أضرار الإفراط في تناول البروتين على الكلى والبشرة
البروتين عنصر غذائي أساسي مهم لبناء العضلات ودعم الأنسجة وتكوين الإنزيمات والهرمونات، لكنه مثل أي عنصر غذائي، قد يسبب أضرارًا صحية خطيرة عند الإفراط فيه.
تشير الأدلة الحديثة إلى أن تناول كميات مرتفعة جدًا من البروتين بصفة مستمرة يمكن أن يضغط على الكُلى ويؤثر على الصحة العامة، كما يمكن أن يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب وبعض الاضطرابات الأيضية.
مخاطر البروتين
أحد المخاطر الرئيسية هو الضغط على الكلى بسبب إنتاج نفايات نيتروجينية مثل اليوريا التي تحتاج الكلى لترشيحها وإخراجها. عند استهلاك كميات كبيرة من البروتين، يزيد الترشيح الكبيبي ما قد يؤدي إلى إرهاق الكلى على المدى الطويل.
دراسات ربطت النظام الغذائي الغني بالبروتين بارتفاع ضغط الدم وتصلب الأوعية، خصوصًا عند اختيار بروتينات حيوانية عالية الدهون.
كما أن الإفراط في البروتين قد يضعف تناول المغذيات الأخرى. عندما يركز الشخص بشدة على البروتين، وخاصة عبر المكملات أو البروتينات المعزولة، قد يهمل الألياف والكربوهيدرات الصحية الضرورية لصحة الأمعاء، ما يؤثر على الهضم ويقلل من تناول الخضروات والبقول.
الأثر على الكلى ولماذا البروتين العالي قد يكون مؤذياً
الكلى تتحمل عبئًا إضافيًا عند استهلاك كميات كبيرة من البروتين باستمرار، خاصة في حال وجود عوامل خطر مسبقة. الإفراط في البروتين يؤدي إلى زيادة الترشيح الكبيبي وإنتاج المزيد من اليوريا، مما قد يسبب تلفًا تدريجيًا في الوظائف الكلوية على المدى الطويل.
الأشخاص الذين يستهلكون أكثر من 1.5 غ لكل كيلوجرام من وزن الجسم يوميًا قد يواجهون فرط الترشيح الكبيبي وارتفاع إفراز الألبومين في البول، وهو ما قد يؤدي إلى تندّب في الكبيبات مع الوقت.
كما أن البروتينات النباتية قد تكون أكثر أمانًا للكلى مقارنة بالبروتين الحيواني، لأن الأخيرة قد تزيد من حمولة الأحماض على الكلى وترفع خطر تكوّن حصوات الكلى.
أضرار البروتين الزائد على البشرة
على الرغم من أن معظم الأبحاث تركز على الكلى ووظائف الأعضاء الداخلية، إلا أن الإفراط في البروتين قد يؤثر على البشرة أيضًا. تناول كميات كبيرة من البروتين غالبًا ما يصاحبه استهلاك منخفض من الألياف والخضروات، ما يؤدي إلى اختلال في ميكروبيوم الأمعاء، وهذا الخلل قد يظهر على شكل حب الشباب أو جفاف البشرة.
استهلاك بروتين حيواني غني بالدهون المشبعة أو المعالجة قد يزيد الالتهاب داخل الجسم، وهذا الالتهاب قد ينعكس على الجلد كبشرة باهتة أو كثرة البثور. كذلك، الجفاف الناتج عن البروتين الزائد دون شرب كميات كافية من الماء قد يؤدي إلى جفاف الجلد وتقشره.
الكميات الآمنة من البروتين
تختلف الحاجة اليومية للبروتين باختلاف العمر والنشاط البدني والصحة والجنس. البالغون العاديون يحتاجون نحو 0.8 غ لكل كيلوجرام من وزن الجسم يوميًا.
الرياضيون أو من يمارسون تدريبًا شاقًا قد يحتاجون إلى 1.2‑2.2 غ لكل كغ لزيادة الكتلة العضلية أو تحسين الأداء الرياضي.
لمن لديهم مشاكل كلوية مزمنة، توصي الجمعيات الصحية بتقليل البروتين إلى 0.6‑0.75 غ لكل كغ، مع التركيز على مصادر بروتين عالية الجودة لتقليل الضغط على الكلى.
نصائح لتناول صحي وآمن للبروتين
- اختيار مصادر متنوعة: مزج البروتينات النباتية مثل البقوليات مع الحيوانية مثل البيض والأسماك والدجاج.
- توزيع البروتين على وجبات اليوم: تناول البروتين على مدار اليوم 3–4 وجبات أفضل من وجبة واحدة كبيرة.
- شرب كمية كافية من الماء: يدعم ترشيح الكلى ويمنع الحصوات والجفاف.
- تجنب الاعتماد المفرط على المكملات: المكملات لا تغني عن الطعام الكامل الغني بالفيتامينات والألياف.
- مراقبة الحالة الصحية: استشارة طبيب أو أخصائي تغذية عند وجود أي تأثيرات سلبية مثل تغير لون البول أو ضعف الجسم.
- الحذر من البروتين الحيواني الزائد: التقليل من اللحوم الحمراء والتركيز أكثر على البروتين النباتي أو الأسماك.
- إجراء فحوصات دورية للكلى: فحوصات الكرياتينين ومعدل الترشيح تساعد على التأكد من سلامة الكلى عند اتباع نظام عالي البروتين.
البروتين والصحة
البروتين ضروري لصحة الجسم لكن الإفراط فيه قد يسبب أضرارًا على الكلى والبشرة والصحة العامة. الكمية المناسبة تعتمد على الوزن والنشاط والصحة، ويُفضل توزيع البروتين على وجبات اليوم مع شرب كمية كافية من الماء واختيار مصادر متنوعة، لضمان الاستفادة من فوائده دون المخاطرة بالصحة.
شاهدي أيضاً: حمية البروتين من الدكتور أوز
شاهدي أيضاً: مصادر البروتين الحيواني والنباتي
شارك الذكاء الاصطناعي بإنشاء هذا المقال.