الأسباب النفسية للتبول الليلي عند الأطفال

  • تاريخ النشر: الإثنين، 20 نوفمبر 2023 آخر تحديث: الثلاثاء، 21 نوفمبر 2023
الأسباب النفسية للتبول الليلي عند الأطفال

يظل ما تعانيه الأم مع طفلها في مرحلة التدريب على استخدام المرحاض محفوفًا بالأمل في ذلك اليوم الذي يبقى فيه طفلها جافًّا طوال اليوم. ولا شك أن هذا الأمل يبدأ في التبدد عند ملاحظة استمرار التبول الليلي عند الطفل بعد عمر الثلاث سنوات. فهل التبول في الفراش في هذه المرحلة العمرية أمر طبيعي أم يستدعي القلق؟ وإذا لم يكن هناك مشكلات عضوية، فما الأسباب النفسية للتبول الليلي عند الأطفال؟ هذا ما سنجيب عنه في الأسطر القليلة القادمة.

الأسباب النفسية للتبول اللاإرادي أثناء الليل

ينتشر سلس البول الليلي بين الأطفال بعد عمر 3 سنوات بنسبة تصل إلى 25%، وتقل نسبته تدريجيًّا حتى تتراوح لدى المراهقين بين 1% و3%. في حين أن غالبية الأطباء يرون أن التبول أثناء الليل قبل عمر 7 سنوات لا يُعد مُشكلة، إذ قد يكون الطفل ما زال في مرحلة محاولة التحكم في مثانته أثناء الليل. [1]

وهنا يجب أن نميز بين نوعين من التبول الليلي: أولهما يعاني فيه الطفل من التبول في الفراش كل ليلة، فهو لم يستيقظ جافًّا أبدًا. وفي هذه الحالة غالبًا ما يكون السبب مشكلة عضوية تستوجب فحصًا طبيًّا لدى مختص. أو النوع الثاني، وفيه الطفل لا يُبلل فراشه يوميًّا منذ خلعه للحفاض، وإنما يكون قد مر بفترة من التوقف عن التبول في الفراش ثم عاد إليه ثانيًا، وهو غالبًا ما يكون لأسباب نفسية. وتتمثل الأسباب النفسية للتبول الليلي عند الأطفال في:

  • القلق أو التوتر: يؤدي شعور الطفل بالقلق أو التوتر الذي ربما ينتج عن انتقاله إلى بيت جديد أو مدرسة جديدة إلى السلس البولي أثناء الليل لدى بعض الأطفال.
  • الضغط النفسي: يعيش بعض الأطفال تحت ضغط نفسي مستمر ناتج عن بعض المشكلات المُحيطة، مثل الخلافات الأسرية الدائمة أو غير ذلك من المشكلات. وهو ما يجعل الطفل غير قادر على التحكم في التبول أثناء الليل.
  • الشعور بالخوف وانعدام الأمان: يحتاج الأطفال إلى الشعور بالأمان دائمًا. وقد يكون افتقادهم لهذا الشعور أو تعرضهم لما يُخيفهم بشكل مستمر سببًا مباشرًا في التبول الليلي. كما قد يكون السبب أيضًا رؤية الطفل لمشاهد مؤثرة تفوق قدرته على التحمل، مثل تلك التي تُعرَض على شاشات الأخبار وصفحات التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة.

وللأسف وجد الباحثون أن ثمة علاقة وثيقة بين الاضطراب النفسي وسلس البول الليلي تجعل المُصاب يدخل في دائرة مغلقة؛ إذ تؤدي الضغوط والاضطرابات النفسية إلى التبول أثناء الليل، كما يؤدي الفراش المبلل بشكل يومي إلى إضراباتٍ نفسية أيضًا، على رأسها ضعف الثقة بالنفس والميل إلى العزلة والانطواء. [2]

علاج التبول في الفراش عند الأطفال

يتطلب علاج التبول الليلي النفسي عند الأطفال ما يلي:

  • أول خطوات علاج مشكلة التبول الليلي عند الأطفال، خاصةً النفسي منه، عدم إشعار الطفل بالحرج والتعامل مع الأمر بهدوءٍ ولطف. ويُمنَع تمامًا إلقاء اللوم على الطفل أو مقارنته بأطفال آخرين.
  • ثانيًا، يجب فهم السبب وراء الأمر. فإن كان السبب نفسيًّا، وجب على الأسرة معرفة ما يتعرض له الطفل من مخاوف أو ضغوطات ومحاولة التخفيف منها ومنح الطفل أكبر قدر ممكن من الطمأنينة. [3]
  • ثم تأتي خطوة الاستعانة ببعض الأمور مثل:
  1. تجنب شرب السوائل في آخر ساعتين قبل النوم.
  2. الحرص على التبول قبل النوم مباشرةً.
  3. ضبط المنبه بعد ساعتين تقريبًا من النوم لإيقاظ الطفل من أجل التبول.
  4. كما يُمكن استخدام إنذار الرطوبة الموجود في الصيدليات؛ وهو جهاز يعمل بالبطارية ويُصدر إنذارًا بمجرد وجود رطوبة.
  5. مكافأة الطفل ورفع روحه المعنوية كلما استيقظ جافًّا.
  6. يجب مراعاة أن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى ثلاثة أشهر من التدريب والمحاولة حتى يعتاد الطفل على التحكم في المثانة أثناء النوم.

هل ينتقل التبول الليلي بالوراثة؟

تُطرَح العديد من التساؤلات حول ما إذا كان التبول اللاإرادي في الفراش ينتقل بالوراثة. والحقيقة أن الدراسات التي أُجريَت حول هذا الموضوع اكتشف الجين المسؤول عن الاستعداد للتبول اللاإرادي أثناء الليل. وهو ما يعني أنه إذا كان أحد الأبوين يعاني من التبول الليلي في طفولته، فسيكون طفله أكثر استعدادًا للتبول في الفراش بنسبة 25%. أما إذا كان كلا الأبوين كذلك، فستزيد هذه النسبة إلى 65%. [4]

  1. "مقال: التبول الليلي" ، منشور على موقع mayoclinic.org
  2. "مقال: ما الأسباب النفسية للتبول الليلي لدى الصغار" ، منشور على موقع blog.id-direct.com
  3. "مقال: نصائح للتغلب على التبول الليلي" ، منشور على موقع mayoclinichealthsystem.org
  4. "التبول في الفراش" ، منشور على موقع caringforkids.cps.ca
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار