مجموعة Gabriela Hearst خريف 2025-2026

  • تاريخ النشر: الأحد، 09 مارس 2025 آخر تحديث: الجمعة، 25 أبريل 2025
مجموعة Gabriela Hearst خريف 2025-2026

استكشفت المصممة غابرييلا هيرست Gabriela Hearst في مجموعتها لخريف وشتاء 2025-2026 موضوعات ذات طابع فلسفي وإنساني عميق، حيث استلهمت تصاميمها من المجتمعات الأمومية القديمة، مستندة إلى أعمال عالمة الآثار ماريا جيمبوتاس، وبشكل خاص من كتابها الشهير "لغة الإلهة".

المجموعة أتت كتجسيد بصري لفكرة العودة إلى الجذور، حيث كانت المرأة مركز المجتمع، والإلهة رمزاً للخصوبة، الأرض، والطاقة الخلّاقة. في زمن كان فيه الاتصال بين الإنسان والطبيعة أمراً مقدسًا، اختارت هيرست أن تروي هذه القصة من خلال الأزياء.

رموز تاريخية في خدمة الحداثة

أبرزت Gabriela Hearst اهتمامها بالرموز التاريخية التي تعكس جسد الأنثى وتقدّسها، حيث استعانت بزخارف مستوحاة من علامات كهوف تعود إلى أكثر من 30 ألف عام، ظهرت هذه الرموز بأشكال متنوعة:

  • مطرزة على الفساتين البيضاء بأسلوب رقيق لكنه معبّر، وكأنها طقوس بصرية منقوشة على جسد الزمن.
  • مرشوشة على جاكيتات من جلد الغنم بأسلوب يشبه فنون الغرافيتي، مما خلق توازناً بين العراقة والتمرد المعاصر.

الهندسة العضوية للقطع منحت التصاميم لمسة إنسانية وعاطفية، حيث لم تكن مجرد أزياء، بل سرد بصري لفلسفة تمجّد الأنوثة.

الرؤية الأسطورية

  • إعادة إحياء فلسفة ماريا جيمبوتاس عن الزمن الدائري لا الخطي.

  • الثعبان: كرمز للحكمة والتجدد لا الشر.

  • الأسود: كلون للخصوبة ورحم الأرض.

  • اللوالب والمتعرجات: كلغة بصرية للخلق المستمر.

الاستدامة كجوهر وليس كصيحة

كما هي العادة في تصاميم Gabriela Hearst، جاءت الاستدامة في صميم المجموعة، ليس فقط كخيار أخلاقي، بل كنهج أساسي في التعبير الإبداعي, من أبرز تفاصيل الاستدامة:

  • المعطف الافتتاحي كان مصنوعاً من حرير مُبتكر يحاكي ملمس الفرو الطبيعي دون المساس بالحيوانات.
  • جلد الثعبان استُخرج بطريقة مسؤولة من أفاعي البايثون البورمية الغازية في منطقة إيفرجليدز، من خلال شركة "إنفيرسا"، التي تُسهم في الحفاظ على النظام البيئي من خلال التصميم.
  • الدنيم صُنع من قطن مُعاد تدويره بالكامل، وصُبغ بألوان مشرقة تُبرز طاقة الحياة.
  • الحقائب كانت تحفاً متجددة، حيث أُعيد تصميم الموديلات القديمة بإضافة أحزمة جديدة، ما يعكس جوهر فكرة "الإحياء بدلاً من الاستهلاك".

معطف الكشمير الشيرلينغ

  • مطبوع بخطوط سوداء كالنقوش الكهفية.
  • أكمام متسعة كأجنحة الآلهة.

فستان قاذفات القنابل

  • جلد أبيض منسوج يدوياً.
  • تفاصيل مجسمة تذكر بتماثيل الخصوبة.

سترة جلد الثعبان

  • حراشف مطرزة يدوياً.
  • تموجات طبيعية كحركة الأفعى.

الاستدامة أساس المجموعة

  • مدابغ معتمدة: من Leather Working Group.

  • غراء مائي: خال من البولي يوريثان.

  • إعادة استخدام: 100% للمواد الفاخرة.

بين الماضي والمستقبل: قصة تروى على القماش

  1. برعت Gabriela Hearst في خلق جسر بين الماضي البعيد والمستقبل، من خلال استخدام صور بدائية قديمة في أزياء تشبه المنحوتات المعاصرة، التصاميم جمعت بين القوة والنعومة، بين الفكر الجمالي والفلسفي، بأسلوب أنثوي لا يخلو من الجرأة.
  2. قدمت المجموعة معاطف طويلة منسابة، فساتين تحاكي انسيابية الجسم الأنثوي، سترات ذات خياطة هندسية دقيقة، وكلها حملت روحاً واحدة مثل تمجيد المرأة وجمالها العميق المتأصل في الأرض، التاريخ، والحياة.

إكسسوارات العصر الجديد

  • حقيبة ماريجا: تصميم مطوي كالبرديات القديمة.

  • حقيبة هوبو: بجلد ثعبان وشارات معدنية.

  • حقيبة أمثيست: بوصلات تذكر بمجوهرات المعابد.

لوحة الألوان غنية

  • ألوان الأصباغ الإسبانية: التراثية.

  • درجات الأرض: من الطين إلى الرماد البركاني.

  • لون الخصوبة الأسود: العميق.

أقمشة تنطق بالفكر

لم تكن الأقمشة مجرد خامات في مجموعة هيرست، بل أدوات للحديث عن مفاهيمها:

  • الصوف والحرير جاءا بألوان ترابية مستوحاة من الرمال والطين، مما أعطى القطع دفئًا وروحًا عضوية.
  • الجلود المعاد تدويرها أُعيد تصورها بطريقة أنيقة وحديثة، دون أن تفقد طابعها الخام.
  • القطن المُعاد تدويره عبّر عن إمكانية خلق الجمال من الموارد الموجودة، دون الحاجة للمزيد من الاستهلاك.

تنسيق إطلالات العرض: أناقة فطرية بنكهة فكرية

  1. جاء تنسيق الإطلالات في عرض Gabriela Hearst متناغماً تماماً مع رؤية المجموعة الفكرية والبيئية، اتسمت الإطلالات بروح طبيعية وانسيابية، تخلو من التكلّف وتعكس جوهر التصميم المسؤول.
  2. تم الاعتماد على تسريحات شعر بسيطة تحمل طابعًا عضويًا، مثل الشعر المفرود بتموجات طبيعية أو المربوط بأسلوب منخفض وناعم، ليُضفي على العارضات مظهرًا عفويًا يعكس الاتصال بالأرض والطبيعة.
  3. أما المكياج، فجاء شبه معدوم، مع اعتماد نهج الـ No Make-Up Look لإبراز جمال البشرة الحقيقي، والتركيز على توهّج طبيعي وشفاه بلون محايد، مما سلّط الضوء على قوة التصاميم دون تشتيت بصري.
  4. الإكسسوارات كانت مدروسة بعناية، واختيرت لتدعم رسالة الاستدامة، مثل الحقائب المعاد تدويرها والمصنوعة من خامات فاخرة ولكن غير تقليدية، إلى جانب أحذية عملية بتفاصيل منحوتة، مما أضفى على الإطلالات لمسة فنية دون أن تتنافى مع الراحة والوظيفية.

النتيجة كانت إطلالات أنثوية، قوية، ومتماسكة، تعكس امرأة واعية، أنيقة، وتدرك تمامًا قيمة كل تفصيل ترتديه.

ختام غني بالدلالات

  1. مع كل قطعة قدمتها Gabriela Hearst، بدا العرض وكأنه طقس احتفالي بالمرأة والبيئة والتاريخ. لم تكن المجموعة مجرد تشكيلة أزياء، بل بيانًا قويًا عن علاقة الإنسان بالطبيعة، وعن عودة الأنثى إلى مركز السرد البشري، لا كمجرد رمز جمالي، بل كقوة خالقة وملهمة.
  2. هذه ليست ملابس، بل تمائم عصرية تحمل قوة الإلهة في كل غرزة، وتذكرنا بأن الأنوثة كانت - وستبقى - مصدر الخلق والحماية والتجدد.

رسالة العرض: الموضة كأداة لتمكين المرأة والاحتفاء بالأرض

  1. في ختام العرض، بدا واضحاً أن Gabriela Hearst لا تقدّم مجرد ملابس، بل تبني جسرًا بين الماضي والمستقبل، بين الجمال والقيم، بين الأناقة والوعي البيئي، استطاعت المجموعة أن تطرح تساؤلات عميقة حول دور المرأة في التاريخ وفي الحاضر، باستخدام الأزياء كوسيلة للتعبير عن قوة الأنوثة واحترام الطبيعة.
  2. من خلال التصاميم المستوحاة من رموز المجتمعات الأمومية القديمة، والممارسات المستدامة التي تُعيد تعريف الفخامة، وجّهت هيرست رسالة مفادها أن الموضة يمكن أن تكون حقيقية، هادفة، وجميلة في آنٍ معًا، فهذه المجموعة ليست فقط احتفاءً بالتراث الأنثوي، بل دعوةٌ لعيش الموضة بطريقة أكثر وعيًا وارتباطًا بالجذور.
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار