قصة ليلى والذئب

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 17 نوفمبر 2021 آخر تحديث: الإثنين، 05 سبتمبر 2022

تعد قصة ليلى والذئب، كما هو شائع في البلدان العربية، أو قصة ذات الرداء الأحمر، كما هو معروف في أوروبا والعالم، من أشهر قصص الأطفال الخيالية التي كتبها الكاتب الفرنسي شارل بيرو، وهي قصة قصيرة مشهورة جداً، حيث تتحدث عن فتاة اسمها ليلى قابلت ذئباً، وفي هذا المقال نخبرك بأحداث هذه القصة كاملة، فتابع القراءة لتتعرف عليها.

قصة ليلى والذئب مكتوبة

ذات يوم، عندما كانت ليلى تلعب خارج منزلها، دعتها والدتها قائلة: "تعالي يا ليلى، خذي هذه الكعكة إلى منزل جدتك"، فقالت ليلى: "أنا قادمة يا أمي"، ثم دخلت ليلى إلى المنزل، ولبست معطفها الأحمر وخرجت. [1]

قالت لها والدتها محذرة إياها: "احترسي يا حبيبتي من الذئب، ولا تتحدثي معه، فالغابة ليست آمنة"، وكانت ليلى قد قطعت طريقها بالفعل بين الأشجار، وهي تحمل سلة كبيرة بداخلها كعكة والدتها اللذيذة، فشم الذئب رائحة الكعكة وتقدم نحو ليلى. [1]

سأل الذئب ليلى قائلاً: "ما اسمك؟"، فابتعدت عنه ليلى وقالت له: "لن أتحدث معك، أنت ذئب شرير"، فرد الذئب: "لا، لا تخافي، أنا أريد مساعدتك"، مؤكداً لها: "إنه أمر خطير للغاية"، فخافت وأجابته: "اسمي ليلى، والناس يطلقون عليّ اسم ذات الرداء الأحمر"، فسألها الذئب: "إلى أين أنتِ ذاهبة أيتها الفتاة الجميلة؟". [1]

قالت ليلى: "أنا ذاهبة إلى منزل جدتي، لأقدم لها هذه الكعكة اللذيذة"، فقال لها الذئب: "مممم، وأين يقع منزل جدتك؟"، فقالت له: "إنه بيت خشبي مميز يوجد في آخر الغابة"، فقال لها الذئب: "إذاً عليكِ أن تسلكي هذا الطريق، فهو أقصر كثيراً"، لكن الذئب كذب عليها وخدعها، فقد كان ذلك الطريق طويلاً جداً إلى منزل جدتها. [1]

صدقت ليلى كلام الذئب، وسارت في الطريق الذي قال لها عليه، وعندما أكملت سيرها وابتعدت عنه، ابتسم الذئب ابتسامة خبيثة، وقال محدثاً نفسه: "هههه! هكذا سأتمكن من الوصول إلى منزل الجدة أولاً"، وبالفعل وصل الذئب هناك أولاً، وحبس الجدة في الخزانة، وحذرها من إصدار أي صوت حتى لا يأكلها، ثم ارتدى ملابسها ونظاراتها ونام على فراشها في انتظار ليلى. [1]

وعندما وصلت ليلى أخيراً إلى منزل جدتها، طرقت الباب، فقال الذئب: ادخلي يا حبيبتي"، بعدما غيّر صوته متظاهراً بأنه الجدة، ففتحت ليلى الباب، وقالت: "مرحباً يا جدتي، كيف حالك؟"، فقال الذئب: "أنا بخير، وسعيدة لرؤيتك، ماذا بين يديك؟"، فقالت ليلى: "أوه، إنها كعكة لذيذة خبزتها لكِ أمي"، فقال الذئب: "شكرا لكِ، ضعيها هناك على المائدة". [1]

بعد ذلك، جلست ليلى بجانب الفراش، وحدقت في جدتها، قائلة: "لماذا عيناكِ كبيرتان جداً؟"، فقال الذئب: "لأنني أراك بجانبي"، فأردفت ليلى: "ولماذا أنفك كبير جداً؟"، فقال الذئب: "لأنني أشمك بها"، فسألت ليلى: "ولماذا أذناك بهذا الحجم؟"، فقال الذئب: "لأنني أسمعك بهما". [1]

فقالت ليلى: "ولماذا فمك كبير جداً؟"، فقال الذئب: "لأنني أكلتك به!"، ثم قفز الذئب على ليلى ليأكلها، لكنها هربت منه، وركضت نحو باب المنزل، وهي تصرخ: "انقذوني، انقذوني أكل الذئب جدتي وسيأكلني أيضاً!"، وقد كان هناك صيّاد يمر مصادفة بالقرب من منزل الجدة، فسمع صوت صراخ ليلى، فركض إلى المنزل ودفع الباب وقتل الذئب ببندقيته، وأنقذ ليلى وأخرج الجدة من الخزانة أيضاً. [1]

مؤلف قصة ليلى والذئب

حقق الكاتب شارل بيرو مؤلف قصة ليلى والذئب شهرة واسعة، من خلال طرق باب الأسطورة في القصص الخيالية، وخاصة قصص الأطفال، فقد كانت كتاباته تحمل جانباً تعليمياً كبيراً، وقد كان موجهاً في البداية للأطفال في المجتمع الفرنسي، قبل أن يشملَ عن غير قصد العديد من القراء، والأفراد على مستوى العالم. [2]

الجدير بالذكر أنّ الكاتب له العديد من الكتب المتنوعة، وقد انعكست مجمل مؤلفاته على كتاباته، مثل: الكتاب السادس، وكتاب أسوار طروادة، والكثير من القصص الخيالية الشهيرة، مثل: اللحية الزرقاء، وقصة الجمال النائم، وقصة سندريلا أو (حذاء سندريلا)، والماس والضفادع، وأظافر الأصابع، والأيبود المضحك، والحمار الجلدي، وريكي توفت. [2]

وقد جمع الكاتب كل هذه القصص في كتاب يحمل اسم (حكايات أم الإوزة)، كما أنّ له كتاباتٍ مستوحاةً من صانعي الأفلام، ومؤلفي المسرحيات والموسيقى، وصانعي الرسوم المتحركة حتى الوقت الحاضر. [2]

ختاماً، تعد قصة ليلى والذئب أحد أشهر قصص الأطفال الخيالية، التي تنطوي على العديد من الحكم، والدروس المستفادة للأطفال، ومن ضمنها عدم الحديث مع الغرباء، أو تصديق كلّ ما يُقال، وكذلك الاستماع إلى نصائح الأم، وأخذ الحذر دائماً.

أدب الأطفال ونشأته عالميا

بدأ علمُ النّفس يشعر بخصوصية مرحلةِ الطفولةِ بعد انتهاء العالمِ من الحرب العالمية الأولى، ونتاجاً لهذا قامت الحركة الأدبية بتأسيس القواعد، والأساليب الخاصّة بأدب الأطفال، والحقيقةُ هي أنّ أدبَ الأطفال مرّ بمراحلَ، أولُها ما بين القرنين السابعَ عشرَ، والتاسعَ عشرَ، وفي تلك المرحلة ظهرت عناوينُ بارزةٌ في أدب الأطفال، مثل قصة أمي الإوزة، وبيضاء الثلج، وأليس في بلاد العجائب، وتمثلت المرحلة الثانية بظهور الدراسات العلمية، والنفسية، والتي ساهمت بتطور المحتوى الأدبيّ المٌقدّم للأطفال، وكان ذلك بعد الحرب العالمية الأولى، أما المرحلةُ الثالثة، وهي المرحلةُ الأكثرُ ازدهاراً لأدب الأطفال، والتي تلت الحرب العالمية الثانية، فقد ظهرت فيها الطباعة، والمجلات، والأفلام، والمسرحيات التي تخصّ الأطفال، وقد تميّزت بالانتشار الواسع، والتأثير الكبير على مستوى العالم. [3]

أدب الأطفال ونشأته عربيا

في بداية القرن العشرين بدأ العالم العربيّ ببعض المحاولات الشعرية الموجهة للأطفال، حيثُ يعود الفضلُ في ذلك للشاعر المصريّ أحمد شوقي، وبعدها بسنوات بدأ ظهور القصص، والحكايات النثرية، وكان من أعلامها كامل الكيلاني، والذي كتب عدداً كبيراً من المسرحيات، والقصص الموجهة للأطفال، ثمّ ظهر الاهتمام الواسع من العلماء، والأدباء، والمنظمات بهذا النوع من الآداب بعد حرب حزيران. [4]

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار