هالة كاظم: تصحبك في رحلة لحب الذات

  • تاريخ النشر: الإثنين، 09 يونيو 2014 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
هالة كاظم: تصحبك في رحلة لحب الذات

ماذا يعني أن نتغيّر نحو الأفضل؟ أن ينعكس هذا التغيّر على أقوالنا وأفعالنا ونمط حياتنا، أن نستمد القوة والثقة بالنفس وحب الذات من اتحادنا مع الطبيعة والسير في ربوعها. هذا هو بالتحديد منهج مبادرة «رحلة التغيير» التي أسستها هالة كاظم، سيدة الأعمال الإماراتية واختصاصية الاستشارات الاجتماعية والعامة والبرمجة العصبية، لحل مشاكل وهموم المرأة في مجتمعاتنا العربية. وللحديث أكثر عن «رحلة التغيير»، وأهم انجازات هالة كاظم على الصعيدين الشخصي والعملي، «ليالينا» التقتها وأجرت معها هذا الحوار.

في لقاءاتك الإعلامية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي تستهلين التعريف بنفسك أنك جدة، فإلى أي مدى أنت متصالحة مع تقدمك في السن؟ وأي المراحل العمرية الأجمل بالنسبة لك؟
أبدأ بتعريف نفسي أنني جدة وأم وزوجة قبل كل شيء، لأن لعائلتي الأولوية في حياتي وهم الأساس. أما مسألة التصالح مع ذاتي أولاً ومن ثم مع تقدمي في السن، هذه قناعة توصلت إليها في مرحلة الأربعينات وهي من أهم المراحل العمرية بالنسبة لي، لشعوري بالإستقرار الفكري ومعرفة ما أريد. وأنا حالياً أبلغ من العمر 51 عاماً، وهي بداية اكتشافي للخمسينات ويبدو لي أنها الأجمل. وأود أن أشير هنا إلى العلاقة الطردية بين الخبرة الحياتية التي يكتسبها الإنسان وبين تقدمه في العمر.

هالة كاظم: تصحبك في رحلة لحب الذات

كيف تصفين علاقتك مع أبنائك؟
أنا قريبة جداً من أبنائي الخمسة أنس ومعاذ والحارث وطارق وحسن، علاقتنا قائمة على الوضوح والصراحة والتواصل المستمر ولغة الحوار، وهم أصدقائي ورفقاء دربي، وخاصة أنني أصبحت أماً في عمر 18 سنة وهي سن صغيرة، لذلك ابني البكر أنس رافقني في الكثير من رحلاتي، وهم أكثر المنتقدين والمتابعين لمسيرتي المهنية وأعمالي، وحرصين على نجاحي ولفت نظرني لأمور وجوانب هامة قد أغفل عنها.

هل تربية الأولاد أصعب مما لو رزقك الله ببنت؟
كنت أتمنى وبشدة لو رزقني الله ببنت، ولا أستطيع أن أحكـــم أيهما أصعب كوني لم أخض التجربة، ولكن ما أريد قوله في مجال تربية الأبناء، عـلينا توعيتهم بطريقة تؤهلهم لمواجهة العالم وما ينتظرهم في المستقبــل، ففي ظل الانفتاح ليس بمقدورنا حبس أبنائنا وتقييد حريتهم لحمايتهم. وفي تربيتي لأبنائي شعرت بسهولة في التعامل معهــم، فالرجل بشكل عام غير معقد في التفكير على خلاف المــرأة التي تدقق في التفاصيل، وهذا ليس ذنبـــها إنما هو جزء من توكوينها كونهـا امرأة وأم في المستقبل.

أحد أولادك هو ابنك بالتبني، فما الذي دفعك للإقدام على هذه الخطوة؟
كان حلم بالنسبة لي أن أغير مجرى حياة إنسان بالكامل، بأن أحتضن طفل يتيم وأوفر له بيئة صحية وعائلة. تعلمت مع ابني طارق معنى أن نحب ونتقبل الآخر بغير شروط، عندما يرزقنا الله بطفل تولد معه محبتنا له بالفطرة بغض النظر عن شكله وجماله ومدى ذكائه، فمحبته ليست بالأمر البطولي طالما نكتسبها بالفطرة وليس بالاختيار، فطارق هو الذي له فضل علي ولست أنا صاحبة الفضل عليه.

هالة كاظم: تصحبك في رحلة لحب الذات

لننتقل للحديث عن برنامج رحلة التغيير وطبيعته؟
هو المشروع  الأول من نوعه في المنطقة، إذ تتمثل فكرته في فتح باب الاشتراك للسيدات للذهاب في رحلة ترفيهية تهدف إلى اكتشاف الطبيعة، وغالباً ما تكون إلى إحدى الدول في الخارج، مثل اليابان والنمسا وإسبانيا وإيطاليا وغيرها، ذات طبيعة جغرافية ومناخ يصلح للحركة والسير مشياً لمسافات طويلة على الأقدام من 4 ـ 6 ساعات، حيث تسهم الطبيعة في التخلص من ضغوطات الحياة، وتغيير ذوات الكثيــــر من الســــيـدات إلى الأفضــل، لاسيما وأن الرحلة تتضمن استشــــارات فردية وورش عمل لمناقشة بعض المواضيع المجتمعية المهمة التي تلامس هموم ومشاكل المرأة.

من أين استوحيت فكرة هذا المشروع وما الذي تكتسبه المرأة من مشاركتها في رحلة التغيير؟
فكرة المشروع استلهمتها عندما قررت أن أبتعد عن عائلتي لمدة أسبوع للسفر في رحلة مشي في إسبانيا للغوص في أعماق النفس والتصالح معها والتعرف على الكيفية التي أستطيع من خلالها محبة ذاتي، وهي تجربة أردت أن أعممها على النساء في مجتمعاتنا العربية ليكن أكثر إجابية، فعندما تتعلم المرأة كيف تحب ذاتها تصبح سعيدة ويكون بمقدورها إسعاد الآخرين من حولها.

يتضمن برنامج رحلة التغيير ممارسة رياضات غير مألوفة تتطلب جرأة من المرأة العربية لم تعتد على ممارستها فما الهدف من ذلك؟
وما الذي يمنع ذلك أو ما الضرر في ذلك، فالتغيير الإيجابي يجب أن يأتي لا محالة، أنا لا أطلب منهن التخلي عن عاداتهن وتقاليدهن، كل ما في الأمر هو ممارسة رياضة تتطلب منهن الشجاعة وتعزز ثقتهن بأنفسهن واكتشاف هوايات جديدة، كركوب الخيل والدراجات الهوائية والنارية والغطس والقفز من الطائرة، وهي إحدى الخيارات المتاحة ضمن برنامج «رحلة التغيير».

ما أبرز المشاكل والهموم التي تعاني منها النساء المشاركات في «رحلة التغيير»؟
أعتقد أن المرأة العربية تضع نفسها في إطار أو حيز معين من التفكير لا تريد الخروج عنه يتمثل بجملة لا أستطيع أو ليس بمقدوري القيام بهذا العمل دون أن تخوض غمار التجربة لتصدر الأحكام على نفسها وعلى الآخرين، فالعالم والمجتمع في تغيّر مستمر. إلى جانب الغضب وعدم اكتسابها لمهارة التعامل مع الآخرين، وأهم الطرق لكي تصبح شخصاً إيجابياً، وغيرها من القضايا، ودوري هنا يكمن في مساعدتها لتغيير بعض الأنماط السلوكية والنفسية الخاطئة في حياتها.

هالة كاظم: تصحبك في رحلة لحب الذات

متى نشعر بحاجتنا للتغيير وما الذي قد يحول دون ذلك؟
في كل وقت نحن بحاجة للتغيير، تغيير روتين حياتنا وعاداتنا اليومية، والتغيير يحتاج إلى اتخاذ قرار والتصميم عليه وهو رغبة تنبع من داخلنا، فالشخص نفسه هو الذي يتخذ القرار وهو الذي قد يعيق تحقيق ذلك، بأن يظل يلوم المجتمع والناس وعائلته. التغيير جزء من الحياة ونحن بأمس الحاجة إليه ولو كان بقدر بسيط جداً وبالإمكان تحقيقه بشتى الطرق والسبل.

هل باستطاعتنا القول أن هالة كاظم امرأة عربية بفكر غربي؟
أنا امرأة إماراتية وعربية مسلمة، ولكن قبل هذا أنا إنسانة لي فكري الذي يجمع بين الشرق والغرب، أحاول أن أخذ الأفضل من الإثنين.

ماذا عن علاقتك بالفنون؟
مارست فن الكولاج لمدة 20 سنة، وهو فن يعتمد على دمج القطع الفنية في لوحة واحدة، وأقمت عدة معارض منها في متجر هارودز لندن وبعض المعارض في دولة الامارات العربية المتحدة والسعودية. ولكن ممارستي للفن لم تشبع طموحي ولم أجد نفسي إلا في «رحلة التغيير».

ماذا أضاف لك لقب أفضل سيدة أعمال لعام 2013؟
الحصول على الجوائز والألقاب يشعرنا بأن ما نقوم به من عمل وما نبذله من جهد هناك من يلاحظه ويثني عليه، فيمنحنا الثقة والمصداقية. لذلك شكلت جائزة أفضل سيدة أعمال لعام 2013 الحافز والمحرك نحو مضاعفة العمل والتفكير بالأفضل، بل فتحت أمامي آفاقاً جديدة نحو التوسع والانتشار في ريادة الأعمال.

ما شعورك عند اختيارك سفير لعلامة «أودي»؟
اختياري سفيرة  لعلامة «أودي» النابودة للسيارات، هو فخر عظيم لي أن أمثلها، فسيارة الأودي تشكل عملاً فنياً ولطالما حلمت بقيادة أرفع موديلاتها. أول ما يخطر على الأذهان عند التفكير بـ أودي هو الفخامة، والسلامة والأداء الرياضي بامتياز، وسأقوم بقيادة سيارة أودي S8 طوال فترة تمثيلي للعلامة.

ما الذي يجمع بين «رحلة التغيير» و«أودي» النابودة للسيارات؟
قيادة سيارة الأودي هو بحد ذاته رحلة تغيير، وكلي ثقة بأن السيارة تعتبر نموذجاً للكيفية التي أعقد بها أعمالي بالأساس. فريق أودي في النابودة للسيارات على قدر عال من الخبرة،  التعاون والاحترافية، وهي صــفات تمــــثل بحق علامـــة أودي هنا في الإمارات.

ما الحلم الذي تتمنين تحقيقه؟
أن يكون لمبادرة وبرنامج «رحلة التغيير» مراكز في جميع الدول الخليجية والعربية، لتقديم الفعاليات وورش العمل والإستشارات الإجتماعية والرحلات الترفيهية في أحضان الطبيعة بما يخدم النساء وتعزيز ثقتهن ومحبتهن لأنفسهن في الوطن العربي.
 

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار