حوار " ليالينا" مع جولي فاغنر، الرئيس التنفيذي

جولي فاغنر: قيادة ملهمة برؤية مستقبلية وإرث راسخ في عالم السفر الفاخر

على مدى أكثر من عقد من الزمن، ساهمت جولي فاغنر، الرئيس التنفيذي لمكتب مؤتمرات وزوار بيفرلي هيلز (BHCVB)، في صياغة الرواية العالمية للمدينة – رواية تنطلق من إرث عريق ولكنها لا تتوقف عن التطور.
تحت قيادتها، عززت بيفرلي هيلز مكانتها كإحدى أبرز وجهات السفر الفاخر على مستوى العالم، متجاوزة مجرد العناوين الأيقونية لتقدّم تجارب تتسم بالتواصل الإنساني، والفهم الثقافي، والخدمة الراقية المدروسة.

رحلتها الأخيرة إلى المنطقة – والتي تضمنت إطلاق مبادرة "نساء يربطن عوالم الفخامة" في دبي – تعكس إيمانها العميق بقوة الاستماع، والتعلّم، وبناء جسور من التواصل الحقيقي

وفي ظل تعميق العلاقة بين بيفرلي هيلز ومنطقة الخليج، تشارك جولي فاغنر مجلة "ليالينا" رؤاها حول خصوصية هذا التواصل، وما الذي يقدّره المسافر الرفيع الذوق في زمننا الحالي، وكيف تواصل بيفرلي هيلز تطورها بعناية وشغف.

بيفرلي هيلز: وجهة الفخامة التي لا تفقد بريقها

• لماذا تواصل جذب المسافرين الخليجيين من أصحاب الذوق الرفيع؟

تبقى بيفرلي هيلز اسمًا راسخًا في عالم السفر الفاخر، خاصةً لدى الأفراد ذوي الثروات العالية في دول الخليج العربي. إنها مدينة تنبض بطابع خالد يلامس توقعات الزوار، وتوفّر توليفة استثنائية من الفخامة العالمية والدفء الإنساني — مكان يُلهم الزائر، ويشعره وكأنه في وطنه.

بالنسبة لكثير من الضيوف من الشرق الأوسط، تقدّم بيفرلي هيلز أفضل ما يمكن أن يُطلب من خدمة راقية مألوفة تراعي الخصوصية، وتجربة مفعمة بالتميّز في واحدة من أشهر مدن العالم

سواء عبر جلسات العافية المصممة خصيصًا، أو تسوّق في روديو درايف، أو لقاءات عائلية وسط حدائق هادئة أو في أجنحة أنيقة — التجربة تتجاوز الفخامة السطحية.

إنها رحلة نحو الإحساس بالانتماء، والتقدير، والراحة التامة — وهي عناصر تجعل من بيفرلي هيلز أكثر من مجرد وجهة... إنها تجربة تُحفر في الذاكرة وتُعاش بشغف

• نظرة إلى الأمام: ما الذي ينتظر المسافر الفاخر في بيفرلي هيلز عام 2025 وما بعده؟

في بيفرلي هيلز، نحرص باستمرار على التطور بما يتماشى مع تطلعات ضيوفنا، وعام 2025 ليس استثناءً. نلحظ اليوم توجّهًا متناميًا نحو تجارب أكثر خصوصية وعمقًا وارتباطًا بالمعنى.

استجابةً لذلك، نركز على ما نُسميه "أعمدة الفخامة الجديدة":

• العافية
• الإبداع
• الانغماس الثقافي

وهذا يتجلى من خلال رحلات رفاهية منسقة بعناية، وتجارب فنية محدودة الإصدار، وشراكات حصرية مع طهاة حصرية ذات طابع خاص.

في الوقت نفسه، تستعد مجموعة من أبرز فنادقنا لكشف النقاب عن تجديدات مميزة ومفاهيم جديدة في عالم المأكولات.

أما لزوارنا من منطقة الشرق الأوسط تحديدًا، فنواصل تطوير خدمات مخصصة تلائم ذوقهم وتفضيلاتهم — سواء من خلال قوائم طعام متوافقة مع الشريعة، أو طاقم يتحدث العربية، أو تجارب مصمّمة بعناية لتحتفي بروح العائلة والتقاليد.

• موازنة بين الإرث والابتكار... سر جاذبية بيفرلي هيلز المتجددة

تواصل بيفرلي هيلز تألقها عبر الأجيال، محافظة على مكانتها كرمز عالمي للفخامة. لكن سرّ هذا البريق لا يكمن فقط في ماضيها الغني، بل في قدرتها المستمرة على التجدّد دون التخلي عن جوهرها الأصيل.

"نحن فخورون بإرثنا، لكننا لا نركن إليه. فبيفرلي هيلز لطالما عرفت كيف تُعيد ابتكار نفسها، مع الحفاظ على روحها وهويتها."

اليوم، بات الابتكار يتمحور حول ما يريد الناس أن يشعروا به: التواصل، التقدير، والفهم. ولهذا السبب، تستثمر المدينة في مفهوم "الفخامة العاطفية" – من خلال مساحات تعزز الشعور بالراحة النفسية، وتجارب تصنع ذكريات تدوم، وخدمات تتّسم بالإنسانية والاهتمام الحقيقي.

وفي الوقت ذاته، تحرص المدينة على صون الرموز التي أحبها الزوار حول العالم:

• أناقة شارع روديو درايف
• دفء الفنادق البوتيكية
• وسحر السينما الذي يستحضر أجيالًا من الذكريات

إنها معادلة دقيقة بين الوفاء للتاريخ والانفتاح على المستقبل — وهنا تكمن فرادة بيفرلي هيلز، في قدرتها على أن تبقى كلاسيكية وحديثة في آنٍ واحد.

• رابط يتجاوز الاقتصاد: كيف تعزّز بيفرلي هيلز علاقتها بدول مجلس التعاون؟

برزت دولة الإمارات ودول الخليج العربي كأحد أبرز المساهمين في اقتصاد السياحة بمدينة بيفرلي هيلز، ليس فقط من الناحية الاقتصادية، بل الثقافية أيضًا.

"تُعد دول مجلس التعاون الخليجي مهمة للغاية بالنسبة لنا. فهذه العلاقة بُنيت على سنوات من الاحترام المتبادل، والثقة، والروابط الشخصية."

على مدى سنوات، حرصت بيفرلي هيلز على الإصغاء وفهم متطلبات ضيوفها من الخليج، ما ساهم في بناء شراكات طويلة الأمد تُعزز من أواصر التعاون.

ولهذا اكتسبت مبادرات مثل "النساء يربطن عالم الفخامة"، التي أطلقتها مدينة بيفرلي هيلز في دبي، أهمية خاصة — كونها تتجاوز الحدود التسويقية التقليدية نحو حوار حقيقي وتبادل ثقافي. من خلالها، يتم استكشاف مفاهيم الفخامة عبر عدسات مختلفة، ومشاركة القيم، وتعزيز التواصل الإنساني العميق.

هذا المستوى من التواصل هو ما يجعل العلاقة بين بيفرلي هيلز ودول الخليج فريدة ومميزة — وهو أيضًا ما يجعلها أولوية استراتيجية مستمرة لدى المدينة.

• وجهة تُلائم كل الأجيال: بيفرلي هيلز وعطلات العائلة الخليجية

مع ازدياد توجه العائلات الخليجية نحو السفر متعدد الأجيال، لا سيّما خلال عطلات مثل العيد، تبرز بيفرلي هيلز كوجهة مثالية تجمع بين الترف والراحة لجميع أفراد الأسرة.

"من أجمل ما نشهده هو عودة العائلات إلى بيفرلي هيلز عامًا بعد عام، خصوصًا في مواسم الأعياد. يصنعون طقوسهم الخاصة – مقهى مفضّل، صورة سنوية في الحديقة، أو عشاء عائلي مميّز. وهذه الاستمرارية شرف كبير لنا أن نكون جزءًا منها."

ما يميز بيفرلي هيلز هو بنيتها المثالية للعائلات التي تبحث عن الرفاهية وسهولة التجربة على حد سواء:

• أجنحة فسيحة
• خدمات عالية الخصوصية
• نشاطات تناسب مختلف الأعمار
• سهولة التنقل وطرق للمشي المريح والآمن

يضيف الجو العام للمدينة نوعًا من السكينة، مما يتيح للعائلات التقارب والاستمتاع بلحظات أصيلة معًا.

إنها تلك الخلطة المتقنة من الراحة والأناقة التي تجعل من بيفرلي هيلز وجهة تعود إليها العائلات الخليجية عامًا بعد عام — ليس فقط لقضاء عطلة، بل لصناعة ذكريات متجذّرة في القلب.

• السياحة بوصفها جسراً ثقافياً: كيف تُسهم بيفرلي هيلز في تعزيز التواصل الحضاري مع الشرق الأوسط؟

لا تقتصر أهمية السياحة على عوائدها الاقتصادية فحسب، بل تتجاوزها لتصبح واحدة من أقوى أدوات التقارب الثقافي في العالم. فهي تُعزز التعاطف، وتفتح أبواب الاكتشاف، وتبني جسورًا من التواصل الإنساني.

في بيفرلي هيلز، نحرص على خلق مساحات حقيقية للتواصل، ليس فقط في أسلوب ضيافتنا، بل في كيفية تفاعلنا مع العالم من حولنا.
سواء من خلال البرامج الثقافية، أو عقد تعاون مع أشهر وأرقى الطهاة، أو الحوارات المستديرة كجلسة "نساء يربطن عالم الفخامة" التي استضفناها في دبي — فإن التزامنا بالحوار والتعلّم المتبادل هو جوهر ما نقوم به.

نريد لضيوفنا من الشرق الأوسط ألا يشعروا بمجرد الترحيب، بل بأنهم موضع تقدير حقيقي.
ونرى دورنا يتمثل في بناء جسر دائم للتواصل، تدعمه كل لحظة تفاعلية ذات مغزى.

• بيفرلي هيلز وتطوّر مفهوم الترف المعاصر... كيف تتطوّر بيفرلي هيلز لتواكب تطلعات الأفراد المتغيّرة ذوي الثروات العالية ؟

لم يعد المسافر الفاخر اليوم يبحث عن البذخ وحده؛ بل يسعى لتجربة شخصية، هادئة، وخاصة — تلامس مشاعره قبل أن تُدهشه ببريقها.لقد أدركنا دائمًا أهمية الخصوصية، لكننا اليوم نُركّز أيضًا على الأثر العاطفي للتجربة. الفخامة أصبحت شعورًا، لا مشهدًا فقط."

في بيفرلي هيلز، تتطور معايير الضيافة الفاخرة لتلبية هذه التطلعات الجديدة، من خلال:

• برامج عافية مصمّمة حسب الطلب
• إمكانية الوصول الخاص إلى عالمَي الفن والأزياء
• وخدمة كونسيرج تُدرك احتياجات الضيوف حتى قبل وصولهم

الهدف هو أن يشعر الضيف بأنه مفهوم، مُرحّب به، ومحلّ تقدير — في بيئة تمنحه الراحة والانتماء دون ضجيج. إنها الفخامة التي لا تُصرِّح بنفسها... بل تترك أثرًا يدوم.

• قيادة برؤية وشغف: جولي واغنر ومسيرتها في عالم السفر الفاخر

بصفتكِ امرأة تقودين وجهة عالمية مرموقة في قطاع تنافسي، كيف كانت رحلتك المهنية؟ وما رسالتك للنساء اللواتي يسهمن في تشكيل مستقبل السياحة والفخامة عالميًا؟

لقد كانت رحلة مهنية مُجزية بكل المقاييس، انطلقت من حب عميق لولاية كاليفورنيا وتشكّلت عبر عقود من الخبرة في قطاع السفر. نشأت في منطقة لوس أنجلوس ودرست في جامعة UCLA، لذا لطالما شعرت بأن هذه المنطقة هي موطني الحقيقي.

بدأت مسيرتي المهنية في صناعة الموسيقى، لكنني سرعان ما أدركت أن شغفي الحقيقي يكمن في عالم السفر والضيافة. دخلت مجال السياحة من بوابة قطاع الرحلات البحرية، ثم انتقلت إلى قطاع الفنادق مع سلسلة هيلتون، حيث شغلت لاحقًا منصب المديرة العليا للتسويق لعلاماتها الفاخرة ونمط الحياة. وقد منحتني تلك السنوات خبرة لا تُقدّر بثمن في سرد القصص، والحفاظ على هوية العلامة، وفهم الدور العميق الذي تلعبه السياحة في تشكيل الانطباعات وبناء الروابط الإنسانية.

قبل أربعة عشر عامًا، توليت قيادة مكتب مؤتمرات وزوار بيفرلي هيلز — خطوة طبيعية سمحت لي بالانتقال من العمل على علامات تجارية فردية إلى صياغة هوية وجهة عالمية بكل ما تحمله من رمزية وتأثير.

وعلى مدار نحو 30 عامًا في هذا القطاع، ما لفتني دائمًا هو ما تُضيفه النساء إلى عالم السفر والفخامة والتعاطف، والإبداع، والرؤية العالمية، والقدرة على فهم ما يبحث عنه المسافر العصري فعلًا.
وخلال جلسة الطاولة المستديرة التي عقدناها في دبي، تكرّس لديّ هذا الشعور مجددًا — النساء لا يشاركن فقط في تشكيل مستقبل الفخامة، بل هنّ من يقُدن هذا التحوّل.
وفي منطقة الخليج تحديدًا، تلعب النساء دورًا محوريًا في اقتصاد الفخامة — فهنّ لا يتخذن قرارات الشراء فحسب، بل يُؤثّرن، ويُنسّقن، ويصنعن القصص.

رسالتي للجيل القادم من النساء في قطاع السفر والفخامة؟
ابقَيْ فضولية. ثقي بحدسك. واعملي بقلبك وعقلك معًا. هناك متّسع للأصوات الجديدة، والرؤى المختلفة، والقيادات المتجددة — والنساء بالفعل في طليعة هذا التغيير.

• التميّز في عصر التنافس: كيف تبرز بيفرلي هيلز في عالم العلامات السياحية؟

في ظل التنافس المتزايد في مجال تسويق الوجهات السياحية، تدرك بيفرلي هيلز أن الزوّار اليوم لا يبحثون فقط عن المعلومات، بل عن الإلهام.

"نركّز على سرد القصص بأسلوب طموح وأصيل — سواء من خلال فيلم مُنتج بعناية، أو سلسلة محتوى بالتعاون مع مؤثر إقليمي، أو شراكة تُجسّد روح بيفرلي هيلز بطرق جديدة."

وتُولي المدينة أهمية كبيرة للتخصيص، من خلال إيصال الرسالة المناسبة، بالنبرة المناسبة، في التوقيت المناسب، إلى الجمهور المناسب — لا سيّما في منطقة الخليج، حيث تلعب الفروقات الثقافية والوعي الرقمي دورًا محوريًا. الهدف هو أن يرى الزائر نفسه في القصة — أن يشعر بأن التجربة صُمّمت له، وأن الفخامة هنا ليست فقط ما يُعرض، بل ما يُحسّ.

• بيفرلي هيلز المستقبل: أناقة شاملة واتصال إنساني عابر للحدود

كيف ترين "بيفرلي هيلز المستقبل"؟ وما الدور الذي تلعبه الأسواق الدولية مثل دول الخليج في تشكيل هذه الرؤية؟

بيفرلي هيلز المستقبل هي مدينة أنيقة، شاملة، ومتصلة عاطفيًا بزوارها. إنها وجهة يلتقي فيها الإرث بالابتكار، ويشعر فيها الزائرون من مختلف أنحاء العالم بأنهم ليسوا موضع ترحيب فحسب، بل موضع فهم وتقدير.

تُعد علاقتنا مع أسواق مثل دول مجلس التعاون الخليجي محورية في هذه الرؤية. فالرؤى التي نكتسبها من هذه الشراكات — حول العائلة، والضيافة، وتعريف الفخامة المتطور — تساعدنا على النمو في الاتجاه الصحيح.

المستقبل لا يقوم على الافتراضات، بل على التشارك في البناء. إنه يتطلب نية صادقة في الإنصات، وتصميمًا مدروسًا في التنفيذ.
وقبل كل شيء، يتمحور حول الوحدة — خلق تجارب وقيم مشتركة تتجاوز الحدود الجغرافية والثقافية.

وأنا على يقين بأن بيفرلي هيلز مستعدة تمامًا لكتابة هذا الفصل الجديد

-