أطفال الأنابيب .. هل تفشل ؟

  • تاريخ النشر: الإثنين، 30 يناير 2017 آخر تحديث: الثلاثاء، 31 يناير 2017
أطفال الأنابيب .. هل تفشل ؟

د.زكوان خريط    عرف مصطلح أطفال الأنابيب منذ عام 1978 , عندما ولدت ( لويس براون ) في المملكة المتحدة باستخدام هذه التقنية التي احدثت ثورة علمية كبيرة في عالم الانجاب و اصبحت الحل الوحيد لمعظم حالات العقم ..سواء ان كانت تعود للزوجة او للزوج .. حيث يتم بها القاح البويضة بالنطفة خارج الجسم الحي ليتم حضنها في حاضنات خاصة تماثل رحم الام لحين تكاثر خلاياها و تطورها لمرحلة جنين يتم نقله إلى رحم الأم ..


بدأت هذه التقنية بنسب نجاح محدودة لا تتجاوز 35 % .. لترتفع اليوم , بفضل تطور تقنياتها المساعدة و الأجهزة المستخدمة مخبرياً , لتصل إلى اكثر من 65 % في معظم المراكز الحديثة..
إذاً .. ليس من الضروري أو الحتمي نجاح عملية طفل الانبوب من المحاولة الأولى .. حيث يعتمد نجاحها على عدة عوامل منها على سبيل المثال لا الحصر :


عدد الأجنة المنقولة إلى الرحم , عمر المريضة , سلامة بطانة الرحم , الأجنة السليمين صبغيّاً , الرفض المناعي و مشاكل التخثر الدموي ..
و لعله من غير المنصف التفكير بالجانب السلبي المظلم لهذه التجربة .. بل لا بدّ من الأخذ بالأسباب و التفكير بإيجابية و النظر إلى نصف الكأس المملوء .. و هذا ما أؤكده لكل الأزواج المراجعين .. فقبل السؤال عن نسبة او احتمالية الفشل .. أرجوهم النظر إلى نسبة النجاح بتفاؤل أكبر .. لما للدور النفسي من اهمية في المساعدة على النجاح و في تقبّل الفشل , ان حدث , لا سمح الله ..


سؤال يطرحه أي زوجين في بداية كل استشارة ... هل ستفشل تجربتنا هذه .. و هل سيكون علينا إعادة المحاولة ...؟؟
أبدأ معهم من عظمة الخالق و قدرته على وهبهم طفلهم .. لأنتقل بعد ذلك إلى عوامل و مقومات النجاح .. لا الفشل .. لننتهي باليقين بأن طفل الأنبوب عالم مليء بالأسرار و ان هناك من الخفاء حول أسباب الفشل والنجاح لم يعرفها العلم ليومنا هذا .
في حديثي و عجالتي اليوم .. سأذكر بعض الأسباب التي تقف كمطبّات تحول دون نجاح عملية طفل الانبوب رغم محاولات العلم تفاديها و تخطيّها .


•    أبدأ مع أشيعها في بلادنا .. وهو عمر المرأة و فقر مخزون البيوض لديها ..بل و ضعف جودة البويضات لديها .. وهذا ما ينجم عن الزواج المتأخر .. و الوصول بشكل متأخر غلى عيادات ومراكز معالجة العقم بعد جولات طويلة و مستدامة في عيادات امراض النساء و التخبط بفنون العلاجات
•    كما للبدانة ( الشائعة ) دورها المهم في ضعف الاستجابة للعلاج وفشل انغراس الاجنة
•    زواج الأقارب و التشوهات الصبغية المرافقة و كثرة مصادفة الاضطرابات الصبغية لدى الأجنة المفحوصة كروموزوميا و الذي ينجم عن قلة جودة البيوض او النطاف ..
•    خلل بطانة الرحم والتشوهات الرحمية و الأورام الليفية التي تغير من شكل باطن الرحم مما يمنع علوق الاجنة وثباتها .
•    الامراض المزمنة لدى الام كارتفاع الضغط و السكري و أمراض الدرقية غير المراقبة ..إضافة لبعض أشكال الرفض المناعي و مشاكل تخثر الدم عند الأم.

كثيرة هي الأسباب و النتيجة واحدة .. فشل يدخل الزوجين متاهة و رض نفسي كبيرين .. فالحلم تحطم بلحظة عودة الطمث من جديد .. 

قاسية هي لحظة سلبية اختبار الحمل ليس فقط لمراجعينا .. بل لكل طاقم العمل.. 

لكن .. يد الأمل بالله سبحانه و بعطاءه و إعجازه .. تنتشل الجميع من قاع اليأس و تدفع كل من يحلم بطفل ... أن يتابع بحثه و محاولاته .. ان استطاع لذلك .. فربما المحاولة التالية هي الناجحة ..

و أخيراً..علينا ان نتذكر كل حين ..أن علم معالجة العقم والإخصاب يحمل في كل يوم الجديد .. من علاجات و تقنيات و بروتوكولات وعقاقير ..

فلا مستحيل مع هذا التطور و مع مشيئة الله سبحانه ..و هذا ما أؤكد عليه .. حتى لأصعب و أعقد الحالات .. بأنني ان كنت عاجزاً اليوم عن المساعدة... فإنني غداً قد أعود بجديد يساعدكم في ان تصبحوا عائلة ..

د.زكوان خريط