حديث نبوي يصف أهل القدس

لمدينة القدس مكانة عالية في نفوس العرب والمسلمين، ومنزلة رفيعة وقد خصها الله تعالى بفضائل وخصائص عظيمة، وقد دلت على ذلك الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية أبرزها حديث نبوي يصف أهل القدس وما حولها، تابعوا المقال لمعرفة التفاصيل.

أحاديث نبوية عن وصف أهل القدس

قال عبد الله بن الإمام أحمد: وجدت بخط أبي، ثم روى بسنده إلى أبي أمامة قال: قال صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك"، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: "ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس" وأخرجه أيضا الطبراني . قال الهيثمي في المجمع ورجاله ثقات. والله أعلم. ^[1]  

وفي هذا الحديثِ يخبِر النَبي صلَّى الله عليه وسلّم عن هذه الأُمة أنّها لا تزال فيها طائفة على الحق، وهذه الطّائفَة مُعانة من الله منصورة على مَن خَذَلها وحَاربَها. وقيل إن هذه الطائفة هم المجاهدون في سبيل الله تعالى ببلاد الشام، وقيل البعض أنهم بأكناف بيت المقدس، ومما اجتمع بين هذه الأقوال كلِّها بأنّ هذه الطّائفة تكون متناثرة بين طَوائف الأُمة من العلماء والمجاهدين والفقهاء، وقد يكونون مجتمعين بنفس مكان أو متفرقين في أنحاء العالم.

فضل بيت المقدس ومكانته

يتميز بيت المقدس الذي يضم المسجد الأقصى مكانة عظيمة في الإسلام، فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ومما عزز فضل بيت المقدس أنه أرض المحشر والمنشر فعن ميمونة مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت قلت: يا رسول الله أفتنا في بيت المقدس؟ قال: “أرض المحشر والمنشر ائتوه فصلوا فيه فإن الصلاة فيه كألف صلاة في غيره”، قلت: أرأيت إن لم أستطع أن أتحمل إليه؟ قال: "فتهدي له زيتًا يسرج فيه، فمن فعل فهو كمن أتاه".

وتوثقت مكانة بيت المقدس بحادثة الإسراء والمعراج التي اختصت برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم كما أخبر الله تعالى في سورة الإسراء في كتابه العزيز " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ"

ولم تأتِ سيرة بيت المقدس في القرآن الكريم، إلا وعبر عنها بأنها أرض القداسة والبركة إذ قال تعالى على لسان موسى عليه السلام: "يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة" وقال تعالى عن الخليل إبراهيم عليه السلام عندما هاجر إلى بيت المقدس "ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين". وقال تعالى: "وأورثنا القوم الذين كانوا يُستَضْعَفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها"

ومن فضل بيت المقدس هو أن الله تعالى ضاعف أجر الصلاة فيها كما قال النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- "فَضْلُ الصَّلَاةِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ عَلَى غَيْرِهِ مِائَةُ أَلْفِ صَلَاةٍ، وَفِي مَسْجِدِي أَلْفُ صَلَاةٍ، وَفِي مَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَمْسُمِائَةِ صَلَاةٍ"

وبسبب مكانة المسجد الأقصى عظيمة في نفوس المسلمين فقد أصبح أقصى أمانيّ الواحد منا أن يُكحّل عينيه برؤية القدس بوابة السماء ولو عن بعد، فقد جاء في الحديث الشريف عن أبي ذر رضي الله عنه قال: تذاكرنا ونحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أيهما أفضل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أم بيت المقدس؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلاة في مسجدي أفضل من أربع صلوات فيه ولنعم المصلى هو، وليوشكن أن يكون للرجل مِثْل شطن فرسه من الأرض حيث يَرى منه بيت المقدس خيراً له من الدنيا جميعاً ". ^[2]  

أدعية خاصة لأهل القدس الشريف

• اللهم إنا نستودعك بيت المقدس وأهل القدس وكل فلسطين، اللهم كن لهم عوناً اللهم إنا لا نملك إلا الدعاء فيا رب لا ترد لنا دعاء، ولا تخيب لنا رجاء اللهم أنصر ضعفهم فإن ليس لهم سواك.
• اللهم إني أستودعك بيت المقدس وأهل القُدس وكُل فلسطين، اللهُم كُن لهم عوناً ونصيراً يا رب العالمين.
• يا الله إنَّهم عبادك المُستَضعفون فَكُنْ لهم عوناً ومعيناً يا رب انصر فلسطين الحبيبة.
• اللهم حرر المسجد الأقصى اللهم انصر شعب فلسطين ضد المحتلين.
• للهم حرر المسجد الأقصى، وأجبر كسرهم، واشف مرضاهم، وتقبل شهداءهم برحمتك.
• اللهم ارزق إخواننا في فلسطين الصمود والقوة في وجه الطغيان وانصرهم.

الأسئلة الشائعة

ماذا قال رسول الله عن القدس؟

عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ : "من أراد أن ينظر إلى بقعة من الجنة فلينظر إلى بيت المقدس".

ماذا قال الرسول لأهل فلسطين؟

روى الطبراني وصححه الألباني: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (عليكم بالشام، فإنها صفوة بلاد الله يسكنها خيرته من خلقه).

ماذا قال رسول الله عن تحرير القدس؟

عن سيدنا عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تقاتِلُكمْ يهودُ فتُسلَّطونَ عليهِم حتى يقولَ الحجرُ: يا مسلمُ هذا يهوديٌّ ورائي فاقتُلْه"

ويدل حديث نبوي يصف أهل القدس أن الحق لا ينقطع في أُمة الإسلام، فهناك من يتوارثه جِيلاً بعد جِيل، وفيه إشارة إلى بقاء نصر الله لهم وحفظهم.

موضوعات ذات صلة: