غزوة تبوك

  • تاريخ النشر: الأحد، 23 أكتوبر 2022 | آخر تحديث: الثلاثاء، 24 يناير 2023
مقالات ذات صلة
الغزو
ما قبل غزوة أحد من تخطيط
غزوة حُنَيْن

كانت غزوة تبوك آخر غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم وقد وقعت في السنة التاسعة للهجرة بعد فتح مكة وقبل حجة الوداع، وسنتناول في هذا المقال أحداث غزوة تبوك.

غزوة تبوك

أمَرَ النبيُّ عليه الصلاة والسلام التَّجهيز لغزوة تبوك، حيث إن هذه الغزوة كانت آخر غزوةٍ في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي هذه الغزوة أظهر الله المنافقين على حقيقتهم وفضحهم، فقد سُمِّيَ جيشُ هذه الغزوة بجيش العُسْرةِ، لأنها كانت في وقتٍ شديد الحرِّ من السَّنة، والسَّفَر بعيد، ولأن الرواحل التي تُركب كانت أيضاً قليلة.

وقد أنفق الصحابةُ أموالهم في تجهيز جيش المسلمين هذا، وكان من أعظم الصحابة نفقةً في ذلك الحين عثمان بن عفَّان، حيث إنه جاء للرسول صلى الله عليه وسلم بألف دينارٍ، ووضعها في حِجْرِه، فقال النبي: ما ضَرَّ عُثمانَ ما فَعَلَ بعد اليوم، أي أنه مغفور ذنبه مهما فعل، وكان المنافقون يَلْمِزون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلَّم، فكان إذا جاء الصحابي الفقير بالصاع من الشعير، قال المنافقون: أنظروا لهذا، ماذا يصنعُ الصاع بجيش، وإذا جاء الصحابيُّ بالمال الكثير، قالوا: إنه يُرائي الناس ويتهمونه بالنفاق، ولم يكتفوا بذلك، بل أخذوا يَتَعذَّرُون بأعذارٍ كاذبة؛ من أجل أن لا يخرجوا في هذه الغزوة، وكان بعضهم يقول لا تخرجوا بالحر، وصدر عنهم الكثير من الكذب، والهمز، واللَّمز، والتخذيل، ففضحهم الله تعالى بآياتٍ تكشف مكرهم، وجُبنهم، وتخاذلهم، وتوعَّدهم بالعذاب المُقيمِ الشديد.

لكن في الجهة الأُخرى، كان من الصحابة الذين يريدون الخروج، ولكنهم فقراء لا يملكون لا راحلةً ولا مالاً، فطلبوا من الرسول أن يجد لهم راحلةً ليخرجوا معه، فلم يجد، فرجعوا وأعيُنُهم تذرف من الدموع حُزناً لأنهم لم يخرجوا للجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فوصل النبيُّ صلى الله عليه وسلم منطقة تبوك شمال الجزيرة العربية، وبقي فيها 20 يوماً ينتظر جيش الروم، إلا أن الروم جبُنوا ودَبَّ الرُّعب في قلوبهم، وخاف مَلِك الأصفر ومن يُسانده من نصارى العرب، ولم يأتوا للقاء جيش المسلمين، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: الله أكبر، نُصِرتُ بالرُّعبِ ولو كان بيني وبين عَدُوِّيَ مسيرة شهر، ثم رجع جيش المسلمون إلى المدينة سالمين.