التهاب البروستاتا والجماع

مقالات ذات صلة

علاج التهاب المسالك البولية وعلاقته بالجماع

الجماعة

العلاقة الزوجية بعد استئصال البروستاتا

يُعد التهاب البروستاتا من الحالات الشائعة لدى الرجال، خصوصًا بين سن 20 و50 عامًا. ومع أن كثيرًا من الرجال يترددون في الحديث عنه، إلا أن فهم هذا المرض وأعراضه وأثره على الجماع والحمل يساهم في تقليل القلق وتحسين جودة الحياة الزوجية. ومن ثم، يقدم هذا المقال شرحًا شاملًا حول التهاب البروستاتا، وأنواعه، وأعراضه، وطرق علاجه، إضافة إلى الإجابة عن أكثر الأسئلة شيوعًا حول تأثيره على الجماع والزوجة والخصوبة.

ما هو التهاب البروستاتا؟

التهاب البروستاتا هو حالة تحدث عندما يتعرض غدة البروستاتا للالتهاب بسبب عدوى بكتيرية أو احتقان أو عوامل أخرى غير معدية. وتلعب البروستاتا دورًا رئيسيًا في إنتاج السائل المنوي الذي يساعد على تغذية الحيوانات المنوية وحركتها.

كما يظهر الالتهاب إما بشكل حاد يسبب أعراضًا واضحة، وإما بشكل مزمن يستمر لفترة طويلة ويظهر بنوبات متكررة.

ما هو احتقان البروستاتا؟

احتقان البروستاتا هو حالة يزداد فيها حجم الغدة نتيجة تجمع السوائل داخلها دون وجود التهاب بكتيري. ويحدث غالبًا بسبب:

• قلة القذف.

• الإثارة الجنسية المتكررة دون إشباع.

• الجلوس الطويل.

• التوتر النفسي.

وبالرغم من أنه أقل خطورة من الالتهاب البكتيري، إلا أنه قد يسبب أعراضًا مزعجة تؤثر على الجماع والحياة اليومية.

هل التهاب البروستاتا خطير؟

عادة لا يُعد التهاب البروستاتا مرضًا خطيرًا، لكنه قد يصبح مزعجًا ويؤثر على جودة الحياة. كما تتحول بعض الحالات غير المعالجة إلى التهاب مزمن يؤدي إلى مضاعفات مثل:

• ألم مزمن في الحوض.

• مشكلات في الانتصاب.

• صعوبات في التبول.

• انخفاض جودة السائل المنوي.

لذلك، يبقى العلاج المبكر ضروريًا لتجنب المضاعفات طويلة المدى.

أعراض التهاب البروستاتا

قد تختلف حدة الأعراض من شخص لآخر، وتشمل ما يلي:

1. أعراض التهاب البروستاتا الحاد والانتصاب 

قد يسفر التهاب البروستاتا الحاد عن ظهور أعراض تؤثر على القدرة الجنسية، ومنها:

• الشعور بالإرهاق وارتفاع الحرارة.
• آلام في منطقة أسفل الظهر والبطن وحول القضيب، مما يسبب انزعاجًا أثناء القذف.
• الحاجة المتكررة للتبول مع خروج كمية قليلة من البول.
• كما يمكن أن تترافق الحالة مع أعراض أخرى مثل وجود دم في البول أو الشعور بألم أثناء التبول، الأمر الذي قد يؤدي إلى صعوبة في تفريغ المثانة.

تعتبر هذه الحالة من الحالات الطبية الطارئة التي تتطلب طلب العناية الصحية عند ظهور هذه الأعراض.

2. أعراض التهاب البروستاتا المزمن والانتصاب

قد يعاني البعض من التهاب البروستاتا المزمن دون ظهور أعراض واضحة سوى نوبات متقطعة من الالتهابات الحادة.

بينما قد يُصاب آخرون بأعراض مشابهة لتلك المصاحبة لمتلازمة آلام الحوض المزمنة، مما يؤدي إلى ظهور عدة مشكلات منها:

• اضطرابات جنسية: تتضح علاقة التهاب البروستاتا بالصحة الجنسية من خلال مشكلات مثل: ضعف القدرة على الانتصاب، ألم أثناء القذف، تأخر القذف، ظهور دم في السائل المنوي، وانخفاض الرغبة الجنسية.
• اضطرابات نفسية: يمكن أن يؤدي التهاب البروستاتا المزمن إلى تأثيرات نفسية تشمل الاكتئاب، القلق، والتوتر، ما قد يتسبب في صعوبات مرتبطة بالوظائف الجنسية.
• آلام في الجهاز التناسلي والبولي: تظهر الآلام عادة في مناطق مثل العجان، الخصيتين، فوق العانة، القضيب، وأحيانًا تمتد إلى الأربية، المستقيم، أسفل الظهر، والبطن.

3. أعراض خاصة بالجهاز البولي السفلي

التهاب البروستاتا المزمن يمكن أن يؤدي إلى تكرار الحاجة للتبول، خاصة خلال الليل، مع الإحساس بحرقة وألم أثناء التبول، وضعف تدفق البول.

4. أعراض احتقان البروستاتا المرتبط بالجماع

الاحتقان الجنسي يحدث عندما تتعرض البروستاتا لإثارة مستمرة دون تفريغ. وعلاوة على ذلك، تظهر أعراضه على النحو الآتي:

• ثقل أو ألم في أسفل البطن.

• ألم خفيف في الخصيتين.

• شعور بالضغط في المنطقة بين الخصيتين والشرج.

• صعوبة مؤقتة في الجلوس لفترات طويلة.

• شعور بعدم اكتمال القذف.

هذه الأعراض ليست خطيرة وعادة تتحسن مع تفريغ البروستاتا بشكل منتظم وممارسة الرياضة وتقليل التوتر.

هل يؤثر التهاب البروستاتا على الجماع؟

نعم، يؤثر التهاب البروستاتا على الجماع بعدة طرق، حيث يمكن أن يسبب مجموعة من الأعراض التي تؤثر على الأداء الجنسي والصحة العامة:

1. الألم أثناء القذف بسبب تهيّج الغدة مما يجعل العملية غير مريحة وقد تؤدي إلى تجنب النشاط الجنسي.

2. ضعف الانتصاب نتيجة الألم أو التوتر النفسي، إلى جانب تأثير ذلك على الثقة بالنفس والانسجام داخل العلاقة.

3. انخفاض الرغبة الجنسية بسبب الشعور بعدم الراحة أو القلق المستمر، الأمر الذي يؤثر على التفاعل العاطفي والجسدي بين الشريكين.

4. سرعة القذف أو تأخره نتيجة التهيّج العصبي واضطرابات الجهاز التناسلي التي قد تؤدي إلى تغيرات في استجابة الجسم.

ومع ذلك، بعد بدء العلاج وتحسن حالة الغدة، يمكن أن يعود الرجل تدريجيًا إلى ممارسة حياته الجنسية بشكل طبيعي ويجد تحسنًا ملحوظًا في صحته النفسية والجسدية.

هل يؤثر التهاب البروستاتا على الزوجة؟

التهاب البروستاتا غير معدٍ في أغلب الحالات، خصوصًا إذا لم يكن بكتيريًا. وبالتالي لا يشكل خطرًا مباشرًا على الزوجة.

لكن يمكن أن يؤثر بشكل غير مباشر عبر:

• ضعف الرغبة الجنسية لدى الزوج.

• الألم أثناء الجماع.

• القلق والتوتر بين الطرفين.

التفاهم بين الزوجين يساعد كثيرًا على تجاوز هذه المرحلة.

التهاب البروستاتا والحمل

الكثير من النساء تمكنوا من الحمل رغم إصابة أزواجهن بالتهاب البروستاتا، خصوصًا عند العلاج المبكر. كما لا يمنع الالتهاب الحمل غالبًا، إلا في الحالات الشديدة التي تؤثر على جودة السائل المنوي مؤقتًا.

بمجرد معالجة الالتهاب، تعود الخصوبة إلى طبيعتها.

هل عدم ممارسة العلاقة الزوجية يؤثر على البروستاتا؟

نعم، عدم ممارسة العلاقة أو عدم القذف لفترة طويلة قد يسبب احتقان البروستاتا. ومن ثم تظهر أعراض مثل:

• ثقل في الحوض.

• ألم في الخصيتين.

• ضعف مؤقت في الانتصاب.

الحل يكون بممارسة الرياضة، والقذف المنتظم، وتقليل التوتر.

طرق علاج التهاب البروستاتا

يعتمد العلاج على نوع الالتهاب، ويشمل:

العلاج الدوائي

1. علاج العدوى

للتعامل مع التهاب البروستاتا الناتج عن العدوى البكتيرية سواء كان حادًا أو مزمنًا، يتم استخدام المضادات الحيوية. في بعض الحالات الحادة، قد يكون من الضروري تلقي العلاج بالمضادات عبر الوريد في المستشفى لفترة قصيرة. تستمر مدة العلاج عادةً ما بين أربعة وستة أسابيع، وفي بعض الأحيان قد تمتد لفترات أطول لضمان القضاء على العدوى وتقليل احتمالية الإصابة بالتهاب البروستاتا المزمن.

2. التخفيف من مشاكل الجهاز البولي

هناك أدوية تُعرف باسم حاصرات مستقبِلات ألفا تساعد في استرخاء عضلات عنق المثانة والمنطقة التي ترتبط فيها البروستاتا بالمثانة. هذا النوع من العلاج يمكن أن يساعد في تخفيف أعراض مثل الألم أثناء التبول وصعوبة التبول. تُستخدم هذه الأدوية بشكل شائع لعلاج التهاب البروستاتا المزمن، المعروف أيضًا بمتلازمة آلام الحوض المزمنة، كما يمكن أن تساهم في تخفيف الأعراض الناتجة عن العدوى الجرثومية.

3. إدارة الألم

قد ينصح اختصاصي الرعاية الصحية باستخدام أدوية لتخفيف الألم، سواء بوصفة طبية أو بدونها. من بين الخيارات المتاحة الأدوية مثل الأسيتامينوفين (تايلنول) أو الإيبوبروفين (Advil أو Motrin IB)، التي يمكن أن تساعد في تقليل الألم واحتواء الأعراض.

العلاجات الطبيعية المساندة

• شرب الماء بكميات كافية.

• حمام ماء دافئ للمنطقة.

• تجنب الجلوس الطويل.

• الابتعاد عن الأطعمة الحارة والكافيين.

تعديل نمط الحياة

• ممارسة الرياضة بانتظام.

• تفريغ البروستاتا عبر الجماع أو القذف.

• تجنب الإمساك.

الوقاية من التهاب البروستاتا

للوقاية، يُفضل اتباع النصائح التالية:

• شرب الماء باستمرار للمساعدة في تحسين وظائف الجسم، وتعزيز صحة الكلى، والحفاظ على ترطيب الجسم خاصة في أوقات الحر أو أثناء ممارسة الرياضة.

• تجنب الجلوس لفترات طويلة للحد من مشاكل العمود الفقري وآلام الظهر، كما يساعد التحرك بانتظام في تحسين الدورة الدموية ومقاومة الإرهاق.

• ممارسة العلاقة بانتظام لما لها من دور في تقليل التوتر، وتحسين الدورة الدموية، وزيادة الشعور بالرضا العام.

• تجنب حمل الأوزان الثقيلة بطريقة خاطئة للوقاية من الإصابات أو الضغط على العضلات والمفاصل، مع ضرورة الانحناء بشكل صحيح واستخدام الأرجل بدلًا من الظهر أثناء الرفع.

• الحفاظ على وزن صحي من خلال اتباع نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة بانتظام، للوقاية من الأمراض المرتبطة بالسمنة مثل السكري وأمراض القلب.

التهاب البروستاتا حالة شائعة لكنها قابلة للعلاج بشكل كامل عند التشخيص المبكر. كما يؤثر على الجماع أحيانًا، لكنه لا يمنع الحمل في الغالب. ومن ثم تساعد العلاجات الطبية والنصائح السلوكية على التخلص من الأعراض بسرعة واستعادة الحياة الزوجية بشكل طبيعي. ومع تطبيق أسلوب حياة صحي واتباع العلاج المناسب، يستطيع الرجل التغلب على هذا الالتهاب واستعادة راحته وثقته بنفسه.