دعوة النبي لمكة والعرب جهراً

  • تاريخ النشر: الأحد، 20 نوفمبر 2022 آخر تحديث: الخميس، 05 يناير 2023
دعوة النبي لمكة والعرب جهراً

انطلق النبيُّ عليه الصلاة والسلام بدعوته لأهل مكةً، وكانت العادة أنه من يريد الإعلان عن شيءٍ مهمٍّ، يصعد على جبل الصَّفا ليُنذرَ به، وكذلك فعل النبي، صعد على الصفا، ونادى بأعلى صوته، يا أيها الناس، يا أهل قريش، وا صباحاه، وا صباحاه، وهذه كلمةٌ تُقال للإنذارِ بأن أمراً عظيماً سيحدث.

فنظر الناس إلى المُنادي، فإذا به النبي عليه الصلاة والسلام، فاجتمعوا حوله ليعلموا الخبر، حتى أن البعض أرسلوا من يستطلع لهم الخبر، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: يا معشر قريش، إذا أخبرتكم أنَّ خيلاً قادمةٌ من وراء هذا الوادي ليغزوا أرضكم هل ستصدقوني؟ قالوا: أنت الصادق وسنصدقك، لأننا ما علمنا أنك يوماً كذبت، فقال لهم النبي عليه الصلاة والسلام: أمَا إني قادمٌ لأنذركم بعذابٍ أليمٍ من الله إن لم تؤمنوا بالله الواحد الأحد، ثم قال: يا معشر قريش! أنقذوا أنفسكم من النار، فإني لا أُغْنِي عنكم من الله شيئاً، ثم صار ينادي عليهم قبيلةً قبيلة، حتى وصل إلى بني عبد المطلب، ثم إلى أعمامه، حتى انتهى بقوله لابنته فاطمة رضي الله عنها، فقال لها: يا فاطمة بنت محمدٍ، أنقذي نفسك من النار، فإني لن أُغْني عنك من الله شيئاً، فقال عمُّه أبو لهب: تبّاً لك يا محمد، ألِهذا جمعتنا؟ فأنزل الله تعالى سورة المَسَدْ ردّاً عليه.

ثم انطلق النبي عليه الصلاة والسلام بالدعوة جهراً، ويقيم الصلاة أمام أعْيُنِ الناس، فتضايقت قريش، ولذلك ذهبوا إلى أبي طالبٍ يطلبون منه بأن يتوقف النبي عليه الصلاة والسلام عن دعوته، فأرضاهم ببعض الكلام فخرجوا، ثم عادوا مرة أُخرى وقالوا: يا أبا طالب، إما أن تتوقف عن حماية ابن أخيك، أو هو يتوقف عن دعوته، وإلا عاديناكم، فضاق صدر أبو طالبٍ، وذهب للنبي ليطلب منه التوقف، فردَّ النبي بقوله: لو وضعوا الشمس بيميني والقمر بشمالي ما تركت هذا الأمر، أو أهلك دونه، ثم مضى وهو يبكي، فرده أبو طالبٍ وقال: يا ابن أخي، والله لن يصلوا إليك بسوء ما دُمتُ حياً، ففرح النبي ومضى بدعوته.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار