حقوق المرأة في الإسلام

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 08 مارس 2023 آخر تحديث: الثلاثاء، 05 مارس 2024
حقوق المرأة في الإسلام

تعد حقوق المرأة في الإسلام من الأمور الهامة التي يجب النظر إليها بعناية وفهمها بشكل صحيح، حيث حرص الدين الإسلامي عل تكفل كافة الحقوق للمرأة التي تساعدها على أن تُحافظ على كرامتها، ولا يخفى على أحد أن المرأة ظُلمت في المجتمعات القديمة، مما دفع بالإسلام لإصدار أحكام تفصيلية تضمن لها الحقوق المتكافئة مع الذكر فالدين الإسلامي قائم على العدل بين الرجل والمرأة في جميع نواحي الحياة، وإذا كان هذا الموضوع يثير شائبةَ بالنسبة لبعض الأشخاص، فإن هذه المقالة ستسلط الضوء على حقوق المرأة في الإسلام.

حقوق المرأة في الإسلام

كانت المرأة قبل الإسلام تعامل على أنها ليست من البشر، فقد عانت المرأة قبل الإسلام من أنواع القهر والظلم وأنواع من العذاب، وقد كان العرب قديماً يكرهون ولادتها، وبعض العرب كانوا يدفنون الفتاة وهي حية، والبعض منهم كانوا يتركونها تعيش حياة المهانة والذل، وقال الله تعالى في كتابه العزيز:"وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ" [النحل: 58، 59]، وقال الله تعالى:"وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ" [التكوير: 8، 9].

كان العرب في الجاهلية يمنعون عن المرأة حقوقها، فكان ليس لها حظ من ميراث قريبها مهما كانت أمواله كثيرة فكانت لا ترث مهما عانت من شدة الفقر والحاجة، فكانوا يخصون الميراث للرجال فقط دون النساء، كما كان الجمع بين الكثير من النساء تحت زوج واحد، فكانوا لا يتقيدون بعدد من الزوجات ولا يعبئون بما ينالهن من الظلم.

وقد أنزل الله تعالى في كتابه العزيز سورة النساء، وكان دليلاً على ضمان منح المرأة حقوقها والعدل بينها وبين الرجل، وقد ذكر مصطلح المرأة في القرآن الكريم 26 مرة، وتكرر ذكر مصطلح النساء 59 مرة، وقد ذكر مصطلح الإنسان 70 مرة، وذكر مصطلح ابن آدم 25 مرة، وذلك دليلاً واضحاً من القرآن الكريم يُظهر حقوق المرأة في المساواة، حيث خاطبها الله كإنسان أكثر من كونها جنساً له خصوصيات، وقد جاء بصورة واضحة بقول الله عز وجل: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" [النحل: 97].

كما أن رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- قال: "النساء شقائق الرجال" وبذلك بيّن الإسلام بأن لا فرق بين الجنسين إلا في أحكام محدودة شرعت لحالات استثنائية، وقد شاركت النساء في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- في عدة مجالات متاحة في المجتمع حيث رفع الإسلام مكانة المرأة وأكرمها بما لم يكرمها به دين سواه.

وشرع الإسلام حق المرأة في طفولتها للرضاعة والرعاية وحسن التربية، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "مَن لا يَرحم لا يُرحم، من كانت له أنثى فلم يَئِدْها، ولم يُهِنْها، ولم يُؤثِر ولدَه عليها، أدخله الله عز وجل وتعالى بها الجنة"، وإن كبرت فتكون معززة مكرمة ويحيطها وليها برعايته ولا يرضى أن تمتد إليها يد بسوء أو لسان بأذى أو عين بخيانة.

وإن تزوجت فيكون ذلك بكلمة الله وميثاقه الغليظ، فتكون في بيت زوجها بأعز جوار وأمنع ذمار، ويجب على زوجها إكرامها والإحسان إليها وكف الأذى عنها، فقال الله تعالى: "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ" [البقرة: 228].

وأصبح المجتمع الإسلامي بعد انتشار الإسلام يرعى حقوق المرأة ويصون كرامتها، ولا زال المجتمع الإسلامي يجعل للمرأة قيمة واعتباراً لا توجد عند المجتمعات الأخرى غير المسلمة. [1]

الحقوق المالية للمرأة في الإسلام 

شرع الإسلام للمرأة العديد من الحقوق المالية، وقد حرم أن تنفق في أمور معينة أو منعها من الإنفاق في حاجة مثل بيع أو هدية وغير ذلك، وسنوضح حقوق المرأة المالية في الإسلام فيما يلي:

حق المرأة في النفقة

أعطى الإسلام للمرأة حقاً في النفقة والمسكن، وذلك في قضاء متطلباتها واحتياجاتها مع الأب وتنتقل هذه الحقوق إلى الزوج بمجرد عقد الزواج الصحيح، وقد أوجب الإسلام النفقة على المرأة من قِبل وليها، وبمجرد انعقاد عقد زواج صحيح وحتى إن لم تنتقل إلى بيت زوجها فإن الإسلام شرع لها حق النفقة الواجب في ذمة الزوج.

حق المرأة بالمهر

أعطى الإسلام حقاً للمرأة في طلب المهر ممن يريد أن يتزوج بها، وأعطاها الحق في الطلاق في حال وقوع ظلم محتمل عليها، ولذلك فقد أعطى الإسلام المرأة حقاً بأخذ مبلغ من المال الذي يسجل في حقد الزواج والذي يكون في ذمة الزوج وذلك لمنعه من استرداده أو ظلمها.

حق المرأة بالميراث

فرض الإسلام حق الميراث للمرأة ممن تستطيع أن ترث منهم، وبناءً على درجة القرابة وترتيبها بين باقي القرابات، وقد داء الدليل على أنه يحق للمرأة أن ترث قول الله تعالى: "لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا".[النساء: 7] [2]

الحقوق الاجتماعية للمرأة في الإسلام 

شرع الإسلام حقوق المرأة الاجتماعية وضمنها لها وعرفها إياها، نذكر منها ما يلي:

  • أعطى الإسلام للمرأة الحق في الزواج إن رغبت بذلك وذلك لإشباع غريزتها وحرم منعها عن الزواج إن كانت قادرة على أداء واجباتها الزوجية.
  • أحل الإسلام للمرأة الحق في فسخ عقد زواجها وأرادت الانفصال عنه إن كان الزوج لم يتمكن من منحها حقوقها أو إن تسبب في أضرار لها.
  • شرع الإسلام الحق للنساء العجائز والأرامل الحق في بيت مال المسلمين، فينفق عليهن منه دون أن ينتظرن الصدقات.
  • أعطى الإسلام الحق للمرأة باختيار الزوج الذي ترتضيه لها، ولا يجوز إجبارها على الزواج من رجل ترفضه ولا ترغب بالزواج منه، وفي حال أجبر واليها أن تتزوج من رجل لا ترغب به فإن لها الحق في فسخ العقد وبذلك يتحمل واليها تكاليف فسخ العقد.
  • صان الإسلام هيبة المرأة وكرامتها في نفوس من حولها، لذلك فقد شرع بالمباعدة بين النساء والرجال في كل شيء وحتى في أداء العبادات.
  • شرع الإسلام للمرأة حق المساواة وهو حق أصلي ثابت، فإن جميع النفوس البشرية تستوي بأصل واحد عند الله والذي لا يكون فيه تفريق بين الأنثى والذكر، ولها حق المشاركة السياسية والاجتماعية. [3]

صور تكريم الإسلام للمرأة

كرم الإسلام المرأة وقدر حالها وظروفها في عدة أمور، نذكر منها الآتي:

  • فرض الإسلام المهر للمرأة، حيث يتوجب بأن تأخذ المهر كاملاً بمجرد الخلوة بها، وحرم أخذ من مهرها إلا بموافقتها وطيب نفس منها، كما شرع الإسلام بحق المرأة بأن ترث زوجها بمجرد العقد عليها فقط.
  • فرض الإسلام الميراث للمرأة، إذ جعل لها نصيباً من ميراث أبيها أو أخيها أو زوجها أو ولدها، على الرغم من أنها لا تنفق على أحد منهم.
  • مراعاة لعفة وحرمة المرأة فقد جعل الإسلام تغسيلها وتكفينها على زوجها أو على النساء.
  • حرم على المرأة النكاح دون وليها وشهود حتى لا تتهم في عرضها.
  • وضع الإسلام حداً لمن قام بقذف امرأة دون دليل حيث يجلد ثمانين جلدة وذلك لردعه عن أي اتهام بعرضها دون بينة.
  • رفع الإسلام مكانة المرأة حيث جعل من يُقتل في سبيل الدفاع عن عرضه شهيداً. [4]

تعرفنا خلال هذا المقال على حقوق المرأة في الإسلام، نص الإسلام على أن المرأة يجب أن تنال حقوقها وحفظ كرامتها، ويجب علينا كمجتمع أن نحميها ونحترمها ونقدر مساهماتها في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وهذا يعتبر من القيم الإسلامية الأسمى والأرفع في التعامل مع المرأة.

شاهدي أيضاً: المرأة والمجتمع

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار