بعد اكتساحه جوائز الإيمي 2025: مسلسل “Rivals” يعيد وهج الدراما البريطانية

اختتمت مراسم حفل توزيع جوائز إيمي الدولية 2025، حاملة معها مفاجآت كبيرة، إلا أن الحدث الأبرز تمثّل في الهيمنة البريطانية الواضحة على أغلب الجوائز. فقد تمكنت المملكة المتحدة من انتزاع سبع جوائز دفعة واحدة، لتثبت مجدداً أنها أحد أهم المراكز العالمية لصناعة التلفزيون، وذلك بفضل أعمال درامية وكوميدية ووثائقية حققت انتشاراً واسعاً خلال العام.

تفاصيل حفل توزيع جوائز الإيمي 2025

وكان بطل الليلة دون منازع هو مسلسل Rivals، الذي فاز بجائزة أفضل مسلسل درامي، جامعاً حوله الإشادات ومحركات البحث والمشاهدين، خصوصاً بعد أن أعاد إحياء واحدة من أكثر الحقبات إثارة في تاريخ الإعلام البريطاني.
ينتمي مسلسل Rivals إلى فئة الدراما السياسية والإعلامية، وهو مستوحى من روايات الكاتبة البريطانية الشهيرة جيلي كوبر، التي اشتهرت بمعالجتها العميقة للكواليس الاجتماعية والسياسية للنخب البريطانية. تدور أحداث المسلسل في ثمانينيات القرن الماضي، وهي فترة شهدت تغيّراً جذرياً في بنية الإعلام البريطاني عقب ظهور القنوات التلفزيونية المستقلة، وهو التحول الذي ولّد منافسات شرسة بين أصحاب النفوذ والشركات الكبرى.

يركز العمل على صراع شرس بين قطبين من أقطاب الإعلام:

• اللورد توني بادينغهام، الذي يؤدي دوره النجم ديفيد تينانت، بشخصية قاسية وذات طموح لا حدود له، يتولى إدارة شركة تلفزيونية قوية تُدعى "كورينيوم".
•  روبرت كامبل-بلاك، الذي يجسده أليكس هاسيل، وهو رياضي أولمبي سابق تحول إلى نائب برلماني، يعيش حياة مزدوجة بين السياسة والإعلام، ويخوض منافسة شرسة مع بادينغهام للسيطرة على مستقبل التلفزيون.

هذا الصراع بين عملاقين لا يُقدّم فقط كمعركة سلطة، بل كصدام فكري واجتماعي يعكس التغيّرات السياسية والاقتصادية التي عاشتها بريطانيا في تلك الحقبة، حيث كان الإعلام يشكّل ساحة معارك حقيقية بين النفوذ المالي والرغبة في التجديد والهيمنة.
ولأن الثمانينيات هي فترة ثرية بالأحداث، فقد حرص صناع العمل على تقديم صورة دقيقة جدًا للمشهد الإعلامي خلال تلك السنوات: من الديكورات والملابس وحتى لغة الحوار والسياسات الإعلامية، ليبدو العمل كرحلة زمنية حقيقية تعيد المشاهد إلى قلب تلك المرحلة.

شخصيات ثرية وتركيبة أبطال متكاملة

لم يقتصر نجاح Rivals على القصة فحسب، بل جاء نتيجة مجموعة من الشخصيات المكتوبة بعناية، والتي قدمها فريق تمثيلي قوي، من بينهم:

•  أليكس هاسيل بدور روبرت كامبل-بلاك: يظهر في الدور كرجل سياسي ساحر، لطيف، لكنه يخفي حياة من العزلة ويعيش مع كلابه بعيدًا عن الأضواء رغم حضوره السياسي والإعلامي الصدامي.
•  ديفيد تينانت بدور اللورد بادينغهام: أداء يجمع القسوة والدهاء والطموح، ويجسّد الشخصية التي تتحكم بمصائر الآخرين من خلف الكواليس.
• أيدان تيرنر بدور الصحفي ديكلان أوهارا، وهو شخصية قوية ومتقلبة المزاج، تأتي من خلفية الصحافة الاستقصائية.
•  فيكتوريا سمورفيت بدور مود أوهارا، زوجة ديكلان.
•  نافيسا ويليامز بدور كاميرون كوك، المنتجة التلفزيونية الأمريكية الطموحة.
• كاثرين باركنسون بدور ليزي فيريكر، الكاتبة الرومانسية المقربة من روبرت.
•  إميلي أتاك بدور سارة ستراتون، التي تطمح للظهور التلفزيوني.

الجوائز: هيمنة بريطانية كاملة

شهد حفل إيمي الدولية هذا العام سيطرة واضحة للمملكة المتحدة، التي حققت سبع جوائز بارزة:

•  أفضل مسلسل درامي: Rivals.
•  أفضل مسلسل كوميدي: Ludwig.
•  أفضل ممثلة: آنا ماكسويل مارتن عن Until I Kill You
• أفضل وثائقي: Hell Jumper.
•  أفضل برنامج واقعي للأطفال: Fallen.
• أفضل فيلم/مسلسل قصير: عمل للمؤلف داف جيمس.
• الأحداث الجارية: Dispatches: Kill Zone: Inside Gaza.

كما لفت الأنظار المسلسل الكوميدي Ludwig الذي يؤدي بطولته ديفيد ميتشل، مستعرضاً قصة خبير ألغاز ينتحل شخصية شقيقه التوأم المحقق لحل لغز اختفائه. وكان لافتاً كذلك أن النجمة آنا ماكسويل مارتن شاركت فيه بعد حصولها على جائزة الإيمي عن عمل آخر.

الإنجازات الدولية الأخرى

لم تخرج الدول الأخرى خالية الوفاض، إذ حقق التلفزيون الإسباني جائزتين مهمتين:

• أفضل وثائقي رياضي: It’s All Over: The Kiss That Changed The Spanish Football.
•  أفضل ممثل: أوريول بلا.

كما فازت دول أخرى بعدد من الجوائز في فئات متنوعة تشمل الرسوم المتحركة، الفن، البرامج الواقعية، الترفيه بدون نص، والتيلينوفيلا، مثل:

• Bluey (رسوم متحركة أطفال).
•  RYUICHI SAKAMOTO: LAST DAYS (برامج الفنون).
•  La Mediatrice (مسلسلات قصيرة).
•  Shaolin in Heroes: Denmark (ترفيه بدون نص).