أفلام عربية تشارك في مهرجان كان 2025

تتجه أنظار العالم من جديد نحو مدينة "كان" الفرنسية، حيث تنطلق الدورة الـ78 لمهرجان كان السينمائي 2025، في الفترة من 13 حتى 24 مايو الجاري.

الحدث السينمائي الأهم عالمياً يشهد في نسخة هذا العام مشاركة عربية لافتة، تتوزع بين المسابقة الرسمية، قسم "نظرة ما"، وأقسام موازية أخرى مثل "أسبوع النقاد" و"أسبوع المخرجين".

"نظرة ما".. نافذة لثلاثة أفلام عربية

في قسم "نظرة ما"، يحجز الفيلم الفلسطيني "كان ياما كان في غزة" مكانه، وهو من إخراج التوأمين طرزان وعرب ناصر، المولودين في قطاع غزة.

تعود أحداث الفيلم إلى عام 2007، فترة تعزيز حماس لسيطرتها على القطاع، ويتناول قصة يحيى الذي يسعى للانتقام بعد مقتل صديقه، لكن لقاءه بالقاتل يُغيّر كل شيء. يقوم ببطولة العمل الممثل السوري نادر عبدالحي.

ويُعرض أيضًا الفيلم المصري "عائشة لا تستطيع الطيران بعد الآن" للمخرج مراد مصطفى، الذي يُشارك للعام الثاني على التوالي في هذا القسم، بعد فيلمه القصير السابق "عيسى".

تدور أحداث العمل في القاهرة وتتناول حياة شابة سودانية تعمل في رعاية المسنين، وتغوص في واقع مجتمع المهاجرين الأفارقة. الفيلم من إنتاج سوسن يوسف وفيصل بوالطيور، وبطولة بوليانا سيمون وزياد ظاظا، وتصوير مصطفى كاشف.

وتُكمل المشاركة العربية في هذا القسم المخرجة التونسية أريج السحيري بفيلمها الروائي الطويل الثاني "سماء بلا أرض"، بعد أن قدّمت سابقاً فيلم "تحت الشجرة" في نصف شهر المخرجين عام 2022.

السعفة الذهبية.. فيلمان لصنّاع ذوي أصول عربية

تشهد المسابقة الرسمية للمهرجان منافسة فيلمين من صناع أفلام بأصول عربية. أولها الفيلم الفرنسي "الصغيرة الأخيرة" (La Petite Dernière) للمخرجة حفصية حرزي، وهي من أصول تونسية-جزائرية.

الفيلم مقتبس عن كتاب فاطمة دعاس، ويتناول قصة فتاة جزائرية تعيش صراعاً بين تقاليد أسرتها المحافظة وحياتها الجديدة كطالبة في مدرسة باريسية مرموقة.

أما الفيلم الثاني فهو "نسور الجمهورية" للمخرج طارق صالح، وهو سويدي من أصل مصري. تدور القصة حول الممثل جورج النبوي الذي يواجه فضيحة تهدد مسيرته، ويضطر لقبول عرضٍ غامض في محاولة لإنقاذ مستقبله. العمل يأتي بعد فيلم طارق السابق "صبي من الجنة"، الفائز بجائزة أفضل سيناريو في "كان" عام 2022.

وثائقي فلسطيني في ظل غياب بطلته

في قسم "أسيد" المخصص للسينما المستقلة، يُعرض الوثائقي الفلسطيني "ضع روحك على يدك وامشِ" للمخرجة سبيده فارسي.

يضم الفيلم حوارات مسجلة عبر الفيديو مع المصورة الصحفية الفلسطينية فاطمة حسونة، التي قُتلت في غارة جوية إسرائيلية على منزل عائلتها في غزة، وذلك بعد يوم واحد من إعلان اختيار الفيلم رسمياً في المهرجان. يقدم العمل صورة إنسانية دقيقة للحياة تحت القصف.

مشاركة عراقية ومغربية في الأقسام الموازية

ضمن أسبوع المخرجين، يُعرض الفيلم العراقي "كعكة الرئيس" للمخرج حسن هادي. يسرد الفيلم قصة الطفلة لمياء التي تسعى لجمع مكونات كعكة عيد ميلاد صدام حسين، وإلا ستواجه عقوبات غير متوقعة. يشارك في بطولته بنين أحمد نايف، وسجاد محمد قاسم، ورحيم الحاج.

وفي أسبوع النقاد، تم اختيار الفيلم المغربي "المينا" للمخرجة رندة معروفي. تدور أحداثه في مدينة جرادة المغربية، ويُسلط الضوء على واقع سكان المدينة التي كانت مركزاً لصناعة الفحم، وما شهدته من احتجاجات شعبية.

أفلام قصيرة تُكمل الحضور الفلسطيني

في مسابقة الأفلام القصيرة، يُشارك الفيلم الفلسطيني "سعيد بموتك الآن"، من إخراج وبطولة توفيق برهوم، في أول تجربة إخراجية له، بمشاركة أشرف برهوم. يتناول الفيلم قصة شقيقين يعودان إلى جزيرة طفولتهما، لتتكشف أسرار دفينة تجبرهما على مواجهة ماضٍ مشتركٍ ومضطرب.

خيمة عراقية وجناح سعودي.. تمثيل عربي موسع خارج الشاشة

لا يقتصر الحضور العربي هذا العام على الأفلام، إذ يُسجل لأول مرة حضور رسمي من الخيمة العراقية، إلى جانب الجناح السعودي الذي يشهد اهتماماً متزايداً من العاملين في الصناعة السينمائية.

كما تُشارك أجنحة تمثل فلسطين، الجزائر، المغرب، ومصر، بالتعاون مع مهرجان الجونة ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي ومركز السينما العربية.

يُشارك كذلك عدد من أبرز مديري المهرجانات السينمائية العربية، إلى جانب منتجين، موزعين، نقاد، وقنوات تلفزيونية عربية، في تغطية هذا الحدث العالمي، الذي يُمثّل فرصة بارزة للسينما العربية لتأكيد مكانتها على الخريطة السينمائية العالمية.