اجتماع قريش لقتل النبي عليه الصلاة والسلام

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 18 أكتوبر 2022 | آخر تحديث: الثلاثاء، 17 يناير 2023
مقالات ذات صلة
النبي موسى عليه الصلاة والسلام
هجرة النبي عليه الصلاة والسلام إلى المدينة
محاولة اغتيال النبي عليه الصلاة والسلام

يعرض المقال تفاصيل اجتماع قريش لقتل النبي عليه الصلاة والسلام خلال الاجتماع الآثم في دار الندوة، بحضور زعماء قريش.

اجتماع قريش لقتل النبي عليه الصلاة والسلام

عندما بدأت هِجرةُ المسلمين إلى المدينة تزداد، وعلِمت قريشٌ أن المدينة انتشر فيها الإسلام، وخافوا أن النبيَّ عليه الصلاة والسلام إذا ذهب إلى المدينة سَيُغير عليهم، فاجتمعوا في دار النَّدْوةِ لينظروا ما يجب عليهم أن يصنعوا مع النبيِّ عليه الصلاة والسلام، حتى لا يحدث ما يخشون، وكان من بين المجتمعين إبليسٌ عليه لعنة الله على صورةِ شيخٍ كبيرٍ في السِّنِّ، وعلى أنه من بلاد نَجْدٍ يريدُ أن يشارك المشركين بالمشورة.
فقالوا: إنكم ترون ما صار عليه محمدٌ ومن معه من الأمر والمَنَعةِ والقوة في يَثرِب، فما أنتم فاعلون، فقال بعضهم: نرى أن نحبسه بالقيود، وأن نُغلق عليه الأبواب، فقال إبليس: ما أرى هذا بالرأي الصواب، فإن أمره سيخرج من وراء القيود والأبواب، فيجتمع أصحابه ويُخرجوه من بينكم، ثم يُكاثروكم ثم يَغلبوكم، فقال آخرون: ننفيه من أرضنا، فقال إبليسٌ: ما هذا بالرأي الصواب، فأنتم ترون حلاوة حديثه، وقوة حجته، فإنه إن خرج ونزل عند غيركم فيسحرهم بكلامه هذا، ثم يرجع إليكم فيغلبكم بهم، عندها قام أبو جهل وقال: والله إني أرى رأياً ما أظنكم قد وقعتم عليه، وهو أن تنادوا من كل قبيلةٍ في قريشٍ فتىً شاباً جَلْداً، وتُعْطوا كل واحدٍ منهم سيفاً صارماً، فيجتمعون عليه، ثم يضربونه ضربة رجلٍ واحدٍ فيقتلونه ونستريح منه، فإن فعلوا ذلك، فإن دمه سيتفرَّقُ بين القبائل ولن يستطيع بنو عبد منافٍ على قتال قريشٍ كُلِّها فيستسلموا، فقال إبليس: هذا هو الرأي الصواب، ولا رأي أصوب منه.
فلما اجتمع الفتية كما خُطِّطَ له، جاء جبريلٌ إلى النبيِّ يُحذِّره من غَدْرِ القوم، فنادا عليّاً رضي الله عنه، وقال له: تَغَطى بردائي، واضطجع في فراشي، فإنه لن يصلك منهم أي مكروه، ثم انطلق النبيُّ عليه الصلاة والسلام في وقت الظهيرة التي يشتدُّ فيها الحرُّ إلى بيت أبي بكرٍ ليُخبره أن الله تعالى قد أذِنَ له بالهجرةِ إلى المدينة، وأن أبا بكرٍ سيكون معه في هذه الرحلة العظيمة.