بالون المعدة

في إطار السعي المستمر للحصول على علاجات آمنة وفعالة للسمنة، تمثل إجراءات التنظير الداخلي مثل بالون المعدة بديلاً مهماً عن العمليات الجراحية كعملية قص المعدة مثلاً. تعرفوا معنا أكثر إلى إجراءات عملية بالون المعدة ومميزاتها وعيوبها.

مبدأ عمل بالون المعدة لإنقاص الوزن

عملية بالون المعدة هي عملية غير جراحية يتم إجراؤها لغرض إنقاص الوزن للأشخاص المصابين بالسمنة، وتعتمد فكرة هذه العملية على تقليص مساحة المعدة مما يزيد الشعور بالشبع سريعاً دون تناول المزيد من الطعام لإنقاص الوزن وعلاج مرض السكري، مع ضرورة اتباع النظام الغذائي الصحي وتغيير نمط الحياة للأفضل.

يتم إجراء عملية بالون المعدة من خلال إدخال بالون فارغ أو أكثر إلى المعدة باستخدام منظار الجهاز الهضمي عن طريق الفم، وهو عبارة عن أنبوب طويل ومرن مرفق بكاميرا، ومن ثم ملؤه بمحلول سائل أو غاز. يتم بعد ذلك إجراء التنظير الداخلي والذي يتضمن تمرير كاميرا تلسكوب رفيعة ومرنة عبر الفم إلى المعدة للتأكد من عدم وجود تشوهات في المريء أو المعدة قد تمنع وضع بالون المعدة مثل القرحة أو فتق فجوة كبير.  وتتم هذه الإجراءات بدون أي جراحة لتثبيته داخل المعدة كما يتطلب تخديراً عاماً، لذا تعد هذه العملية خياراً قابلاً للتطبيق لأولئك الذين لا يستوفون مؤهلات جراحة السمنة.

تستغرق العملية نفسها من 20 إلى 30 دقيقة، ثم يقضي الشخص بضع ساعات في التعافي في المستشفى حيث يقدم له الأطباء سوائل وريدية وأدوية لمنع الألم والغثيان، وكذلك تعليمات غذائية يجب اتباعها في الأسابيع المقبلة إذ يجب أن يبقى على نظام غذائي سائل صافٍ لبقية اليوم قبل البدء بالنظام الغذائي طويل الأمد تحت إشراف أخصائي التغذية. لذا يجب على الشخص ما بعد العملية التركيز على الأكل الصحي، وتجنب تناول الوجبات الخفيفة المستمرة، وتجنب الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية أو الدهون أو السكر، أو الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات. ^[1]  

ميزات عملية بالون المعدة

يتم إجراء عملية بالون المعدة لعلاج مجموعة الحالات الصحية التي تسببها السمنة، بما في ذلك مرض السكري النوع 2، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الكلى والكبد. وقد أشارت العديد من الدراسات إلى أن متوسط فقدان الوزن باستخدام بالون المعدة وصل إلى 10% من إجمالي الوزن أو حوالي 30% من الوزن الزائد.

عيوب بالون المعدة

تترافق عدة أعراض معوية مع انتهاء إجراءات العملية، وعادة ما تستمر هذه الأعراض لمدة أسبوع أو أكثر، وتشمل هذه الأعراض:

• ألم مؤقت في البطن في أول 48 ساعة.
• التهاب الحلق المؤقت الذي يزول في غضون 24 ساعة من العملية.
• الغثيان والقيء يمكن أن يستمر من 2-3 أيام، وقد يسبب الجفاف. يجب علاج هذا الأمر من خلال تلقي سوائل عن طريق الوريد وأدوية للغثيان والقيء حتى يتوقف القيء.
• عسر الهضم.
• ارتجاع حمضي.
• الإمساك.

كما يوجد مخاطر عملية بالون المعدة، وهي: ^[2]  

• أعراض الجهاز الهضمي المستمرة تستمر إلى ما بعد الأسبوع الأول ولا يتم تخفيفها عن طريق الأدوية، حينها سيضطر الشخص إلى الخضوع لإجراء منظار داخلي آخر للتحقيق في المشكلة وتعديل البالون أو إزالته.
• انسداد الأمعاء والمعدة إذا تمزق البالون أو انكمش، عندئذٍ ينتقل من المعدة إلى الأمعاء، ففي هذه الحالة يتطلب ذلك إجراء طارئ لإزالته.
• التهاب البنكرياس الحاد بسبب الضغط من البالون في المعدة على البنكرياس خلفه، مما يؤثر عليه ويسبب التهاب البنكرياس الحاد.
• تهيج بطانة المعدة بسبب الضغط على قاع المعدة، كما يصاب بعض الأشخاص بتقرح في المريء بسبب إصابة أثناء وضع البالون أو إزالته.

• إذا فرغ بالون المعدة من الهواء فقد ينزلق لأسفل المعدة أو الأمعاء مما يسبب انسداداً معوياً، ويصاب الشخص بعدة الأعراض التي تتطلب رعاية طبية فورية لإزالة بالون المعدة، وتتلخص هذه الأعراض في الإحساس بألم شديد في البطن، مع القيء والغثيان، وحدوث انتفاخ المعدة تدريجياً.

أسباب فشل بالون المعدة

من أسباب فشل عملية بالون المعدة هي عند إجراء عملية بالون المعدة لمن يكون مؤشر كتلة جسم لديهم أكثر من 38 أو 40 درجة، والأشخاص الذي يعانون من الحالات التالية:

• مرض القرحة الهضمية.
• فتق الحجاب الحاجز.
• اضطراب تخثر الدم.
• أمراض الكبد.
• عمل جراحة سابقة في الجهاز الهضمي تشمل أي عملية مضادة للارتجاع.
• إدمان الكحول أو إدمان المخدرات أو مشاكل الصحة العقلية الخطيرة.

تناسب عملية بالون المعدة الأشخاص الذين يرغبون بإنقاص وزنهم، لكنهم غير قادرين على اتباع الحمية الغذائية وممارسة الرياضة. وعملية بالون المعدة هو أحد الخيارات إنقاص الوزن المعتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء.