الفنان الراحل وديع الصافي

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الثلاثاء، 13 ديسمبر 2022
الفنان الراحل وديع الصافي

يعد الفنان وديع الصافي علامة فارقة في تاريخ الغناء اللبناني والعربي، تمتع بصوت جبلي قوي، جعله يغني أصعب أنواع الأغاني، كالمواويل والأغاني الجبلية فأبدع فيها، وانتشر صيته في كل أرجاء الوطن العربي والعالم.

طفولة الفنان وديع الصافي

ولد وديع فرنسيس المعروف بـ (وديع الصافي) في قرية نيحا الشوف في الأول من شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 1921، والده بشارة يوسف جبرائيل فرنسيس كان رقيباً في قوى الأمن اللبناني، وهو الابن الثاني في عائلته المكونة من ثمانية أولاد، حيث عاش حياة متواضعة غلب عليها الفقر.

عمل في محل بيع القبعات والأحذية عندما بلغ سن السابعة عشرة من عمره، لكنه طرد من العمل لأنه أصر على أن يكون العود معه.

حياة الصافي في بيروت

انتقلت عائلة وديع فرنسيس إلى بيروت في عام 1935، حيث تعلم العزف على العود ثم درس في مدرسة دير المخلص الكاثوليكية، وأصبح منشداً في جوقتها، بعد ثلاث سنوات ترك وديع الدراسة لأنه كان يحب الموسيقى، ويريد مساعدة والده في إعالة الأسرة.

حياته العاطفية وعد ووفاء

كانت قريبة الفنان وديع الصافي ملفينا طانيوس فرنسيس صغيرة في عمر الثلاثة عشر عاماً تلعب بالقفز على الحبل، عندما فاجأها وديع بالسؤال (تتزوجيني؟) فاحمرت وجنتاها له برأسها الموافقة، حفظ وديع وعده وعندما عاد من السفر تزوجها في عام 1952، وله منها ابنتان هما (دنيا ومرلين)، وأربعة أولاد (فادي، أنطوان، جورج، ميلاد).

وديع يفوز بمسابقة غنائية منحته لقب الصافي

شارك وديع فرنسيس في مسابقة غنائية نظمتها إذاعة لبنان الرسمية المعروفة سابقاً باسم (إذاعة الشرق الأدنى) في عام 1938، فنال الجائزة الأولى في الغناء، ولشدة إعجاب لجنة التحكيم بصوته طلبت منه الانتساب رسمياً إلى الإذاعة، وأطلقت عليه لجنة التحكيم المكونة من (الملحن ميشال خياط، الشاعر سليم الحلو، الشاعر ألبير ديب، عازف العود محي الدين سلام) لقب (الصافي) لصفاء صوته، وأصبح يُعرف منذ ذلك الحين بـ (وديع الصافي).

إذاعة الشرق مفتاح نجاح الصافي

أطلق الفنان وديع الصافي أول أغنية له في عام 1939 بعنوان (يا مرسال الغنام)، ثم غنى أغنية (طل الصبح وتكتك العصفور) من كلمات الشاعر أسعد السبعلي في عام 1940، كما التقى مع الفنان محمد عبد الوهاب في عام 1944، وسافر معه إلى مصر، ثم سافر إلى البرازيل في عام 1947 وبقي فيها ثلاث سنوات، ثم عاد إلى لبنان حيث أطلق أغنية (ع اللوما) التي ذاع صيتها في الوطن العربي.

أعمال وديع الصافي الفنية

أغاني وديع الصافي

غنّى الفنان وديع الصافي للعديد من الشعراء، مثل: أسعد السبعلي ومارون كرم، وللعديد من الملحنين أشهرهم الأخوان رحباني، زكي ناصيف، فيلمون وهبي، عفيف رضوان، محمد عبد الوهاب، فريد الأطرش، رياض البندك، ولحّن بنفسه عدداً كبيراً من أغانيه، ومن أهم ما غنى الصافي:

  1. لرميلك حالي من العالي.
  2. لبنان يا قطعة سما.
  3. جايين.
  4. الليل يا ليلى.
  5. الله يرضى عليك
  6. عندك بحرية يا ريس.
  7. ع اليادي اليادي
  8. يا عيون بابا
  9. يا ويل حالي
  10. طلوا حبابنا طلوا
  11. على رمش عيونها
  12. دار يا دار
  13. لا عيوني غريبة
  14. سهرة حب مع فيروز.
  15. وكبرنا يا بيي مع الفنانة نجوى كرم.

أفلام شارك فيها وديع الصافي

شارك وديع الصافي في العديد من الأفلام السينمائية منها ما يأتي:

  1. الخمسة جنيهات، في عام 1946، إلى جانب الفنانين: سعاد أحمد، زوزو نبيل، محسن سرحان، أخرجه حسن حلمي.
  2. غزل البنات، في عام 1949، إلى جانب الفنانين: ليلى مراد، محمد عبد الوهاب، سليمان نجيب، أخرجه أنور وجدي.
  3. موال، نار الشوق، إلى جانب الفنانة صباح، في عام 1973، من إخراج محمد السالم.

مشاركته في المهرجانات

شارك صاحب الحنجرة الذهبية في المهرجانات اللبنانية التالية:

  • العرس في القرية، في مدينة بعلبك عام 1959.
  • مهرجانا موسم العز، ومهرجان جبيل في عام 1960.
  • مهرجانات فرقة الأنوار، في أعوام 1960-1961- 1962- 1963.
  • مهرجان الأرز، في عام 1963.
  • أرضنا إلى الأبد، في بعلبك عام 1964.
  • مهرجان نهر الوفا، في عام 1965.
  • مهرجان مزيارة، في عام 1969.
  • مهرجان بيت الدين، في أعوام 1970- 1971- 1972.
  • مهرجان بعلبك، في عامي 1973- 1974.

إضافةً لمشاركاته في العديد من المهرجانات العربية.

تكريم وديع الصافي وألقابه

كُرم الفنان وديع الصافي من قبل العديد من البلدان والمؤسسات، حيث حصل على:

  • خمسة أوسمة لبنانية نالها أيام كميل شمعون، فؤاد شهاب وسليمان فرنجية وإلياس الهراوي.
  • وسام الأرز برتبة فارس من الرئيس إيميل لحود.
  • دكتوراه فخرية في الموسيقى من جامعة الروح القدس في الكسليك في الثلاثين من شهر حزيران/يونيو عام 1991.

ألقاب حصل عليها الصافي

لُقب بـ(صاحب الحنجرة الذهبية)، كما لُقب بـ(مبتكر المدرسة الصافية) في الأغنية الشرقية نسبة لاسمه، وانتساب العديد من الأصوات الشابة لاحقاً لنمطه الغنائي المعروف.

الصافي والأخوان رحباني وفيروز

عمل الفنان وديع الصافي مع الأخوين (عاصي ومنصور) الرحباني منذ الخمسينيات، حيث لحنا له الكثير من الأغنيات، مثل: رح حلفك بالغصن يا عصفور، عمر يا معمر العمار، كما شارك الفنان وديع الصافي والفنانة اللبنانية فيروز والفنان السوري نصري شمس الدين في العديد من المسرحيات مثل (سهرة حب) (المصالحة)، وهي من كلمات وألحان الأخوين الرحباني.

وفاة وديع الصافي

خضع الفنان وديع الصافي لجراحة القلب المفتوح في عام 1990، وفي عام 2012 خضع لعملية جراحية بعد كسر ساقه، وبعد الجراحة، تراجعت حالته الصحية، فتعرض لوعكة صحية نقل على إثرها إلى مستشفى (بيل فيو) بالمنصورية في لبنان، حيث وافته المنية في الحادي عشر من شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 2013، عن عمر يناهز اثنين وتسعين عاماً.

وتم تشييع جثمانه في كاتدرائية مارجرجس في وسط بيروت، ودفن في بلدته نيحا في الشوف، وأقيم له مأتم رسمي وشعبي حضره حشد من الشخصيات الفنية والسياسية والاجتماعية في بيروت.

ومن ضمن الفنانين المشاركين في التشييع المطرب السوري صباح فخري والفنانين اللبنانيين مارسيل خليفة وماجدة الرومي وعاصي الحلاني ووليد توفيق وإلياس الرحباني.

في الختام، امتلك الفنان وديع الصافي صوتاً ليس له مثيل، حتى اعتبره البعض مؤسس مدرسة في الفن والموسيقى، وقد وصل صيته إلى جميع أنحاء الوطن العربي، ولا يزال صدى أغنياته يتكرر في آذان معجبيه ومحبيه حتى الآن.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار