الجهاز اللمفي والعقد اللمفية مكوناته ووظائفه

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الأحد، 01 يناير 2023
الجهاز اللمفي والعقد اللمفية مكوناته ووظائفه

الجهاز اللمفي (بالإنجليزية: The Lymphatic System)، الذي يُعرف أيضاً بالجهاز البلغمي، هو عبارة عن شبكة من الأنسجة والأعضاء التي تساعد في تخليص الجسم من السموم والفضلات وعدد من المواد غير المرغوب بها، وينقل بشكل أساسي سائل اللمف الذي يحوي الكريات البيضاء المقاومة للأمراض، وتنتشر هذه الكريات لتشمل الجسم بأكمله، وفي هذا المقال سنتعرف معاً على مكونات الجهاز اللمفي، والوظائف المتنوعة التي يؤديها في الجسم.

حقائق سريعة عن الجهاز اللمفي

يتكون الجهاز اللمفي من أوعية لمفية (بالإنجليزية: Lymph Vessels) تشبه إلى حد ما تركيب الأوعية الدموية الدقيقة والأوردة، وترتبط هذه الأوعية بمجموعة من العقد اللمفية التي تقوم بتصفية سائل اللمف. [1]

وتعتبر اللِوَز (بالإنجليزية: Tonsils)، والطحال (بالإنجليزية: Spleen)، والتيموس (بالإنجليزية: Thymus) أيضاً أجزاء من الجهاز اللمفي، وفيما يأتي مجموعة من المعلومات الأساسية حول الجهاز اللمفي: [1]

  • وظيفة الجهاز اللمفي: يؤدي الجهاز اللمفي 3 وظائف أساسية، هي: المشاركة في وظيفة جهاز المناعة، والحفاظ على توازن السوائل، إضافة إلى كونه ضرورياً في امتصاص المواد الدسمة والأغذية المنحلة في الدسم.
  • تصريف السوائل: تقوم الأوعية اللمفية بتصريف السوائل من جميع أنسجة الجسم تقريباً، من أجل التحكم بتوازن السوائل ونقل المواد الغريبة باتجاه العقد اللمفية، حيث يتم فحصها من قبل خلايا الجهاز المناعي.
  • تضخم العقد اللمفية: تتضخم العقد اللمفية نتيجة الإصابة المباشرة بالعوامل الممرضة غالباً، وفي حالات أخرى نادرة، يكون هذا التضخم نتيجة ورم سرطاني أو أمراض أخرى نادرة.
  • المناعة ذات الذاكرة الطويلة: تعتبر العقد اللمفية مسؤولة عن تصفية سائل اللمف، وتلعب دوراً في المناعة المتكيفة مع العوامل الممرضة الجديدة، وهي تدعى بالمناعة ذات الذاكرة الطويلة.
  • مرض الوذمة اللمفية: تتضمن أمراض الجهاز اللمفي ما يسمى بـ"الوذمة اللمفية" (بالإنجليزية: Lymphedema)، وهي انتفاخ يحدث عند عدم قدرة الوعاء اللمفي على تصريف سائل اللمف.
  • لون السائل اللمفي: السائل اللمفي هو سائل رائق شفاف يتغير لونه بفعل الالتهاب أو الإنتان، ويكون لونه أبيض في القناة الصدرية، حيث ينقل الجزيئات الدسمة بشكل مستحلب من الأمعاء نحو الدوران الدموي.
  • فحص العقد اللمفاوية: يعتبر فحص العقد اللمفية مهماً لتقدير مرحلة انتشار الأورام السرطانية، ويدخل مع عوامل أخرى مثل حجم الورم وانتشاره الموضعي في تقدير درجة السرطان وتحديد الخطة العلاجية.

أجزاء الجهاز اللمفي وكيفية عملها

الأوعية والعقد اللمفية

كما ذكرنا أن الأقنية والأوعية اللمفية تشكل حجر الأساس في بناء الجهاز اللمفي، ويمكننا تشبيه عمل الجهاز اللمفي بعمل الجزء الوريدي من جهاز الدوران الدموي، إذ تنتشر الأقنية اللمفية وتتفرع في مختلف أنسجة الجسم، لتنقل السوائل في أوعية تصب على أوعية أخرى أكبر، حتى تتجمع وتصب في الدوران الوريدي المتجه نحو القلب. [1]

تأتي هذه السوائل بسبب ارتشاح الماء والمواد البروتينية وبعض الأملاح من الأوعية الدموية الدقيقة لتنتشر ضمن الأنسجة، ولا تتمكن الأوعية الدموية من امتصاص جميع هذه السوائل لإعادتها مرة أخرى إلى القلب. [1]

هنا يأتي دور القنوات اللمفية التي تسمح بسهولة للسوائل والجزيئات الموجودة ضمنها بالعودة إلى القلب، ولا توجد قوة فعالة تضخ السائل اللمفي في الأوعية اللمفية، إنما تساعد حركة الجسم أثناء ممارسة النشاطات اليومية في انقباض الأوعية اللمفية ودفع السائل داخلها للحركة. [1]

وتملك الأوعية اللمفية صمامات تمنع رجوع السوائل في الاتجاه المعاكس، وتمر في طريقها بالعديد من العقد اللمفية، التي يبلغ عددها عدة مئات في جسم الإنسان، وهي تتجمع بشكل أساسي في منطقة العنق ومنطقة تحت الإبط، إضافة إلى المغبن (المنطقة في جذر الفخذين وبجانب الأعضاء التناسلية). [1]

ملاحظة: من الأخطاء الشائعة في وصف الجهاز اللمفي الإشارة إلى العقد اللمفية بمصطلح الغدد اللمفية، وهو تعبير خاطئ لأن العقد اللمفية لا تنتمي للجهاز الغدي، إذ إنها لا تفرز أي نوع من الهرمونات. [1]

اللِوَز (بنات الأذنين)

تقع اللوز (بالإنجليزية: Tonsils) في المنطقة الخلفية من الفم والبلعوم، وتعتبر مسؤولة عن إنتاج نوع من الكريات البيضاء تسمى بالخلايا اللمفاوية (بالإنجليزية: Lymphocytes)، إضافة إلى الأجسام المضادة (بالإنجليزية: Antibodies) (وهي مركبات تجول في سوائل الجسم وتلتصق على سطح الأجسام الغريبة أو المواد السامة لتفككها أو تعدل تأثيرها الضار). [1]

تكمن أهمية اللوز في الموقع الاستراتيجي الذي يجعلها نقطة الحراسة الأولى التي تهاجم المواد الغريبة المبتلعة عن طريق الفم أو المستنشقة مع الهواء، وتلتهب اللوز بفعل العوامل الممرضة ليحدث ما يعرف بالتهاب اللوز (بالإنجليزية: Tonsillitis) وهي حالة التهابية شائعة عند الأطفال. [1]

ملاحظة: يستخدم العديد من الأشخاص والأطباء أحياناً مصطلح التهاب اللوزتين، بدلاً من التهاب اللوز، والمقصود بذلك التهاب اللوزتين الحنكيتين (بالإنجليزية: Palatine Tonsils) اللتين تظهران متقيحتين ومتضخمتين عند فتح الفم، وهي ليست تسمية خاطئة تماماً لكن عدد اللوز جميعها هو ستة وليس اثنين. [1]

الطحال (Spleen)

لا يشارك الطحال في عملية تصفية السائل اللمفي مثل العقد اللمفية، ولا يتصل بالشبكة اللمفية بالطريقة نفسها أيضاً، إلا أنه يتكون من نسيج لمفي وهو يساهم في تشكيل كريات الدم البيضاء، لذلك يعتبر جزءاً من الجهاز اللمفي والجهاز المناعي. [1]

ويلعب الطحال وظيفة أخرى مهمة هي تصفية الدم وتخليصه من الكريات الحمراء والصفيحات القديمة والمتخربة، إضافة إلى الأحياء الدقيقة الغريبة. [1]

غدة التيموس (Thymus Gland)

تُعرف أيضاً باسم التوتة، ولها وظيفة مزدوجة كونها عضواً لمفياً، وغدة مفرزة للهرمونات في الوقت نفسه، ويعتبر التيموس عضواً أساسياً في عملية نضج الخلايا المناعية، إذ يبدأ بالعمل في مرحلة الحياة الجنينية قبل عملية الولادة، ويستمر خلال مرحلة الطفولة حتى يتراجع ويضمر مع الاقتراب من سن البلوغ. [1]

ما وظائف الجهاز اللمفي في الجسم

ذكرنا في بداية المقال لمحة سريعة عن المهام الرئيسية للجهاز اللمفي، وسنقوم الآن بتوضيح تلك المهام بشيء من التفصيل: [2]

استتباب توازن السوائل (Fluid Homeostasis)

هذه الوظيفة يمكن أن نعتبرها أهم ما يقوم به الجهاز اللمفي، إذ يمنع تراكم السوائل والجزيئات البروتينية غير القادرة على العودة نحو القلب عبر الدوران الدموي الوريدي.

تتجمع السوائل في الفراغات والأجواف بين النسج، في مسافات تدعى بـ "المسافات الخلالية" (Interstitial Spaces) (وهي الفراغات الضيقة ما بين الخلايا التي لا تصل إليها الأوعية الدموية واللمفية الدقيقة جداً).

يتمكن الدوران الدموي من إرجاع 90% من حجم السوائل المرتشحة إلى المسافات الخلالية، أما الباقي فيتم تصريفه عبر الأوعية اللمفية.

يبلغ حجم السوائل المرجعة عبر الدوران اللمفي إلى القلب كل يوم حوالي لترين أو ثلاثة، وهي تحوي كما ذكرنا مواد بروتينية أكبر حجماً من أن تدخل إلى الأوعية الدموية الوريدية مرة أخرى.

وبالرغم من عدم كون الدوران اللمفي بنفس الأهمية مقارنة بالدوران الدموي، فإن الفشل المفاجئ الشامل لعمل الجهاز اللمفي، ينتج عنه احتقان السوائل وركودها في جميع أنسجة الجسم ونقص حجم الدم؛ مما يسفر عنه الموت خلال أقل من يوم.

امتصاص المواد الغذائية

يعتبر الدوران اللمفي الطريق الرئيسي الذي تسلكه المواد الدسمة الممتصة عبر الأمعاء، ويشكل الجهاز اللمفي استطالات وطيات صغيرة في جدران الأمعاء الدقيقة (وهي الجزء من الجهاز الهضمي الذي يحدث فيه امتصاص الطعام).

تمتص هذه الاستطالات الحموض الدسمة (وهي الشكل البسيط للشحوم بعد تفكيكها من قبل الجهاز الهضمي)، بالإضافة إلى الفيتامينات المنحلة بالدسم، وهي: فيتامينات (أ)، (ك)، (هـ)، (د)، وتتجمع المواد الدسمة وتندمج بالسائل اللمفي مُشكّلة سائلاً أبيض سميك القوام يشبه قوام الحليب اسمه الكيلوس (بالإنجليزية: Chyle).

يمر هذا السائل ضمن قناة لمفية كبيرة تدعى القناة الصدرية (Thoracic Duct) وصولاً إلى وريد كبير يسمى الوريد تحت الترقوة الأيسر (Left Sub Clavicular Vein)، حينها يختلط الدوران اللمفي بالدموي ليدخل إلى القلب، وينقل المواد الدسمة ضمن الدوران مع باقي المواد الغذائية التي تمتص دموياً بشكل مباشر من الأمعاء.

الدور المناعي للجهاز اللمفي

يشكل الجهاز اللمفي جزءاً أساسياً في ردة الفعل المناعية التي يقوم بها جسمنا بعد التعرض للأحياء الدقيقة الممرضة والفيروسات، بالرغم من أهمية الجهاز اللمفي والجهاز المناعي بشكل عام، فإنهما لا يستطيعان حماية الجسم وحدهما، إنما يعتبر جهاز المناعة خطاً دفاعياً خلفياً يتربص بالأحياء الدقيقة التي عبرت العوائق الآتية:

  1. الحواجز الميكانيكية: مثل الجلد الذي يعزل الوسط الداخلي عن الخارجي ويمنع الجراثيم من اختراقه.
  2. الحواجز الكيميائية: مثل العصارة الحمضية ضمن جوف المعدة، التي تعتبر سامة بالنسبة للعوامل الحية الممرضة، وتقتل معظمها قبل أن تحدث أي أثر ضار.
  3. المنافسة من قبل البكتيريا المفيدة: تبطن البكتيريا المفيدة مساحة كبيرة من أجواف الجهاز الهضمي والتنفسي، لذلك يصعب على الأحياء الدقيقة الممرضة التي قد تكون موجودة في هذه الأماكن أن تعشش وتتكاثر.

بالرغم من الفاعلية الكبيرة للحواجز السابقة تتمكن العديد من العوامل الممرضة من اختراقها وغزو أنسجة الجسم؛ بالتالي قد يحدث إنتان واسع إن لم يتعامل معها الجهاز المناعي بصورة فعالة وحاسمة.

ويمتلك الجهاز المناعي خيارات واسعة من الخلايا المختلفة المتخصصة بأدوار محددة، إلى مجموعة كبيرة من المواد الكيميائية القادرة على قتل الكائنات الحية الممرضة أو إيقاف تكاثرها وإضعافها.

وهكذا بإمكاننا القول إنه إذا شبهنا جسم الإنسان بمدينة صغيرة، يمكننا اعتبار الجهاز اللمفي هو نظام الصرف الصحي، والتخلص من القمامة، والشرطة مجتمعين في كيان واحد.

كيف يصاب الجهاز اللمفي بالمرض

يمكن أن يتعطل الجهاز اللمفي إذا أصيبت أجزاؤه من عقد أو قنوات أو أنسجة لمفية بالانسداد أو الالتهاب أو الأورام الخبيثة، وينشأ عن ذلك مجموعة من الأعراض التي يمكن حصرها ضمن المجموعات الآتية: [3]

  1. انسداد العقد اللمفية: عندما يتضمن الاعتلال اللمفي انسداداً، يتجمع اللمف خلف منطقة الانسداد وتنتفخ المنطقة مُشكّلة ما يسمى بالوذمة اللمفية (بالإنجليزية: Lymphedema).
  2. الالتهاب: تنتفخ العقد اللمفية بسبب غزوها من قبل الكائنات الحية الممرضة.
  3. السرطان: هو أقل الإصابات شيوعاً وأكثرها خطورة، وتسمى الأورام السرطانية التي تنشأ من الأنسجة اللمفية باللمفوما (بالإنجليزية: Lymphoma)، إلا أن أغلب الإصابات السرطانية الموجودة في النسيج اللمفي تكون بسبب انتشار الورم من منطقة أخرى قريبة، وليس بسبب ورم نشأ في الجهاز اللمفي.

ما هي العقد اللمفية المتضخمة

إن تلك الكتل التي قد تلاحظها في عنقك خلال إصابتك بالتهاب الحلق على سبيل المثال هي عقد لمفية متضخمة، وغالباً ما يحدث هذا الانتفاخ نتيجة سببين أساسيين، هما: [2]

  1. ردة فعل مناعية تجاه إنتان: هنا يحدث ما يسمى بتضخم العقد اللمفية التحسسي (بالإنجليزية: Reactive Lymphadenopathy)، ويبدو أنه يحدث حين ينقل السائل اللمفي أجساماً غريبة إلى العقد اللمفية، مما يحرض حدوث استجابة مناعية.
  2. الإصابة المباشرة: هنا تغزو الأحياء الممرضة العقدة اللمفية بشكل مباشر، ويؤدي ذلك إلى حدوث تفاعل التهابي يدعى بالتهاب العقد اللمفية (بالإنجليزية: Lymphadenitis)، عادةً ما يرافق هذه الإصابة عدداً من الالتهابات التي تحتاج إلى معالجة عاجلة بالمضادات الحيوية (بالإنجليزية: Antibiotics).

كقاعدة عامة: ليس هناك داع للأشخاص ذوي الصحة الجيدة بشكل عام أن يذهبوا إلى الطبيب في حال عانوا من تضخم عقد لمفية محدود، خاصة بعد الإصابة بالزكام أو الإنفلونزا، ويجب أن يتراجع التضخم مع شفاء المرض بشكل تدريجي. [2]

لكن من الأفضل زيارة الطبيب وأخذ مشورته في حالة تضخم عقدة لمفية أو أكثر لفترة زمنية تزيد عن 10 أيام، كما يجب استشارة الطبيب دون تأخير في حال كانت العقد اللمفية المتضخمة قاسية وثابتة في مكانها، أو إذا ترافق التضخم مع حمى وتعرق ليلي وخسارة وزن دون اتباع حمية. [2]

ما دور الجهاز اللمفي في حدوث السرطانات وتشخيصها

كما ذكرنا في السابق، فالجهاز اللمفي يساهم في مناعة الجسم ضد الأجسام الغريبة، إذ إنه يحوي نمطاً من الخلايا التي يطلق عليها اسم الكريات البيضاء اللمفاوية (بالإنجليزية: Lymphocytes) وهي المسؤولة عن المناعة الخلوية، وهو القسم من الجهاز المناعي المخصص لمهاجمة الخلايا والأنسجة الغريبة. [3]

لذلك هو المسؤول عن الرفض في عمليات زرع الأعضاء، ويمكن أن يهاجم أيضاً الخلايا المصابة بالفيروسات أو الخلايا السرطانية التي تفقد معالم الخلايا السليمة، وتكون مشوهة على المستوى الخلوي وقادرة على التكاثر بشكل كبير لغزو الأنسجة المحيطة. [3]

إلا أن الجهاز المناعي يوقف الخلايا الشاذة عند حدها قبل أن تتحول إلى ورم؛ لذلك لا نُصاب جميعاً بالسرطان، إنما يبقى عدد المصابين بالسرطانات محدوداً نوعاً ما. [3]

لكن لسوء الحظ، فإن دور الجهاز اللمفي عندما يتعلق الأمر بالسرطانات ليس إيجابياً في جميع الأحوال، إنما يمكن أن تتحول الأقنية اللمفية إلى وسائط نقل تركبها الخلايا السرطانية لتغزو الأنسجة البعيدة. [3]

أو تتحول العقد اللمفية إلى بؤر سرطانية يتكاثر فيها الورم ليصبح أكبر وأكثر فتكاً، ولنأخذ الانتقالات اللمفية لسرطان الثدي كمثال: [3]

ذكرنا أن الشبكة اللمفية عبارة عن تفرعات دقيقة ومتعددة من الأوعية ضمن مختلف الأنسجة، وتنقل السوائل الزائدة وبعض المواد منها من أجل تصريفها، والثدي ليس استثناء عن هذه القاعدة. [3]

فإذا كان نسيج الثدي مصاباً بورم سرطاني، وكانت الخلايا السرطانية غير متماسكة معاً بشدة (وهذا هو الشائع في السرطانات)، يمكن أن تنفصل بعض الخلايا السرطانية عن الورم الأصلي، وتتحرك بحرية بين الخلايا والأنسجة الأخرى. [3]

إذا دخلت هذه الخلية الورمية إلى وعاء لمفي تنتقل ضمنه إلى عقدة لمفية قريبة، وتسمى بالعقدة اللمفية، أما التي ينزح إليها سائل اللمف من أي نقطة من الجسم، فتسمى بالعقدة الحارسة (بالإنجليزية: Sentinel Node) بالنسبة لهذه المنطقة. [3]

وبما أن اللمف في منطقة الثدي ينتقل إلى منطقة تحت الإبط، تعتبر العقد اللمفية تحت الإبط هي العقد الحارسة في سرطان الثدي، ويجري فحصها عند وجود سرطان ثدي لأنها أول منطقة قد ينتشر إليها السرطان، وإذا ثبت عدم وجود أي خلايا ورمية ضمنها يعتبر هذا علامة جيدة تستبعد احتمال انتقال الورم إلى مناطق أخرى. [3]

ختاماً، نجد أن الجهاز اللمفي ليس مجرد مجموعة من الكتل المنتفخة، إنما هو على الرغم من عدم وصولنا إلى فهم كامل لجميع خواصه وآليات عمله، فإنه يقوم بالعديد من الأدوار التي ينتج عنها استقرار مكونات أجسامنا ضمن القيم الطبيعية وامتصاص الأغذية بكفاءة عالية، إضافة إلى موقعه المحوري في جهاز المناعة وفضله في القضاء على الخلايا الشاذة والسرطانية.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار