وفاة المؤثرة المغربية سلمى تيبو إثر جراحة لإنقاص الوزن
خيّم الحزن على منصات التواصل الاجتماعي في المغرب عقب الإعلان عن وفاة المؤثرة المغربية الشهيرة سلمى تيبو، التي رحلت عن الحياة نتيجة مضاعفات خطيرة بعد خضوعها لعملية تصحيح مسار المعدة في أحد مستشفيات تركيا، لتتحوّل رحلتها مع إنقاص الوزن إلى مأساة هزّت متابعيها وأعادت النقاش حول مخاطر جراحات السمنة.
من التكميم إلى تصحيح المسار: تفاصيل ما حدث قبل الوفاة
بحسب المعلومات المتاحة من مقربين، كانت سلمى تيبو قد قررت السفر إلى تركيا للخضوع لعملية تكميم معدة بعد معاناة طويلة مع الوزن، ثم اضطرت لاحقًا لإجراء عملية تحويل المسار نتيجة مضاعفات أو نتائج غير مرضية من الجراحة الأولى.
هذا النوع من العمليات يُعد أكثر تعقيدًا من التكميم، إذ يتدخل مباشرة في مسار الجهاز الهضمي ويغيّر طريقة امتصاص الطعام، مما يضاعف احتمالات ظهور مشكلات مثل التسريب أو النزيف الداخلي.
ورغم أنّ سلمى كانت قد شاركت بعض تفاصيل رحلتها مع متابعيها، موثّقةً خطوات التحضير للعملية ورسائل الأمل التي كانت ترسلها لمتابعيها البالغ عددهم أكثر من 1.5 مليون شخص، إلا أنّ الأمور انقلبت رأسًا على عقب في الأيام التالية.
محاولات إنقاذ فاشلة ومضاعفات حادة
مصادر مقربة أوضحت أنّ سلمى تعرضت بعد العملية لمضاعفات حادة تمثلت في حدوث تسريب بالمعدة أو الأمعاء، ما تسبب في انتشار التلوث داخل جسمها، ودخلت في سلسلة تدخلات طبية إسعافية لمحاولة إنقاذها. لكن جسدها لم يحتمل الصدمة، فتفاقمت حالتها بسرعة قبل أن يعلن الأطباء وفاتها رسميًا مساء الاثنين، تاركةً وراءها حالة من الصدمة وسط عائلتها وآلاف المحبين الذين تابعوا قصتها خطوة بخطوة.
شاهدوا ظهور مؤثر لسلمى تيبو قبل وفاتها بأسابيع قليلة:
This browser does not support the video element.
تركيا وجهة العمليات.. ولكن إلى متى؟
حالة سلمى أعادت الجدل حول انتشار ظاهرة "السياحة العلاجية" إلى تركيا، خصوصًا في مجال عمليات إنقاص الوزن التي يقبل عليها الشباب والشابات من مختلف الدول العربية بسبب كلفتها الأقل مقارنةً بدول أخرى.
ومع ذلك، يفتقر بعض المراكز الطبية هناك إلى رقابة صارمة أو برامج متابعة طويلة الأمد، ما يرفع نسب التعرض لمضاعفات قد تكون قاتلة في حال تأخر التدخل أو ضعف الرعاية بعد العملية.
موجة حزن وتعاطف.. آخر رسائل سلمى
عبر حساباتها الرسمية، تحوّلت صفحات سلمى تيبو من منصات للترفيه والجمال إلى دفتر عزاء افتراضي. انهالت رسائل المواساة والدعاء بالرحمة، فيما أرفق ذووها صورة نعوة كُتبت عليها الآية الكريمة: "إنا لله وإنا إليه راجعون"، وأكّدوا في رسالة قصيرة عبر "الستوري" أنهم يقدّرون كل من تواصل معهم لتقديم العزاء والدعاء.
وكان المشهد الأكثر تأثيرًا مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع، يظهر فيه زوج سلمى تيبو وهو يبكي بانهيار تام فور تأكيد خبر وفاتها، ما لامس مشاعر آلاف المتابعين الذين تضامنوا معه بكلمات المواساة والرجاء بالصبر والسلوان له ولعائلتها المكلومة.
فنان مغربي ينتقد مواقع التواصل وينعي سلمى تيبو
نشر الفنان المغربي أسامة رمزي رسالة مطولة عبر خاصية "الستوري" على إنستغرام، تحدث فيها بصدق عن الأثر المدمر للمقارنات والتنمر النفسي الذي يُمارَس باسم المجتمع.
وأكد أن الإنسان عليه أن يتحرر من سلطة النظرة القاسية التي تفرضها بيئة المقارنات منذ الطفولة، مشددًا على أن آراء الآخرين لا يجب أن يكون لها تأثير سلبي على السلام النفسي.
ويطرح رحيل سلمى أسئلة جديدة حول جراحات إنقاص الوزن وتصحيح المسار، التي يروج لها أحيانًا عبر إعلانات المؤثرين كحل سحري وسريع للتخلص من السمنة. ورغم أنها من الناحية الطبية تُعتبر آمنة نسبيًا عند إجرائها تحت إشراف مختصين وضمن مستشفيات موثوقة، إلا أن أي خلل بسيط في التعقيم أو في التعامل مع المضاعفات قد يكون كافيًا لتحويل الحلم إلى كارثة.
تشير التقديرات الطبية إلى أنّ نسبة الوفيات في مثل هذه الجراحات تظل منخفضة، إلا أنّها ترتفع بوجود أمراض مزمنة، أو عند تجاهل الأعراض المبكرة للتسريب أو النزيف أو الجلطات، خاصةً إذا تأخر التواصل مع الأطباء أو لم يتمكن الفريق الطبي من التدخل الفوري بوسائل الإنقاذ المناسبة.
دعوات للمراجعة والتوعية
تزامنًا مع انتشار خبر وفاة سلمى تيبو، ارتفعت الأصوات المطالِبة بضرورة إعادة النظر في طريقة الترويج لمثل هذه العمليات عبر المحتوى الرقمي، وتشديد الرقابة على الإعلانات التي تستهدف الشباب بإغراءات خادعة أحيانًا. كذلك دعا كثيرون إلى ضرورة تقديم حملات توعية موسعة حول المخاطر المحتملة لجراحات إنقاص الوزن، مع إبراز البدائل الصحية الآمنة مثل النظام الغذائي المتوازن والمتابعة مع مختصي التغذية قبل اللجوء إلى المشرط الطبي.
شاهدي أيضاً: انتحار مؤثرة أمريكية بسبب التنمر يثير ضجة عالمية