليات الاستقلابية الضرورية.

وقد خلصت دراسة قام بها مجموعة من الباحثين حول "تأثير عامل الجنس على العمليات الاستقلابية" إلى أن الرجال رغم أنهم يتناولون الطعام أكثر من النساء لكنهم غير معرضين للإصابة بالسمنة مثلهن، والسبب بسيط وهو أن نسبة الكتلة العضلية عندهم أكبر بالتالي العلميات الاستقلابية عندهم أسرع ومعدل حرق الدهون أكبر.

تأثير العوامل الوراثية على عملية الأيض

إن عمليات الاستقلاب تتحدد عن طريق الجينات، حيث تلعب الجينات دوراً كبيراً في زيادة حجم العضلات ونموها، وبالتالي التأثير على إنجاز العمليات الاستقلابية بالسرعة أو التباطؤ.

العلاقة بين السمنة وسرعة الأيض

توجد علاقة بين بطء عمليات الاستقلاب وحدوث السمنة لوحظت من خلال المشاهدات السريرية، لكن حتى الآن لا توجد أدلة قوية تدعم الاعتقاد السائد أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة هم أبطأ في عمليات الاستقلاب من غيرهم، فعلى العكس من ذلك وُجد أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة تكون لديهم معدلات استقلاب أسرع من غيرهم أحياناً.

إذ تزداد متطلبات الطاقة عندهم من أجل الحفاظ على حجم الجسم، إضافة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن يميلون إلى تناول الطعام بكميات أكبر.

وبالتالي فإن البطء في العمليات الاستقلابية لا يفسر زيادة الوزن؛ إنما السعرات الحرارية الزائدة القادمة عن طريق الطعام والشراب، أي يرتبط موضوع السيطرة على الوزن بتخفيف السعرات الحرارية الناتجة عن تناول الطعام. [3]

هل يسبب فقدان الوزن السريع إبطاء عمليات الاستقلاب

وجدت الدراسات المثبتة بالمشاهدات السريرية أن اتباع الحميات الغذائية قليلة السعرات، التي تعتمد على الصوم وقلة عدد الوجبات الغذائية؛ تسبب زيادة الاستقلاب البروتيني والهدم للعضلات، ما يؤدي إلى انخفاض كتلة العضلات وارتفاع نسبة الدهون، وبالتالي إبطاء عمليات الاستقلاب وزيادة تخزين الدهون في الجسم، والنتيجة الحتمية زيادة الوزن. [1]

ما طرق تسريع عمليات الاستقلاب

هناك بعض الأطعمة والمشروبات المسببة لزيادة معدلات الاستقلاب، منها: الشاي الأخضر والقهوة والزنجبيل والقرفة والتوابل الحارة، وتختلف استجابة الجسم تجاه هذه المواد من شخص إلى آخر.

كما يعتبر التحكم بالسعرات الحرارية هو المسؤول عن تسريع العمليات الاستقلابية، فكلما كنت نشيطاً، زاد معدل حرق السعرات الحرارية، وبالتالي ازدادت عملياتك الاستقلابية.

وفي مقال نشر في 10 تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2015، تبيّن أن الشاي الأخضر يزيد من معدلات الاستقلاب في الجسم وتخفيف الوزن الزائد، حيث أكد د. أوز أن "تناول كوب من الشاي الأخضر يزيد من معدلات الاستقلاب بنسبة 12%"، كما تؤكد الدراسة أن الشاي الأخضر يزيد من عمر الإنسان لأنه يمنحه صحة أفضل. [2]

الطرق الأكثر فاعلية في حرق السعرات الحرارية

ممارسة التمارين الرياضية

تعتبر ممارسة التمارين الرياضية طريقة فعالة في حرق السعرات الحرارية، حيث يفضل ممارسة الرياضة يومياً بمعدل (60-90) دقيقة يومياً، وتعتبر السباحة والمشي وركوب الدراجة من أكثر الممارسات الرياضية فاعلية في حرق السعرات الحرارية وتخفيض الوزن.

ممارسة تمارين تقوية العضلات

بشكل عام، تستطيع الأنسجة العضلية حرق السعرات الحرارية بشكل أسرع من الأنسجة الدهنية، وبالتالي فإن زيادة كتلة العضلات سوف يساعدك على فقدان الوزن وينصح بممارسة التمارين الرياضية التي تعمل على تقوية العضلات بمعدل مرتين على الأقل أسبوعياً.

الحفاظ على حالة النشاط

الحد من ساعات الجلوس اليومية والبقاء نشيطاً يساعد في حرق المزيد من السعرات الحرارية والدهون، خاصة في منطقة البطن، لذلك احرص دوماً على ممارسة الأنشطة التي تتطلب مزيداً من بذل الطاقة مثل المشي بدلاً من ركوب السيارة أو صعود الدرج بدلاً من استخدام المصعد. [2]

أمراض تتسبب في انخفاض معدل الاستقلاب

يمكن لبعض الأمراض والحالات الصحية أن تبطئ من عمليات الاستقلاب في الجسم، مثل: متلازمة كوشينغ، ومشاكل الغدة الدرقية (قصور الغدة الدرقية)، ومع ذلك لا بد من إجراء الفحوصات اللازمة قبل التشخيص النهائي للأمر، ففي دراسة نشرت في 29 شباط/فبراير من عام 2016 حول "العلاقة بين الاستقلاب ونقص إفراز الغدة الدرقية".

توصلت الدراسة إلى أن نقص إفراز الغدة الدرقية يسبب بطء العمليات الاستقلابية، ويترتب على ذلك الشعور بالتعب وزيادة الوزن، كما أكدت الدراسة على ضرورة التشخيص الصحيح لمشاكل الغدة الدرقية من خلال إجراء الفحوصات اللازمة. [3]

أخيراً، نجد أن ماهية العلاقة بين مشكلة البدانة والاستقلاب تتحمل أوجهاً عدة من الأسباب والتفاسير، ما يستدعي إجراء البحوث والدراسات حولها نظراً لتداخل الآراء حول هذا الموضوع، لكن تبقى القدرة على ضبط السعرات الحرارية القادمة من الطعام هي المتحكم الأساسي بمشكلة البدانة.