شمس البارودي تكشف تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة ابنها قبل وفاته
لأول مرة منذ رحيله، خرجت الفنانة المعتزلة شمس البارودي عن صمتها، وقررت مشاركة جمهورها بتفاصيل الساعات الأخيرة في حياة ابنها عبدالله، الذي توفي غريقًا قبل نحو عامين في الساحل الشمالي.
سردت الأم كلماتها كأنها تنزف من جرح لا يندمل، متذكرةً ابنها الذي وصفته بـ"الوديعة المستردة"، والذي ترك فراغًا لا يملؤه شيء في قلبها وعائلتها.
"أحاول الهروب من الحديث عن قطعة انتُزعت من قلبي"
بكلمات حزينة، تحدثت شمس عن معاناتها مع الحزن الذي لم يفارقها منذ فُقد عبدالله، قائلة إنها تضع يدها على الجرح خوفًا من استمرار النزيف، وتحاول الصمت حفاظًا على ما تبقى من قواها.
وأضافت: "عبدالله لم يكن مجرد ابن، بل روحًا تسكنني... وديعة أستردها ربي بكل ما فيها من كمال وجمال".
ذكريات الطفولة.. وتفاصيل تروى لأول مرة
استرجعت شمس ذكريات نشأة عبدالله، مشيرة إلى حرصها على أن تسميه بأحب الأسماء إلى الله. حكت كيف أذّن والده في أذنه اليمنى عقب ولادته، وحنكه بالتمر، ثم أرضعته حتى عمر السنتين والنصف. كان طفلًا فطنًا، يتفوق في دراسته، ويثير إعجاب كل من يلتقيه. حتى القناصل وأساتذة الجامعة أثنوا على ذكائه وقدرته على النقاش في مواضيع تفوق عمره.
روت موقفًا وقع في المدرسة، حين رفض عبدالله الاستماع لأستاذ أمريكي بعد اغتيال الطفل الفلسطيني محمد الدرة، محتجًا على صمت المعلم تجاه الحدث. وأكدت والدته أن المبادئ كانت راسخة في وجدان ابنها، وكان يرى أن القيم لا تُلوَّن ولا تُهادن النفاق.
ومن أبرز المحطات التي استذكرتها شمس، ارتباط عبدالله بوالده الفنان حسن يوسف، وحرصه على مرافقته إلى الأطباء، بل ورفضه تركه وحيدًا في أي مكان. كما كشفت عن تعلقه بالعمرة والزيارة النبوية، وذكرت كيف كان يفضل العزلة في المسجد النبوي للقراءة والتأمل، ينهل من القرآن الكريم في خلوتِه المحببة، خاصة في ليالي المدينة المنورة.
رحلة المصيف الأخيرة.. وغياب مفاجئ
رغم مرور الوقت، لا تزال تفاصيل الرحلة الأخيرة حاضرة بقوة في ذاكرة الأم المفجوعة. روت كيف توجهوا إلى المصيف في الساحل الشمالي كعادتهم، وكيف بدا عبدالله في حالة هدوء غريبة. قالت إنه على غير العادة لم يرغب في النزول لشراء احتياجاته من "أون ذا رن"، وهو الذي كان يعشق طقوس السفر.
في صباح اليوم التالي، الجمعة، أحضرت الأم "العاشوراء" التي كان يحبها، لكن القلق بدأ يتسلل إلى قلب والده، الذي شعر بشيء غريب تجاه عبدالله رغم سكون اليوم. وفي يوم السبت، غادر عبدالله إلى البحر ولم يعد. بدأ القلق يتصاعد، إلى أن أبلغهم أحد أفراد اتحاد ملاك القرية أن الكاميرات لم ترصد عودته من الشاطئ.
روت شمس اللحظات المفزعة التي أخبرها فيها بعض السيدات أن عبدالله تم نقله إلى المستشفى في حالة إعياء. ركضت دون وعي إلى مستشفى العلمين، تصرخ باسم ابنها. وهناك، لم يُسمح لها بدخول غرفة الإسعاف، قبل أن تكتشف أن عبدالله قد فارق الحياة.
قالت إنها حين كشفت وجهه وجدت النور يشع منه، وكأن وجهه يبتسم لها للمرة الأخيرة. قبلته وودعته، ثم عادت إلى والده الفنان حسن يوسف، الذي تلقى الخبر برباطة جأش، وساعدته على التماسك بذكر المصاب الذي مرّ به رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فقد أحبته.
الحزن لم يغادر البيت.. والذكريات لا تموت
أكدت شمس أن الحزن على عبدالله لا يفارقهم منذ رحيله. أبناؤها عمر ومحمود وناريمان حاولوا دعم والدهم والخروج به من دائرة الألم، ولكن ظل عبدالله حاضرًا في تفاصيل حياتهم، حتى أن زيارة المصيف توقفت كليًا بعد رحيله.
وأضافت أن ابنها عمر تحمّل كل المسؤوليات بعد الفاجعة، وأن زوجها ظل يردّد: "أريد أن أذهب إلى عبدالله"، حتى وافته المنية هو الآخر بعد عام وثلاثة أشهر فقط من وفاة نجله.
رسالة من أم إلى الله.. وطلب بالدعاء لكل أم فقدت ابنًا
اختتمت شمس حديثها برسالة مؤثرة إلى الله، ترجوه أن يحفظ أبناءها الآخرين، ويمنحهم الصحة وطول العمر. كما دعت بالرحمة لكل أم فقدت ابنها، مؤكدة أن دموعها لا تتوقف، لكنها تستمد صبرها من يقينها بالله، ومن مثال الرسول الكريم الذي ذرف الدموع حزنًا على فراق أحبته.
وختمت حديثها قائلة: "عبدالله ليس مجرد ذكرى... بل هو نبض باقٍ في قلبي إلى أن نلتقي في الفردوس الأعلى بإذن الله".
وكان عبد الله حسن يوسف، قد فارق الحياة غرقاً في الساحل الشمالي بمصر، في 30 يوليو عام 2023، متسبباً في فاجعة لوالديه، ظل والده على إثرها حزيناً حتى توفي العام الماضي.
شاهدي أيضاً: تفاصيل وفاة نجل حسن يوسف غرقاً في الساحل الشمالي