الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence)

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الإثنين، 14 فبراير 2022
الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence)

الذكاء العاطفي Emotional Intelligence هو قدرتك على معرفة مشاعرك وفهمها وإدراك تأثيرها على الآخرين؛ مما يزيد من قدرتك على امتلاك رؤية أشمل لعلاقاتك كما يسمح لك بضبطها وإدارتها بالشكل الأفضل. ويتميز الأشخاص ذوي الذكاء العاطفي العالي بمميزات تحسن حياتهم الاجتماعية والمهنية.

مميزات الأشخاص أصحاب الذكاء العاطفي العالي

الأشخاص أصحاب الذكاء العاطفي العالي يعون أنفسهم

واحدة من أهم صفات أصحاب الذكاء العاطفي العالي وعيهم الكبير بذاتهم فهم يفهمون مشاعرهم فهماً جيداً، بالتالي يعرفون أسبابها ونتائجها، فلا ينقادون ورائها أبداً بل يعتمدون على قدراتهم العقلية ومعارفهم لاتخاذ القرارات وخصوصاً الحاسمة منها، بالتالي فهم من يحكمون مشاعرهم ولا تحكمهم مشاعرهم، وينظرون إلى أنفسهم بصدق ويحاولون تطويرها برغبة حقيقية وبشتى السبل المتاحة.

الأشخاص أصحاب الذكاء العاطفي العالي قادرون على تنظيم مشاعرهم

طالما يعي الأشخاص ذوي الذكاء العاطفي العالي مشاعرهم فذلك يتيح لهم التعامل معها بسلاسة أكبر، بالتالي القدرة على إدارتها وتنظيمها، كما يرتبون أفكارهم أو نشاطاتهم اليومية، فهم لا يسمحون للغضب بتملكهم أبداً حتى في المواقف التي تستوجب ذلك، وشعورهم بالغيرة مثلاً لا يشغل حيزاً من تفكيرهم، بالتالي هم ليسوا أشخاصاً مندفعين ولن يتخذوا قرارات متهورة وغير مسؤولة، لأنها ستكون مبنية على تحليل منطقي لا مشاعر جارفة.

الأشخاص أصحاب الذكاء العاطفي العالي مقبلون على الحياة

النجاح الحقيقي هو النجاح البعيد والذي يستغرق الكثير من الوقت والتعب لتحقيق الأهداف ويدرك ذوو الذكاء العاطفي العالي ذلك، فهم أشخاص منتجون ويحبون التحدي وقادرون على التعامل مع مختلف المهام التي تلقى على عاتقهم، لذلك لن يرضوا بأقل من نجاح باهر، فالنجاحات والإنجازات الصغيرة لا تعنيهم انطلاقاً من قناعتهم القوية بضرورة تأدية أفضل ما لديهم وحافزهم للمواجهة والتحدي.

الأشخاص أصحاب الذكاء العاطفي العالي يفهمون مشاعر الآخرين ويتعاطفون معهم

يمكننا القول بثقة بأنها ثاني أهم مميزات الذكاء العاطفي بعد الوعي الذاتي، فالجانب العاطفي لا يشملنا نحن فقط بل يشمل الناس المحيطين بنا من أصدقاء وأقرباء، لذلك يعد التعرف على مشاعر الآخرين وفهمها عاملاً حاسماً في علاقتنا معهم وسبباً رئيسياً في استمرارها بشكل جيد، فليس هناك أفضل من شخص قادرٍ على فهم مشاعرك وآرائك ووجهات نظرك ورغباتك وأحلامك، وقادرٍ على التعامل معها بشكل مثالي يضمن شعورك بأنه يحترمها وبأنه متعاطف معك ومساند لك حتى النهاية، هؤلاء الأشخاص قادرون على قيادة العلاقات ومستمعون جيدون قادرون على سماعك طالما أنك تريد ذلك، وهم يتجنبون تقييم الناس وفق قوالب نمطية أو الحكم المتسرع عليهم.

الأشخاص أصحاب الذكاء العاطفي المرتفع قادرون على التواصل مع الآخرين بأسلوب مميز

وهي صفة مريحة بالنسبة للأشخاص الذين سيتعاملون معهم فليس هناك ما هو أسهل من التحدث مع شخص يتقن المهارات الاجتماعية أثناء الحديث ويعرف متى وماذا يقول ومتى عليه التزام الصمت والإنصات للآخرين، فهؤلاء الأشخاص ليسوا ممن تضطر لقضاء ساعات طويلة وأنت تسمع إنجازاتهم وقصص بطولاتهم فهم يقدرون ويحترمون الجميع ويحاولون إظهار محاسن ومميزات كل شخص يعرفونه، لذلك علاقاتهم مع الآخرين تستمر بفضل حكمتهم ومعرفتهم تفاصيل سعادة الناس.

كيف تطور ذكائك العاطفي

أنت حتماً أعجبت بمميزات الذكاء العاطفي وأدركت القيمة الحقيقة لامتلاكها، وبغض النظر عن قدرتك على ضبط مشاعرك وفهمها فأنت قادر على تطوير نفسك والوصول إلى المرحلة التي تصبح فيها المتحكم الأول والأخير بمشاعرك. إليك بعض الخطوات التي ستحقق لك ذلك:

  • كيف تعامل الناس وتتفاعل معهم؟ حاول ألا تتسرع في الحكم على الأشخاص مطلقاً وألا تقسمهم وفق قوالب نمطية لمجرد معرفتك القليل من المعلومات عنهم، ضع نفسك مكانهم وحاول أن تتقبل وجهات نظرهم وآرائهم واحتياجاتهم.
  • لا تحاول تنبيه الناس إلى إنجازاتك وعملك، عليك الالتزام بالتواضع وحتماً لا يُقصد بالتواضع أن تكون خجولاً أو أن تقلل من ثقتك بنفسك، فأنت مدرك لإنجازاتك وفخور بها لكنك تعطي الفرصة للجميع لإثبات ذاتهم، كما أنه عليك ألا تنتظر الثناء من أحد في أي ظرف من الظروف.
  • ما هي نقاط ضعفك؟ عليك أن تتقبل كونك لست مثالياً وعليك البدء بالعمل على تطوير ذاتك، انظر لنفسك بصدق وقيم نفسك بدقة فهي الخطوة الأولى لتغير حياتك وتحقق النجاح.
  • ما هي ردة فعلك في المواقف الصعبة؟ حاول ألا تتملكك مشاعر الغضب وألا تشعر بالإحباط حتى وإن لم تسر الأمور كما خططت لها، لا تلم الآخرين على ذلك لأنه غالباً ليس خطأهم. تمتع بالهدوء وتعامل مع الأمور بطريقة عقلانية، مهما حدث حاول ألا تفقد السيطرة على مشاعرك.
  • تحمل مسؤولية قراراتك وأعمالك، فإن أسأت إلى أحدهم وجرحت مشاعره بادر بالاعتذار، لا تتجاهل ما قمت به ولا تحاول تجنب الشخص الذي أسأت إليه كل ما عليك فعله هو تصحيح الموقف، فالناس ليس لديهم مشكلة بالمسامحة ونسيان الماضي ما دامت مبادرتك معهم صادقة.
  • اعرف تأثير أفعالك على الآخرين قبل أن تقدم عليها، وضع نفسك مكانهم فإن كان تصرفك جارحاً فمن الطبيعي ألا تقوم به لأنك حتماً لن ترغب في تجربة ذلك الشعور، وكن مستعداً دائماً لنتائج تلك الأفعال في حال أقدمت عليها.

علامات ضعف الذكاء العاطفي

إليك بعض علامات ضعف الذكاء العاطفي لتتجنبها وتعود إلى الفقرة السابقة لتطور نفسك وعلاقتك مع الآخرين:

الشعور بالضغط بسهولة

إن اختبار مشاعرك دون تحليلها له تأثير سلبي على صحة جسمك وعقلك وسيساهم حتماً في زيادة شعورك بالتوتر لذا عليك محاولة فهم أسباب مشاعرك غير المبررة لمحاولة كبح جماحها مما يساعد على ضبط الوضع وتلافي المشكلات المستقبلية. عليك الحذر فالأشخاص أصحاب الذكاء العاطفي المنخفض يحاولون تعديل مزاجهم بوسائل مختلفة وهم أكثر عرضة للقلق والاكتئاب وإدمان المخدرات وتراودهم أفكار الانتحار أكثر من غيرهم.

مشاكل في تأكيد وإثبات الذات

بالإضافة لما ذكرنا سابقاً من ميزات الأشخاص أصحاب الذكاء العاطفي العالي يميلون لكونهم أكثر أخلاقية في التعامل مع الآخرين من غيرهم كما أنهم أكثر لباقة وتعاطفاً في علاقاتهم، قادرين على إثبات ذاتهم ووضع حدود وضوابط لعلاقاتهم الاجتماعية، بعيداً عن العنف والعدائية. لذلك عليك أن تحاول تطوير أسلوبك في التعامل مع الأشخاص والأحداث والمشكلات بما يتناسب مع زيادة ذكاءك العاطفي.

ضعف القدرة على تحديد ماهية العواطف

جميعنا نختبر الكثير من العواطف ولكن لسنا قادرون دائماً على توصيفها بالشكل الصحيح؛ مما يؤدي إلى ردات فعل غير محبذة من الآخرين، ويكون ذلك انعكاساً لعدم فهم الناس المحيطين بنا لتلك المشاعر. لذا حاول التفريق بين مشاعر الغضب والخوف والقلق والتوتر، وحاول إدراك أسبابها لتعرف تماماً ما عليك فعله، فتعبيرك عن ذاتك بالشكل الصحيح سيساعد الناس على فهم تصرفاتك معهم.

تبني افتراضات سريعة والاستماتة في الدفاع عنها

يميل الكثير من الناس وهم غالباً من أصحاب الذكاء العاطفي المنخفض إلى تبني الأفكار والافتراضات بسرعة وبناءً على أدلة سطحية وقليلة وهذه مشكلة خطيرة، لكن الأخطر هو استعدادهم للاستماتة في الدفاع عنها بأي ثمن ويناقشون لإثبات وجهة نظرهم وهم مقتنعون بصدق قولهم خاصة إذا كانوا قادة لفريق مسؤول عن مهمة معينة، لأن ذلك سيتحول إلى فكر جماعي يتبناه كل أفراد الفريق. إذاً عليك أن تدرك أن المشاعر ما هي إلا رد فعل أولي قد لا يحمل في طياته سوى القليل من الحقيقة والموضوعية، راقب أسباب الحوادث وآراء الناس وحاول الوصول إلى نتائج مفيدة تسهم في التغيير.

الشعور بالضغينة والحقد

المشاعر السلبية التي ترافق تحاملك على شخص أو شيء ما ليست إلا انعكاساً لحالة الضغط والتوتر التي تشعر بها، لذلك لا تفكر في الأحداث السيئة لأن هذا سيعيد نفس المشاعر السلبية وسيبادر جسمك بردات الفعل المتعلقة بالدفاع عن النفس بسبب شعورك بالتهديد، وهو حتماً أمر مضر بصحة الجسم ويساهم بشكل كبير في إصابتك بارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب، فحاول تجنب المشاعر السلبية ولا تتحامل على أي شيء كان حفاظاً على صحتك وتطويراً لذكائك العاطفي.

الإصرار على تذكر الأخطاء والشعور المستمر بالندم

كلنا مررنا بلحظات النجاح والفشل، فمن منا لم يصب ويخطأ؟ ولكن منا من تجاوز الأمر والآخر تاه في دوامة الندم والحسرة. الشعور بالندم حتماً ليس سيئاً بل هو أمر ضروري كثيراً لكن عند أي خطأ ترتكبه اشعر بالندم بطريقة إيجابية، تقبل فكرة أنك أخطأت، وحاول إبعاد أخطائك عن دائرة تفكيرك مع تذكرك لكون هذا الأمر خطأً لتطور نفسك وتتفادى ما هو سيء في المستقبل.

الشعور بالتعرض لسوء الفهم من قبل الآخرين

سوء فهم الآخرين لك مشكلة تزعجك كثيراً وتدفعك للتذمر منهم، لكن يؤسفني أن أخبرك أنها مشكلتك وحدك وليست مشكلتهم، فهذا ناجم عن سوء تعبيرك في الأساس، حاول أن تشرح بأسلوب مختلف ومنهجية جديدة، وسيفهم الناس مشاعرك وأفكارك بكل تأكيد، اضبط نفسك وتقبل الأمر فلسنا جميعاً ننظر للأمور من المنطلق نفسه أو نفكر بالطريقة ذاتها.

عدم فهم الدوافع

الكثير من الناس يجهلون دوافعهم ويأخذون مواقفاً ويتبنون أفكاراً ويقومون بأفعال متهورة بسبب اندفاعهم المفرط، عليك أن تدرك تماماً حقيقة دوافعك وماهيتها وذلك من خلال معرفتك لحاجاتك، حاول ضبط هذه الحاجات وترتيبها وإدارتها لزيادة ذكائك العاطفي؛ مما سيسهل عليك الكثير من الأمور على الصعيدين الشخصي والمهني.

عدم الشعور بالغضب

بدأت تشعر بالتناقض أثناء قراءتك المقال، بعد سرد مطول عن أهمية كبح الغضب والتحكم في المشاعر السلبية، ترى أن عدم الشعور بالغضب واحد من مظاهر انخفاض الذكاء العاطفي! ولكن اطمئن فالأمر حتماً ليس بهذا الشكل.

فتحكمك بغضبك لا يعني نفيه، وعدم الشعور بالغضب إطلاقاً دليل صريح على عدم إدراكك الواقع المحيط بأي شكل من الأشكال، كبت المشاعر الزائد قد يكون أكثر ضرراً من التعبير عنها. عليك أن تعرف متى تعبر عن السعادة ومتى تعبر عن الغضب، ذكاؤك العاطفي سيساعدك في التعبير عن مشاعرك في الوقت المناسب ولغاية محددة. فحتماً ليس من المنطقي أن تكون ردة فعلك يوم تخرجك من الجامعة أو موت أحد أقربائك "لا شيء!".

لوم الآخرين واتهامهم بالتسبب بالمشاعر السيئة

أنا أعدك بأنه في هذا العالم ليس هناك أشخاص نذروا حياتهم لإزعاجك بل وأجزم بأنه ليس هناك حتى شخص واحد يعيش لهذه الغاية، أفعال الناس قد يكون لها تأثير على مشاعرنا سواء كان ذلك التأثير سلبياً أم إيجابياً لكن مشاعرك ملكك وحدك وأنت قادر على إدارتها فهي نابعة من ذاتك، لا أحد يستطيع التأثير في مشاعرك دون إذن منك وعليك ألا تعطي أحدهم هذا الحق مطلقاً.

الشعور بالإهانة بسهولة

قد يرمقك أحدهم بنظرة لا تعجبك أو يوجه لك كلمة لم تكن ترغب بسماعها، حسناً في هذه الحال اكشف عن زنديك وتسبب في فقدانه لأحد أسنانه، ولكن فلتعلم قبل ذلك بأن هذا التصرف ينم عن ضعف ذكاءك العاطفي أو ربما انعدامه. شعورك بالإهانة مرتبط بمعرفتك لذاتك وثقتها فيها، فإذا وصفك أحدهم بالفشل وأنت واحد من أهم رجال الأعمال أو الأطباء مثلاً فأنا متأكد أنك لا تملك الوقت لترد عليه وأن تصرفه حتى أقل أهمية من أن يشغل حيزاً من تفكيرك.

قد تسخر من نفسك أحياناً وتسمح للناس بإطلاق النكات عليك وذلك دليل ثقة عالية في النفس شرط أن تكون هناك حدود بين الفكاهة وقلة تقدير الذات. تقبل النقد بمختلف أشكاله فهو حتماً وسيلة للنهوض بذاتك وتلافي أخطائك وتحويل نقاط ضعفك إلى نقاط قوة.

تكمن أهمية الذكاء العاطفي في التكييف مع الظروف والتعامل معها

المشاعر هي العامل الحاسم والمسبب الرئيسي لصنع القرار فهي تسبق الأفكار والتصرفات، وكثير من الناس يميلون لكبت مشاعرهم وذلك لا يشبه إدارتها بذكاء، فتنحية مشاعرك دون فهمها يسبب ضعفاً في فهم الذات وإدراكها مما يحد من قدراتك ويساهم في تدهور صحتك.

في مجال الأعمال افتقار المدراء والموظفين للذكاء العاطفي له انعكاسات لا تحمد عقباها لأن ذلك سيؤدي إلى انخفاض المرونة في التعامل لدى الأشخاص وضعف العمل الجماعي البناء الذي سيزيد الإنتاجية، فيما سيساعد الذكاء العاطفي المرتفع في التكيف مع الظروف والتعامل معها وتحسين أداء فريق العمل والتعاون بين أفراده للوصول إلى مرحلة الابتكار والإبداع الناجم عن التناغم فيما بينهم.

اختبار مستوى الذكاء العاطفي

تختلف اختبارات مستوى الذكاء العاطفي من حيث القدرات التي تستهدفها وتقيسها، فالبعض يقيس القدرة على التعرف وإدارة المشاعر في حين تقيس اختبارات أخرى تأثير تكامل العديد من القدرات وتأثيرها في مرونة التعامل واتخاذ القرارات.

تقسم اختبارات مستوى الذكاء العاطفي إلى:

  • اختبارات معتمدة على القدرة

يسعى اختبار الذكاء العاطفي المعتمد على القدرة إلى اختبار قدرتك العاطفية الفعلية بنفس الأسلوب الذي يقيس فيها اختبار الذكاء المعرفي قدرتك المعرفية، كما أن اختبار الذكاء يطلب منك حل المشكلات المعرفية، كما يطلب منك الاختبار العاطفي حل المشكلات العاطفية، حيث تطرح عليك أسئلة حول تصورك عن نفسك والآخرين.

أنشأ هذا الاختبار كل من جاك ماير، بيتر سالوفي، وديفيد كاروسو وهم من العلماء المؤسسين لبدايات الذكاء العاطفي ويسمى MSCEIT (Mayer-Salovey-Caruso Emotional Intelligence Test) أي اختبار ماير، سالوفي، وكاروسو للذكاء العاطفي، وهو الاختبار الوحيد الذي يعتمد على قياس القدرة.

  • اختبار القدرة للذكاء العاطفي في مجالات التوظيف

ويوصى بهذا الاختبار في حالات التوظيف أو الرغبة في تشكيل فريق من أجل مهمة معينة فهو تقييم موضوعي ودقيق للذكاء العاطفي لأي شخص. وأكثر ما يميز هذا الاختبار أثناء التوظيف هو إعطاء المدراء القدرة على كشف الكثير من المعلومات التي تخص الموظفين ولا يريدون الكشف عنها خصوصاً إذا حاولوا إعطاء صورة زائفة بأنهم جيدون في التعامل مع المشكلات واتخاذ القرارات.

  • اختبارات معتمدة على السمة

يفترض هذا النوع أن الذكاء العاطفي أقرب إلى الشخصية والتصرف، وهو مقياس أكثر استقراراً وثباتاً من مقياس السلوك الذي قد تسلكه في مواقف معينة، وهو الأكثر استخداماً ونتائجه موثوقة، ويقيس الكفاءات العاطفية والاجتماعية على حد سواء للحصول على صورة قريبة من الذكاء العاطفي للشخص الخاضع للاختبار وإمكانية تنمية هذه الكفاءات للحصول على نتائج أفضل في المستقبل.

  • اختبارات معتمدة على السلوك

يعتمد هذا النوع على قياس مدى تكرار الشخص الذي يخضع للاختبار لسلوك أو فعل مبني على ذكائه العاطفي، ويفترض هذا الاختبار أن الذكاء العاطفي مهارة يمكن اكتسابها وتعلمها وقد يتغير من لحظة إلى لحظة، مما يسمح له بقياس الذكاء العاطفي مع تغير الوقت.

  • اختبارات معتمدة على الكفاءة

يقيس هذا النوع من الاختبارات كفاءة الذكاء العاطفي للفرد الخاضع للاختبار في مواجهة المستويات المتوقعة في العمل، ففي العمل يتم تقييم هذه الكفاءات للاستفادة منها وفق الدور الذي يؤديه الموظف، حيث يفترض في اختبار مماثل أن يحصل المدير العام مثلاً على درجة أعلى في الاختبار من مدير أحد الأقسام.

إن الاختبارين ECI (Emotional Competency Inventory) اختبار الكفاءة العاطفية و ESCI (Emotional and Social Competency Inventory) اختبار الكفاءة العاطفية والاجتماعية واللذين يعتمدان على النموذج الذي طوره كل من دانيال غولمان (مؤلف وعالم نفس أمريكي) وريتشارد بوياتزيس (منظر أمريكي في دراسات التنظيمات الإدارية وأستاذ مواد السلوك التنظيمي في جامعة كيس ويسترن ريزيرف) يعدان الاختبارين الأكثر استخداماً في مجال الاختبارات، التي تعتمد على الكفاءات في اختبارات الذكاء العاطفي.

استخدام مقاييس الذكاء العاطفي لتطوير الأشخاص

عندما تتم مناقشة نتائج أي اختبار للذكاء العاطفي مع المدربين أو المهنيين المؤهلين في هذا المجال وتحقيق تكاملها مع خطط تنموية يمكن؛ تطوير الأفراد وفرق العمل وزيادة وعيهم الذاتي بأنفسهم عن طريق دمج أفكار التغييرات المطلوبة بعملهم وحياتهم اليومية، وغالباً ما يكشف اختبار الذكاء العاطفي عن معلومات ورؤى مذهلة وغير متوقعة، مما يدفع الناس للاهتمام والالتزام الكامل بتغيير سلوكهم.

قيادة فريق العمل الفعالية

كثير من المدراء الذين خضعوا لاختبارات من هذا النوع كانوا جديين بخصوص النتائج وملتزمين بتبعياتها وذلك لأن أفكارهم وتصرفاتهم سيكون لها دور كبير ومهم في إنتاجية الفريق الذي يديرونه، كما أنها ستساعدهم على التمكن من القراءة الصحيحة لردود الفعل أثناء الاجتماعات أو المفاوضات.

لتحقيق النجاح في العمل

يركز آخرون على هذه النتائج ويستخدمونها لتسهيل المهام المعرفية وأدائها بفاعلية أكبر وتوسيع نطاق المهارات لتوليد المشاعر الإيجابية لدى الموظفين من أجل تدعيم روح الفريق وزيادة الإنتاج. ويعد دمج التغييرات بالحياة اليومية والمهنية للموظفين ونشاطاتهم عن طريق خطط مدروسة الوسيلة الأفضل لتحقيق نتائج جيدة في النهوض بمستوى ذكائهم العاطفي. فضمان تحقيق فهم الناس لكيفية استخدام ذكائهم العاطفي للتأثير بشكل مباشر على الأداء في العمل وتطوير القدرات والتعامل مع الناس والمرونة العاطفية والوعي الذاتي كلها مجتمعة؛ تكون الأساس المتين للنجاح الحقيقي في العمل.

كيفية اختيار اختبار الذكاء العاطفي المناسب

لكل اختبار من اختبارات الذكاء العاطفي العديد من السلبيات والإيجابيات لذا عليك أن تختار الاختبار الذي يتناسب مع احتياجاتك والمعلومات التي تريدها سواء كانت حول أفراد معينين أو في الأعمال التجارية، وفي حالة الأعمال التجارية عليك الاطلاع على الاختبارات المستخدمة في خصوص الذكاء العاطفي في السابق؛ لأن قيامك بعملية الاختبار على الأشخاص بمقاييس مختلفة قد يعطي نتائج متفاوتة ولو بنسب قليلة وذلك سيسب لك الإرباك حتماً.

فإذا كنت تستخدم اختباراً يعتمد على الكفاءة فلن يؤثر أيضاً استخدامك لاختبار (MSCEIT) وذلك لكون كلا الاختبارين يمنحانك معلومات تفيد في تطوير الوعي الذاتي والكفاءات الإدارية. أما في حال كنت تستخدم اختباراً يعتمد على السمات لا تخلطه مع اختبار آخر يعتمد على السمات لأن أي تفاوت بسيط سيربكك، ومن الأفضل تقديم منهجية يعتمدها الناس لتطوير ذكائهم العاطفي لتحقيق النتائج المرجوة. ويمكن للمتخصصين المؤهلين الدمج بين الاختبارات في برامج التنمية لاستخلاص المعلومات وتحقيق تكاملها للوصول إلى نتائج أكثر شمولاً وتحقيق فائدة أكبر.

آراء حول اختبارات الذكاء العاطفي

نشر موقع (eqi) المختص بالذكاء العاطفي، مقالاً عن حجج تدعم أهمية إجراء اختبارات الذكاء العاطفي وبعض المشكلات التي ترتبط بتلك الاختبارات:

آراء تؤكد أهمية اختبارات الذكاء العاطفي

تنبع الآراء الداعمة للذكاء العاطفي من أهميته وإمكانية الاستفادة من تطبيقاته في شتى المجالات:

  • معرفة الشباب ذوي الذكاء العاطفي العالي لتأمين برامج تدريبية خاصة تنمي مهاراتهم وقدراتهم.
  • اكتشاف أصحاب الذكاء العاطفي العالي وتوجيههم نحو العلوم الإنسانية للاعتقاد بقدرتهم على التفوق في هذه المجالات وحل الكثير من المشكلات المتعلقة بالحرب والإرهاب والعنف الأسري.
  • قياس نسبة الذكاء العاطفي لدى الأطفال وإعادة الاختبار في وقت لاحق لمعرفة تأثير الأهل والمدرسة على تقدم أو تراجع تلك النسبة.
  • إيجاد الأطفال ذوي الذكاء العاطفي المنخفض وتقديم المساعدة لهم لتطوير أنفسهم.

آراء تنتقد اختبارات الذكاء العاطفي

لا توجد حتى الآن اختبارات دقيقة وموثوقة لتحديد نسبة الذكاء العاطفي لذا لا بد للجامعات أن تحاول تطوير نماذج جديدة، ومن بعض المشكلات:

  • عدم قدرة الاختبارات على قياس الذكاء العاطفي الفطري لدى الأشخاص، إنما العملية تقوم بقياس ذكاء أشخاص معرضين للكثير من التأثيرات كالبيئة مثلاً.
  • لا تعطي الاختبارات نتائج دقيقة، لكونها تتبع أسلوب الاختيار من متعدد فهي تعرض عدد محدد من الإجابات مما يسبب تماثل الإجابات وبالتالي ضعف التمايز بين المتقدمين.
  • أسلوب الاختيار من متعدد يلغي احتمالية العبقرية العاطفية لأن الإجابات تكون محددة ولا مجال لإضافة جديدة لأن ذلك سيؤثر في استخلاص النتائج.
  • ذاتية الاختبارات واعتمادها على آراء ومعتقدات ووجهة نظر الشخص الخاضع للاختبار.
  • قيام أكاديميين في الجامعة بتحديد الإجابات الجيدة والسيئة، وهذا قد لا يكون دقيقاً نظراً للاختلافات بين الأشخاص والمواقف التي يتعرضون لها، وبرغم الشهادة الحاصلين عليها إلا أنهم لا يستطيعون تحديد الأفضل والأسوأ في الحياة العملية وعلى أرض الواقع.
  • الاختبارات تقيس القدرات الحالية أكثر من كونها تقيس الإمكانيات المستقبلية، برغم ارتباط الذكاء الوثيق بالإمكانيات.
  • عدم إمكانية اختبار الذكاء للأطفال برغم أهمية ذلك، لأنه سيكون من الأسهل وضع خطط لتطوير ذكائهم وخصوصاً الأطفال دون عمر السنتين.

أخيراً.. لا بد لكل فرد منا أن يتعلم كيف يعرف مشاعره ويفسرها ويعبر عنها ويديرها، لما لذلك من انعكاسات إيجابية على الحياة الخاصة والمهنية ولتحقيق الراحة وتجنب الضغط والتوتر.