الهندسة الداخلية فن منسوج من دور ووظيفة

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 07 يوليو 2015 | آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
مقالات ذات صلة
الازمة الاقتصادية واثارها على الهندسة الداخلية
فن وجمال السجاد الهندسي في ديكور المنزل
هند العوضي: دَرستُ هندسة الطيران لتعزيز دور المرأة
تعتمد الهندسة الداخليه على  الدور والمبدا الوظيفي في المقام الاول ، والتي تتجسد بايجاد وابتكار اشكال ملائمه للوظيفه في الفضاء الداخلي من خلال تشكيلات  بصريه يحكمها ذوق فني رفيع ،والتي تكون عادة مرتبطه ارتباط وثيق بالمحتوى الثقافي والاجتماعي للافراد ، بحيث ان المهندس الداخلي  يستوحيها من خلال الواقع الذي يعيشونه والذي تحكمه ظروف عده كالظروف الاجتماعيه ، العادات والتقاليد، الحاجات الانية والمستقبليه التي تتغير بتغير العمر بالاضافة الى الانسجام الفكري والجسدي والنفسي مع المكان .
 
ويعد الدور هو الهدف الاساسي من انشاء وتصميم جميع الابنيه وفضاءاتها الداخليه بصوره وظيفيه .
 
اما الوظيفه فلا تتحقق الا بتحقق الانسجام الفكري والنفسي والجسدي لممارسة الانسان لنشاطاته المختلفة بصورة سليمة ،وذلك من خلال معرفة من يشغل الفضاء الداخلي ، وكم عدد افراد الذين سيشغلونه ،وما الوظائف التي ستمارس فيه ومن هذه التفاصيل  يستننج ما يمكن ان يترجم انسيابية الحركه فيه وما يلائمه من اشكال ، اخدا بعين الاعتبار الصوتيات والسمعيات وكيفيه التعامل معها ، بالاضافة الى الضوء وشدته وكيفية اختيار الالوان بناءا على ذلك، مع التوصيلات المائيه والتهويه والتكييف .
 
الانسان وعلاقته بالمكان:
 
تعد القدرات الفسيولوجية (النفسيه ) لفرد معين عاملا لا يؤثر فقط على اسلوب ادراكه للتصميم ولكن على كيفية تفكيره تجاه ذلك الشكل واسلوب التفاعل معه . فلانسان الطبيعي  عادة يتمكن من التعامل مع مختلف الفضاءات (كغرفة نوم ، المكتب ،...الخ ) ، اما لو كان يعاني من خلل عضوي او نفسي ستنشأ مشكله في علاقة الانسان مع المكان ويتبع ذلك ابتكار حلول لها ، فعلى سبيل المثال المستشفيات لها دراسه معينه لفضائها ليتناسب مع المرضى ، اما دار المسنين فبحاجه الى تصميم يتوافق مع احتياجاتهم خصوصا لو كانو يعانو من امراض الشيخوخه والتي ابرزها الزهايمر ، الى جانب ذلك حضانات الاطفال ايضا لابد ان يكون تصميمها يتناسب والطفل من الناحيه الوظيفيه والفسيولوجيه .
 
لذلك فان سلوك المرء مع المكان يجب ان يكون متوافقا تبعا للتوافق الذي يفترض وجوده بين الية الاداء للفضاء وبين الانسان الذي يتعامل معه ، والا فيجب اجراء تعديلات على تصميم الفضاء ليكون ملائما لانه سيكون من الصعب  اجراء العملية بصورة عكسيه.
 
الظروف الاجتماعيه:
 
تؤثر الظروف الاجتماعية على الانسان وعلى اهتماماته والمراحل التي يمر بها فهي تترك اثر ليس فقط على اطباعه وافعاله بل ايضا اسلوب ادراكه للمكان  فهو يرتبط ارتباط وثيق بمجتمعه المحيط به فلو كان من ينتمي الى المجتمع الاوروبي بلا شك سيكون خاضعا الى تقاليد واعراف تختلف عن من ينتمي الى المجتمع الشرقي .
 
المستوى الثقافي:
 
تؤخذ الثقافه ايضا بعين الاعتبار فهي احدى اهم الركائز التي يبنى عليها الطابع الاجتماعي فالشخص المثقف يتمكن من ادراك جوانب معينة قد لا يتمكن محدود الوعي او الثقافه من ادراكها ،وفي العموم تعتبر التقافة مسالة نسبيه التاثير على المجتمعات لاختلاف المفاهيم والموروثات التي يمكن للفرد ان يتبناها .
 
البيئه:
 
تحكم البيئه طبيعه التصميم والخامات المستخدمه فيه بعدة عوامل : كالمناخ ودرجة الحراره وكمية الامطار والرطوبة والتربه فالتصميمات الموجوده في الدول البارده تختلف تماما عن المناطق الحاره فعلى سبيل المثال يمكن ايجاد المدفئه في التصميمات الاوروبيه كثيرا ، وذلك لان التصميم الاوروبي عادة يرمز الى المناطق البارده ، اما خشب الخيزران  فنجده شائعا جدا في التصميم الافريقي وذلك لانه مستمد من الييئه الحارة التي يعيشونها اهالي تلك المنطقه .
 
لذلك فان من ابرز الشروط والخطوات التي يجب مراعاة دراستها عند الشروع بتصميم فضاء داخلي معين:
 
- محاولة تحقيق الوحده والتكامل بين الانسان والمكان وذلك من خلال انشاء معادله بين العناصر وتشابهها مع خطوط التصميم بالاضافة الى الاعتماد على قواعد الادارك الحسي كالسمع والبصر .
 
- فهم واستيعاب  كل مجتمع ومعتقداته ورموزه حتى يسهل توظيف المكان بصورة صحيحه تتناسب مع الاشخاص .
 
- الالمام بالظروف البيئيه للمكان مع محاولة فهم شخصية الانسان وذوقه الخاص ووضع افكار وتصاميم تتوافق ومتطلباته قدر الامكان