ما قبل غزوة أحد من تخطيط

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 18 أكتوبر 2022 | آخر تحديث: الثلاثاء، 17 يناير 2023
مقالات ذات صلة
الغزو
غزوة تبوك
غزوة حُنَيْن

كانت خطة النبي أن يجعل المدينة أمامه، وجبل أحد خلفه، ووضع خمسين من الرماة على قمة هضبة عالية مشرفة على ميدان المعركة. تابع المقال الآتي لتعرف على تفاصيل القصة.

ما قبل غزوة أحد من تخطيط

خرج النبيُّ عليه الصلاة والسلام بالجيش إلى المشركين للقائهم، ولما وصلوا إلى منطقةٍ تُسمى الشَّوْط، انسحب رأس النفاق عبد الله بن أُبّيِّ بن سلول بثُلُثِ الجيش، وكان معظم الذين عادوا معه من المنافقين، وقالوا: لا نعتقد أنه سيكون قتالٌ في هذا اليوم، لو كنَّا نرى قتالاً لبقينا.
فلما وصل النبي عليه الصلاة والسلام إلى الموقع، جعل جبل أُحُدٍ في ظهر الجيش، وجعل جبل عَينَين عن يساره، ثم بدأ النبي يُسوي صفوف المسلمين، ويَرُدَّ من كان صغيراً بالسِّنِّ كعبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وجعل عبد الله بن جبيرٍ الأنصاري أميراً على خمسين من الرُّماةِ، وأمرهم أن يأخذوا مواقعاً على جبل عينين، ثم أمرهم أمراً مُهمّاً بقوله: اِلزَموا موضعكم على الجبل ولا تبرحوا أماكنكم حتى وإن رأيت الطَّيْرَ تَخَطَّفُنا، ويقصد النبي حتى وإن رأيتمونا نُهزَم، وقال لهم أيضاً: وإن رأيتمونا نَهزِمُهُم ونَغْنَمُ فلا تنزلوا أبداً حتى أُرسل لكم الأمر بأن تنزلوا، وكان هذا الأمر لأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يخشى بأن يَلْتَفَّ المشركون من وراء الجبل فيُطَوِّقوا المسلمين.
ثم أخذ النبي عليه الصلاة والسلام سيفاً، وقال للمسلمين، من يأخذ مني هذا السيف؟ فقام كثيرٌ من الصحابة، وكلُّ واحدٍ منهم يقول: أنا آخذه يا رسول الله، ثم قال النبيُّ عليه الصلاة والسلام: من يأخذه بِحّقِّه؟ فسكت الجميع إلا أبو دجانة سِماكُ بن خَرَشَةَ، فقال: أنا آخذه بحقِّه يا رسول الله، فأعطاه إياه وقاتل به قتالاً لا نظير له.
أما من جهة جيش المشركين، كان أبو سفيان يُحرِّضُ الجيش على القتال، وكان لواء المشركين مع بني عبد الدار، وكان مع طلحةَ بن أبي طلحة، فقال له ولإخوته من بني عبد الدار يُحَرِّضُهُم: يا بني عبد الدار، لقد كان معكم لواءنا يوم بدرٍ، فأصابتنا الهزيمة التي تعرفونها، وإنَّما تُؤتى الهزيمة من قِبَلِ راياتها ولوائها، فإن زالت الراية، يزول الجيش، فإما أن تكفونا بثباتكم، أو تُعطونا اللواء ونكفيكم بثباتنا، فغضبوا وقالوا له: سترى ما سنصنع في ساحة القتال من الثبات، ثم بدأ القتال.