زراعة الأسنان (Dental Implantation)

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الأربعاء، 20 مارس 2024
زراعة الأسنان (Dental Implantation)

مشكلة فقدان الأسنان من أكبر المشاكل التي قد تواجهنا جميعاً مع التقدم في العمر، ويبدو إجراء جسور طويلة أو أطقم متحركة أمراً مثيراً للقلق، وفي المقابل، يلّوح العلم من بعيد بالزرعات السنية لكونها ثورة في عالم التعويضات السنية، وبفضل التقدم الكبير الحاصل في مجالها، فهي تؤمن الراحة والاستقرار وأقرب ما يمكن إلى الأسنان الطبيعية، في هذا المقال نخبرك بكل ما تود معرفته عن زراعة الأسنان.

ما هي الزرعات السنية

الزرعات السنية هو تعويض صناعي ثابت (بالإنجليزية: Prosthodontic) لسن أو لأسنان مفقودة ينغرس جزء منه عميقاً ضمن العظم والجزء الآخر يكون ظاهراً ضمن الفم، ويتكون الشكل النهائي للسن المزروع مما يأتي: [1]

  • الزرعة (Implant): الجزء الذي يدخل ضمن العظم، بما يقابل جذراً (بالإنجليزية: Root) السن الطبيعي.
  • الدعامة (Abutment): قطعة تتوضع فوق الزرعة وتحت التاج تقابل عنق السن (بالإنجليزية: Neck).
  • التعويض أو التاج النهائي (Crown): هو الشكل الخارجي للزرعة، الذي يحاكي أشكال تيجان الأسنان.

مكونات السن المزروع

تستطيع الزرعة السنية بالتالي؛ إعادة وظائف المضغ والكلام، تحقيق النواحي الجمالية، الحفاظ على العظم من الامتصاص بشكل مشابه تماماً للأسنان الطبيعية، في حال تم القيام بها بشكل ناجح. [1]

أنواع الزرعات السنية

هناك العديد من الأنواع للزرعات السنية، حيث يحدد النوع الآتي: [1]

  1. المادة المصنوعة منها الزرعة.
  2. طريقة التصنيع (بالإنجليزية: Manufactory).
  3. الشكل الخارجي (بالإنجليزية: Shape).
  4. الطريقة (بالإنجليزية: Technique) التي يستخدمها الطبيب عند وضعها في فم المريض.

يمنح هذا الاختلاف الكبير في الأنواع خيارات واسعة، ليصبح من الممكن وضع زرعة تلائم أي حالة أو أي مريض تتطلب الحالة القيام بالزرع لديه، ومن العوامل الرئيسية لاختيار الزرعة المناسبة لكل حالة ما يأتي: [1]

  • مكان الزرعة: (هل هو سن أمامي أم خلفي)، حيث يتحكم المكان بأبعاد الزرعة المطلوبة.
  • ثخانة أو سماكة الأنسجة المحيطة بالزرعة: (سواء كانت اللثة أو العظم)، التي تحدد طول أو قطر الزرعة أو شكلها الخارجي.
  • المسافة المتوافرة: تحدد عادة طول وقطر الزرعة التي ستُستخدم، ويقصد بها المسافة بين الزرعة وأسنان الفك المقابل أو الزرعة والأسنان المجاورة من الفك نفسه.
  • أشكال وأعداد الحلزونات الموجودة على سطح الزرعة: (كتلك الموجودة على سطح البرغي)، حيث تلعب كمية العظم المتوافرة الدور الأساسي في تحديد أيها يستخدمها كطبيب، بالإضافة لذلك، يوجد أشكال خارجية مختلفة للزرعات، كأن تكون أسطوانية أو مستدقة (رفيعة).
  • المادة التي تصنع منها الزرعة: أكثر المواد انتشاراً هو معدن التيتانيوم (بالإنجليزية: Titanium) أو أحد خلائط التيتانيوم، كما دخل حديثاً استخدام معدن الزيركون (بالإنجليزية: Zirconia) أو خلائطه، ويعتبر هذان المعدنان أكثر المواد استخداماً، بل إن التيتانيوم هو المادة المفضلة بسبب تقبله الحيوي العالي من قبل أنسجة الجسم، وكونه مادة تمنع إلى حد كبير نمو البكتيريا عليه.

وللدعامات فوق الزرعات العديد من الأنواع أيضاً، وذلك لتمنح مرونة أكبر للطبيب باختيار ما يلائم الحالة. [1]

أنواع الدعامات المستخدمة في زراعة الأسنان

  • الدعامات التقليدية (Standard): الأكثر استخداماً وتستخدم في الحالات غير المعقدة.
  • الدعامات القابلة لإعادة التشكيل (Prepable): تأتي على شكل قالب جاهز من المعدن، ويعدلها فنيو الأسنان بما يلائم حالة المريض.
  • الدعامات المتصلة مع التعويض أو التاج (Non-segmented): أيضاً يتم تصنيعها مع التاج بما يناسب الحالة.
  • المادة المصنعة منها الدعامة: فقد تكون مصنوعة من التيتانيوم أو الزركونيوم.
  • طريقة تثبيت التاج على هذه الدعامة: فالدعامة والزرعة قد تكون قطعة واحدة كما ذكرنا، أو بواسطة مادة لاصقة (بالإنجليزية: Cement) أو برغي تثبيت (بالإنجليزية: Screw). [2]

في أي الحالات يتم استعمال الزرعات السنية

بصفتها أحدث التقنيات في عالم التعويضات السنية، وبفضل مرونتها العالية، بقائها المديد في الفم، مشابهتها في مختلف الخصائص للأسنان الطبيعية؛ تشكل الزرعات السنية الخيار الأول لتعويض فقد الأسنان في دول العالم الأول. [2]

إذ تضاعف عدد الزرعات السنية في الولايات المتحدة حتى 10 أضعاف بين عامي 1983 و2002، بحسب دراسة نشرتها منظمة أطباء الأسنان الأمريكية، كما يوجد في العالم أكثر من 200 شركة منتجة للزرعات السنية، والتي تطور هذا المنتجات من عام إلى آخر، ويتم استخدام الزرعات السنية في الحالات الآتية: [2]

  • بشكل عام، يمكن تعويض فقد أي سن مفرد بواسطة الزرعات السنية، ما لم يوجد مضادات استطباب.
  • طلب ورغبة المريض لذلك، ما لم يوجد مضاد استطباب، كعدم استعداده النفسي لبرد الأسنان المجاورة للفقد، من أجل تثبيت جسر.
  • في حالات فقد الأسنان المتعددة والكبيرة، يمكن من أجل تقليص عدد العمليات الجراحية وتوفير المال أيضاً، حيث يتم تنفيذ زرعات داعمة، ثم تحميل جسر ثابت تقليدي عليها (أي مثلاً في حال فقد 7 أسنان من الصف ذاته، يمكن الاستعانة بزرعتين في منتصف مسافة الفقد تقريباً وتركيب جسر ثابت عليهما).
  • يوجد استعمالات حديثة أخرى في حالات فقد كامل الأسنان، حيث يمكن تثبيت طقم أسنان متحرك خاص على زرعات خاصة معدة، لهذا الاستخدام، ويمكن نزعه بسهولة من قبل المريض وإعادة وضعه ويكون أكثر ثباتاً وملائمة من الطقم السني المتحرك التقليدي.

من هم الممنوعون من إجراء عمليات زراعة الأسنان

  • الأشخاص المصابون بالأمراض القلبية الوعائية وخصوصاً الشديدة منها وغير المسيطر عليها دوائياً (غير مؤهبين أو مؤهلين للجراحة).
  • مرضى السكري وخصوصاً غير المسيطر على مرضهم دوائياً.
  • المدمنون على عادة التدخين والكحول.
  • المصابون بحالات نفسية أو عصبية؛ لارتفاع خطر تعرضهم لضرر صرير الأسنان الليلي (بالإنجليزية: Bruxism).
  • المرضى الشباب الذين لم يبلغوا سن النمو بعد (اكتمال النمو العظمي).
  • المرضى ضعيفو المناعة (المضعفين مناعياً، الذين يتعاطون أدوية لزرع الأعضاء) أو المصابين بالأمراض المناعية كالإيدز (AIDS).
  • أصحاب الصحة والعناية الفموية السيئة، والذين لا يتجاوبون مع نصائح الطبيب. [2]

كيف تتم عملية زراعة الأسنان وما مراحلها

زراعة الأسنان

تتشابه إلى حد كبير جميع أنواع الزرعات، من حيث تقنية التطبيق والمبدأ، لكن هناك اختلافات بسيطة بين كل شركة مصنعة وأخرى، وهذا ما يعرف باسم أنظمة الزرع (بالإنجليزية: Systems)، وعلى الطبيب أن يكون مؤهلاً وخاضعاً لدورات تدريبية لإجراء زرع الأسنان وفق كل نظام. [3]

أغلب هذه الأنظمة تعتمد على المراحل الآتية، ضمن الطريقة التي سنذكرها، التي تعد الأكثر انتشاراً وشيوعاً وأبسطها: [3]

  1. تهيئة الصحة الفموية للمريض والقيام بجميع الفحوصات اللازمة.
  2. تتم عادة عملية زراعة الأسنان تحت التخدير الموضعي كعلاج الأسنان التقليدي.
  3. يقوم الطبيب بإجراء شق جراحي بسيط فوق المنطقة المراد الزرع فيها.
  4. بواسطة آلات خاصة بكل نوع من الزرعات، يقوم الطبيب بالحفر ضمن العظم لتشكيل فراغ يسمح بتوضع الزرعة.
  5. يضع بعدها الزرعة ويثبتها كما يثبت البرغي، وذلك بسبب وجود الحلزونات على سطحها الخارجي.
  6. يجب أن تدخل كامل الزرعة ضمن العظم ولا يبقى منها أي جزء مكشوف داخل الفم.
  7. يثبت الطبيب بعدها جزءاً يسمى داعمة الشفاء (بالإنجليزية: Healing abutment) على الجزء العلوي من الزرعة، وهي تشبه الغطاء الصغير، تبقى مكشوفة ضمن الوسط الفموي ويقوم الطبيب بالخياطة حولها، والانتظار حتى يكتمل اندماج الزرعة ضمن العظم (بالإنجليزية: Osseointegration)، حيث تساعد الدعامة على ذلك وتسمح ببقاء الجزء العلوي من الزرعة مكشوفاً لاستقبال الدعامة النهائية فيما بعد.
  8. بعد فترة تتراوح بين 4 إلى 6 أشهر، والتأكد من اندماج الزرعة بالعظم، نعود إلى الطبيب فيزيل دعامة الشفاء ويثبت الدعامة والتعويض النهائي المختارين للحالة، وتكون بذلك انتهت عملية زرع السن.

نصائح للحفاظ على الزرعات السنية

  • إن عملية زراعة الأسنان بقدر ما تبدو بسيطة، إلا أنها بحاجة لتوافر العديد من الشروط، كي تحقق النجاح.
  • تعتبر الصحة الفموية العالية واحدة من أهم عوامل الحفاظ على الزرعات السنية، نظراً لإمكانية وجود البكتيريا، ضمن الفراغ بين الزرعة والعظم، خصوصاً قبل اكتمال الاندماج العظمي؛ وبالتالي تؤدي إلى فشل الهدف المرجو من تركيب الزرعة، يمكن تفريش تاج الزرعة، كما تيجان الأسنان تماماً، فبالرغم من أنه سن صناعي، إلا أن ذلك لا يمنع اللويحة البكتيرية والقلح أو طبقة الجير (بالإنجليزية: Plaque) من التشكل على سطحه، ويجب التأكد من استخدام فرشاة الأسنان والخيوط بين السنية بشكل مستمر ونظامي؛ خاصة للمرضى الذين يضعون جسوراً أو أجهزة متحركة (كالتقويم) فوق زرعات.
  • التدخين والكحول وخصوصاً بكثرة، يعتبران من العوامل التي تؤدي إلى الفشل الحتمي للزرعة، يجب التقليل منهما قدر الإمكان والامتناع عنهما سيكون أفضل.
  • مراجعة طبيب الأسنان كل 6 أشهر، وإعلامه بكل طارئ مهما كان صغيراً. [3]

أسئلة شائعة عن الزرعات السنية

هل أنا مؤهل للحصول على زرعة سنية كتعويض سني

في الحقيقة الشخص الوحيد القادر على البت تماماً في ذلك هو الطبيب الأخصائي، فالأمر بحاجة لصور أشعة، تقدير للكثافة العظمية، فحوصات طبية عامة، تحاليل دموية مؤهلة للجراحة، دراسة دقيقة للحالة وللفقد، ولكن بشكل عام الزرعات السنية هي خطة علاجية ذات مضادات استطباب قليلة نسبياً. [1]

هل الزرعة السنية أفضل من السن الطبيعي

نعم ولا، صحيح أن الزرعات أقوى من السن الطبيعي، من حيث البنية والمتانة وعدم إصابتها بالنخور، لكن ما من تعويض يحل محل السن الطبيعي تماماً، فالسن يملك ضمن أربطته المحيطة به مستقبلات حسية تسمح للمخ بالتحكم الكامل وعالي الدقة بعملية المضغ والبلع، وهذا ما لن تمتلكه الزرعات. [1]

كما أن حركات السن بأجزاء من الميلليمتر التي تمنحها لها الأربطة السنية، تسمح له بامتصاص الصدمات وتبديد الجهود الإطباقية أكثر، وبطبيعة الحال كلاهما بحاجة لعناية عالية بالصحة الفموية للحفاظ عليهما. [1]

ما هي التكلفة التقديرية للزرعات السنية

من الصعب إعطاء أرقام دقيقة لجملة من الأسباب يأتي في مقدمتها، اختلاف الحالات، واختلاف أجور الأطباء، واختلاف الزرعات والمواد المستخدمة، والمنطقة الجغرافية، وبشكل عام، تراوحت تكلفة الزرعة السنية، والتعويض عليها في الولايات المتحدة بين 3000 إلى 6000 دولار أمريكي. [1]

بينما في المملكة العربية السعودية بين 1000 إلى 1500 دولار أمريكي، أما في دول عربية أخرى كسوريا مثلاً تكون تكلفتها تتراوح بين 300 إلى 600 دولار أمريكي، بطبيعة الحال الشركات المنتجة للزرعات السنية عديدة وتنافسية، وقد يكون مجال الأسعار واسعاً ويمكن اختيار ما يناسبك منه. [1]

كم من الزمن قد تبقى الزرعة في الفم

في حال تمت عملية الزراعة بشكل دقيق وشبه مثالي وحافظ المريض على صحته الفموية وتنظيفها باستمرار فقد تبقى مدى الحياة، ووصلت نسبة النجاح للزرعات السنية، ضمن الظروف شبه المثالية إلى 98% من الحالات (وهي نسبة مرتفعة إلى حد كبير)، ولكن نستطيع القول بأن الزرعة السنية تكون ناجحة في حال بقت في الفم دون مشاكل لمدة تتراوح بين 10-15 عاماً. [1]

هل يُنصح بالزرعات السنية كبديل على الجسور الثابتة

بالطبع، توفر الزرعات السنية النسج السنية المجاورة لمنطقة الفقد، التي قد نبردها في حال قمنا بصناعة جسر ثابت، كما أنها أطول ديمومة وتعطي راحة وثقة أكبر للمريض من الجسور الثابتة، لكن العائق الأساسي لها هي حاجتها للجراحة وتكلفتها المرتفعة بالنسبة للجسر، عادة ما يتم المزج بين الطريقتين، وخصوصاً في حالات الجسور الطويلة. [1]

ما أفضل الشركات المنتجة للزرعات السنية

قد يتركك الطبيب أمام حرية اختيار "طراز" الزرعة وشركتها المصنعة، بشكل عام لا يوجد اختلاف كبير بالنتائج، وقد تكون جودتها متقاربة إلى حد كبير، تعتبر شركة (Nobel Bio Care) وشركة (Straumann) من أهم العلامات التجارية. [1]

لكن كما ذكرنا أعلاه يوجد أكثر من 200 شركة عالمية لإنتاج وتصميم الزرعات منتشرة حول العالم وجميعها متقاربة من حيث النتائج، والاختلاف الأساسي في نظام التطبيق وهو موضوع يتعلق بالطبيب وحده، أضف إلى ذلك الشركات المحلية التي دخلت السوق بقوة وبأسعار منافسة لأسعار الزرعات المستوردة. [1]

هل زرع الأسنان مؤلم

تستخدم أثناء عملية الشق الجراحي وحفر العظم المخدرات الموضعية عادةً الليدوكايين التقليدي (Lidocaine 2%) مثله مثل أي معالجة سنية أخرى، وهو كاف لتسكين الألم والتخدير أثناء القيام بالعمل. [1]

لكن فيما بعد قد تكون منطقة إجراء العملية مزعجة ومؤلمة للمريض؛ لذلك توصف مسكنات الألم ومضادات الوذمة، ومن أبرزها الإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen). [1]

تاريخ وتطور زراعة الأسنان

بعد العديد من الدراسات والأبحاث على الأحافير والآثار، وجد العلماء بأن تطبيق فكرة التعويضات الثابتة وحتى الزرعات السنية، قد تم استخدامها منذ 2500 سنة قبل الميلاد من قبل المصريين القدامى، ومن بعدهم شعوب المايا في أمريكا الجنوبية، كل ذلك باستخدام تقنيات بسيطة. [2]

من ناحية العلم الحديث، فقد مر علم الزرعات السنية بالكثير من التبدلات، حتى وصل إلى التقنية التي تستخدم اليوم، من حجم الزرعات، والتقنيات المستخدمة والأجهزة وحتى المعادن المستخدمة، قد يكون الدكتور سترومان، وشرودر، وبرينمارك من أبرز الأطباء والعلماء الذين ساهموا في التقدم الكبير في هذا المجال. [2]

وفي النهاية، بالرغم من كون الزرعات السنية خياراً ممتازاً كبديل عن الأسنان المفقودة، إلا أنه لم يتمكن العلم حتى الآن من إيجاد البديل المثالي الذي يملأ فراغ السن، فأفضل التعويضات السنية هي السن نفسه، لذلك يجب المحافظة على الأسنان والعناية بها، لأن ما يُخسر منها لن يعوض أبداً.