ما أسباب خوف الأطفال من طبيب الأسنان؟

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الأربعاء، 15 مارس 2023
ما أسباب خوف الأطفال من طبيب الأسنان؟

تعتبر زيارة طبيب الأسنان من الضروريات الحياتية في أيامنا؛ صغاراً كنّا أو كباراً وذلك لأن الفم هو الطريقة الطبيعية لدخول الطعام والشراب، وبالتالي فهو يتعرض للعديد من الجراثيم والبكتيريا المسببة للنخور السنية والالتهابات اللثوية التي تحدث كنتيجة لإهمال الفم وعدم تنظيف الأسنان واللثة بشكل مستمر وصحيح باستخدام الفراشي السنية والمضامض الفموية، إذاً زيارة طبيب الأسنان تعتبر ضرورة دائمة تُرافق سنوات العمر، لتبقى رهبة عيادته -لا سيما عند الأطفال- ذات شعورٍ خاص يتخلله الخوف لدى الأطفال من الأدوات التي يستخدمها الطبيب، وفي الجهة المقابلة، من الألم المستمر في حال عدم معالجة الأسنان. 

خوف الأطفال من طبيب الأسنان

تعتبر مرحلة الطفولة من المراحل الحساسة والمهمة، لأن ما يمر به الإنسان في هذه المرحلة من تجاربٍ جيدة أم سيئة تترسخ في ذهنه وطباعه وتصرفاته مستقبلاً، فعلى أساسها تتشكل شخصية الطفل وخبراته.

وبالتالي يجب الحذر دائماً عند التعامل مع الأطفال لتفادي تعرضهم لمواقف مخيفة أو مرعبة، كي لا تعلق في ذاكرتهم ونفسيتهم، وتصبح مصدراً للخوف في كل مرة يتعرضون فيها للموقف ذاته.

ومن أشهر تلك المواقف التي قد يتعرض لها الطفل هي الخوف من الذهاب لعيادة طبيب الأسنان إلى درجة البكاء والصراخ، وأحياناً الإصابة بنوبات من الصراخ وحالات لا شعورية كالتبول اللا إرادي أو غير ذلك، نتيجة شدة درجة الخوف من طبيب الأسنان، فما أهم أسبابه؟ هذا ما سنتناوله في الفقرة الآتية. [1]

أسباب خوف الطفل من طبيب الأسنان

عندما تتأكد أن طفلك لديه هذا الخوف من طبيب الأسنان وأنه ليس مجرد سلوك طارئ يصدر عن الطفل بدافع الدلال ورفض الذهاب إلى العيادة؛ عليك أن تتعرف على أسباب خوف الطفل من طبيب الأسنان، وذلك كما يأتي: [2]

قلق الطفل من تجربة شيء جديد

تنتاب الأطفال بشكل عام؛ حالة من القلق والتوتر تسبق اكتشاف أي أمرٍ جديد، والأمر مشابه بالنسبة إلى زيارة طبيب الأسنان التي تعتبر بالنسبة لهم تجربة جديدة واكتشافاً لمجهول، لذلك يشعرون بالقلق من خوضها.

تجربة سيئة سابقة للطفل عند طبيب الأسنان

عند زيارة الطفل لطبيب الأسنان في المرة الأولى قد لا يشعر بالخوف أو القلق –حسب شخصية كل طفل- لكن هذا الشعور المضطرب قد ينتابه بعد التجربة السنية الأولى له عند طبيب الأسنان؛ إذا كانت انطباعاته عنها سيئة ومؤلمة، فتنطبع في ذاكرته وتشكل له رد فعل سلبي وخوف دائم من زيارة عيادة طبيب الأسنان.

تجربة سيئة مع أحد أقرباء الطفل أو أصدقائه

قد يتشكل رد فعل سلبي عند الطفل من زيارة طبيب الأسنان بسبب سماعه قصة من أحد أقاربه أو أصدقائه عن الألم والخوف الذي حدث معه في عيادة طبيب الأسنان، بالتالي ينعكس ذلك على شعوره مسبقاً ويفقد رغبته في زيارة عيادة طبيب الأسنان مهما تألم من أسنانه.

طرق التغلب على خوف الأطفال من طبيب الأسنان

خوف الطفل من الذهاب لعيادة الأسنان لن يشكل معضلة بالنسبة لك؛ في حال تعرفت على الطرق الصحيحة للتعامل مع هذا الخوف والتخلص منه قبل أن يتحول إلى نوع من الفوبيا يعاني منها الطفل مستقبلاً.

إذ يمكنك أنت ثم طبيب الأسنان تهيئة الطفل لمعالجة سنية متكاملة دون أن ينتابه القلق من فكرة الذهاب إلى العيادة من خلال ما يأتي: [3]

التهيئة النفسية للطفل

يعتبر التحضير النفسي للطفل من الطرق الواجب اتباعها قبل اصطحاب طفلك إلى عيادة طبيب الأسنان، كما يُفضل تجنيبه سماع أي قصص غير مفيدة من قبل أقرانه عن أطباء الأسنان، حتى لا تتكون لديه أوهام مسبقة تدفعه للقلق والخوف.

مرافقة الأهل للطفل في غرفة المعالجة

يشعر الطفل بحالة من الاستقرار وعدم القلق عند وجود أحد ذويه إلى جانبه داخل عيادة الأسنان.

استخدام الأدوية في الحالات الصعبة

يواجه طبيب الأسنان شريحة من الأطفال العنيدين والقلقين جداً -وفق شخصيتهم وطباعهم الأساسية- فلا يمكن التعامل معهم دون اللجوء إلى استخدام أحد الأدوية المهدئة التي تعمل على استرخائهم، وبالتالي سهولة علاجهم.

عدم إظهار إبرة التخدير بشكل مباشر أمام الطفل

كما أن على الطبيب والأهل الحذر في حالات علاج أسنان الأطفال التي تحتاج إلى تخدير موضعي باستخدام إبرة التخدير، حيث يُفضل عدم إظهارها على مرأى الطفل مباشرة، واللجوء إلى أساليب الحيل والخداع لإخفائها من أمام عينه؛ فعلى الطبيب إعطاؤه إياها بسرعة ومهارة، كي لا ينتبه للألم الذي تسببه الوخزة الأولى لها.

مطالبة الطفل بأخذ نفس عميق

على الطبيب أن يطلب من الطفل قبل القيام بالمعالجة أخذ نفس عميق، حيث يساعده ذلك على الشعور بالاسترخاء والراحة.

مطالبة الطفل بإغماض عينيه

عليك أنت والطبيب أن تطلبا بهدوء من الطفل إغماض عينيه؛ كي يشعر بحالة من الاسترخاء وعدم الخوف من رؤية أدوات الطبيب.

أسئلة الطبيب التي يطرحها على الطفل

هناك بعض الأسئلة والوسائل التي تساعد الطبيب على كسب ثقة الطفل قبل أن يبدأ عملية العلاج، حيث يمكن أن يقوم بذلك قبل أن يجلس الطفل على كرسي المعالجة السنية التي يقوده إليها الطبيب عن طريق اللعب معه وكأنهما على وشك خوض مغامرة لطيفة ليعرفا معاً ما الذي يسبب الألم في الأسنان.

ومن بين أهم الأسئلة التي يجب على الطبيب طرحها على الطفل في عيادة الأسنان لكسب ثقته ما يأتي: [1]

هل لديك فرشاة أسنان؟ وهل تستخدمها دائماً؟

هنا يجب طرح السؤال بطريقة ودية ولطيفة تساعد على تقرب الطبيب من الطفل، وكأنه أحد أقرانه الذين يشجعونه على استخدام فرشاة ومعجون الأسنان، للحفاظ على صحة أسنانه.

كيف تنظف أسنانك بالفرشاة؟

حيث يجب على الطبيب أن يشرح للطفل وذويه طرق التفريش الصحيحة، رابطاً الشرح بتطبيقٍ عملي على صورة أو أي مجسم للأسنان، لتبقى الطريقة واضحة في ذهن الطفل ولا ينساها.

كما أنه يمكن للطبيب أن يستخدم بعض الوسائل والأساليب التي تساعده على كسب ثقة الطفل، وذلك كما يأتي:

شرح الطبيب لكل خطوة للطفل قبل القيام بها

عندما يجلس الطفل على كرسي المعالجة؛ على الطبيب أن يقول له مثلاً: "الآن سوف نستخدم المرآة لنرى أسنانك"، ثم يعطيه المرآة ليمسك بها قبل أن يدخلها الطبيب في فمه، بذلك يكسب الطبيب ثقة الطفل الذي سيتجاوب معه فوراً.

الاستفادة من التقنيات الحديثة

في العيادات السنية المتطورة، يتم عرض فيديو تقديمي يشاهده الطفل قبل بدء المعالجة، مما يساعده على الشعور بالراحة وكسر حاجز الخوف من المجهول.

أدوية للسيطرة على مخاوف الطفل

عليك أن تكوّن فكرة وتتعرّف على الأدوية التي قد يلجأ الطبيب لاستخدامها أو ينصحك باستخدامها في محاولة تهدئة قلق الطفل والسيطرة على خوفه في العيادة أو قبل الذهاب إليها وذلك كما يأتي: [3]

الأدوية المضادة للقلق مثل الفاليوم

يُنصح بإعطائه للطفل قبل موعد زيارته بنصف ساعة طبعاً بالمقدار الذي يحدده الطبيب المتخصص، حيث يساعد على شعور الطفل بالاسترخاء وتهدئة أعصابه.

استخدام الغاز المضحك

هو مزيج من الغاز مع الأكسجين يؤدي إلى الشعور بالاسترخاء على مستوى العضلات والأعصاب، حيث يفضل أن يقوم الأخصائي المتمرس بإعطائه للطفل في عيادة طبيب الأسنان.

التخدير العام للطفل داخل عيادة مجهزة

تستخدم هذه الطريقة عند الأطفال الذين يخافون كثيراً ولديهم فوبيا حقيقية من طبيب الأسنان، ولم تنجح معهم أي طريقة في التهدئة، كذلك الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذين تمنعهم إعاقتهم من الاستجابة لمتطلبات المعالجة السنية، يمكن معهم اللجوء إلى التخدير العام من أجل تسهيل الأمور العلاجية.

أخيراً، عيادة طبيب الأسنان ليست شبحاً مظلماً كما هو مرسوم في مخيلة الأطفال، إنما هي المكان المريح والآمن، صديقهم الطبيب سيعطيهم العلاج لأسنانهم ويخلصهم من أوجاعها المزعجة، هذا ما يجب على الأهل ترسيخه في ذهن أطفالهم وتشجيعهم على العلاج للحفاظ على أسنانهم سليمة قوية على طول العمر.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار