فيلم حديقة أمل.. شرح إنساني وسياسي عميق لحكاية العراق اليوم

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 11 ديسمبر 2012 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
مشهد من فيلم حديقة أمل

تستغل مخرجة الفيلم "ناديا شهاب" زيارتها لعمّتها أمل في كركوك في العراق، حاملةً الكاميرا ومنفتحةً على كلّ الاحتمالات، لتحيك فيلماً قد يبدو توثيقاً عائلياً في الظاهر، إلا أنّه يحمل في طيّاتها شرحاً لواقعٍ إنسانيٍّ وسياسيٍّ يفضح لنا بمنتهى الصراحة كيف بات العراق اليوم..

فيلم حديقة أمل.. شرح إنساني وسياسي عميق لحكاية العراق اليوم

خلال الفيلم، نتعرّف على العمة أمل، زوجها المسنّ مصطفى المصاب بالألزهايمر، بيتها، ورشة العمّال التي تعمل على إصلاح البيت وترميمه، وحديقتها..

ترصد كاميرا "ناديا" لحظاتٍ عفويّة من الحياة اليوميّة لعمتها، التي تحاول أن تستعيد ما تبعثر من استقرار سبق الحرب، في زمنٍ لا يزال فيه هذا الاستقرار بعيد المنال كحلمٍ مستحيل، في ظلِّ أوضاعٍ معيشيّةٍ صعبة، وانقسامٍ ألمّ ببلادٍ كان شعبها واحداً ذات يوم..

فأمل تروي حديقتها كلّ يوم، تهتمّ بنباتاتها، بزوجها، وتتابع ما تنجزه ورشة العمال التي ترمّم البيت.. الضوضاء ذاتها تتكرّر، فمن غناء العجوز الهرم وزقزقة العصافير صباحاً، إلى ضوضاء العمال ظهراً، إلى الصمت المطبق عند انقطاع التيار الكهربائيّ ليلاً، في متواليّةٍ زمنيّةٍ يوميّة، لا تثني رتابتها عزم أمل على استعادة الاستقرار الذي ضاع منذ زمن، ولن تكون استعادته بالأمر الهيّن..

فيلم حديقة أمل.. شرح إنساني وسياسي عميق لحكاية العراق اليوم

في الطريق إلى السوق، أعلامٌ عدّة باتت ترفرف في سماء الوطن، فبالإضافة لعلم دولة العراق، هناك علم التركمان وعلم كردستان، تحت سماءٍ واحدة، تتجاور ولكنّها لا تمتزج، فكلٌّ منها أعلن نقاط تفتيشه الخاصة على الطرقات..

ولكن، وعلى الرغم من السوداويّة العبثيّة التي تغلّف الفيلم، إلا أنّه يحمل دفقاً من الدفء مصدره أمل ومصطفى، والتناغم بينهما، يمضيان نحو عراقٍ جديد يبدأ من حديقة أمل..

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار