قصيدة حزينة

  • تاريخ النشر: الخميس، 11 أغسطس 2022
قصيدة حزينة

من منا لم يقرأ قصيدة حزينة في الشعر العربي سواء وهو طالب في المدرسة أو عندما كبر وأحس بقوة هذا الشعر في التعبير عما يجول في نفسه، فالقصيدة الحزينة كانت دائماً حاضرة في كل زمان ومكان.

قصيدة حزينة عن الحب

وغدا تسافر كالرياح عهودنا
ويعود للحن الحزين شراعنا
ونعود يا عمري نبيع اليأس في دنيا الضلال
ونسامر الأحزان نلقي الحلم في قبر المحال
أيامنا في الحب كانت واحة
نهرا من الأحلام فيضا من ظلال
والحب في زمن الضياع سحابة
وسراب أيام وشيء من خيال
ولقد قضيت العمر أسبح بالخيال
حتى رأيت الحب فيك حقيقة
سرعان ما جاءت
وتاهت.. بين أمواج الرمال
*   *   *
وغدا أسافر من حياتك
مثلما قد جئت يوما كالغريب..
قد يسألونك في زحام العمر عن أمل حبيب
عن عاشق ألقت به الأمواج.. في ليل كئيب
وأتاك يوما مثلما
تلقي الطيور جراحها فوق الغروب
ورآك أرضا كان يحلم عندها
بربيع عمر.. لا يذوب
لا تحزني..
فالآن يرحل عن ربوعك
فارس مغلوب..
أنا لا أصدق كيف كسرنا
وفي الأعماق.. أصوات الحنين
وعلى جبين الدهر مات الحب منا.. كالجنين
قد يسألونك.. كيف مات الحب؟؟
قولي... ... جاء في زمن حزين!! [1]

قصيدة حزينة عن الفراق

لاَ وَبَرْدِ اللَّقَا وَحَرّ الفِرَاقِ             مَا لِقَلْبِي من لَسْعِةِ البَيْنِ رَاقِ

كَيْفَ يَخْفَى حَرِيقُ وَجْدِ فُؤَادٍ      صَيَّرَ الجفنَ دائِمَ الإغْرَاقِ

كَتَمَتْهُ جَوَانِحِي فَفَشَاهُ               نَاطِقُ الدَّمْعِ صَامِتُ الآمَاقِ

يَا غزَالاً عَنِ المحبّ نَفُوراً            وَشهَاباً فِي البُعْدِ والإحْرَاقِ

كَمْ أنَادِيكَ شَرَّنِي مَا دَهَانِي        كَمْ أنَادِيكَ شَفَّنِي مَا ألاَقِي

فَأجِرْنِي مِنَ الجُفُونِ فَقَلْبِي         مَاتَ صَبْراً مِنَ السُّيُوفِ الرّقَاقِ

وَأغِثْنِي مِنَ القدُودِ فَإنِّي            لَسْتُ أقْوَى عَلَى الرّمَاحِ الرّشَاقِ

لَسْتُ أرْضَى سِوَاكَ مَالِكَ رِقِّي     لاَ تَسُمْنِي بِذِلَّةِ الإعْتَاقِ

سَامَحَ اللَّهُ حَاجِبَيْكَ كَمَا قَدْ          رَشَقَتْنِي بِأسْهُمِ الأحْدَاقِ

وَحَمَى وَاضِحَ الجَبِينِ لِئَلاَّ             تَدَّعِيهِ أهِلَّةُ الآفَاقِ

كَمْ قَطَعْنَا بِهِ لَيَالِيَ وَصْلٍ           فِي استلاَمٍ وَلَذَّةٍ وَاعْتِنَاقِ

وَجَلَوْنَا مِنَ الوُجُوهِ شُمُوساً         فِي الدّيَاجِي شَدِيدَةَ الإشْرَاقِ

وَرَشَفْنَا مِنَ الثغُورِ كُؤُوسًا           رَاحُهَا فِيهِ رَاحَةُ العُشَّاقِ

وَهَصَرْنَا مِنَ القدُودِ غُصُونًا         طَارَحَتْهَا بَلاَبِلُ الأشْوَاقِ

فِي رِيَاضٍ وَوَرْدِ خَدٍّ بديعٍ             حَفَّ حُسْنًا بِنرجس الاحدَاقِ

حَيْثُ وِرْدُ الوصَالِ أعذبُ وِرْدٍ        وَمذَاقُ الفرَاق مُرُّ المَذَاقِ

يا فُؤَادِي عَنِ القَطِيعَةِ صبراً         قَدْ قَضَى البَيْنُ بَيْنَنَا بفرَاقِ

لاَ تَكُنْ عِنْدَمَا تُصَابُ جَزُوعًا           لَيْسَ بَعْدَ الفِرَاقِ إلاّ التَّلاَقِي

بِأبِي مَنْ إذَا رَنَتْ مقلتَاهُ               قَابَلَتْهُ الظِّبَاءُ بِالإطْرَاقِ

بَاخِلٌ بِالْوِصَالِ وَهْوَ كَرِيمٌ             ضَيِّقُ الجفنِ وَاسع الأخلاَقِ

غُصْنُ بَانٍ وَدِعْصُ رملٍ كثيبٌ       بَدْرُ تَمٍّ وَرِيمُ أنْسِ تَلاَقِ

قَامَ يَسْعَى بِشَمْسِ رَاحٍ فَدَتْهَا       مُهْجَتِي فِي الصَّبُوحِ وَالإغْبَاقِ

فَهْيَ رَاحٌ وَفِي الْحَقِيقَةِ رُوحٌ          وَعَجِيبٌ مِنْ حُكْمِ حلْفِ اتِّفَاقِ

وَهْيَ بِكرٌ قَد انْجَلَتْ فِي دنَانٍ        مِنْ جُمَانٍ مُزَرَّدِ الأطْوَاقِ

وَهْيَ نَارٌ وَكَأسُهَا التبرُ مَاءٌ            وَبديعٌ المَاءُ لِلنَّارِ وَاقِ

قَدْ حَبَتْ بِالسَّنَا ثُغُورَ النَّدَامَى       وَحَبَاهَا الحَبَابُ ثَغْرَ السَّاقِي [2]

قصيدة حزينة عن الدنيا

إِن أُمسي لا أَشتَكي نُصبي إِلى أَحَدٍ      وَلَستُ مُهتَدِياً إِلّا مَعي هادِ

فَقَد صَبَحتُ سَوامَ الحَيِّ مُشعِلَةً          رَهواً تَطالَعُ مِن غَورٍ وَأَنجادِ

وَقَد يَسَرتُ إِذا ما الشَولُ رَوَّحَها             بَردُ العَشِيِّ بِشَفّانِ وَصُرّادِ

ثُمَّتَ أَطعَمتُ زادي غَيرَ مُدَّخِرٍ               أَهلَ المَحلَّةِ مِن جارٍ وَمِن جادِ

وَقَد دَفَعتُ وَلَم أَجرُر عَلى أَحَدٍ               فَتقَ العَشيرَةِ وَالأَكفاءِ شُهّادي

قَد يَعلَمُ القَومُ إِذ طالَت غَزاتُهُم             وَأَرمَلوا الزادَ أَنّي مُنفِدٌ زادي

وَلَستُ غاشِيَ أَخلاقٍ أُسَبُّ بِها                حَتّى يَؤوبَ مِنَ القَبرِ اِبنُ مَيّادِ

أَثنوا عَلَيَّ فَكائِن قَد فَتَحتُ لَكُم              مِن بابِ مَكرُمَةٍ تُعتَدُّ أَو وادِ [3]

قصيدة حزينة مكتوبة

سألتُ الطريق: لماذا تعبت ؟
فقال بحزن: من السائرين
أنين الحيارى .. ضجيج السكارى
زحام الدموع على الراحلين
وبين الحنايا بقايا أمان
وأشلاءُ حب وعمرٌ حزين
وفوق المضاجع عطر الغواني
وليلٌ يعربد في الجائعين
وطفلٌ تغرب بين الليالي
وضاع غريباً مع الضائعين
وشيخٌ جفاهُ زمانٌ عقيم
تهاوت علي رمال السنين
وليلٌ تمزقنا راحتاهُ
كأنا خلقنا لكي نستكين
وزهرٌ ترنح فوق الروابي
ومات حزيناً على العاشقين
فمن ذا سيرحمُ دمع الطريق
وقد صار وحلاً من السائرين
همستُ إلى الدرب : صبراً جميلاً
فقال : يئستُ من الصابرين ! [4]

قصيدة حزينة بدوية

الظلام آليا تبرئ من مدرات النهار

يبتدي عمره ضرير وينتهي عمره ضرير

والعيون آليا عماها حقدها تبقى صغار

ما تهادي مستواها غير للعقل الصغير

والدروب اللي نهاية وصلها ذاك المسار

ما تساوت مع طموحات الفهيم المستنير

من يميز في طريق الشر حسن الاختيار

من صرخ في كل قلب مظلم بصوت النذير

من قدر يأخذ بحق التايه الضايع قرار

من دفع عمره لحب الناس لو يبقى فقير

من يقيد لكل فزعه للندم همسة شرار

من يطفي بالقلوب المدمنة نار السعير

من خلقنا ما عهدنا غير حب الافتخار

نملك الصبر الكبير ونعشق الدرب العسير

همنا نرفع بلدنا مع صفوف الازدهار

ونتذكر يوم كان ترابها فرش وحصير

هذه القصائد وكل منها قصيدة حزينة تعبر عن موضوع مختلف، فمنها عن الحب ومنها عن الفراق أو ظلم الحياة ومآسيها، من شعرنا العربي ذو الكلمات القوية والحاضرة منذ القدم وحتى الآن.
 

  1. "مقال قصيدة الحب في الزمن الحزين" ، المنشور على موقع الديوان
  2. "مقال قصيدة لا وبرد اللقاء وحر الفراق" ، المنشور على موقع الديوان
  3. "مقال قصيدة إن أمسي لا أشتكي نصيبي لأحد" ، المنشور على موقع الديوان
  4. "مقال قصيدة يأس الطريق" ، المنشور على موقع الديوان