تالا

  • تاريخ النشر: الخميس، 20 أغسطس 2015 آخر تحديث: الأحد، 06 فبراير 2022
تالا
   وهبها الله شيء خاص " بهذه الكلمات وصفت الأم تالا. . و بها ذاتها أطفأت شمعة الثوب الحريري الأبيض الذي لف جسدها الغض و تراقص في وقت قصير مضى على أنغام " استعجلت الرحيل " ، و ما زالت تتمايل مع تلك الترانيم حتى جسدت أيام عمرها معاني تلك الأنشودة ، فالقدر استعجل رحيلها بعيدا عن الحلم الأنثوي الدائم بترك الثوب الأبيض حلما لغيرها من الفتيات .  و ما أعطيت سوى ثوب الصمت رفيقا ، و أما سيمفونية البريق المعزوفة  بعينيها هي لآلئ معان و مغاز تغدقه على من أثبت وبجدارة  أنه يستحق نيشان حبها.
 
تالا هي الصامتة ، هي ملكة الابتسامة الراقية  المتمنعة عن ساعات الزمن الطوال ، المتواضعة  بحجم بعض دقات قلبها ، فتسعد أحبابها ليستأثروا بلحظات شكر الله على ما منحتهم تالا .
 
تالا يا نخلة العراق الشامية ربما تكوني طفلة التوحد أو ربما تكوني من أصحاب الكروموسومات الزائدة , و لكن هالة الحب الأسرية التي تكللك هي الأكيدة، هي سمات محياك.. ولمعان عيناك ، هي السر الملائكي في عالمك الخاص . و الذي سأبوح به لكل أسرة وهبها الله من أقرانك ما وهب ، ليكونوا كما كنت مصدرا لشحذ الهمم . . و محكا لطاقة الله في الأجساد و العقول ، التي تهدر في ستر هذه الطيور , و دفنهم أحياء مغردين قي مقابر أرواحهم و عقولهم . بعد أن كان أصل إيجادهم ليكونوا عمادا لزينة دنيانا .
 
و لا أجد بين مفترق الحيرة و الحزن اللذان أتوه بينهما  خير من كلام الله تذكيرا للغافلين ، وبعد البسملة " المال و البنون زينة الحياة الدنيا " فتأملوا يا أصحاب تلك الأرواح والعقول هذه الكلمات القرآنية و انظروا ما أنتم فاعلين . . .
 
 ملاحظة: كتبت على اثر وفاة طفلة مريضة باعاقة دماغية لم اشاهدها الا وهي تحاول كسر حواجز الحديد التي حالت بينها وبين ان ترى نور الشمس وقد استشهدت فيما كتب بطفلة تدعى تالا وهي احد اطفال مرضى التوحد وقد شاء القدر وقتها وان يتزامن مشاهدتي لمقابلة مع ام تالا على التلفزيون السوري  وهي مهندسة معمارية تركت ما تهيئه لها بيئتها المرفهه وماهيئته لها نجاحاتها بمهنتها تركت كل ذلك لتتعايش مع تالا لتفهم عالم تالا وتفهم مخاوفها لتجعلها قريرة العين في عالمها الخاص ومما أذكره ان ام تالا كانت تذهب لاحتفالات نهاية العام الدراسي مرتين مره مرافقة لابنتها السليمة ومرة اخرى لتشهد نشاطات من هم بعمر تالا لتتخيل ابنتها ترقص وتغني وتطير مع ضحكات هؤلاء الاطفال .... ومني انا ناهد ياريت اعرف وينك يا ام تالا وياتالا لاعرف ما فعلت بكم السنين وكيف هوت عليكم احداث سوريا الحبيبه ؟؟ ام ان احزان سوريا غطت على جراحكم  وصرفتكم لجرح اعمق واكثر ايلاما؟!!!
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار