كل ما تريد معرفته عن لقاح الإنفلونزا الموسمية وفوائده

مع اقتراب فصل الخريف وتبدّل ألوان الطبيعة، يبدأ موسم الإنفلونزا السنوي. وبين مشاغل الحياة اليومية — رعاية الأطفال، العمل، الالتزامات العائلية — تصبح الوقاية ضرورة لا رفاهية. لقاح الإنفلونزا الموسمية يمثل حلاً بسيطاً وفعالاً للحماية من مرض قد يكون شائعاً لكنه ليس بسيطاً أبداً.

في هذا المقال، سنتعرف على كل ما تحتاجين معرفته عن لقاح الإنفلونزا الموسمية، فوائده، أضراره، مواعيد التطعيم، أنواع اللقاحات، نصائح عملية قبل وبعد التطعيم، وحلول لكل تساؤلاتكِ.

ما هو لقاح الإنفلونزا الموسمية وكيف يعمل؟

لقاح الإنفلونزا الموسمية هو وسيلة فعّالة للوقاية من مرض الإنفلونزا الذي يُعتبر مرضاً فيروسياً معدياً بإمكانه أن يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، وأحياناً إلى الوفاة. يتم إعطاء هذا اللقاح بشكل سنوي، نظراً لتغير أنواع فيروسات الإنفلونزا التي تنتشر في كل موسم. وهو عبارة عن حقنة أو بخاخ يحوي على فيروسات الإنفلونزا المعطلة أو أجزاء منها، تُستخدم لتحفيز جهاز المناعة. هذا التحفيز يجعل جسمكِ يتعرّف على الفيروس ويكوّن أجساماً مضادة لمواجهته عند التعرض له فعلياً.

يُحفّز لقاح الإنفلونزا الجهاز المناعي لتكوين أجسام مضادة بعد حوالي أسبوعين من تلقيه. تعمل هذه الأجسام المضادة على توفير الحماية ضد الفيروسات المحددة في اللقاح، والتي يتم اختيارها بناءً على توقعات علمية حول الفيروسات الأكثر انتشاراً في الموسم المقبل.

وتشمل أنواع لقاح الإنفلونزا الموسمية ما يلي:

• ابرة الإنفلونزا: الحقن التقليدية، الأكثر شيوعاً، مناسبة للبالغين والأطفال فوق 6 أشهر. حقنة الإنفلونزا هي الطريقة الأكثر شيوعاً وفعالية، حيث توفر حماية جيدة للأشخاص من جميع الأعمار، خاصة الأطفال والحوامل وكبار السن. يتم إعطاء الحقنة في الذراع، وتعتبر أكثر أمانًا من البخاخ الأنفي للحوامل والذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة.
• البخاخ الأنفي: يحتوي على فيروس حي مخفف، يستخدم للأطفال والأصحاء.
• لقاحات معززة لكبار السن: تحتوي على جرعات أكبر أو مواد تعزيزية لتقوية الاستجابة المناعية.
• لقاحات خالية من البيض: مناسبة لمن لديهم حساسية من البيض، ومصممة خصيصاً للحالات الخاصة.

تتوفّر لقاحات الإنفلونزا بعدة أنواع تناسب فئات عمرية مختلفة وظروف صحية متنوعة. وفيما يلي تفصيل لأنواعها:

مصل الإنفلونزا ثلاثي التكافؤ

تُقدّم لقاحات الإنفلونزا ثلاثية التكافؤ حماية ضد ثلاث أنواع من فيروسات الإنفلونزا:

• فيروس الإنفلونزا A (H1N1) المعروف بإنفلونزا الخنازير.
• فيروس الإنفلونزا A (H3N2).
• أحد أنواع فيروس الإنفلونزا من النوع B.

تتضمن هذه اللقاحات الأنواع التالية:

• لقاح الإنفلونزا ثلاثي التكافؤ التقليدي: يُصنّع باستخدام فيروسات تُنمى داخل بيض الدجاج. يُعطى باستخدام الإبرة التقليدية للأفراد بعمر 5 سنوات فأكثر، أو عن طريق المحقن النفاث للأعمار بين 18 و64 سنة.
• لقاح الإنفلونزا ثلاثي التكافؤ عالي الجرعة: مخصص لكبار السن بعمر 65 سنة فأكثر، حيث يحتوي على كمية أكبر من مولّدات الضد مما يُحفّز استجابة مناعية أقوى.
• لقاح الإنفلونزا ثلاثي التكافؤ مع مساعد: يُستخدم لكبار السن بعمر 65 عاماً فأكثر. يحتوي على مركب مساعد يُعرف بـ MF59 الذي يُعزز المناعة ويقلّل الحاجة إلى أعداد كبيرة من الفيروسات أثناء تصنيع اللقاح.

مصل الإنفلونزا رباعي التكافؤ

يقدّم لقاح الإنفلونزا رباعي التكافؤ حماية ضد أربعة أنواع من فيروسات الإنفلونزا:

• فيروس الإنفلونزا A (H1N1).
• فيروس الإنفلونزا A (H3N2).
• اثنان من فيروسات الإنفلونزا من النوع B.

تشمل الأنواع المختلفة لهذا اللقاح:

• لقاح الإنفلونزا رباعي التكافؤ التقليدي: يُصنّع باستخدام فيروسات تُنمى داخل بيض الدجاج. يناسب فئات عمرية مختلفة، حيث يمكن لبعض الأنواع استخدامه للأطفال بدءاً من عمر 6 شهور.
• لقاح الإنفلونزا رباعي التكافؤ الخلوي: يُصنّع باستخدام فيروسات تُنمى داخل مستنبتات خلايا الثدييات بدلاً من بيض الدجاج، مما يزيد من فعالية اللقاح ويقلل تغييرات الفيروس أثناء التصنيع.
• لقاح الإنفلونزا رباعي التكافؤ معاد التركيب: يتم إنتاجه باستخدام تقنيات الهندسة الجينية، حيث يتم دمج جين فيروس الإنفلونزا مع أجزاء من فيروسات أخرى تُنمى داخل خلايا الحشرات. هذا النوع مناسب للبالغين بعمر 18 سنة فأكثر.
• لقاح الإنفلونزا رباعي التكافؤ على شكل بخاخ أنفي: يُعطى للأطفال والكبار بين 2 و49 عاماً. يحتوي على فيروسات حية موهنة، لذا يُمنع استخدامه لبعض الفئات الصحية.

تجدر الإشارة إلى أن معظم لقاحات الإنفلونزا تحتوي على فيروسات مقتولة أو مثبطة، باستثناء لقاح البخاخ الأنفي الذي يحتوي على فيروسات حية مضعفة.

فكرة بسيطة: اللقاح لا يمنحك المرض، بل يعرض جهازك المناعي "لنسخة آمنة" من الفيروس كي يتعلم مواجهته بدون أي مخاطر.

فوائد لقاح الإنفلونزا الموسمية: أكثر من مجرد حماية

العديد من النساء يعتقدن أن اللقاح يقتصر على الوقاية من أعراض الإنفلونزا البسيطة، لكن فوائده تمتد لتشمل:

• تخفيف حدة المرض إذا أصبتِ بالعدوى.
• تقليل مخاطر المضاعفات مثل التهاب الرئة أو الاستشفاء.
• حماية الحامل وجنينها: الأجسام المضادة تنتقل للطفل عبر المشيمة وتوفر له حماية مبكرة بعد الولادة عند تلقي لقاح الانفلونزا الموسمية للحامل.
• حماية المجتمع: الأطفال، كبار السن، وذوي المناعة الضعيفة هم الأكثر عرضة، وللقاح دور كبير في تقليل انتشار المرض.
• تطعيم الإنفلونزا للأطفال: يحمي الصغار من المرض ويقلل من فرص انتشار العدوى في المنزل والمدرسة.

باختصار، اللقاح هو استثمار ذكي في صحتكِ وصحة من تحبين. وكونكِ امرأة يعني غالباً أنكِ محور حياة عائلية متعددة، سواء كنتِ أماً، زوجة، أو عاملة. هذا يجعل تطعيم الإنفلونزا الموسمية أداة مهمة ليس فقط لحمايتكِ، بل لحماية الأطفال، والوالدين، والزملاء في العمل.

افضل وقت لاخذ لقاح الانفلونزا الموسمية

ينصح الخبراء بأخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية في بداية الخريف (سبتمبر–أكتوبر)، لضمان الحماية خلال ذروة موسم الإنفلونزا. لكن يمكن التطعيم في أي وقت أثناء الموسم إذا لم يكن هناك مانع صحي.

أضرار لقاح الإنفلونزا الموسمية: الحقيقة وراء الخرافات

على الرغم من فوائد لقاح الإنفلونزا الموسمية الكبيرة، إلا أن بعض الأشخاص قد يلاحظون بعض الأعراض الجانبية، والتي تختلف بحسب نوع اللقاح وطريقة تصنيعه. غالباً ما تكون هذه الأعراض خفيفة ومؤقتة، ولكن من المهم التعرف عليها للتعامل معها بشكل مناسب.

• ألم خفيف أو احمرار مكان الحقن.
• ارتفاع درجة الحرارة بشكل بسيط.
• إرهاق أو صداع لبضعة أيام.
• آلام عضلية، خاصة عند الأشخاص الذين لم يحصلوا على اللقاح سابقاً.

الآثار الجانبية للقاح الإنفلونزا (بخاخ الأنف)

أما عن أضرار لقاح الانفلونزا بخاخ الأنف، فإنها تشمل:

• سيلان في الأنف.
• تنفس مع صفير.
• تقيؤ.
• آلام في العضلات.
• صداع في الرأس

أضرار لقاح الإنفلونزا الموسمية للأطفال

معظم الأطفال يعانون من أعراض طفيفة، ومن ضمن أعراض الإنفلونزا للأطفال:

• حرارة خفيفة.
• قلق أو تهيج.
• ألم موضعي.
• حالات التحسس الشديد نادرة جداً.
• صداع، رعشة، وآلام عضلية.
• سعال.
• التهاب الجيوب الأنفية.
• شعور بالتعب.

تصحيح بعض الخرافات:

• اللقاح لا يسبب الإنفلونزا: فهو يحتوي على فيروس معطل أو مخفف.
• لا يؤثر على الخصوبة أو الحمل: لا دليل علمي على ذلك.
• ليس فقط للكبار أو كبار السن: الأطفال والنساء الحوامل يستفيدون بشكل كبير.

متى تظهر أعراض لقاح الإنفلونزا؟

عادةً تظهر الأعراض الخفيفة مثل الألم أو الإرهاق خلال ساعات قليلة بعد التطعيم، وتستمر لمدة يوم أو يومين فقط. أما المناعة الفعلية التي توفر الحماية، فتبدأ بعد حوالي أسبوعين من التطعيم.

شروط أخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية

قبل التوجه لتلقي لقاح الإنفلونزا الموسمية، هناك عدة شروط مهمة لضمان أمان وفعالية التطعيم:

1. العمر المناسب: يُنصح بإعطاء اللقاح للأطفال بدءاً من عمر 6 أشهر، كما يُعطى للبالغين وكبار السن لحمايتهم من مضاعفات الإنفلونزا.
2. الحالة الصحية عند التطعيم: يجب ألا يكون الشخص مصاباً بحمى شديدة أو أي مرض حاد في وقت التطعيم، إذ قد يؤثر ذلك على استجابة جهاز المناعة أو يزيد من الأعراض الجانبية.
3. الحساسية تجاه مكونات اللقاح: من الضروري استشارة الطبيب إذا كان لديكِ أي تحسس شديد معروف تجاه مكونات اللقاح، مثل البيض أو أي مواد أخرى مستخدمة في تصنيع اللقاح.

باتباع هذه الشروط، يمكن الاستفادة القصوى من لقاح الإنفلونزا الموسمية بأمان وفعالية، والحصول على حماية قوية لكِ ولعائلتك.

مدة لقاح الانفلونزا الموسمية

فعالية اللقاح تدوم عادة من 6 إلى 12 شهراً. لهذا السبب يُنصح بتكرار التطعيم كل موسم، خصوصاً أن سلالات الفيروس تتغير سنوياً، ويتغير اللقاح وفقاً لأحدث الدراسات.

تطعيم الإنفلونزا الموسمية للحامل

نعرض لكم فيما يلي أهم المعلومات حول لقاح الإنفلونزا الموسمية للحامل والأسباب التي تُوجب حصول النساء الحوامل على لقاح الإنفلونزا الموسمية:

• تشير الأبحاث إلى أن تطعيم النساء الحوامل يقلل من احتمالية الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي الحادة المرتبطة بالإنفلونزا بنسبة تقارب 50%.
• يساعد اللقاح في تقليل فرصة دخول النساء الحوامل إلى المستشفى بسبب الإنفلونزا بما يقارب 40%، وذلك نظراً لأن الإنفلونزا قد تكون أشد تأثيراً على النساء أثناء الحمل أو بعد الولادة مقارنة بغيرهن، بسبب التحولات التي تحدث في جهاز المناعة والرئة والقلب خلال هذه الفترة، مما يجعلهن أكثر عرضة للإصابة بحالات مرضية خطيرة.
• النساء الحوامل اللواتي يتلقين لقاح الإنفلونزا يساهمن بشكل فعّال في حماية أطفالهن من الإصابة بالإنفلونزا خلال الأشهر الأولى من حياتهم، خصوصاً في الفترة التي يكون فيها الرضيع غير مؤهل للحصول على اللقاح.

نصائح عملية قبل وبعد التطعيم

حتى مع أهمية لقاح الإنفلونزا الموسمية في حماية نفسكِ وعائلتك، قد يشعر البعض بالقلق أو التوتر قبل أخذ الحقنة، أو القليل من الانزعاج بعدها. اتباع بعض الإرشادات العملية قبل وبعد التطعيم يجعل التجربة أكثر راحة وسلاسة، ويقلل من أي أعراض جانبية محتملة، سواء لكِ أو للأطفال. في هذا القسم، سنقدم لكِ مجموعة نصائح سهلة التطبيق تساعدك على الاستفادة القصوى من التطعيم بطريقة آمنة ومريحة.

قبل التطعيم

لتحقيق تجربة مريحة وفعّالة مع لقاح الإنفلونزا الموسمية، يُنصح باتباع هذه الخطوات:

• تناولي وجبة خفيفة قبل التوجه للعيادة لتجنب الدوخة أو الشعور بالإرهاق.
• ارتدي ملابس مريحة تسمح بالوصول بسهولة إلى الذراع حيث ستُعطى الحقنة.

بعد التطعيم

للتخفيف من أي أعراض جانبية محتملة وضمان تعافي سريع:

• اشربي الكثير من الماء للحفاظ على الترطيب وتعزيز استجابة جهاز المناعة.
• خذي قسطاً من الراحة إذا شعرتِ بالتعب أو الإرهاق بعد التطعيم.
• استخدمي كمادات باردة لتخفيف الألم أو الاحمرار في مكان الحقن.
• سجلي تاريخ التطعيم لتذكير نفسكِ بتكراره في الموسم القادم.

نصائح للأمهات مع الأطفال

إذا كنتِ ترافقين طفلكِ:

• اصطحبيه معكِ، وحاولي أن تشرحي له سبب التطعيم بطريقة مبسطة وودودة لتخفيف خوفه وقلقه.
• تذكري أن الأطفال أحياناً يحتاجون إلى جرعتين في الموسم الأول لتقوية المناعة، فكوني مستعدة لذلك إذا كان ذلك ينطبق على طفلك.

باتباع هذه النصائح البسيطة، ستجعلين تجربة التطعيم سلسة، مريحة، وأكثر أماناً لكِ ولأطفالكِ.

وفي النهاية، الحصول على لقاح الإنفلونزا الموسمية هو أكثر من مجرد إجراء طبي، إنه قرار واقعي لحماية نفسكِ وأسرتكِ ومجتمعك. كل عام، يوفر اللقاح فرصة لتقليل الأمراض، المضاعفات، والإجهاد النفسي الذي قد يسببه المرض.

كوني ذكية، احمي نفسكِ، وكوني قدوة لأطفالكِ وأحبائكِ في الالتزام بالوقاية. لقاح الإنفلونزا الموسمية هو رفيقكِ الثابت نحو موسم أكثر صحة وطمأنينة.

مواضيع ذات صلة