محمد غبره: نعم أبيع أعمالي الفنية

  • تاريخ النشر: الإثنين، 01 سبتمبر 2014 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
محمد غبره
محمد غبره يلقب بالفنان الجامع لأنّه أبدع وأمتع في عدّة مجالات، وضع بصمته في التصوير والفن التشكيلي والرسم الكاريكاتيري ومصمم ديزاين، لم يكن الوقت يسعفنا عندما إلتقينا به لنسأله عن كل شيء، لكنه أبحر بنا في شواطئ ابداعه ونقلنا لكم تجاربه السابقة والثرية، وحدثنا عن جوائزة وعن تمثيله لوطنه في المحافل الدولية، كانت لهم محطة مع فرقة خواطر الظلام، لن نطيل عليكم، هذا الحوار الشيق بين أيديكم:
 
محمد غبره: نعم أبيع أعمالي الفنية
 
حدِّثنا عن تجربتك مع فرقة “خواطر الظلام” ؟
تجربتي مع فرقة «خواطر الظلام» كانت من التجارب الترفيهية الأقرب لنفسي, فلقد أتت بمحض الصدفة عندما ذهبت لأقوم بتصوير الفريق, وما يحدث خلف الكواليس لإخراج فلم وثائقي عنهم, فعرض عليّ المخرج ممدوح خضري أن أنضم للفريق لأداء الرقص الاستعراضي معهم, وكانت الموافقة التى استمتعت بها, وزيادة المعرفة الجمالية في إضافة تكامل الاستعراض مع الفن الكامن داخلي, والاستمتاع بالعروض المقدمة للجمهور على أرض المسرح بتجربة جريئة. 
 
الفنّ التشكيلي، كيف تراه من منظور الدعم المقدم له ؟
الفن التشكيلي عقيم في بلادنا, يبحث دوماً عن الدعم ولا يجده, ولكن يأتي هنا دور الفنان الذي يثبت نفسه بالإصرار المستمر للوصول للأهداف المراد تحقيقها, فيجب على الفنان تطوير قدراته الفنية, ولا ننسى أن التعاون الفني بين الفنانين وصالات العرض هي من تصنع المعجزة داخل الفنان, فالمؤسسات الفنية تحتاج للخروج لدائرة المجتمع بوضع خطط جديدة ليصبح الفن ذا طابع مهني, وأقصد أن تكون مهنة للفنان حتى يتغلغل الفن داخل المجتمع ويصبح ذا أهمية جمالية ترعاه المؤسسات العامة, ويحتل الفنان مكانة مرموقة في المجتمع الذي نعيش فيه, فالدعم الذاتي غير كافٍ ليصل الفن إلى المستوى المطلوب منه في المجتمع.
 
ماذا تضيف المعارض الخاصة للفنان؟
المعارض الخاصة بالفنان هي تجارب فنية فلسفية, تمدنا بثقافة الفنان وما يريد إيصاله للمتذوق من خلال الأعمال الفنية والأفكار كالاختراعات وما تضيفه من خروج عن المألوف. 
 
محمد غبره: نعم أبيع أعمالي الفنية
 
من أين يستوحي محمد أفكار تصاميمه وأعماله؟
أبحث دوماً عن التميز في الاستيحاء, فالبحث المتكرر وإضافة الفلسفة الفنية للخروج بالجديد تجعل التصاميم والأعمال الفنية تكمل بعضها البعض, فهي كقصة أو رواية فنية سُطرت على مسرح اللوحة, فالفن لا يسعى لأن يقدم له إلا الجديد, فالوصول لدرجات التميز هى تجارب عديدة من السنين التي يخوضها الفنان في وضع اللون بطريقة احترافية. 
 
أنت لك باع وتجربة في التصاميم والديزاين، هل تختلف هذه الأعمال عن الرسم؟
التجارب الفنية في الرسم هى الإيحاء الأول للتصميم, فالفنان لا يختلف عن كونه يستطيع الدخول في عدة مجالات فنية, فالكل يصب في نفس المجال,  فكانت بداياتي الأولى في الرسم ومن ثم كنت أصمم اللوحة قبل البدء في رسمها, وبعد ذلك تطور المجال لأن أخوض تجربة الديزاين, فلم يقتصر أن يكون فقط للمطبوعات , وإنما تطور إلى الدخول في عالم الأزياء وتصميم الأثواب والعبايات الرجالية ومن ثم الدخول في تصميم شخصيات 3D والمونتاج والإخراج, ويتطلب التصميم أيضاً أن أعتمد على التصوير الفوتغرافي ليكون له رابط قوي في التصميم, وبعد ذلك جمعت بين الاثنين في استخدام الرسم مع التصاميم, إنني الآن أخوض تجربة الرسم الرقمي لرسم البورتريهات عن طريق استخدام برامج الحاسوب, فالاثنان يكملان بعضهما البعض لنخرج من نظرية اعتمدت على نظر البعض أن التصاميم هي مجرد قص ولصق ولكن العكس صحيح. 
 
من يطلب التصاميم منك هل يكتفي بالفكرة, أم أنه يأتي بتصميم ويريد تحسينه فقط ؟
لا أعتمد على فكرة شخص معين حتى في التصميم,  ففي جعبتي الكثير من التميز, ودوماً أحب أن أقدم للعميل شيئاً جديداً يختلف به عن الآخرين, والبعض منهم يحاول دوماً أن يقلد بعض التصاميم لا تحسينها, فالأصل بأن تكون الفكرة قريبة منها لا شبيهة لها. 
 
محمد غبره: نعم أبيع أعمالي الفنية
 
ماذا عن تمثيلك للمملكة في المحافل الخارجية؟
للأسف الشديد لم أمثل المملكة إلا مرة أو مرتين, مرة كانت بالإمارات العربية المتحدة والمرة الثانية كانت بمصر فقط, لا توجد دعوات تقدم لكل الفنانين, فالمحسوبية والمجاملات سيطرت على البعض, ولكن التقنية الآن هي التي تجعلنا نمثل المملكة خير تمثيل, فمواقع التواصل الاجتماعي تُظهر الفنان وما يريد أن يصل إليه دون اللجوء للمحسوبية وتجعله يصل إلى العالمية.
 
هل هناك رسالة تسعى لإيصالها عن طريق الفنّ؟
الفن فكر وهو بحد ذاته رسالة وأنا دوماً أسعى للتجديد, وفي هذه الفترة بالتحديد بعد إقامة معرضي الشخصي الثاني «سراديب الروح», وهي الرسالة التي أوصلتها للعالم, إنها رسالة إنسانية تختبىء في الأعماق وتصل إلى النفس بمجرد استيفاء عناصر الجمال الفني, لا نسعى لأن يكون الفن مجرد لوحة فنية لمناسبة معينة, ولكنها إحساس إنساني يسطر كتابات ورسائل اجتماعية, فالفن لأن يكون رواية فنية مغروزة في الأذهان فحسب إنه إحساس وجمال داخلي, والفن وإن كان عقيماً في بلادنا العربية فهو كآلة الموسيقى التي تظهر رقصاً لونياً لمن يعشقه. 
 
لديك عدد كبير من المواهب، أيها الهواية وأيها العشق؟
كل ما لديّ من مواهب هو العشق, فتارة أجد نفسي في التصوير واحتراف التقاط الصورة, وتارة أجد نفسي في اللون وكيفية إظهار فكرة, وتارة أخرى في التصميم وكيفية إظهار وضع البصمة, وتارة في الرسم الرقمي وكيفية جعل الأرواح تتحدث دون أن تنطق,  ولا أخفيك سراً فلقد أمضيت في كتابة الخاطرة وتعلمت الكثير في صياغتها, فالفن بالنسبة لي عالم من الترفيه المستمر لا غنى عنه, لقد أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتي وعملي المهني, فدون المواهب التي أنعم الله بها عليّ أنا لا أسوى شيئاً. 
 
محمد غبره: نعم أبيع أعمالي الفنية
 
هل ساعدك تخصصك الدراسي فيما أنت عليه؟
تخصصي كان حلم الطفولة, ولقد تحقق ولكن لم أعتمد فقط على الدراسة لأنها ليست إلا رؤوس أقلام فقط, ولكن المثابرة والبحث والاكتشاف والإيحاء والإلهام هى التى أوصلتني بفضل الله لما أنا عليه اليوم. 
 
هل تبيع أعمالك الفنية؟ أم تفضل الاحتفاظ بها ؟
نعم أبيع أعمالي الفنية لأن الفن هو مهنة الفنان, ودوماً أسعى لأن أجد الفرصة لبيعها, ولكوني فناناً وغير مسوِّق أجد أحياناً صعوبة في إبرازها إلا عن طريق عمل معرض جماعي أو معرض شخصي, لأنها أصبحت تقتصر على تلك المناسبات, فالفنان لو وجد شركة متخصصة لبيع أعماله لسارع إلى تقديم الأفضل لبيعها, وما تكدست لديه من الكثير من الأعمال الفنية التي يريد بيعها, ولكن الساحة الفنية أصبحت كحفلات الزفاف تبحث عن اللوحة الجديدة التى لم تعرض من قبل, وهذه النقطة بحد ذاتها مشكلة كبرى وخسارة للمجهود, نحاول جاهدين أن نبحث عن المقتني, فلدينا الكثير من الأبراج والفنادق. 
لنسأل السؤال الذي يطرح نفسه دائماً؛ لماذا تشترى الأعمال التراثية من الخارج ومن الدول الأوروبية والمزادات العالمية,  بينما نجد أن أعمال الفنانين العرب في الدول العربية وخاصة السعودية لا تباع ولا أحد يلتفت إليها؟. 
 
كيف ترى سير عمل جمعية الفنون بجدة؟
جمعية الفنون الآن أصبحت تسير بشكل مختلف تماماً عن السابق, فالإدارة الجديدة من الشباب الطامحين نجدها دوماً في تجدد وتجديد لإفادة الفنان بشكل رائع. 
 
ماذا ينقص الشباب أصحاب المواهب كي يُبرزوا أعمالهم ؟
المعاهد والمراكز موجودة بفضل الله تعالى, فالشباب يجب عليهم البحث عن ما يطور أعمالهم, فليس هناك من سيبحث عنهم, ونحن في طور تجهيز وإقامة مركز مختص بالفنون التشكيلية يقوم بتدريب وتجهيز وتنمية المواهب الشابة, ويخدم الفنان التشكيلي ويقدم له عدة خدمات فنية تحت إشراف الدكتور طلال أدهم وإدارتي. 
 
محمد غبره: نعم أبيع أعمالي الفنية
 
هل فكرت في الاشتراك في مهرجانات وطنية كالجنادرية وسوق عكاظ ؟
فكرت كثيراً, ولكن أصبحت لديّ فوبيا من ضياع الأعمال الفنية أو خدشها أو مابعد المشاركة في البحث عنها, فلقد تعرضت لأكثر من موقف مما زادني في عدم التفكير - وبشدة - في البحث أو عدم المشاركة في تلك المشاركات.
 
هناك دورات تعليمية في فنّ الرسم والتصوير وغيرها، هل هي ذات فائدة ؟
الدورات التعليمية مفيدة جداً, لأنها تعطي فرصاً وتزيد من المعرفة والخبرات الطويلة التي يتمتع بها المدرب لإيصال الكثير من المعلومات التى يجهلها بعض المتدربين, وتساعدهم على تطوير الاكتشاف والوصول الى الاحترافية, ولكن الدورات تعتمد على المدرب الذي سيلقي الدورة, فبعض الدورات تقام دون أي مراعاة للتخصص الذي يتمتع به المدرب, وتجد أن بعض تلك الدورات عقيمة يخرج منها المتدرب دون فائدة تذكر.
 
ألا ترى أنه من الواجب على الفنان أن يكون ملماً بمعارف واتجاهات المدارس التشكيلية ؟
نعم هذا صحيح, فالفن ليس مجرد شخبطة لونية توضع على لوحة بيضاء, فلو لم يكن الفنان ملماً باتجاهات ورؤى المدارس الفنية فلن يستطيع أن يصل إلى ما يريد, لكل تخصص قواعد وأسس, والمدارس تلك القواعد والسلالم التي يستطيع بها الفنان الوصول إلى مراده على أسس فنية مدروسة وبعد ذلك يضع بصمته الفنية ليخرج لنا شيئاً من الفن يبهر الجميع. 
 
على أي مدرسة تسير في أعمالك ؟
لا أعتمد على أي مدرسة في ما أنجزه من أعمال فنية, إنما دوماً أحاول أن أكون مدرسة متفردة بحد ذاتها,  فربما كانت السريالية في بداية فني هاجساً وحلماً ملهماً حتى تمكنت منها, ولكننى خرجت بأن تكون لديّ المدرسة الشفافية والزجاجية, وبعض اللوحات تكون بها عدة من المدارس أو البصمات الفنية كالتلاشي مثلاً, فالمدرسة الفنية هى بصمة الفنان وأسلوبه وما تتطرق له اللوحة من جماليات, فبصمة الفنان بحد ذاتها مدرسة منفردة. 
 
محمد غبره: نعم أبيع أعمالي الفنية
 
أذكر لنا بعض الجوائز التي حصلت عليها ؟
حصلت على شهادة وشكر تقدير من المدرسة الابتدائية بمكة. 
حصلت على كأس النشاط المسرحي من المدرسة الثانوية بمكة عام1418هـ.
حصلت على المركز الرابع, وشهادة مشاركة, وجائزة مالية للمسابقة السنوية بصالة الخالدية عام1421 هـ.
حصلت على المركز الخامس بورشة عمل بيت التشكيليين بجدة , وشهادة شكر وتقدير, وخطاب شكر وجائزة مالية عام 1422 هـ.
حصلت على المركز السادس بصالة أروقة الفن بمكة وشهادة مشاركة وجائزة مالية عام1422 هـ.
حصلت على درع وشهادة شكر وتقدير من الرئاسة العامة لرعاية الشباب لتنظيم المسابقة السنوية بصالة أروقة الفن عام 1422 هـ.
حصلت علي شهادة شكر وتقدير, وشهادة مشاركة من نادي الوحدة معرض لمسة وفاء عام 1422 هـ.
حصلت على درع تنظيم معرض الوفاء من نادي الوحدة بمكة عام1422هـ.
حصلت على شهادة شكر وتقدير من اللجنة الدينية بنادي الوحدة بمكة عام1422هـ.
حصلت على شهادة شكر وتقدير من الرئاسة العامة بمناسبة أسبوع المرور ( أعط الطريق حقه) عام1423هـ
حصلت على شهادة شكر وتقدير من حملة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة عام1423هـ.
حصلت على المركز الثاني وعلي شهادة مشاركة من المعرض التشكيلي الأول لنادي الوحدة عام1423هـ.
حصلت على خطاب شكر وتقدير وشهادة مشاركة من المعرض التشكيلي الأول لنادي حراء عام1423هـ.
حصلت على شهادة شكر وتقدير من إدارة مكافحة المخدرات عام 1423 هـ.
حصلت على شهادة شكر وتقدير من إدارة شرطة العاصمة المقدسة عام 1423 هـ.
حصلت على شهادة مشاركة من معرض المسابقة السنوية للرئاسة العامة عام 1423هـ.
حصل علي درع وشهادة شكر وتقدير من الرئاسة العامة لتنظيم المسابقة السنوية وتصميم البروشور والشهادات عام 1423 هـ.
حصلت على المركز الرابع وشهادة مشاركة في المسابقة السنوية للرئاسة عام 1424 هـ.
حصلت على شهادة شكر وتقدير للمشاركة باليوم الوطني بصيرفي مول 1425 هـ.
حصلت على شهادة مشاركة من مجموعة أجنحة عربية بالقاهرة 1428 هـ.
حصلت على شهادة شكر وتقدير من منظومة روائع (مناسباتي)1428هـ.
حصلت على شهادة شكر وتقدير من معرض أجنحة عربية 1428هـ.
حصلت على شهادة شكر وتقدير من جمعية مرضى الزهايمر عام 1430 هـ.
حصلت على المركز الاول في النحت في مسابقة حرفة يدوية بالمنتزه وشهادة شكر وتقدير 1430هـ.
حصلت على عدة شهادات شكر وتقدير من بيت الفنانين التشكيليين 1430هـ.
حصلت على المركز السادس بمسابقة الخط العربي قسم الجرافيك 1430هـ.
حصلت على درع وشهادة شكر وتقدير  لأفضل إعلامي من جمعية الثقافة والفنون بجدة للتغطيات الإعلامية 1435هـ.
حصلت على درع وشهادة شكر وتقدير من الفنان عبد الله نواوي لإخراج الفلم الوثائقي الخاص بتكريم 1433هـ.
حصلت على درع التميز للتغطيات الإعلامية في خلال 3 سنوات على التوالي من اتيلية جدة للفنون الجميلة 1435هـ.
 
التصميم فنٌ مهضوم في الإعلام السعودي ؟ ما السبب في رأيك؟ 
التصميم يحتاج دوماً للتسويق ويحتاج للأعين المتابعة, فالتصميم لم يعد بالصعب, ولكن يمكن أن يكون هنالك تجاهل لمجال  التصميم بحد ذاته, فلقد نظر اليه في مجتمعنا على أنه مجرد عمل مهني وليس جمالياً, فلا أعلم لم لا يعترف به كفن, علماً أنه من مجالات الفنون المهمة في مختلف بلدان العالم, والكثير من المصممين أصبح يتفنن لإظهار التميز الذي يتمتع به, ولكن هنالك نظرة دوماً مستقبلية, سيصل الفن إن تكاتفت جهود الإعلام وواصل المصممون على الإبداع والتميز. 
 
كلمة أخيرة تود قولها ..
الحمد لله الذي تتم بفضله النعم, فكل ما وصلت إليه كان بفضل الله جلَّ وعلا, ثم بفضل دعاء والدتي حفظها الله. 
شكراً للدكتور  طلال أدهم  على تقديره لي وثقته بي, وأشكر كل من ساندني من الأصدقاء والإخوة من بداية المشوار إلى يومنا هذا, كما أشكركم مجلة «ليالينا» على اهتمامكم لإبراز المواهب الاحترافية والمبدعة, ولك منى جُلّ التحايا والتقدير. 
(لامستحيل في الحياة, فالإصرار يجعل من الفنان ذاك المبدع الذي يشار إليه بالبنان).
 
 
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار