علاج الرهاب الاجتماعي دليلك الشامل

هل سبق لك أن سمعت عن الرهاب الاجتماعي؟ هل تساءلت يوما عن أسباب هذا المرض أو الأصح ذكرا الاضطراب أو طرق علاجه؟ تابع المقال الآتي لتعرف على أبرز المعلومات عن اضطراب الرهاب الاجتماعي.

الرهاب الاجتماعي

يمكن تعريف الرهاب الاجتماعي أو المعروف باسم (اضطراب القلق الاجتماعي) (باللغة الإنجليزية: Social Anxiety Disorder) على أنه اضطراب عاطفي يسبب لصاحبه الخوف الغير منطقي والمفرط من المواقف الطبيعية والتعاملات الاجتماعية بالحياة، يمكن أن يؤثر هذا الاضطراب على حياة الشخص وعلاقته الاجتماعية مع الأشخاص، إضافة إلى دوره في زيادة خطر الإصابة ببعض المشاكل العقلية المزمنة التي قد تحتاج إلى العلاج النفسي والدوائي لتحسين القدرة على التفاعل مع الآخرين، يمكن أن يسبب الخوف والقلق المزمنين إلى زيادة فرصة انعزال الشخص عن العالم المحيط وقد يؤثر ذلك سلبا على أنشطته اليومية وعمله ودراسته والعديد العديد.  ^[1]  

علاج الرهاب الاجتماعي بالطب النفسي

هل يمكن علاج الرهاب الاجتماعي والخوف بالطب النفسي؟ بالتأكيد يساعد الطب النفسي على التخفيف من شدة الأعراض التي يعاني منها المصاب، إذ يمكن للطبيب خلال فترة العلاج النفسي التعرف على الأفكار السلبية التي تراود المريض وبالتالي سيتمكن من مساعدته على تخطيها، كما يمكن خلال جلسات العلاج النفسي أن يتمكن الطبيب من تطوير مهارات المصاب ومساعدته على اكتساب المزيد من الثقة بالنفس في شتى المواقف الاجتماعية.
ومن أنواع الطب النفسي التي تساعد على علاج الرهاب الاجتماعي هو العلاج السلوكي المعرفي، يهدف هذا النوع من العلاج إلى تأهيل المريض نفسيا حتى يتمكن من مواجهة المواقف المثيرة لمشاعر الخوف والقلق لديه، كما يمكن أن يساعده طريقة التحلي بالصبر وتجاوز المواقف المسببة للخوف والقلق. ^[1]

علاج الرهاب الاجتماعي بالأدوية

لا تقتصر طرق علاج الرهاب الاجتماعي على الطب النفسي فحسب إنما يلعب العلاج الدوائي دورا أساسيا في العلاج، إذ تساعد العلاجات الدوائية على التخفيف من شدة الأعراض والسيطر عليها، وفيما يلي أبرز طرق علاج الرهاب الاجتماعي بالأدوية: ^[1]

• مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية Selective serotonin reuptake inhibitors (SSRIs)، يعد من خيارات العلاج الأولى في علاج الرهاب الاجتماعي، ومن الأمثلة عليه، باروكسيتين (Paxil) أو سيرترالين (Zoloft).
• حاصرات مستقبلات بيتا  Beta Blocker، يمكن أن تساعد هذه المجموعة في التخفيف من شدة الأعراض المصاحبة للرهاب الاجتماعي من خفقان القلب وارتعاش الأطراف وغيرها. 
• الأدوية المضادة للقلق، على الرغم من فعالية هذه المجموعة في التخفيف من شدة الأعراض إلا أنه يجب استخدامها بحذر وذلك للتقليل من خطر الإدمان عليها.
• مضادات الاكتئاب Anti Depression Drug، غالبا ما يقوم الطبيب بتجربة عدة علاجات إلى حين الوصول للعلاج الأنسب لحالتك.

لتقليل من خطر الآثار الجانبية غالبا ما يبدأ الطبيب بالتدرج بالجرعات الدوائية ابتداء من المنخفضة ويبدأ بالزيادة بشكل تدريجي.

علاج الرهاب الاجتماعي بدون أدوية

هل يمكن علاج الرهاب الاجتماعي بدون أدوية؟ غالبا ما يستلزم علاج الرهاب الاجتماعي مراجعة الطبيب للحصول على التشخيص المناسب للحالة، ولكن يمكن لبعض الأساليب أن تساعد في الحد من شدة الأعراض، وفيما يلي أبرزها: ^[1]

• تعلم مهارات الحد من القلق والتوتر.
• الحرص على حصول المصاب على كمية كافية من النوم.
• الحرص على اتباع نظام صحي متوازن.
• الحد من تناول الكافيين.
• الحرص على ممارسة النشاطات البدنية بشكل منتظم.
• الحرص على مشاركة المصاب بالمناسبات الاجتماعية من خلال جعله يتواصل مع أشخاص يشعر بالراحة معهم.

علاج الرهاب الاجتماعي بالطب البديل

هل يمكن علاج الرهاب الاجتماعي بالكي؟ وجدت بعض الأبحاث فعالية العلاج بالكي والإبر الصينية في علاج الأمراض النفسية المختلفة، تعتمد هذه الطريقة في العلاج على علاج الأمراض العضلية والجسدية من خلال التأثير على نقاط الزوال أو المعروف بالنقاط الرئيسية في الجسم والتي تؤثر على الجهاز المناعي والعصبي الذاتي وجهاز الغدد الصماء وعملية التمثيل الغذائي. ^[2]  
هل يمكن علاج الرهاب الاجتماعي بالحجامة؟ يمكن أن تساعد الحجامة في التقليل من القلق وتحفيز الاسترخاء، يكمن ذلك في دور الجهاز العصبي السمبثاوي في إبطاء معدل ضربات القلب وزيادة نشاط الأمعاء والغدد والمساعدة في الهضم. ^[3]  
هل يوجد هناك أي علاجات عشبية يمكن أن تساعد في علاج الرهاب الاجتماعي؟ تم إجراء العديد من الدراسات والأبحاث حول فعالية استخدام العلاجات العشبية في التغلب على القلق ولكن النتائج مازات متباينة، لذلك ينصح باستشارة الطبيب قبل البدء باستخدام أي علاجات عشبية. ^[1]

أسباب الرهاب الاجتماعي

كغيره من المشاكل التي تصيب العقل يرجح أن السبب الكامن وراء الإصابة يعود إلى تفاعل معقد بين العوامل البيئية والبيولوجية التي يمر بها الفرد، وفيما يلي بعض الأسباب المحتملة للإصابة، ^[1]

• العوامل الوراثية، إذ تزداد احتمالية الإصابة لدى الأشخاص الذين يمتلكون تاريخ عائلي بإصابة أحد أفراد العائلة بهذا الاضطراب. 
• بنية الدماغ، يمكن أن تسبب فرط نشاط بعض المناطق في الدماغ إلى زيادة فرصة الإصابة، تتحكم غدة في الدماغ يطلق عليها اسم اللوزة في الاستجابة للخوف، يمكن أن يسبب فرط نشاط هذه الغدة في ارتفاع الاستجابة للخوف، والذي بدوره يزيد من القلق في المواقف الاجتماعية المختلفة.
• البيئة المحيطة، يعتقد أن اضطراب القلق الاجتماعي يمكن أن يكون سلوكا مكتسبا، إذ يمكن أن يصاب البعض به نتيجة التعرض لموقف اجتماعي محرج أو غير سار، كما يمكن أن تزداد احتمالية الإصابة لدى الأشخاص الذين يمتلكون أمهات وآباء تبدو عليها علامات القلق أو السيطرة والحرص على الأطفال.

تشخيص وأعراض الرهاب الاجتماعي

يعد تشخيص أولى خطوات العلاج، غالبا ما يتم تشخيص المرض بناء على الأعراض التي يعاني منها الشخص جنبا إلى جنبا مع مجموعة من الفحوصات الأخرى، وفيما يلي تشخيص الرهاب الاجتماعي، ^[1]

• الفحص البدني للمصاب، وذلك للمساعدة على تقييم الحالة بشكل أفضل، ولنفي أي علاج دوائي أو حالة صحية يمكن أن تؤدي إلى تحفيز أعراض القلق المستمر والخوف.
• مناقشة الأعراض مع الطبيب مع تحديد المواقف التي تحدث بها، وفيما يلي أبرز أعراض الرهاب الاجتماعي التي غالبا ما ترافق الخوف والقلق الاجتماعي ،
  • تسارع ضرابات القلب.
  • احمرار الوجنتين.
  • التعرق.
  • الارتجاف.
  • توتر العضلات.
  • الدوار والدوخة.
  • اضطرابات في المعدة أو الغثيان.
  • صعوبة التنفس.
• مراجعة مجموعة من المواقف مع الطبيب لتعرف إن كانت تسبب لك القلق أم لا.
• يقوم الطبيب بتشخيص الحالة بناء على المعايير المدونة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الذي قامت الجمعية الأمريكية للطب النفسي بنشره DSM-5،ويتضمن الآتي: 
  • القلق الذي يتعارض مع الحياة اليومية.
  • الخوف والقلق الغير مفسر بأنه ناجم عن دواء أو حالة طبية أو نتيجة تعاطي المخدرات.
  • تجنب المواقف الاجتماعية بسبب الخوف والقلق.
  • الخوف والقلق بسبب بعض المواقف الاجتماعية. 

التعامل مع المصاب بالرهاب الاجتماعي

بإمكانك التعامل مع صديقك أو حتى قريبك المصاب بالرهاب الاجتماعي بكل سهولة من خلال اتباع النصائح الآتي: ^[5]  

• احرص على فهم مشاعر الشخص وتهدئته عند الشعور القلق، قد يحتاج الأمر إلى الصبر واللطف في التعامل.
• امنح المصاب الثقة في كتابة أو شرح الأعراض التي يعاني منها دون مقاطعته أثناء التحدث، حتى وإن بدأ الشخص بالبكاء لا تمنعه دعه يبكي حتى يتمكن من تفريغ الضغط الذي يعاني منه.
• استخدم تقنية الإلهاء، عند ملاحظة بداية علامة القلق على صديقك بإمكانك اللجوء إلى استخدام تقنية الإلهاء على سبيل المثال قم بقراءة قصة له أو اصطحابه في جولة للتنزه والتخفيف من القلق.
• التحلي بالصبر، حاول ألا تفقد أعصابك أو تنفجر في وجه الشخص المصاب بالرهاب الاجتماعي حتى لا تزيد أعراضه سوءا.
• احرص على الضحك، فالضحك يقتل التوتر والقلق.

مضاعفات الرهاب الاجتماعي

في حال تم ترك هذا الاضطراب دون علاج يمكن أن يسيطر على حياة الشخص وقد يؤثر سلبا على حياة الشخصية على مستوى العلاقات والعمل والدراسة وغيره، وفيما يلي بعض مضاعفات الرهاب الاجتماعي: ^[1]

• الانعزال عن العالم الخارجي وصعوبة تكوين علاقات اجتماعية.
• الانتحار أو محاولة الانتحار.
• الإدمان على الممنوعات كالكحول مثلا.
• ضعف الإنجازات الوظيفية والأكاديمية.
• التحسس الشديد عند التعرض للنقد.
• الحديث السلبي مع النفس.
• ضعف المهارات الاجتماعية.

يعد الرهاب الاجتماعي أحد الاضطرابات العاطفية التي تسبب لصاحبها الخوف الغير منطقي من المواقف، تتركز طرق علاج الرهاب الاجتماعي على الطب النفسي والعلاج بالأدوية، كما وجدت بعض الأبحاث الحديثة إمكانية علاج هذا الاضطراب بالطب البديل، يتم تشخيص هذا المرض بناء على الأعراض التي يعاني منها المريض، يجدر التنويه إلى أهمية علاج هذا الاضطراب قبل أن يتفاقم ويسبب العديد من المضاعفات.