كيف تضمن الأمهات المغتربات عدم نسيان أطفالهن للغتهم الأم؟

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 09 أبريل 2025
كيف تضمن الأمهات المغتربات عدم نسيان أطفالهن للغتهم الأم؟

كيف تضمن الأمهات المغتربات عدم نسيان أطفالهن للغتهم الأم؟

كيف تضمن الأمهات المغتربات عدم نسيان أطفالهن للغتهم الأم؟

العيش في دولة متعددة الثقافات مثل الإمارات يخلق بيئة غنية ومليئة بالفرص، لكنه يطرح أيضًا تحديات فريدة للعائلات المغتربة، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على اللغة الأم للأطفال. ففي ظل انفتاح الأطفال على لغات متعددة من حولهم، تخشى الكثير من الأمهات أن تضيع اللغة الأصلية في زحمة الاندماج.

من بين أكثر الطرق فعالية التي تلجأ إليها الأمهات، استخدام أدوات تعليمية تفاعلية تحول تعلّم اللغة إلى تجربة ممتعة ومسلية. تتنوع هذه الوسائل من كتب ملوّنة تحتوي على ملصقات قابلة للإزالة إلى أنشطة تعتمد على اللمس والمطابقة، مما يجعل الطفل يشارك بنشاط في عملية التعلم دون أن يشعر أنه في درس تقليدي.

تشير الأمهات إلى أن هذه الوسائل ساعدت أطفالهن على التركيز لفترات أطول مقارنة بالكتب العادية، إذ تجمع بين اللعب والتعلّم. وتقول إحدى الأمهات إن طفلتها كانت تفقد اهتمامها بسرعة عند قراءة الكتب التقليدية، أما الآن، فهي تستمتع بلمس الصفحات، نزع الملصقات، واستكشاف القوام المختلف لكل صفحة. بهذه الطريقة، لا تتعلّم اللغة فقط، بل تطور أيضًا مهارات حسية ومعرفية متعددة.

وتغطي هذه الأدوات مواضيع متنوعة تبدأ بالمفاهيم الأساسية مثل الألوان والأشكال، وتصل إلى مواضيع أكثر تقدمًا مثل النظام الشمسي والفصول. وقد أصبحت وسيلة مثالية لتعريف الأطفال على مفردات اللغة الأم إلى جانب اللغة المحلية، حيث تعتمد بعض الأمهات على كتابة الكلمات بلغتين بجانب كل صورة أو ملصق، لتسهيل تعلم اللغتين بطريقة مرنة ومتكاملة.

نصائح عملية لحماية اللغة الأم لدى الأطفال:

  1. استخدام اللغة في الحياة اليومية: تحدثي مع طفلك باللغة الأم في المنزل، سواء عند إعداد الطعام، أو عند قراءة قصة ما قبل النوم.

  2. تخصيص "وقت اللغة الأم": اجعلي هناك ساعة محددة يوميًا تُستخدم فيها اللغة الأم فقط، سواء عبر اللعب أو مشاهدة رسوم متحركة مدبلجة.

  3. القصص والمحتوى المطبوع: وفّري كتبًا وقصصًا تفاعلية بلغتك الأم، وادمجيها في روتين الطفل.

  4. الزيارات العائلية الافتراضية: حفّزي الطفل على التحدث مع الأجداد والأقارب بالفيديو باستخدام اللغة الأم.

  5. الاحتفال بالأعياد والمناسبات الثقافية: اربطي اللغة بالأغاني، الأكلات، والعادات الخاصة ببلد الأصل.

  6. الأمثال والأغاني الشعبية: الأطفال يعشقون الإيقاع. استخدمي الأهازيج والأغاني القديمة لتثبيت الكلمات.

شهادات من أمهات مغتربات:

رنا، أم لثلاثة أطفال (لبنانية تقيم في دبي):
"أخصص يوم السبت للأنشطة العائلية باللغة العربية فقط. نلعب ألعاب الذاكرة، نطبخ وصفة لبنانية، وننهي اليوم بقصة من الطفولة. أولادي صاروا يطلبون القصة بأنفسهم!"

عائشة، أم لطفلين (مصرية في أبوظبي):
"كنت أخشى أن تنسى سلمى لهجتنا، لكن عندما بدأت أقرأ لها القصص باللهجة المصرية وبأسلوب تمثيلي، أصبحت ترددها معي. أحيانًا تمثل الشخصيات بنفسها!"

هند، أم لطفلة عمرها 4 سنوات (سورية تقيم في الشارقة):
"كل يوم بعد الغداء نفتح "صندوق الكلمات"، فيه بطاقات عربية وملصقات، نختار منها كلمات جديدة، ونسمي بها الأشياء حولنا. صارت زينة تسألني: "شو الكلمة بالعربي؟" قبل ما تسأل بالإنجليزي!"

في النهاية، الحفاظ على اللغة الأم لا يجب أن يكون عبئًا، بل يمكن أن يتحول إلى رحلة ممتعة ومرحة تعزز الرابط العاطفي بين الطفل وجذوره. ومن خلال وسائل بسيطة وروتين يومي محبّب، يمكن لكل أم أن تزرع في طفلها حب اللغة التي تحمله إلى ذكريات الأجداد وهوية الوطن.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار