لقاح فايزر

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 27 يناير 2021
لقاح فايزر

لمع اسم لقاح فايزر في كل أنحاء العالم كأول لقاح تم ترخيصه في العالم الغربي ضد فيروس كورونا كوفيد-19، وقد تميز هذا اللقاح بكونه يعتمد مبدأ عمل جديد ومختلف عن مبدأ عمل أي لقاح سابق لأي مرض آخر عبر التاريخ، إذ كانت تقوم فكرة اللقاحات عموماً على مبدأ حقن الإنسان بفيروس ضعيف لتحفيز جهاز المناعة على تكوين أجسام مضادة له، فبماذا يختلف لقاح فايزر عن غيره؟ وما مدى فعاليته وخطورته؟

لقاح فايزر بيونتيك:

تُنسب اللقاحات عادةً إلى اسم مكتشف أو مخترع اللقاح، وهنا نجد بأن التسمية جاءت من الدمج بين اسماء الشركات التي قامت بإنتاجه، وهما شركة الأدوية الضخمة فايزر وشركة التكنولوجيا الحيوية الألمانية بيونتيك، وقد أعلن القائمون على لقاح فايزربيونتيك نجاح نتائجه بناءً على النتائج لتصل إلى فعالية تعادل 95% في الحماية من الإصابة بفيروس كورونا المُستجد، حيث كان الإعلان في شهر نوفمبر لعام 2020 م، على أن يكون اللقاح جاهزاً للاستخدام مع بداية عام 2021 م. [1]

لقاح فايزر من أي دولة؟

يعود أصل لقاح فايزر إلى الشركات الطبية التي قامت بتصنيعه، وبما أن شركة فايزر هي شركة أدوية أمريكية، وشركة بيونتيك للتكنولوجيا الحيوية هي ألمانية فقد تم الإعلان عنه كلقاح أمريكي-ألماني، حيث تم التعاون بينهما على إجراء تجارب سريرية للقاح على عدد ضخم من المشاركين الذي وصل حوالي 45 ألف مشارك خلال المراحل التجريبية، حيث ينتمي هؤلاء المشاركين إلى 42 دولة. [1]

حقيقة لقاح فايزر:

أعطى لقاح فايزر نتائج مبشرة في بداية تجاربه التي وصلت إلى نسبة تفوق 90%، وهي نتيجة لم تكن متوقعة بسبب قصر المدة، ولكنها كانت إشارة أولية تؤكد بقوة على أن السعي غير المسبوق لإنتاج لقاح ضد هذا الوباء ممكناً، الأمر الذي يحطم كل الأفكار المسبوقة في السجلات العلمية، والتي تشير إلى الحاجة لعدة سنوات للوصول إلى لقاح ضد فيروس جديد، كما أن الزيادة السريعة والكبيرة في أعداد المصابين سّهلت اختبار اللقاح وزادت من سرعة النتائج.

تؤكد منظمة الصحة العالمية على أن اللقاحات ومن بينها لقاح فايزر ستغير وتؤثر بشكل كبير على انتشار الوباء، ولكنه لن تنهي فيروس كورونا كوفيد-19 لوحدها، فهذه اللقاحات آمنة وفعالة بالتأكيد ولكنها ستكون أقوى في الفترة القادمة بالسيطرة على المرض، أما الآن فما زال توخي الحذر واجب وضرورة في مواجهة المرض، وعليه تؤكد المنظمة في تعليماتها على الالتزام في ارتداء الكمامة واتباع تعليمات التباعد الاجتماعي وتطبيق التدابير الصحية الأخرى المتلعقة بفيروس كورونا المُستجد. [2]

فعالية لقاح فايزر:

عندما أجريت التجربة على 44 ألف شخص، أُصيب 94 شخص بفيروس كورونا كوفيد-19 لأشخاص لم يصابوا بالفيروس من قبل، وأصيب عدد أقل من 9 حالات لدى الأشخاص الذين تلقوا الجرعتين من لقاح فايزر، وهو مؤشر قوي جداً على مدى فعالية اللقاح، مع عدم وجود مخاوف خطيرة تتعلق بسلامة الأفراد الخاضعين للتجربة، ويعتبر لقاح فايزر الأكثر تفوقاً من حيث الفعالية ونسبة النجاح على أقرانه من اللقاحات المطروحة، بحيث تصل نسبة نجاحه في الوقاية من الإصابة إلى 95%. [1]

كما تؤكد الدراسات على أن لقاح فايزر لديه قدرة التصدي للنسخة المتحورة من فايروس كورونا كوفيد-19 الجديدة، والتي ظهرت مؤخراً في بريطانيا، إذ أن فعالية هذا اللقاح قادرة على التعامل مع التغيرات التي تطرأ على الفيروس، وهي طفرات اعتيادية تحدث بشكل مستمر مع الفيروسات، وتؤثر على الفيروس بطرق مختلفة، فمنها ما يمكن أن يُضعف الفيروس ومنها ما قد يزيد من سرعة انتشاره كما حدث في الفيروس المتحور الذي ظهر في بريطانيا.

كيف يعمل لقاح فايزر؟

يستخدم لقاح فايزر تقنية حديثة لم تستخدم من قبل وهي مختلفة أيضاً عن معظم لقاحات فيروس كورونا الأخرى، إذ تحتوي الحقنة على جسيمات نانوية (دقيقة جداً) تحيط بشريط الرسول الوراثي mRNA الذي يحمل معلومات البروتين S لفيروس كورونا المُستجد، وهو البروتين الظاهر على سطح الفيروس الخارجي على شكل شوكة بارزة، وعند حقن الجسم بهذه الجسيمات فإنها تقوم بنقل المادة الوراثية فيها إلى خلايا الجسم، وبالتالي تتلقى الخلايا تعليمات لبناء بروتين S على سطحها، بحيث تُشكل إشارة وتحفيز للجهاز المناعي في الجسم لتكوين أجسام مضادة للفيروس.

ويُعطى لقاح فايزر على مرحلتين، بحيث يتم حقن الجسم بالجرعة الأولى ومن ثم تكون الجرعة الثانية بعد مرور 3 أسابيع على أخذ الجرعة الأولى. [1]

أضرار لقاح فايزر:

يعتبر لقاح فايزر آمن وفعال للجميع لمن هم في سن 16 فما فوق، ولكنه غير مناسب لبعض الفئات التي تعاني من حالات صحية معينة، وبالتالي لا يمكنها تلقي لقاح فايزر، حيث تشمل هذه الفئات:

  • الأشخاص الذين يعانون من الحساسية: يجب على أي شخص يعاني من حساسية شديدة اتجاه أي من مكونات اللقاح أن يتجنب استخدامه.
  • النساء الحوامل والمرضعات: بالرغم من أن كوفيد-19 يؤثر بشكل أكبر على الحوامل والمرضعات، وبأن هذه الفئة تعاني من أعراض أكثر شدة بسببه مقارنة مع باقي المصابين، كما أنه يمكن أن يزيد من خطورة الولادة المبكرة، إلا أن عدم وجود بيانات كافية حول درجة الأمان في إعطاء هذه اللقاح فإن منظمة الصحي العالمية لا توصي بحصولها عليه في الفترة الحالية، وفي حال كانت الحامل معرضة لمخاطر عالية لا يمكن تجنبها (كأن تكون عاملة في القطاع الصحي)، فيمكن استشارة الطبيب حول تلقيها للقاح، أما بالنسبة للمرضع ففي حال كانت تعمل في القطاع الصحي فيمكنها أن تأخذ اللقاح، ولا يوجد مشكلة في إكمال الرضاعة بعد أخذ اللقاح.
  • الأطفال: لم يتم اختبار اللقاح على الأطفال ما دون سن 16، لذا تؤكد منظمة الصحة العالمية على ضرورة تجنب اللقاح للأطفال أقل من هذا السن حتى وإن كانوا في مجموعة ذات خطورة عالية.
  • الحالات الطبية: يعتبر اللقاح آمن وفعال للأشخاص الذين يعانون من حالات طبية معروفة، وهي الحالات التي تزيد من فرصة الإصابة بأمراض خطيرة، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض الربو والكبد والكلى، وكذلك الالتهابات المزمنة الخاضعة للسيطرة أو المستقرة، أما فيما يتعلق بالأشخاص الذين يعانون من حالات ضعف المناعة أو المصابين بمرض نقص المناعة البشرية، فالبيانات ما تزال محدودة وهناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث والدراسات حولهم، ولكن في حال كان الشخص من الفئات الموصى بالتطعيم لهم، فيمكن أن يتلقى التطعيم ضمن إشراف واستشارة الطبيب. [2]

الآثار الجانبية للقاح فايزر:

هناك عدة آثار جانبية تم الإبلاغ عنها من الأشخاص الذين تلقوا التطعيم، حيث لوحظ بأن الأعراض غالباً ما تحدث بعد تلقي الجرعة الثانية، والتي شملت ما يلي:

  • ألم في موقع الحقن.
  • صداع.
  • تعب وآلام في العضلات.
  • قشعريرة.
  • آلام المفاصل.
  • حمى. [3]

سعر لقاح فايزر:

يُعطى لقاح فايزر على جرعتين، بحيث تكون تكلفة كل جرعة منهما 20$ أمريكي.

لقاح فايزر السعودية:

أطلقت السعودية في 17 ديسمبر 2020 حملة تطعيم جماعي لسكان المملك بلقاح فايزر ضد فيروس كورونا المُستجد، ولكنها قامت بإعادة جدولة برنامج التطعيم نظراً لتأخر توريد اللقاح من الشركة، التي أغلقت التوريد بسبب توسيع خطوط الإنتاج لديها، حيث تؤكد وزارة الصحة السعودية على أنها ستكمل حملتها للحفاظ على صحة وسلامة المواطنين في المملكة.

شاهدي أيضاً: اللقاح الروسي

لقاح فايزر هو أول لقاح حصل على ترخيص رسمي ضد فيروس كورونا كوفيد-19، حيث أثبتت نتائجة السريرية نجاح يصل إلى 95%، وقد تم إنتاجه بمجهود أمريكي-ألماني مشترك.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار