كيف وجدت الكلمات العربية طريقها إلى لغة غوته؟

  • تاريخ النشر: الإثنين، 09 سبتمبر 2013 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
 كيف وجدت الكلمات العربية طريقها إلى لغة غوته؟

تزايد في السنوات الأخيرة اهتمام الألمان بتعلم اللغة العربية. وسرعان ما يتفاجأ البعض منهم عندما يكتشف خلال الدروس أن لغته الأم تتضمن الكثير من الكلمات ذات الأصل العربي، فكيف وجدت كلمات لغة الضاد طريقها إلى لغة غوته؟

عن دويتشي فيللي

قلة هم من يعرفون أن اللغة الألمانية قد استقت أيضا من اللغة العربية عددا من الكلمات والمصطلحات في عدة مجالات سواء تعلق الأمر بالرياضيات أو بأسماء النباتات وغيرها. وقد اندمجت هذه الكلمات في اللغة الألمانية ودخلت القواميس إلى درجة أنه أصبح من الصعب التكهن بأصولها العربية. وحسب الباحث الألماني أندرياس أونغار، المتخصص في علم اللغات المقارنة، فإن عدد الكلمات ذات الأصل العربي المتداولة في اللغة الألمانية يتجاوز مائة كلمة. ويوضح أونغار، الذي وثق كيفية دخول الكلمات العربية إلى اللغة الألمانية في كتابه الصادر حديثا "من الجبر إلى السكر - الكلمات العربية في اللغة الألمانية"، أن تاريخ انتقال المفردات العربية إلى الألمانية يعود إلى القرون الوسطى.

ويقول أونغار في حوار مع DW عربية: "لقد انتقلت الكلمات العربية إلى الألمانية عبر الإسبانية والفرنسية والإيطالية بالأساس، وهي لغات شعوب البحر الأبيض المتوسط التي كانت تتواصل عن قرب مع العرب خصوصاً في الأندلس، أو إبان الحروب الصليبية أو خلال عمليات التبادل التجاري". وبالرغم من أن اللغة اللاتينية كانت في تلك الحقبة التاريخية لغة العلوم والنخب المثقفة في أوروبا، إلا أن كانت هناك لغات أخرى متداولة بين عموم الناس تطورت في ما بعد إلى الفرنسية والإيطالية والإسبانية، لتنتقل الكلمات العربية إليها من اللاتينية.

من جهته، يرى بسام الصباغ، وهو مدرس للغة العربية في ألمانيا وباحث في علم اللغات، أن الكثير من الكلمات العربية "انتقلت في حقبة ما قبل الإسلام إلى اللغة اليونانية ومنها إلى اللغات الجرمانية، التي تطورت منها في ما بعد الألمانية، وعدد من اللغات الأوروبية الأخرى". وإن اختلفت الآراء حول تاريخ وكيفية انتقال الكلمات العربية إلى اللغة الألمانية، إلا أن الأكيد أن التطور العلمي والتقني الذي شهده العالم الإسلامي خلال القرون الوسطى قد ساهم في انتشار هذه المفردات في أوروبا.

وقد تبوأ المسلمون عرباً وعجماً مكانةً متقدمة في جميع المجالات العلمية خلال القرون الوسطى وهو "ما أبهر الغرب المسيحي ودفعه إلى استيراد المنتجات الزراعية والتقنية وأسماء النباتات والأعشاب إضافة إلى النظريات العلمية التي طورها العرب"، على حد قول أندرياس أونغار. واحتفظ الغرب، ومن بينهم الألمان، بالأسماء العربية الأصلية للعديد من المنتجات والآلات التي أدخلها العرب إلى أوروبا عبر الأندلس، على غرار القطن والجبس والقهوة والسكر وآلة العود الموسيقية وغيرها من الكلمات. فيما تغيرت المعاني الأصلية لبعض الكلمات العربية الأخرى وأصبحت لها معانٍ أخرى على غرار كلمة "صفر" والتي يقصد بها في الألمانية "رقم" أو "الكحول" التي يُقصد بها في الألمانية "الخمرة ومادة الكحول المستعملة في الكيمياء" ولم يعد يقصد بها المادة السوداء التي تستخدم لتزيين العيون، كما يشير إلى ذلك أندرياس أونغار.

في المقابل، يشير الباحث بسام الصباغ إلى أن العديد من الرموز الرياضية هي ذات أصل عربي رغم أنها لا تبدو كذلك. كما أن علم الجبر، الذي طوره العرب، يعد مادة رئيسية في علم الرياضيات في المدارس الألمانية.


إن أعجبك هذا المقال، اشترك في نشرة ليالينا الإلكترونية لتصلك آخر الأخبار المثيرة على بريدك الإلكتروني.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار