باحثة أمريكية تعترف: النساء السعوديات غير!

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 26 مارس 2013 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
باحثة أمريكية تعترف: النساء السعوديات غير!

قبل فترة التقيت بباحثة أمريكية في علم الاجتماع في بداية زيارتها إلى الأردن قادمة من المملكة العربية السعودية كمحطة من محطات بحث رسالة الدكتوارة الخاصة بها تحت عنوان "المرأة في العالم العربي"، وفي سياق الحديث سألتها عن رحلتها إلى السعودية وعن تفاصيل لقائها بالنساء السعوديات، وكان سؤالي تحديداً: "هل كانت رحلتك شبيهة بالصورة التي رسمتها في مخيلتك للسعودية ونسائها؟".

وأجابت بسرعة ودون تفكير: "أبداً"!

ثم تابعت: "لقد قرأت عن السعودية قبل رحلتي وعرفت أنني لن أجد بلداً بخيم وأناساً على جمال كما يتصورها بعض الأمريكان، ولكنني بنفس الوقت لم أتوقع هذه البيوت الفخمة والسيارات الفاخرة والديكورات والأثاث والاكسسوارات الثمينة، إلا أن هذا لم يكن أكثر ما فاجأني."

فسألتها: "النساء السعوديات فاجأنك؟"

فردت بتعجب واضح: "بل أذهلنني!" وأردفت: "لقد تخيلت أن النساء السعوديات مهضومات الحقوق ويعشن بلا كرامة وغير متعلمات ولا يسمح لهن بالعمل ولا يعرفن سوى المنزل وتربية الأولاد ولا يرتدين سوى الأغطية السوداء، ولكنني اكتشفت أن الصورة المرسومة في ذهني هي صورة مشوهة تماماً للمراة السعودية!

لا أنكر أنني صادفت شريحة مظلومة من النساء السعوديات ورافضة لواقعها وغير متعلمة، إلا أنني ذهلت بشريحة أخرى لم أكن أتوقع وجودها، نساء سعوديات متعلمات ومثقفات اجتماعياً وأدبياً وعلمياً، اجتمعت بهن في إحدى المجالس النسائية فخلعن العباءات السوداء لأفاجأ تحتها بنساء جميلات يتزين بمكياج أنيق وأحدث ألوان الشعر وبملابس واكسسوارات غاية بالأناقة والعصرية من أحدث خطوط الموضة ومن ماركات عالمية لا أستطيع تحمل تكلفتها كلويس فيتون وبرادا وفيرساتشي وكريستيان لوبوتين!"

ثم ضحكت وصمتت قليلاً قبل أن تتابع: "لقد تحدثن معي بالإنجليزية بطلاقة، وشرحن لي كل شيء عن وطنهن السعودية وأعجبت بمدى ثقتهن بأنفسهن وعمق انتمائهن وعشقهن لبلدهن، وحدثنني عن وظائفهن، فمنهن المعلمة وأخرى الطبيبة وثالثة كاتبة وغيرهن حاصلات على شهادات الماجستير والدكتوراة من بريطانيا وأمريكا وفرنسا! لقد توقعت أنني سأحتاج مترجماً للتواصل معهن وأنهن سيكن أقل مني فكرياً، إلا أنني وجدت نفسي منغمسة في حوار ذي مستوى رفيع مع فتيات ونساء معظمهن بنفس مستواي العلمي والفكري والمادي والاجتماعي وبعضهن حتى أعلى!"

وسألتها عن أغرب ما واجهته هناك فقالت: "فكرة عدم الاختلاط في المطاعم كانت غريبة بالنسبة لي لكنني تفهمت الموضوع عندما شرحنه لي من منطلق ديني، ولكنني لم أستطع تفهم عدم قيادة المرأة للسيارة، إلا أنني وجدت فكرة وجود سائق لقيادة السيارة وإيصالك لأي مكان تريدينه فكرة مريحة ومغرية وتعبر عن رفاهية ودلال لا تحصل عليه المرأة في مجتمعات أخرى! فأحياناً نحتاج إلى أن ننظر إلى نصف الكأس الممتلئ وإلى الجانب المشرق من الأمور كي نعيش بسعادة ورضى".

أعجبت بطريقة تفكيرها ونظرتها للموضوع، فالعديد من النساء السعوديات والعربيات لا ينظرن له من هذه الزاوية الإيجابية، ربما لأنهن داخل الدائرة!

كان سؤالي الأخير لها: "هل تعلمت من هناك أي كلمات باللغة العربية أو باللهجة الخليجية؟"

فأجابت مع ابتسامة بلهجة عربية أضحكتني: "السعوديات غير"!

اكتشف آخر المختارات من الأخبار السعودية هنا

هل أعجبك هذا المقال؟ اشترك في نشرة ليالينا الإلكترونية لتصلك آخر المختارات على بريدك الإلكتروني.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار