تعرفوا على قصة كفاح فرح الديباني مغنية النشيد الوطني الفرنسي

  • تاريخ النشر: الإثنين، 25 أبريل 2022
تعرفوا على قصة كفاح فرح الديباني مغنية النشيد الوطني الفرنسي

وقفت أمام الحشود، وغنت النشيد الوطني الفرنسي، وسط حشد من أنصار الرئيس المنتخب إيمانويل ماكرون، وبحضوره وزوجته سيدة فرنسا الأولى، إنها الفنانة فرح الديباني، التي ما أن انتهت من الغناء حتى اقترب منها ماكرون وصافحها وقبل يدها.

في مشهد عالمي، قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يد المطربة الأوبرالية المصرية، فرح الديباني، الأحد، بعد أن غنت نشيد فرنسا في الاحتفال الذي تبع فوزه بالانتخابات الرئاسية.

فرح الديباني في الصحافة الفرنسية:

وقالت الصحافة الفرنسية، إن فرح الديباني حضرت إلى الحفل بدعوة شخصية من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لتكون بذلك هي أول «ميتزو سوبرانو» أجنبية تحيي حفل فوز رئيس فرنسي، كما أنها أول أجنبية أيضا تؤدي في حفل رئاسي النشيد الوطني الفرنسي، الذي تمت كتابته ثم اعتماده في 1795 بعد الثورة الفرنسية.

وسلطت الصحافة الفرنسية الضوء على المشاركة المميزة لفرح الديبانى في الحفل، ومنها تقرير كاملا، بعنوان «من هي المغنية التي دعاها ماكرون لغناء النشيد الوطني» في صحفية «لو باريزيان» الشهيرة، كما ذكرت صحيفة «باريس ماتش»، أن غناء الديبانى خلال حفل النصر كان مذهلا.

وبمجرد انتشار الصور على وكالات الأنباء العالمية، وانتشار مقطع الفيديو على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، حتى اعتلى اسم فرح الديباني، الكلمات الأكثر بحثًا على محرك البحث الشهير "غوغل". 

والسطور التالية، تغوص في أعماق شخصية فرح الديباني، الفتاة السكندرية التي درست الغناء الأوبرالي واحترفت في ألمانيا.

من هي فرح الديباني؟

ولدت فرح الديباني عام 1989 في محافظة الإسكندرية بمصر، وتعلمت فرح العزف على البيانو ورقص الباليه داخل معهد الكونسرفتوار، وحرصت فرح على المشاركة في مسابقات لغناء الأوبرا بعدما نصحها بعض من أساتذتها.

بدأت حكايتها مع الفن في سن مبكرة، بفضل نشأتها في كنف عائلة موسيقية الروح. 

فاكتشاف موهبة الديباني كان في المدرسة الألمانية، التي درست بها بالإسكندرية، والتي كانت فيها التربية الموسيقية، بحسب الديباني، مهمة جداً، وحصة الموسيقى من الحصص المهمة في المنهج، وهناك سمعها مدرس الموسيقى الألماني وهي تغني، وأخبرها أن صوتها يصلح للأوبرا.

نجحت فرح الديباني في بلوغ بعض المراحل النهائية من المسابقات الغنائية التي شاركت بها، وهو ما أهلها لإحياء العديد من الحفلات بدار الأوبرا المصرية، وبعدها ظهرت في مناسبات مختلفة من بينها في مكتبة الإسكندرية.

التحقت بمركز الفنون بمكتبة الإسكندرية عام 2005، وفازت بالجائزة الأولى في مسابقة الغناء للمجلس الأعلى للثقافة المصرية عام 2007، ثم الجائزة الثانية في مسابقة Jungend Musiziert عام 2008، وفي 2013 حصلت على الجائزة الثالثة من مسابقة «جويلو بيروتي» الدولية للغناء الأوبرالي.

ثم قررت فرح فيما بعد أن تنتقل إلى برلين من أجل دراسة الغناء الأوبرالي وحققت هدفها بالفعل كما أنها حصلت على درجة الماجستير في الغناء.

وقالت فرح الديباني في حوار صحافي سابق، إن مدرس الموسيقى في مدرستها، تحدث لمغنية الأوبرا المصرية، نيفين علوبة، عن الديباني، التي قالت، في حوار على قناة «فرانس 24» الفرنسية، إنها بدأت تتمرن مع علوبة في سن الـ 14، وإنها تدين لها دائماً بالفضل، وإنها أعطتها كل شيء، وتغني معها حتى الآن في حفلاتها في مصر.

فرح الديباني من المحلية إلى العالمية:

بعد حصول الديباني على شهادة الثانوية العامة، بدأت دراسة الهندسة المعمارية في الأكاديمية البحرية بالإسكندرية، لكن مغنية الأوبرا المصرية نيفين علوبة وجهتها لتذهب إلى دراسة الأوبرا بشكل احترافي في ألمانيا، وجهزتها وهي في سن الـ21 تقريباً لاجتياز اختبارات دخول جامعة الأوبرا في برلين، التي تكون عبارة عن مسابقة كبيرة يتبارى فيها 500 أو 600 شخص، ليقبل منهم في النهاية 3 أو 4 مغنيين فقط في كل دورة دراسية، كانت فرح الديباني واحدة منهم، لتنتقل إلى العيش في ألمانيا ابتداءً من عام 2010.

وقدمت فرح الديباني بعد ذلك أوراقها إلى أوبرا باريس، بعد أن تلقت خطابًا يؤكد إمكانية خوضها لاختبارات أمام لجنة الأوبرا وبالفعل سافرت إلى هناك وخاضت تصفيات إلى أن تم اختيارها ضمن 4 فنانين آخرين، لتصبح فرح بذلك أول مصرية وعربية تقف على خشبة مسرح أوبرا باريس، لتقدم أشهر العروض الألمانية والإنجليزية والفرنسية، وتشارك بعدها في العديد من الفعاليات في مختلف أنحاء العالم، وفي 2019 حصدت لقب أفضل مغنية شابة بأوبرا باريس.

وقالت الديباني في حوار سابق مع قناة «بي بي سي» البريطانية، إنه لا أحد من أفراد عائلتها يعمل في مجال الموسيقى، لكن كلهم يحبونها، ويسمعون الأوبرا، تحديداً جدها، الذي كان يهوى العزف على البيانو، وكان يحب الأوبرا، ما جعلها تسمع لها منذ صغرها في البيت باستمرار.

ورغم ذلك لم تتخلَّ الديباني عن دراسة الهندسة المعمارية، مهنة والدها، إذ زاوجت في نفس الوقت في برلين بين دراسة هذا التخصص ودراسة الأوبرا، وهو ما لم يكن سهلاً عليها.

وقالت الديباني أثناء استضافتها في إحدى البرامج التلفزيونية المصرية، إن ذلك لم يكن بالأمر السهل، خاصة أنها كانت تدرس التخصصين في نفس الوقت، إذ كانت تذهب إلى جامعة في غرب برلين وأخرى في شرقها، وأن الهندسة المعمارية دراسة صعبة جداً، ومتعبة بدنيا، والغناء نفس الشيء، لكن في المقابل الغناء الأوبرا يحتاج من الشخص إلى الاهتمام بصحته، وبمأكله وراحته.

وبالفعل، حصلت فرح الديباني في عام 2014 على بكالوريوس في الهندسة المعمارية، وآخر في الأوبرا، وبعدهما ماجستير في الأوبرا من ألمانيا أيضاً، قبل أن تشرع في دراسة ماجستير في الهندسة، لكنها لم تكمله، لأنها كانت قد تعمقت، بحسب ما قالته أثناء استضافتها في برنامج على إحدى الإذاعات المصرية، في الأوبرا، وكان يجب أن تركز فيها.

وفي العام الماضي شاركت فرح الديباني في حفل افتتاح منتدى هيئة الأمم المتحدة من أجل المساواة بين المرأة والرجل، وهي الفعالية التي شهدها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، وعدد كبير من المسؤولين، كما أنها تحرص على إحياء حفل سنوي ببلدها الإسكندرية.

جوائز وتكريمات فرح الديباني:

  • فرح الديباني أول عربية تفوز بجائزة أفضل مغنية أوبرا شابة من أوبرا باريس في عام 2019، وهي جائزة رفيعة قالت الديباني إنها أهم جائزة حصلت عليها في وقتها؛ لأنها من أوبرا باريس، ومن مؤسسة مهمة جداً في عالم الأوبرا، وفي فرنسا، وفي العالم كله، وأضافت إليها كثيراً، ومنحتها دفعة لتكمل ما تقوم به.
  • حصلت فرح الديباني على جائزة مؤسسة «فاغنر»، وهي مؤسسة مرموقة، وغنت بتلك المناسبة على خشبة مسرح الكوميديا الأوبرالية ببرلين.
  • اختارتها مجلة عالم الأوبرا الألمانية كأفضل موهبة أوبرالية شابة.
  • كرم الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، فرح الديباني في يوليو/تموز عام 2019، في إطار المؤتمر الوطني السابع للشباب بالعاصمة الإدارية الجديدة. وقالت الديباني في حوار سابق مع قناة «بي بي سي» البريطانية إنها تفاجأت، وسعِدت، لأن هناك اهتماماً في هذا المجال، وأنها ترى منذ فترة أن هناك اتجاهاً من طرف الرئيس السيسي، والدولة المصرية عموماً، إلى الفنون. 
  • وتعد فرح الديباني، أول مغنية أوبرا مصرية وعربية تنضم إلى أكاديمية أوبرا باريس، في سبتمبر/أيلول 2016. حصلت من أكاديمية HannsــEisler Academy of Music للموسيقى ببرلين على بكالوريوس الفنون.

  • ظهرت فرح الديباني في دور راميرو في أوبرا «فتاة الحديقة» لموزارت، كما قامت بدور «ديدو» فى أوبرا «ديدون وإينيي» لهنري بورسيل، وبدور البطولة في أوبرا «كارمن» لجورج بيزيه، لذلك وصفتها مجلة «عالم الأوبرا» الألمانية بأنها أفضل موهبة أوبرالية شابة.

  • في أبريل/نيسان 2022، منحت السفارة الفرنسية فرح ديباني، وسام الفنون والآداب الفرنسي (فارس)، والذي يذهب إلى الشخصيات المبدعة في المجال الفني أو الأدبي أو من خلال إسهاماتهم لصالح ازدهار الفنون والآداب في فرنسا والعالم.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار