التحرش الجنسي يهدد النساء العاملات في السعودية

ازدادت حالات التحرش الجنسي في المملكة السعودية باستمرار , اذ أشارت دراسة ميدانية حديثة أجرتها شركة أبحاث عالمية لصالح وكالة رويترز بأن السعودية احتلت المركز الثالث بين 24 دولة في قضايا التحرش الجنسي في مواقع العمل.

وقد أقر مجلس الوزراء نظام الحماية من الايذاء في 26 أغسطس الماضي ,الذي يوفر الحماية من الايذاء على اختلاف أنواعه, بالاضافة الى تقديم المساعدة و العلاج و توفير الايواء والرعاية الاجتماعية والنفسية و الصحية ,علاوة على معاقبة المتسبب بالايذاء. قد ساهم هذا البرنامج في رفع الوعي الاجتماعي بقضايا التحرش ضد المرأة  وغيرها من القضايا.

 

ولكن هذه المشكلة  تهدد النساء العاملات في السعودية , لما لها من تأثيرات مهنية بفقدان الوظيفة أو الترقية , وانخفاض في الأداء الأكاديمي او العملي بسبب ردود الفعل النفسية التي قد تتعرض لها المرأة, وقد تنسحب من عملها , ووقوعها  فريسة مرض الاكتئاب الذي يؤثر على ممارسة حياتها بشكل طبيعي.

 

وقد أظهرت الدراسة بأن نسبة التحرش في السعودية أعلى بكثير من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والسويد وألمانيا وايطاليا وبريطانيا وأستراليا واسبانيا وبقية الدول الأوربية, وهذا يتناقض مع مكانة المملكة السعودية  الاسلامية لما لها من جهود في تصحيح العقيدة الاسلامية .

 

وقد نسبت عوامل التحرش الى مسؤولية الفتاة وحدها بسبب خروجها عن الضوابط الشرعية في  اللباس و  الزينه بالاضافة الى عوامل أخرى كالعلاقات الأسرية  و التفكك الأسري التي أدت بدورها الى انحراف في سلوكها.

 

ولكن أسباب اللتحرش لا تقع  على عاتق الفتاة وحدها ,وانما أيضا على نظرة المجتمع  السعودي للمرأة , التي هي في عين الرجل  مخلوقة خلقت من أجله لا من أجل نفسها ,فيجب  احترامها لذاتها لا لنفسه . حيث أنه قد يهتم بتعليمها و تخريجها ولكن لا باعتبار انها انسان كامل لها الحق في التمتع بخصائص الانسانية لتفهم معنى الحياة كما يفهمها الرجل , وانما ليعهد اليها بوظيفة المربية أو الخادم أو الممرضة, أو ليتخذ منها ملهاة لنفسه . وقد يمنحها عواطف الحب و الود , ولكن هي في الحقيقة  أحوج الى عواطف الاحترام و الاجلال.

 

ان البرنامج  الذي تم توفيره  لحماية المرأة  و تعزيز التوعية بمثل هذا النوع من الايذاء وغيره من قضايا العنف ,  يعتبرخطوة جيدة  ولكن  بالاضافة الى ذلك يجب رفع الوعي الاجتماعي حول مكانة المرأة و احترامها  , فهي ليست أداة لهو ولعبة , ومؤنس لوحشة الرجل . وانما هي سر حياته, اذ لا يستطيع الرجل ان 

يكون رجلا حتى يجد الى جانبه زوجه تبعث في نفسه الاحساس بالشجاعة و الهمة والشعور بالكبرياء , فهي المصدر و الينبوع التي تتدفق منه مسرات حياته , وعندما تتخلله الأحزان , تحيطه المرأة بعنايتها و رعايتها له. 

 

و هذه الخطوة لا تقل أهميتها عن غيرها, حيث أن الرجل عندما يأخذ بيد المرأة  و يرفعها الى مستواه يستطيع أن يجد فيها الصديق الوفي والعشير الكريم ,  فهي ستتعود على احترام نفسها , ومن احترم نفسه كان أبعد الناس عن الوقوع في الزلات و السقطات .

 

 

أعجبك المقال؟ للمزيد من أخبار المرأة السعودية على بريدك اشترك بنشرة ليالينا الإلكترونية