أسباب التوحد وتشخيصه وعلاجه

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 17 مايو 2022 آخر تحديث: الأربعاء، 18 مايو 2022
أسباب التوحد وتشخيصه وعلاجه

يعاني بعض الأشخاص من مشاكل في التواصل وتكون لديهم صعوبة في فهم ما حولهم ويشعرون في ذلك من يتعامل معهم، مما يكون من الصعب عليهم التعبير عن أنفسهم من خلال الكلام أو بالحركات، يسمى ما يعانون منه بالتوحد.[1]

في هذا المقال سوف نقدم لكم أهم أسباب التوحد الوراثية، التوحد لدى الأطفال والمراهقين والأعراض التي تظهر على كل منهم والسلوكيات وغيرها من الأمور المرتبطة في هذا المرض.

أسباب ظهور مرض التوحد

  • مرض التوحد أو المعروف باسم اضطراب طيف التوحد (Autism Spectrum Disorder)، وهي حالة تشمل صعوبة في الاتصال والسلوك وقد تكون مشكلة بسيطة أو إعاقة تحتاج إلى رعاية دائمة ضمن مراكز يومية متخصصة.[1]
  • يعاني المصابون بالتوحد من مشاكل بالتعلم، وقد تختلف قدراتهم ومهاراتهم بشكل غير متساوٍ، وقد يواجهون صعوبة في الاندماج مع الآخرين والتواصل معهم  ولكن يكون لهم تفوق بشيء معين مثل الفن والموسيقى أو مهارات تحتاج لذاكرة مثل الرياضيات ولذلك يكون أداؤهم جيداً في اختبارات التحليل أو حل المشكلات التي يطرحها الطبيب المعالج عليه.[1]
  • تختلف الأعراض وخطورتها من حالة إلى أخرى، عادة يظهر في سن الرضاعة وقبل بلوغ سن الثلاث سنوات عند الأطفال.
  • التوحد ليس مرضاً بمعنى الكلمة كونك متوحداً لا يعني أنك مصاب بمرض، لكن يعني أن عقلك يعمل بطريقة مختلفة عن الآخرين.[1]
  • هنالك أسماء متعددة لمرض التوحد منها:[2]
  1. اضطراب طيف التوحد (ASD).
  2. حالة طيف التوحد (ASC).
  3. متلازمة أسبرجر تستخدم لوصف بعض الأشخاص المصابين بالتوحد بذكاء متوسط أو أعلى من المتوسط.

ليس هنالك سبب محدد لحدوث التوحد، من الممكن أن يصيب الشخص نتيجة لمشاكل في أجزاء من الدماغ ونموه وهو ذلك المسؤول عن المدخلات الحسية والتي تترجمها لإعطاء ردة الفعل المناسبة أو يجعل بعضها أكثر عرضة للإصابة بالاضطراب أو أسباب أخرى ، ومن أهم الأسباب التوحد الرئيسية نذكر ما يلي:[1]

  1. يصيب التوحد العائلات التي يكون منتشراً فيها من قبل، وذلك بسبب مجموعة من الجينات التي تكون من أقوى أسباب زيادة خطر إصابة المواليد الحديثة بالتوحد.
  2. التوحد أكثر شيوعاً عند الأولاد بمعدل أربعة أضعاف منه لدى الفتيات.
  3. من الممكن أيضاً أن يسبب تناول الحامل لبعض الأدوية أو المواد الكيميائية، مثل الكحول أو الأدوية مثل حمض الفالبرويك Valproic Acid أو أدوية الثاليدوميد Thalidomide أو المضادة للتشنج يكونون أكثر الأسباب لإنجاب أطفال رضع مصابين بالتوحد.[1]
  4. نزول الوزن أثناء الولادة وبطريقة تعمل على خلل في العملية الأيضية يمكن أن تكون سبباً في إصابة الجنين بالتوحد.
  5. والأسباب الوراثية المرتبطة بإصابة المراهقين بالتوحد تعود إلى عدة أمور منها:[4]
  • وبمعنى أخر هي اكتشاف الأهل مرض ابنهم بالتوحد بمرحلة المراهقة وذلك لعدم ظهور أعراض للتوحد عندما يكونون صغاراً.
  • من الممكن بسبب مروره بمرحلة من شدة صدمتها أثرت على خلايا الدماغ في مرحلة متأخرة وتطورت فيما بعد من خلال السلوكيات المختلفة عمن هم في جيله، تظهر من خلال الانزعاج نحو الأصوات والضوء وإعطاء ردة فعل عنيفة، وفي هذه المرحلة عندما يكون المراهق مصاباً بالتوحد تحتاج إلى إعطاء أهمية وعناية أكبر من الأطفال التي تمر بنفس المرض والأعراض يمكن التعامل معهم بسهولة أكثر.

قد تؤثر العوامل المحيطة على نشوء مرض التوحد وتساعد على تطوره إذا ما تم اكتشافه مبكراً ومن هذه العوامل ما يلي:

  1. من الممكن أن تكون عدوى فيروسية من البيئة المحيطة.
  2. أو نتيجة التلوث البيئي الذي يؤثر على مناعة الذي بدوره يؤدي إلى نشوء المرض.[1]

هنالك بعض الأطفال المصابين باضطرابات أخرى أكثر عرضة للإصابة بالتوحد من غيرهم مثل:[7]

  1. اضطراب الصرع.
  2. اضطراب متلازمة توريت وهو من النوع العصبي.
  3. اضطراب كروموسوم إكس الهش وهي متلازمة تؤدي إلى خلل ذهني.

أعراض مرض التوحد

تختلف الأعراض التي تظهر باختلاف العمر وأيضا باختلاف إذا كان ذكراً أم أنثى نذكر منها:

التوحد عند الأطفال:

     ومن أهم الأعراض التي تظهر: [2]

  1. لا يستجيب عند النداء على اسمه.
  2. ينزعج بعصبية إذا كان لا يحب شيئاً مثل طعام أو صوت معين، ومن الممكن جداً أن يقوم بالصراخ القوي.
  3. لا يعطي ردة فعل حين تبتسم له.
  4.  حركات لاإرادية مثل الخفقان باليد أو تحريك الأصابع وهز الجسد.
  5. يتحدثون قليلاً مقارنة بالأطفال الآخرين.
  6. يجدون صعوبة في تحديد شعورهم.
  7. يتعود على روتين من الصعب تغييره بأي شكل.
  8. وجود اهتمام كبيراً بنشاطات معينة ويكون موهوب فيها.
  9. يفضلون الوحدة ويجدون صعوبة في تكوين الأصدقاء.[2] [7]
  • التوحد عند المراهقين:

وتشمل عدة أعراض منها:[3]

  1. تكون لديهم صعوبة في فهم ما يفكر فيه الآخرون أو يشعرون به.
  2. القلق والخوف من التعامل في المواقف الاجتماعية.
  3. يبدو متكبراً ولا يعطي اهتماماً للآخرين وغير مسؤول عن تصرفاته.
  4. الوحدة والانعزال عن الناس والابتعاد عنهم في الحياة الاجتماعية.

تشخيص مرض التوحد

وهي مجموعة من الإجراءات والفحوصات يقوم بها الطبيب للكشف عن أسباب المشاكل التي تظهر عند الأطفال الرضع والمراهقين ومن هذه التشخيصات:[5]

  • القيام باختبارات الجينية لعائلة المريض ومعرفة الخلل.
  • من الممكن أن يوصي الطبيب بإجراء اختبار الحمض النووي للأمراض الوراثية.
  • فحص العلاج المهني أو ما يعرف بفحص النمو من خلال مجموعة من الأسئلة التي تكون على شكل استبيان يسمى جدول مراقبة تشخيص التوحد (ADOS-1) (ADOS-2) وهم عبارة عن إصدارين.
  • التقييم السلوكي من خلال الاختبارات المرئية والصوتية ومعرفة مدى تأثيرهم وما ردة فعلهم الناتجة.
  • التشخيص المبكر يساعد على حل المشكلة بشكل أفضل لذلك من المهم خضوع الأطفال جميعهم لفحص (ASD)من سن 14 و24 شهراً.[5]

علاج مرض التوحد

حتى وقتنا الحالي لا يتوفر العلاج المناسب بنفس الدرجة أو الاستجابة لكل المرضى المصابين بالتوحد تختلف استجابتهم وبالتالي يختلف مستوى التحسن لكل منهم، الأدوية المتوفرة لهذا الدواء متنوعة ومختلفة كلا حسب حالة المريض ويتم تحديدها من قبل الطبيب وتحت إشرافه، ويتبع الطبيب في علاجه للمريض على عدة مراحل منها:[6]

  • العلاج السلوكي، ويكون ذلك من خلال تحليل السلوك التطبيقي للأطفال من خلال تعلم مهارات جديدة وتعميم هذه المهارات في حالات متعددة من خلال التحفيز وتشجيع المريض.
  • العلاج التربوي والتعليمي، يكون عن طريق برنامج تربوي من خلال فريق من الأخصائيين، وكيفية تعامل العائلة والتفاعل مع أطفالهم المرضى بطرق تحفزهم وتعليمهم مهارات الحياة اليومية والتواصل.
  • العلاج لأمراض النطق واللغة، من خلال العلاج الطبيعي والنفسي للمرضى، لتحسين الكلام والتوازن في الحركة.
  • العلاج الدوائي، ليس هنالك دواء محدد لمرضى التوحد، ولكن هناك أدوية معينة تساعد في السيطرة على الأعراض، مثل أدوية المضادة للذهان تستخدم أحياناً في علاج مشكلة السلوك الحاد للمريض، والأدوية المهدئة للسيطرة عليه ومنعه من أذى نفسه، بالإضافة لبعض المكملات الغذائية التي تساعد في نمو وتطور الطفل، طبعاً ذلك بعد استشارة الطبيب المختص.[6]

الطب البديل في علاج التوحد

يبحث الأهل عن أي أمل لشفاء أبنائهم المرضى وقد يلجأون في بعض الأحيان إلى الطب البديل، وحقق تحسن لبعض من المرضى ولكن الباحثين لا يستطيعون التأكيد أو الاعتراض عليه بسبب عدم وجود الدراسات الكافية في هذا الموضوع، وقد استخدم الأهل من هذا الطب بعض المكملات الغذائية التي يمكن أن تساعدهم، أو أتباع برامج غذائية خاصة بهم، وقد لوحظ أن بعض الأطعمة تزيد من حدة الأعراض وذلك لأن مرضى التوحد يعانون أيضاً من اضطرابات هضمية تؤدي إلى خلل في تكسير أحماض من نوع الكازين الذي يلعب دور مهم في بناء العضلات والجلد للمرضى، وبعض الأطعمة تحتوي على الكازين مثل الألبان ويجب تجنبه لمرضى التوحد،وتبين أيضاً أن مادة الجلوتين الموجودة في بعض النشويات مثل الخبز والمعكرونة له تأثير عليهم، واستبدالهم ببدائل صحية مثل البطاطس والخبز المصنوع من الأرز والذرة.[1] [7]

وفي حال ظهور أحد أعراض التوحد يجب التوجه إلى طبيب أخصائي الذي يقوم بدوره بتحديد المشكلة وكلما كان التشخيص والمتابعة في سن صغير كلما سيطر على المرض وقللنا من أعراضه وآثاره الجانبية والمجتمعية.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار