ما الذي يجمع بلقيس بالسعودي بدر آل زيدان وكيف غير نايف الهزازي حياتها؟ ... في لقاء حصري

حوار : سوسي وارطانيان

 

حين تذكر اسمها الفني تراه حتما ملتصقا بأسماء كبار النجوم, ليتهيأ لك أنها سيدة أربعينية لها باع طويل في الفن وأهله, وأنها استطاعت خرق قلوب الكثيرين وحجزت لنفسها مكانة في بحر الفن الواسع لأنها تنتمي إلى عائلة فنية عريقة فقط, متناسين أن الموهبة عطاء إلهي لا يشترى ولا يباع. تملك خلطة سحرية تميزها عن بنات جيلها, فهي طفلة بملامح امرأة ناضجة, رقيقة بقدر قوتها المخفية, مهذبة حتى اشعار اخر.

 

 صوتها حدّث ولا حرج, استطاعت بفضل ذكائها ورؤيتها الفنية الثاقبة التي ورثتها عن والدها أن تحجز في الصفوف الأمامية في الساحة الخليجية بدعم وتأييد من العمالقة.

 

هذه هي بلقيس,واحة الصحراء,  ابنة الفنان الكبير أحمد فتحي اجتهدت وتعبت وسهرت الليالي لتحصد نجاح ألبومها الأول الذي تصدر الأسواق العربية لأسابيع طويلة . عن أصداء "مجنون بلقيس" ورؤيتها الفنية ومشاريعها المقبلة وغيرها من الأمور كان هذا اللقاء.  

 

* قدمت منذ شهرين تقريباً ألبومك الأول "مجنون بلقيس" ماذا عن الأصداء التي يحصدها، وهل تعتبرينه نقطة تحول في حياتك الفنية؟ 

 

- الأصداء ممتازة , وهناك أغنيات تحصد المراكز الأولى الحمد لله... بالطبع هو نقطة تحول في حياتي الفنية خصوصاً أن كلاماً جميلاً كتب عنه خصوصاً عن الاختيارات الصائبة للأغنيات, كما أنها المرة الأولى في هذا الموسم الذي يصدر فيها فنان ألبوماً تنجح فيه أكثر من أغنية.

 

* بغض النظر عن الملحنين والشعراء والموزعين الذين تعاونت معهم، لمن يعود الفضل بهذا النجاح وإلى من تهديه؟

 

- أهديه لأمي التي رافقتني في أسفاري وتعبت كثيراً معي وأمضت ليالٍ طويلة في الاستديو وكانت سندي ودعمي في أي مشكلة اعترضتني. وجودها في حياتي نعمة كبيرة و70 إلى 80 بالمئة من نجاحي يعود لها. كما أهديه لوالدي الذي يشرف على أعمالي.

 

 

 

- لي!! بالطبع كنا نختلف في وجهات نظر نتفق على أخرى، لكن الاختلاف لم يكن يفسد للود قضية وثبت ذلك في أغنية "ما طلبت البعد" الذي عارضني فيها والدي لكنني صممت عليها فحصدت أصداءً جيدة جداً وجذبت انتباه الكثيرين. كذلك كنت اختلف مع فايز السعيد الذي كان يستمع للأغنيات ويقول هذه ضاربة وتلك لا. واليوم بعد هذا النجاح أقول للإثنين شكراً لأنكم لم تجاملوني. 

 

 

- أغنية واحدة فقط لكن "داوخا العالم" تحمل عنوان "دقو خبيتي" كتبها تركي الشريف ووزعها سيروس تقول "دقو خبيتي جا حبيبي في بيتي دقو خبيتي شوفوا الدبلة باركولي يلا صار لي وحدي"... يشرفني أن يجمعنا ديو إن كان هناك فرصة مناسبة, ففايز إسم معروف في الخليج والوطن العربي وقد دعمني كثيراً في مسيرتي الفنية.

 

 

- الجمهور اليمني ذواق للفن وكان يطالبني الغناء باللهجة اليمنية خصوصاً بعد أن قدمت أغنية "يا هوا" . وبعد مشاورات بيني وبين والدي قدمنا أغنية مودرن كي تستساغ من قبل الأجيال الجديد التي ممكن ألا تحب الإيقاعات التقليدية. الرسالة كانت واضحة ووصلت من خلال الأغنية التي قلت فيها "من ديرتي خير ديره، من البلاد السفيرة في حضرموت المنيرة للدان معنى و مغنى " الكليب صور في شهر فبراير لكن صدر في أواخر شهر ابريل بسبب بعض العراقيل التي واجهتنا، وهو لليوم حصد 700 ألف مشاهد الحمد لله، لكنني أطمح إلى المليون. 

 

 

- الشريحة الكبرى من متابعيني وفق ما ألمسه على مواقع التواصل هم من الشباب. لذا عندما أقدم عملاً أهدف من خلاله إلى استقطاب  الشريحة الأكبر من الناس، لكن لا مانع لدي من وقت لآخر أن أقدم أغنيات ترضي كبار السن الذين يحبون الطرب فنجمع بذلك الشريحتين, سيما أن هناك فئة كبيرة من الشباب يملكون أذن موسيقية مخيفة ويتذوقون الطرب. لذلك أحرص في جميع حفلاتي على أداء الأغنيات القديمة التي تطرب الكبار وحين أراهم يرقصون على أنغامها أعرف بأنني أديت الرسالة.

 

 

- أهل المغرب هم الأقرب إلى منطقة الخليج وهم في العموم متابعون لهذا الفن. ما لفت انتباهي أنني عندما كنت أتواجد في الأماكن العامة أكثر من يتعرفون إلي هم المغاربة، لهذا قدمت الأغنية كهدية مني لهم وهي في طور الانتشار في المغرب. أما فيما يتعلق بغنائي  باللهجات الأخرى، فعلى من يقدم على الدخول إليها من الباب الفني أن يكون شديد الحذر وحاد الذكاء. وبحسب متابعتي للموضوع لمست تجارب اخترقت ونجحت كحسين الجسمي "بحبك وحشتيني" " ست الصبح" وتترات مسلسلات، وأخرى ضاعت... أنا لا أريد أن أمر مرور الكرام في تلك المنطقة, فمصر 80 مليون نسمة، وبلاد الشام "لبنان سوريا وفلسطين" شعوب ليست سهلة أبداً وعليكي أن تعرفي كيفية اختراقها واستقطاب الأضواء الإعلامية فيها وحجز مكانا لك في قلبها.

 

 

- أنا ضد الاحتكار لكن لست ضد شركات الإنتاج. وما عُرض عليّ في الفترة السابقة كان احتكاراً لـ 10 او 15 سنة وهذا الأمر لم يكن ليخدمني فنياً لذا فضلت الإنطلاق وحيدة بطريقة تسويقية مدروسة كانت في بالي نفذتها ونجحت. عندما انهيت العمل على ألبومي كان لا بد لي من الاتفاق مع شركة لتوزيعه، وكان إسم روتانا هو أول من فكرت به لأن لها باع طويل جداً في هذه الأمور، كما أن علاقتي مع السيد سالم ممتازة جداً لأنه صريح ويحدثك دون لف أو دوران، فاتصلت به وتم الاتفاق على لقاء في المكتب ووقعنا العقد لإدراة الحفلات وتوزيع الألبوم فقط.

 

 

 

 

- صحيح بأن هناك أسماء كبيرة خرجت لكن مازالت هناك أسماء أخرى كبيرة كمحمد عبده، ماجد المهندس، خالد عبد الرحمن، عبادي الجوهر. الأمر بكل بساطة لا يعني لي أبداً لأنني لا أقارن بالكبار فما زلت صغيرة وبحاجة إلى الدعم. عندما تصبحين إسماً كبيراً ولديك استقلاليتك المادية التي تسمح لك بالانتاج لنفسك فلا تعودين بحاجة إلى شركة إنتاج, إن حصل ولم تلب شركتك بعض متطلباتك كما حصل مع شيرين والجسمي وغيرهما تتركينها من دون الخوف. لكن المشكلة تكمن لمن هم مثلي قدرتهم الانتاجية محدودة.

 

 

- عندما أغني لأسماء كبيرة كفزاع فذلك يضيف إلى رصيدي الفني ويلفت انتباه كثيرين خصوصاً الإعلام الناقد الذي عندما يعلم بأنني غنيت أمام سمو الأمير بدر بن عبد المحسن، كذلك أديت من شعر فزاع الذي غنى له الكبار (اصالة, محمد عبده, أبو بكر سالم ...) ويعتبر صعب المزاج ولا يلفته أي صوت, فهذا يعطيني دفعاً قوياً إلى الأمام ويشفع لي أخطائي أمام الإعلام الناقد... تعرفت إلى فزاع عن طريق فايز السعيد فقدمنا "مسألة سهلة" كانت أول أغنية في تاريخي الفني التي تحصد للآن 3 ملايين مشاهد على مستوى الخليج.

 

 

-  التوفيق من الله أولاً ,كما أن الحظ كان جيداً معي, إضافة طبعاً إلى الاجتهاد والتخطيط الذي أعتبرهما الأهم في حياة الفنان الذي عليه أن يضع أهداف لسنة وثلاث وخمس سنوات مقبلة كي يستمر. جلست مع فنانين شباب يتمتعون بمواهب خارقة لكن ليس لديهم التخطيط  وهذا ما أعتبره ضياع للموهبة التي تهدر إذا لم تجد التوجيه الصحيح.

 

 

 

 

- هذه علامة فارقة في مسيرتي الفنية لأن هذه الجلسات هي الأبرز والأجمل على الإطلاق على مستوى الخليج. وقد لبيت دعوة الأستاذين عصام كمال ومحمد الملحم القيمين على شركة بلاتينوم اللذين أعلماني بأنني من الأصوات التي أتيحت لهم فرصة المشاركة, فقلت يشرفني ذلك، وقدمت 4 أغنيات 3 منها من التراث اليمني وواحدة تراث نجدي.

 

 

-  لمن لا يعرف فأمي بدوية ووالدي حضري, وأولاد قبيلة تهاما في اليمن جمالهم عربي أصيل وأنا أقلهم جمالاً. أما فيما يتعلق بتصوير الغلاف فقد استوحيته من غلاف مجلة "ليالينا" التي جمعت هيفا وهبي ورامي عياش الذي لفت نظري وأنا في الطائرة وكان مميزاً على  كل المستويات لجهة الملابس وإن لناحية الماكياج والشعر والتصوير، لذا أول ما حطت طائرتي على الأرض اتصلت بفريق العمل من المصور شربل بو منصور وخبيرة التجميل هالا عجم وصالون يحيا وذكريا وطلبت التحضير لهذه الجلسة التصويرية وهذا ما حدث بالفعل. كما قام المصمم اللبناني المبدع ممدوح بيان الذي أخرج لي "يا هوى" بتصميم الملابس وهكذا اعتمدنا تصوير الغلاف. فشكراً لمجلة "ليالينا" التي اعطتي الفكرة.

 

 

- (ضاحكة) هناك الكثير من المجانين وأنا أيضاً مجنونتهم!! ومن لفت انتباهي لذلك  العنوان هو أحد المعجبين. ففي فترة من الفترات يمر الإنسان المشهور بمرحلة يشعر فيها بالظلام الحالك، وأكثر الأشخاص الذين يخففون عنه هذا الشعور هم المقربون منه واهله وجمهوره الذين يشكلون دعما كبيراً له من خلال الكلام الجميل الذي يتلقاه منهم. في تلك المرحلة  كنت أشعر بتعب نفسي شديد فقررت أن أُدخل  3 من هؤلاء المعجبين إلى حياتي من بينهم معجب اسمه "مجنون بلقيس" عمره 16 سنة من السعودية قدم لي الدعم الكبير والهدايا المعنوية كالصور، والقيمة  كعقد من الذهب والألماس الأمر الذي أثر بي كثيراً. وعندما سألني عن اسم الألبوم أخبرته بأنه سيحمل عنوان "مجنون" فقال لي لمَ لا تسميه "مجنون بلقيس" على اسمي فقلت له تستاهل هذا أقل ما يمكن أن أقدمه لك ومنذ ذلك الحين وهو طاير من الفرحة. 

 

 

- في الوقت الحالي لا... فالحب بنظري لا يأتي كل يوم وإن حدث وأصابنا علينا أن نحافظ عليه قدر المستطاع. للأسف لم يحصل نصيب مع حب كان بالحلال وتم الانفصال منذ 4 أشهر فقط. لذا أنا بحاجة الآن إلى فترة نقاهة أرتاح فيها قبل أن يدق قلبي من جديد كي يكون الحب صادقاً وليس تعويضاً عن حب فُقد. 

 

 

-  (ضاحكة) بت أكثر عقلانية وأنظر بمنظار مختلف إلى العلاقة بين الرجل والمرأة، ولم أعد تلك الفتاة الصغيرة السهلة الوقوع.

 

 

- حياتي الشخصية كانت عرضة للعديد من الأقاويل والإشاعات لكن الحمد لله محبيني كثر رغم وجود بعض المنزعجين الموجودين عند كل الناجحين في العالم. الغالبية العظمى من جمهوري هم من السعودية وعلاقتي بهم لم تتأثر، بل يتعاطفون معي في أي قرار اتخذه "ارتباط أو انفصال"  أو أي تغريدة أكون فيها سعيدة أو حزينة. لذا أقول لهم شكراً من القلب وانا احبكم كما تحبونني. 

 

 

- أواجهها بأعصاب هادئة رغم حرق الأعصاب الذي يشعر به المشهور تجاه الإشاعات والافتراءات التي تصيبه. فيصل إلى مرحلة ما تتكون لديه مناعة تشكل حاجزاً واقياً  له من كل الصدمات وهذا ما يحدث معي. عندما يجدونني مع شخص ما يزوجوني إياه كما حصل مع بدر وقبله مع اللاعب سامي الجابر الذي أحترمه كثيراً لأنه متعلم ومثقف وأحبه على المستوى الشخصي قبل المستوى الفني، وعندما نلتقي يذهب ذلك الغطاء الذي يتكون عند أي مقابلة تلفزيونية أو صحافية فنظهر على حقيقتنا وهذا ما نحبه كمشاهير . وعندما نشرت الصورة في انسغرام بدات الأحاديث تنتشر كالنار في الهشيم وقيل ما للبنت إلا إبن عمها، على اعتبار بأن جذوره يمنية وأمور غبية أخرى. لكنني لم انزعج وقلت في نفسي فليتحدثوا لقد شبعت من هذه الأمور التي لم يعد تؤثر بي.

 

 

- في فترة الثورات العربية أُنتجت آلاف الأغنيات الوطنية التي لم تحقق أي صداً أو تأثيرا يضاهي أغنية "وطني حبيبي وطني الأكبر". إضافة إلى أنني ضد تقديم أغنية أُزايد فيها على حب جمهور ما أو اعبر عن رأي ما إن كنت مع الثورات أو ضدها. أنا مع حرية التعبير ونبذ الجهل والفقر والتخلف لكني لست مع الثورات التي لم نرى منا سوى تبعات سلبية، لذلك أنا ضد استغلال ما يحدث ولا يشرفي غناء أي أغنية وطنية في هذه الفترة، بل سأساهم في أعمال خيرية وحفلات يعود ريعها لمساعدة هذه البلدان.أنا أحمل الجنسية الإماراتية وأي أغنية وطنية أجدها مناسبة لهذا البلد سأقدم على غنائها لأنني أحبها ومعها في السراء والضراء، ولأنها والحمد لله لم تشهد أحداثاً مأساوية  كي يقال بأنني غنيت لها وأستغليت الظرف العصيب الذي تمر به.

 

 

 

- وجدت صعوبة في اختيار أي أغنية سأصورها لذا لجأت إلى استفتاء في انسغرام ولمست أن الأصوات متساوية بين "مجنون بلقيس" و"هذا منو" فقررت دمج الأغنيتين سوياً وهذا الأمر أعلن عنه معكم للمرة الأولى. لقد استقدمت DJ محترف وموهوب من الأردن صنعها بطريقة مبتكرة وقد عرضتها على المخرج فأوحت له بفكرة ستحمل مفاجأة مدوية وجميلة جداً وسيعرض خلال شهر رمضان المبارك.

 

 

- لست ضد هذه التجربة أبداً لأن هناك نماذج كثيرة لفنانين خاضوا هذه التجربة أعجبتني، كجوليا بطرس التي أعشقها وأحبها والعمالقة الكبار أمثال فيروز وأم كلثوم وفريد الأطرش الذين  خاضوا تجارب تمثيلية غنائية وليس تمثيلية بحتة. لذا بالطبع إن عرض علي العمل المناسب الذي سيخدم مسيرتي الفنية فلن أمانع. علماً أن هناك عدداً من العروض التي قدمت لي لكنني لم أكن متفرغة لها. 

 

 

- أنه شهر مخصص للعائلة والروحانيات والصلاة. فهذا الشهر هو الوحيد الذي أرى عائلتي فيه وأبقى في المنزل معظم الوقت ونادراً جداً ما ألبي دعوات لأن الجلسة على الفطور والسحور مع العائلة هي أكثر ما يسعدني.

 

 

- سأكون في حالة استنفار وجهوزية تامة منذ أول أيام العيد وحتى نهاية شهر آب/ أغسطس لأنها فترة ستكون عامرة بالحفلات الخاصة والأعراس، كما ستشهد في تاريخ الساس عشر من آب حفلي مع الفنان رابح صقر الذي تنظمه روتانا في لندن. 

 

أعجبتك المقابلة؟ للمزيد من اخبار الفنانة بلقيس على بريدك اشتركي بنشرة ليالينا الإلكترونية

 

تصوير: كريم نور